شرح متن ( الآجرومية )
مختصر
( 1)
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
نستعين الله سبحانه وتعالى في شرح هذا المتن ، وشرحنا له في- غضون هذه الأيام – شرح ليس موسعا ، وإنما المقصود منه أن يُحيط طالب العلم بهذا العلم الجليل الذي يُستفاد منه في فهم كلام الله عز وجل وفي فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك يُفيده فيما يجري على لسانه من حديث بحيث يكون حديثا لغويا سليما صحيحا .
قال الماتن رحمه الله :
( أنواع الكلام : الكلام : ” هو اللفظ المركب المفيد بالوضع “, وأقسامه ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف جاء لمعنى .
فالاسم يعرف : بالخفض ، والتنوين ، ودخول الألف واللام ، وحروف الخفض وهي : من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم وهي : الواو والباء والتاء .
والفعل يعرف بقد والسين و ( سوف ) وتاء التأنيث الساكنة .
والحرف مالا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( اَلْكَلامُ ) : يقصد الكلام عند أهل النحو .
( اللفظ ) : يُخرج الإشارة والكتابة ، فالإشارة والكتابة لا تعدان كلاما عند النحاة
( المركب ) “أي مركب من كلمتين فأكثر .
مثال : [ قامَ زيدٌ ] هذا كلام عند النحاة .
أو مركب من كلمتين إحداهما دخلت ضمن الأخرى [ مُقدَّرة ]
مثال : [ قم ] يعني [ قم أنت ]
فكلمة [ قم ] متضمنة كلمة ثانية وهي [ أنت ]
لكن لو قال : [ قام ] هذا لا يُعد كلاما عند النحاة ، لأنه ليس مركبا من كلمتين لا لفظا كـ[ قام زيد ] ولا تقديرا كـ[ قم ] .
( المفيد ) :
لو كان الكلام من كلمتين أو أكثر وليس مفيدا فإنه لا يُعد كلاما.
مثال:
[ إنْ جاءَ زيدٌ ] هنا مركب من ثلاث كلمات ، لكنه غير مفيد ، ومن ثم فإنه لا يُعد كلاما عند النحاة .
( بالوضع ) :
يعني لابد حتى يكون كلاما عند النحاة لابد أن يكون على وُفق اللغة العربية ، فقد تصدر مِنّا ألفاظ مفيدة ومركبة من كلمتين فأكثر لكنها ليست على أسس القواعد العربية ، ومن ثم لا تعد كلاما
مثال : لو قال الإنسان لشخص آخر ، وهي دارجة :
[ ماني بجاي ] هذه لا تُعد كلاما عند النحاة ، لم ؟ مع أنها أكثر من كلمتين ؟ مع أنها مفيدة ؟ لم ؟ لأنها ليست على قواعد اللغة العربية .
( وأقسامه ثلاثة ) :
الكلام ينقسم إلى ثلاثة أقسام حسب تتبع واستقراء نُطق العرب ، يعني ليس هناك دليل لا من كتاب الله عز وجل ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الكلام ثلاثة أقسام ، إنما هو حسب تتبع العلماء لكلام العرب .
( اسمٌ ، وفعلٌ ، وحرفٌ جاءَ لِمعنى ):
فلابد أن يكون هذا الحرف له معنىً في اللغة :
مثال :
[ في ] قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دخلت امرأة النار في هرة ) ما معنى ( في هرة ) ؟ بسبب هرة .
إذاً لمَّا كان هذا الحرف متضمنا لمعنى يُعد نوعا من أنواع الكلام ، لكن لو قلت :
( طاء ) هل يعد نوعا من أنواع الكلام عند أهل اللغة ؟ لا يعد ، لم؟ لأنه لا يتضمن معنى .
