هل يصح أن يقول المسلم ( خلوت مع الله ) أو ( خلوت بالله ) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( جاورت في غار حراء )
في لفظ آخر في الصحيحين ( خلوت في غار حراء )
وليس هنا التنصيص والتصريح بأنه خلا مع الله
ولذا ما وجدت إطلاق لفظة خلوت مع الله أو خلوت بالله في نص من النصوص الشرعية
اللهم إلا أنه ورد كما هو معلوم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يدني العبد فيضع كنفه ويستره عن الناس ويقرره بذنوبه ) وليس في هذا تصريح بالخلوة
ثم الكنف والستر من الذي وضعه ؟
الله عز وجل
ورد عند النسائي والطبراني أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ( ما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر )
هذا الحديث مختلف في بعض رجاله ولو صح فإن الخلوة هنا واقعة من الله وليس من العبد
إذن هذا ما يخص الآخرة
لكن ما يخص الدنيا هل يصح أن يقول العبد خلوت مع الله أو خلوت بالله ؟ لم أجد دليلا على هذه المسأل ة
اللهم إلا أن هناك دليلا حديث عقبة بن عامر عند الطبراني وهو :
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من راكب يخلو بالله إلا ردفه ملك ــ يعني ــ كان معه ملك ــ وما من راكب يخلو بشعر ونحوه إلا ردفه شيطان )
هذا الحديث حسنه المنذري في الترغيب وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد
الألباني في السلسة الضعيفة لما ذكره قال هذا حديث منكر ثم قال وإن تعجب فاعجب من تحسين المنذري في الترغيب وتبعه الهيثمي في مجمع الزوائد
قال أما أولئك الثلاثة الذين تبعوا المنذري والهيثمي في تعليقاتهم على الترغيب فلا عجب فإنهم من المعتدين على علم الحديث كشأن الناشيئن في هذا العلم الذين اغتروا بما لديهم من ثقافة مزجاة
فالشاهد من هذا أنه مع هذا حسنه في صحيح الجامع ، لكن يمكن أنه تراجع في هذا
الشاهد من هذا : إن ثبت هذا الحديث فإنه دليل على صحة قول الإنسان خلوت مع الله أو خلوت بالله وإن لم يصح بناء على هذا الاختلاف بين هؤلاء المحدثين فإنه لا يقال مثل هذا اللفظ إلا إن وجد دليل
هذا منتهى ما اطلعت عليه وأعرفه في هذه المسألة
ولذلك يجتنب الإنسان هذا اللفظ إلا إن وجد دليل صريح صحيح ينص على هذا