يقولون ( ماعاد ندري الصح من الخطأ)
استمع لهذه القاعدة وستعرف بإذن الله الصح من الخطأ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من باب حرص المسلمين على دينهم وعلى أن يحفظ لهم أعطيهم قاعدة بإذن الله لكي يعرفوا الصحيح من غير الصحيح ويعرفوا من هو العالم من غير العالم ومن هو العالم الذي يريد الحق والعالم الذي دخل في قلبه الهوى فصرفه عن الحق ويعرف بها ما يفعله بعض الناس ممن ينتسب إلى أهل السنة لمعالجته لبدع المبتدعة يعالجها ببدع أخرى في أي موسم من المواسم التي تمر على أهل البدع فيأتي بعض أهل السنة جهلا منه أو عمدا عمدا أو هوى وإذا به يعالج تلك البدع ببدع أخرى ويعالج تلك الأخطاء بأخطاء أخرى
هذه القاعدة هي أن الخير كل الخير في اتباع ما جاء به الشرع اسمع إلى ما قاله ابن القيم في إعلام الموقعين قال : ” فألفاظ النصوص عصمة وحجة بريئة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب “
قال : ” فلما كانت هي عصمة عهدة الصحابة وأصولهم التي إليها يرجعون كانت علومهم أصح من علوم من بعدهم وخطؤهم فيما اختلفوا فيه أقل من خطأ من بعدهم ثم التابعون بالنسبة إلى من بعدهم كذلك وهلم جرا “
قال : ” ولما استحكم هجران النصوص ” انتبه جملة جميلة لما هجرت النصوص بالآراء وبالأفكارو بالاستحسانات وما شابه ذلك قال ” ولما استحكم هجران النصوص عند أكثر أهل الأهواء والبدع كانت علومهم في مسائلهم وأدلتهم في غاية الفساد والاضطراب والتناقض “
قال : ” فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أجمل هذا الكلام قال ” وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئلوا عن مسألة يقولون ما الجواب ؟ من رأسي أو من هواي أو من رغبتي أو من شهوتي ؟ لا
” إذا سئلوا عن مسألة يقولون قال الله كذا قال رسول الله كذا ، أو فعل رسول الله كذا “
قال : ” ولا يعدلون عن ذلك ما وجدوا إليه سبيلا قط ” قال ” فمن تأمل أجوبتهم وجدها شفاء لما في الصدور “
قال : ” فلما طال العهد وبعد الناس من نور النبوة صار هذا عيبا عند المتأخرين أن يذكروا في أصول دينهم وفروعه قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
نسأل الله السلامة والعافية أن يبلغ الإنسان هذا المبلغ من أنه يرى من العيب أن يذكر النصوص الشرعية
نسأل الله الثبات ، ولذلك قال في روضة المحبين قال : ” لابد أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئا إلا أفسده ” قال ” فإن وقع ـ يعني الهوى ـ في العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة وصار صاحبه من جملة أهل الأهواء
قال ” فإن وقع يعني الهوى في الزهد أخرج صاحبه إلى الرياء ومخالفة السنة “
قال ” وإن وقع يعني الهوى في الحكم أخرج صاحبه إلى الظلم وصده عن الحق “
قال ” فإن وقع في الولاية أخرج صاحبه إلى خيانة الله والمسلمين وإن وقع يعني الهوى في العبادة خرجت عن أن تكون طاعة وقربة “
قال ” فما قارن الهوى شيئا إلا أفسده “
قاعدة لك حتى تنجو في أي زمن لأن الفتن كثرت والشبه خطافة والأهواء كثرت وأصحابها استطار شرهم وعظم في هذا الزمن
فهذه قاعدة لك تستنير بها إن أردت النجاة أسأل الله لي ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه .