يجوز الحلف بالمصحف وبالقرآن
لكن هل يجوز الحلف بقول ( ورب المصحف – ورب القرآن ) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحلف بالقرآن والحلف بالمصحف جائز ، وذلك لأن القرآن كلام الله ، وهو صفة من صفاته عز وجل ، فيجوز الحلف باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته
لكن كما سلف لو قيل : ورب القرآن أو ورب المصحف فيمنع
وإن كان مقصود عوام الناس إذا قالوا ورب المصحف ورب القرآن ماذا ؟ يقصدون هل يقصدون أنه مخلوق ؟ لا
يقصدون أنه صاحب القرآن لأنه تكلم به ، لكن بما ان هذه الجملة ربما تفضي إلى إحياء معتقد الجهمية فيمنع منها ، فيمنع منها
فإذن يمنع من كلمة ورب المصحف ، ورب القرآن
ولذلك ابن عباس رضي الله عنهما كما ذكر البيهقي في الأسماء والصفات قال رجل : ” اللهم يارب القرآن اغفر لفلان الذي ثم مات ، فقال ابن عباس مه مه منه بدأ وإليه يعود “
وضبطت : ” منه بدأ ومنه يعود ” كما في الأسماء والصفات للبيهقي وذكر ذلك في الشعب شعب الإيمان ذكر أثر ابن عابس رضي الله عنهما ، وقال ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى قال: ” هذا إسناد معروف في كتب الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما “
لأن البعض قد ضعف هذا الأثر ، لكن هذا الأثر يذكره أهل السنة والجماعة وهو إسناده معروف
فماذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ؟ أنا سأواصل لأن المقام يحتاج فيه إلى تبيين
فابن عباس رضي الله عنهما أثره ثابت كما قال أهل العلم ذكروه فبعضهم يضعف هذا الأثر ، وأهل السنة والجماعة يذكرونه في كتبهم ما الذي جرى منه ؟
جرى منه فعل وقول يدل على خطورة ما قال هذا الرجل
الفعل : فوثب إليه وثب مع أنه كان في مقام موت وما شابه ذلك لكنه أراد أن تحفظ العقيدة ، فوثب إليه ، وماذا قال له ؟
قال: ” مه “ كلمة تدل على شدة الإنكار ، وفي الرواية الأخرى ” ثكلتك أمك “ وهذا يدل على أن المسلم لا يتوانى في صد البدع التي تخل بالعقيدة فما ظنكم لو كان أمرا يتعلق باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته ؟
ولذلك الدارمي ، الدارمي في رده على بشر المريسي الجهمي ، الدارمي قال : ” أرايتك أنك سمعت من يقول يارب القرآن أعطنا كذا أو أعطنا كذا
فيقول : ويحك هل تستدل بهذا الكلام على عزة الله { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } أفتقول إن عزة الله مخلوقة ، وإنما القول فيها { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } أي ذي العزة
كما يقال ذو الكلام كما قال تعالى { ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } فصاحب العزة وصاحب القرآن
ولكن بعضهم استدل بحديث ( كان من دعائه عليه الصلاة والسلام يارب يس وطه ويارب القرآن )
يقول شيخ الإسلام هذا لا يوجد له أصل في كتب السنة ، ولا في أي كتاب من كتب المسلمين
قال بل إن المأثور المعروف بالإسناد هو ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما لما رد على ذلك الرجل وقال ” مه ” لما قال يارب القرآن اغفر لهذا الميت قال” مه هو منه ” يعني صفة من صفاته عز وجل
يقول هذا حديث باطل
فخلاصة القول :
نعود على البداية قول بعض الناس حالفا ورب القرآن ورب المصحف تمنع