لما ذكر المؤلف رحمه الله أقسام الكلام :
كم أقسام الكلام ؟ ( ثلاثة )
ما هي ؟ ( اسم وفعل وحرف )
هنا لابد أن نعرف هذه الكلمة هل هي اسم ؟ هل هي فعل ؟ هل هي حرف ؟
كيف نعرف ؟
قال الماتن رحمه الله :
( فالاسم يُعرف بالخفض ) يعني بالجر
( والتنوين ، ودخول الألف واللام ) هكذا يُعرف الاسم ، إذا أردت أن نعرف هل هذه الكلمة اسم فأدخل عليها هذه الأشياء .
( بالخفض )
مثال : [ في الدارِ زيدٌ ]
في : حرف جر .
الدار : اسم ، لم ؟ لأنها مخفوضة ، وكذلك فيها ( دخول الألف واللام )
( والتنوين )
مثال : [ زيدٌ ، عمرٌ ، خالدٌ ، فهدٌ ]
إذاً :
هل يصح أن نقول : [ في قام ] ؟ ” لا ” إذاً قام ليست اسما .
هل يصح أن نقول : [ الـ قام ] ؟ ” لا يصح ” إذاً قام ليست اسما .
هل يصح أن نقول : [ قــامٌ ] ؟ ” لا يصح ” إذاً قام ليست اسما .
إذاً :
نعرف الاسم إما بـ [ الخفض ،أو التنوين، ودخول الألف واللام ]
لكن لتأخذها قاعدة : [ أن التنوين ودخول الألف واللام لا يجتمعان ]
لا يصح أن نقول : [ الدارٌ ] فالتنوين وأل ، لا يجتمعان أبدا في أي كلمة ، إما هذه وإما هذه .
لما ذكر رحمه الله : أن من علامات الاسم ( الخفض ) ذكر حروف الخفض
قال :
( وحروف الخفض ، وهي : مِن ، وإلى ، وعن ، وعلى ، وفي ، ورُبَّ )
فائدة :
أن ( مِن ) بكسر الميم ، و ( مَنْ ) بفتح الميم ، إذا أتتك ( مِنْ ) فهي حرف ، وإذا أتتك ( مَنْ ) بالفتح فاعلم أنها اسم .
وحروف الخفض : ( مِن )
مثال :
قول الله سبحانه وتعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ }
{ مــِّنَ }: حرف خفض .
{ الْمَسْجِدِ } اسم مجرور ، إذاً ( المسجد ) اسم لدخول حرف الجر ، وكذلك وجود الألف واللام .
قال : و ( إلى ) :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}
{ إِلَــى }: حرف خفض .
{ الْمَسْجِدِ } اسم مخفوض بـ [ إلى ] .
قال : و ( عن ) :
مثال : قال الله سبحانه وتعالى: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } الانشقاق.19
{ عَـن }: حرف خفض .
{ طَبَقٍ }: اسم ، لدخول حرف الخفض عليه ، وكذلك فيه التنوين .
قال : و ( على ) :
مثال : ” صعدتُ على السُلَمِ “.
السلمِ : اسم مخفوض بـ [على] .
قال : و ( في )
مثال : ” دخلت امرأة النار في هرة “
قال : و ( رُبَّ ) :
مثال : ” رُبَّ أخٍ لم تلده أمك “
أخٍ : اسم مخفوض بـ [ رب ] وعلامة خفضه الكسرة .
قال : و ( الباء ) :
مثال : كتبتُ بالقلم .
القلم : اسم مخفوض بـ [ الباء ] .
قال : و ( الكاف ) :
مثال : هند كالقمر .
القمر : اسم مخفوض بـ [ الكاف ] .
قال : و ( اللام ) :
واللام تختلف عن إلى .
مثال: ” القلم لزيدٍ
زيد : اسم مخفوض بـ [ اللام ] .
ثم قال الماتن رحمه الله مبينا أن هناك أشياء تخفض غير حروف الخفض وهي حروف القسم :
قال :
( حروف القسم ، وهي : الواو ، والباء ، والتاء )
ولا يُقْسم إلا بالله عز وجل ، إذاً جميع أمثلتنا يُذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى أو صفة من صفاته :
( الواو )
مثال : ” والله لتركبن “
لفظ الجلالة ( الله ) اسم مخفوض ، ما الذي خفضه ؟ واو القسم .
