وُكِّل في صرف أموال الزكوات فيصرفها على نفسه بحجة أنه فقير
هل يجوز ذلك ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الله جل وعلا يقول :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) }
وهذه هي أمانة
وقال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }
وقد وكل في هذا ، والوكيل أمين ويجب عليه أن يحرص على أن ينفذ وكالة موكله ، وقد أخطأ في هذا الأمر ، وعليه أن يتوب إلى الله ، وعليه أن يخرج هذه الزكاة ، وعليه أن يصرفها في أهلها المستحقين حتى تبرأ ذمته
ولا يعد إلى هذا الأمر
ثم إن هناك أمرا آخر يقع فيه بعض الناس :
استحياء وخجلا من أن يخبر الغني أن يتصدق أو المزكي
وهو :
أن بعضا من الناس قد يوكله الغني في صرف زاكة ماله ، ثم هذا الوكيل الذي أخذها من الغني لكي يصرفها إلى الآخرين هو فقير ، فيقول : أنا من ضمن الفقراء فسأصرف هذه الزكاة عليَّ أو سآخذ جزءا منها لكي أرفع بها الفقر عني
وهذا لا يجوز ، لِمَ ؟
لأن الوكالة ما هو مقتضاها ؟
مقتضاها :
لما أوكلك على شيء أن تدفع هذا الشيء إلى شخص آخر ، ليس أن تأخذ هذا الشيء
فبعض الناس :
وهذه مسألة يقع فيها بعض الناس :
يكون فقيرا ، ويأتي إنسان ويقول : هذه الزكاة يا فلان أو يافلانة خذوا هذا المال واصرفوه للفقراء فيقولون : نحن فقراء يقولون في أنفسهم ولا يخبرون المزكي يقولون : نحن فقر اء إذا ً نأخذ من هذه الزكاة ، والمتبقي نصرفه للفقراء
هذا خطأ
ولا يجوز للإنسان أن يفعل هذا
لأن الوكالة معناها وأساسها :
أنك تصرفها إلى الغير اللهم إلا إذا أخبرت هذا المزكي قلت : يا فلان أنا والله من ضمن الفقراء ، وما رأيك أن آخذ منها ، وأنا بحاجة إليها ، هنا يجوز
أما أنه لا يخبره يقول استحي فهذا لا يجوز