يقولون من قتل أباه أو أمه يكون ( لمرض نفسي أو لمخدرات) وهذا ليس بصحيح فهذه أسباب أخرى

يقولون من قتل أباه أو أمه يكون ( لمرض نفسي أو لمخدرات) وهذا ليس بصحيح فهذه أسباب أخرى

مشاهدات: 404

يقولون من قتل أباه أو أمه يكون ( لمرض نفسي أو لمخدرات)

وهذا ليس بصحيح فهذه أسباب أخرى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولذلك نسمع ببعض القصص ، ولم نسمع بها إلا في مثل هذا الزمن بعد انتشار وسائل التواصل التي يصور فيها كل شيء ، وتأتي الأخبار تباعا

فإذا كان العلماء اختلفوا في شأن من ؟

الوالد إذا قتل والده أنه يقتل مطلقا أو في بعض الصور ، فما ظنكم بالعكس فيما لو أقدم وهذا نسمعه بكثرة بحسب الماضي وإلا هو صور نادرة لكنها غير معتادة يعني ما يقدم عليها إنسان سوي سوي الفهم والعقل

فما ظنكم بالعكس ؟ ! وهو أن يقتل الولد أمه أو أباه أو أنه يقتلهما جميعا وهذا حصلت بعض صوره

 ولا يأتي إنسان لأنه قدر يغرر بهؤلاء يقولون والله هذا صاحب مخدرات أو عنده حالة نفسية ، ليس كل صورة قتل ليس كل صورة قتل من الولد لأبيه أو لأمه يعزى إلى هذا السبب حتى لا يتنشر الفساد

بعض الناس عنده خبث في قلبه ، وإذا بالناس يقولون إذا يأتي مثل هذا الخبر نعوذ بالله من المخدرات ، نعوذ بالله من الأمراض النفسية

صحيح المرض النفسي والمخدرات قد يحدث مثل هذه الجرائم لكن لا يحصر مثل هذا الأمر والله إنه صاحب مخدرات ، أو صاحب مرضي نفسي حتى لا يتنشر الشر

وخصوصا يعني أريد أن أؤكد على هذا الأمر ، بعضهم يقول صاحب مخدرات أو مرض نفسي 

خصوصا أن النبي صلى الله عليه وسلم وضح كما ثبت عند ابن ماجه قال عليه الصلاة والسلام ( إن بين أيديكم لهرجا ، قالوا ما هو يا رسول الله ؟ قال القتل ، قالوا يا رسول الله إنا نقتل في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ، قال ليس بقتلكم المشركين ، وإنما يقتل بعضكم بعضا  ، قالوا يا رسول الله أو لنا عقول ؟ قال : لا ، تنزع عقول ذلك الزمن )

تنزع عقول هؤلاء ليس لأنهم شربوا مسكرا ، أو أن بهم مرضا نفسيا ، وإنما تنزع العقول مع أنه عاقل ويدرك أن هذا أبوه ، وأن هذه أمه ، يدرك ذلك ، لكن تنزع ، ولذلك يبين الحديث في آخره هذا الأمر قال (ويخلف فيهم هباء الناس )

هباء  الناس : مثل الهباءة التي تطير ، فيهم خفة ليس عندهم رزانة ، فتنزع العقول ، لا لكونه مجنونا ، أو صاحب مسكر ، أو صاحب مخدرات أو أن به مرضا نفسيا ، لا

وسبب الخفة وعدم الرزانة هو بعد الناس عن ماذا ؟

عن الدين ، ولا تحصيل للدين الصحيح إلا بالعلم الصحيح

ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح قال ( يقل العلم ويكثر الجهل ) وفي رواية ( يظهر الجهل )

ما الذي بعدها ؟

لما يقل العلم ما الذي يحصل ؟ إذن الجهل يظهر ويكثر

 ما الذي بعدها ؟

قال ( وتظهر الفتن ) الفتن لا تدفع إلا بالعلم الشرعي الصحيح بعد حماية الله لا تدفع إلا بالعلم الشرعي الصحيح

فإذا اختفى العلم وقل العلم وظهر الجهل وكثر ظهرت الفتن

ما الذي بعدها ؟

قال ( ويكثر الهرج )

سبحان الله !

لما تختلط الأمور الفتن وتشتبه على الناس ، فيصبح بعض الناس مثل الهباءة ، لا رزانة له ، ولا عقل قال ( ويكثر الهرج  ، قيل : ما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل القتل )

ولذلك كما أسلفت القتل الحاصل لا يحصر كما سلف لا بصاحب مخدرات ولا بصاحب مرض نفسي ، ولذلك قتل صاحب الفكر الفاسد مثل من يحمل فكر الخوارج بعضهم قتل أمه وأباه  ، عقله معه ، لكن نزع العقل عقل الإدراك معه ، لكن نزع العقل ، لم ؟

كما قال عليه الصلاة والسلام ( تنزع عقول ذلك الزمن ، ويخلف فيهم هباء الناس )

أصبح خفيف العقل ليس عنده رزانة

بسبب ما سلف : يقل العلم ويكثر الجهل ويظهر الجهل وتكثر الفتن ويكثر الهرج

 فيأتي إنسان ويقول هؤلاء الذين قتلوا آباءهم وأمهاتهم وهم يحملون هذا الفكر الفاسد فيقول أحد هؤلاء أصحاب مخدرات ، أو أصحاب أمراض نفسية ؟ لا

انتبه حتى لا نفتح أبواب شر ، كل من قتل أمه وأباه قالوا هذا صاحب  مخدرات ، أو صاحب مرض نفسي

يقع من هؤلاء ؟ يقع منهم لأن عقولهم ذهبت من يأخذ مخدرا ومن به مرض نفسي وإذا اشتد معه ربما يقع ، لكن ليست كل حادثة تعزى إلى هذا الأمر ، حتى لا يتنشر الفساد وكل يتعلل

وأي إقدام ؟ إقدام على قتل من ؟ على قتل الأم والأب

إذا كان الله قد قال في حق من قتل أي شخص وهو بعيد { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } فما ظنكم بقتل الوالدين اللذين جعل الله حقهما مقرونا بحقه تفضلا منه

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }

{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }

 أمر بالإحسان إليهما والأمر بالإحسان إليهما يقتضي الحذر والتحذير من عقوقهما { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } لا بقول ولا بفعل فما ظنكم بمن يقدم على قتلهما ؟ !

نسأل الله السلامة والعافية نسأله عز وجل العصمة

فلابد أن يشاع بين الناس أهمية حقوق الواليدن ، وأيضا بيان عظم حرمة الدماء للأباعد ، حتى حرمة الدماء للكافر الذمي أو للمستأمن أو للمعاهد الذي له عهد وذمة وأمان من قبل ولي أمر المسلمين ، فلا يجوز

ولذلك قال عيه الصلاة والسلام كما عند البخاري ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة )

يعني حتى لو لم يقتص منه إذا لم يقتله غيلة فإن أمامه هذه العقاب الشديد

فالحذر الحذر