مثال : ” وعزة الله “
عزة : اسم مخفوض ، ما الذي خفضه ؟ واو القسم .
فائدة :
الخفض والجر ، هي عبارة عن أن هذا الاسم تغير بالخفض ، إذا قلنا : بالخفض ، على لغة الكوفيين ، وإذا قلنا : الجر ، على لغة البصريين .
( الباء )
مثال : ” بالله إن الشرك لظلم عظيم “
لفظ الجلالة الله : اسم مخفوض بباء القسم .
( التاء )
مثال : قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام : { وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } الأنبياء57
{ اللَّهِ }: اسم مخفوض ، ما الذي خفضه ؟ تاء القسم .
انتهينا من الاسم
بدأ المؤلف رحمه الله يذكر الفعل ، القسم الأول من أقسام الكلام : الاسم ، وانتهينا منه ،
القسم الثاني : الفعل
قال رحمه الله :
( والفعل يُعرف بـ ( قد و السين وسوف وتاء التأنيث الساكنة )
عندنا الأفعال ثلاثة ( ماضي ، مضارع ، أمر ) هنا لم يتعرَّض لهذه الأنواع ، لم يقل : ماضيا ولا أمرا ولا مضارعا .
إذاً هذه الأنواع ، ننظر تدخل على أي الأفعال :
( قد ) إذا رأيت كلمة سبقتها ( قد ) فهي فعل :
مثال : ” قد قامَ زيدٌ “
إذاً : “قام ” فعلٌ ماضي .
مثال : ” قد يقومُ زيدٌ ”
إذاً : ” يقوم ” فعل مضارع .
إذاً : ” قد ” تدخل على أي الفعلين ؟ ” الماضي ، والمضارع ” لا يصح أن أقول : ” قد قُم ” لا يصح .
هل يصح أن نقول : ” قد زيدٌ قام ؟ لا يمكن ، لأن زيد اسم .
إذاً : ” قد ” تختص بالفعلين : الماضي والمضارع .
قال : و ( السين )
مثال: ” سيقومُ زيدٌ “
يقوم : فعل مضارع .
هل يصح أن نقول : ” سقام زيدٌ ؟ لا يمكن .
هل يصح أن نقول : ” سقم زيد ٌ ؟ لا يمكن .
إذاً : ” السين ” مختصة بالفعل المضارع .
قال : و ( سوف )
مثال : ” سوف يذهبُ زيدٌ “
يذهب : فعل مضارع ، إذاً : لو دخلت ” سوف ” على الفعل فالمقصود به الفعل المضارع .
أيصح أن نقول : سذهبَ ؟ لا يصح .
أيصح أن نقول : ساذهبْ ؟ لا يصح .
إذاً : ” السين وسوف ” تختصان بالفعل المضارع .
قال : ( وتاء التأنيث الساكنة )
مثال : ” قامت “
أما لو كانت متحركة : ” هذه امرأةٌ ” فالتاء هنا متحركة وهي من أصل الكلمة .
مثال على فعل مضارع : ” يقوم ” هل تدخل عليها تاء التأنيث الساكنة ؟ لا يمكن .
مثال على فعل أمر : ” قم ” هل تدخل عليه تاء التأنيث الساكنة ؟ لا يمكن
إذاً :
تاء التأنيث الساكنة مختصة بالفعل الماضي .
إذاً :
لو مرت بي كلمة واستربت في أمرها ، أهي اسم ، أم فعل ماضي، أم فعل مضارع ، أم فعل أمر ، ماذا أصنع ؟ أحيط بهذه العلامات كلها ثم أنظر ، أُدخل عليها علامة ، أنظر ما هي العلامة التي تصلح لها .
ثم قال رحمه الله :
( والحرف مَا لا يصلحُ معه دليلُ الاسم ولا دليل الفعل )
يعني ما لا يقبل تلك العلامات فهو ( حرف )
ما هي العلامات التي مرت بنا في الاسم ؟ ( الخفض والتنوين ودخول الألف واللام وحروف القسم )
وعلامات الفعل : ( قد ، وسوف ، والسين ، وتاء التأنيث الساكنة ) هذه العلامات إذا لم تقبلها هذه الكلمة فتسمى ( حرفا )
ولذلك ماذا قال ؟
( والحرف مَا لا يصلحُ معه دليلُ الاسم ولا دليل الفعل )
يعني ما لا يمكن أن تتدخل عليه تلك العلامات السابقة فيُعد حرفا ، ولكن يشترط في الحرف أن يكون جاء لمعنى .
ثم قال رحمه الله :
(باب الإعراب , الإعراب هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً .
وأقسامه أربعة : رفع ونصب وخفض وجزم فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم ولا خفض فيها ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإعراب يختلف عن البناء :
إذا قيل : هذا مبني :
فالمقصود من المبني أنه لا يتحرك مهما وضعته في أول الكلام أو في وسطه أو في آخره ، هو هو ، مثل الميت لا حراك به ، هذا هو المبني ،
أما المُعرب ( لا ) يختلف أواخر كَلِمه باختلاف العوامل الداخلة عليه ،
ولذلك ماذا قال ؟
( الإعراب : هو تغيير أواخر الكَلِم لاختلاف العوامل الداخلة عليه لفظا أو تقديرا )
مثال : ” جاءَ زيدٌ ”
زيد : فاعل مرفوع ، لأن العامل الذي دخل عليه ( جاء )
عامل آخر يغيره ، انظروا إلى المثال في زيد كيف تغير :
مثال : ” رأيت زيداً ”
مثال : ” مررت بزيدٍ ” تغيرت العلامة ، لم ؟ لتغير العوامل الداخلة عليه .
قاعدة : الأصل في الأسماء الإعراب ، إلا أشياء ستأتي معنا وسأوضحها إن شاء الله تعالى .
والأصل في الحروف : البناء مطلقا ، أي حرف يمر بك فهو مبني .
والأصل في الفعل الماضي : البناء مطلقا .
والأصل في فعل الأمر : البناء مطلقا .
والأصل في الفعل المضارع : الإعراب .
إذاً : عندنا نوعان الأصل فيهما الإعراب : الاسم ، والفعل المضارع ، وعندنا ثلاثة أشياء الأصل فيهما البناء : الفعل الماضي ، وفعل الأمر ، والحروف .
قال :
( لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا )
مثال : ” جاء زيدٌ ” هنا لفظا لأن الحركة ملفوظ بها :
جاء زيدٌ ، الضم .
رأيت زيداً ، النصب .
مررت بزيدٍ ، الخفض
( أو تقديرا )
المقصود من التقدير : الحروف المعتلة ، كم عدد حروف الهجاء ؟ ثمانية وعشرون حرفا ، كلها صحيحة ما عدا ثلاثة ( الواو ، والألف ،والياء ) هذه تسمى معتلة .
مثال :
” جاء موسى “
” رأيت موسى “
” مررت بموسى ” ، فالحركة مقدرة .
لكن تقول : ” جاء موسى ” فاعل مرفوع بالضمة المقدرة .
” رأيت موسى ” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة .
” مررت بموسى ” اسم مخفوض بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة .
إذا أتتك الألف في الاسم :
مثال : ” جاء موسى ”
موسى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها ( التعذر ) انظروا في الألف
ماذا نقول ؟ التعذر
أما الياء فنقول : منع من ظهورها ( الثِقل ) يعني يمكن أن ننطق بها لكن بصعوبة ، لكن أهل اللغة لا يرتضون بهذا .
مثال :
” جاء القاضي ”
القاضي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .
” مررت بالقاضي ” لم أقل : بالقاضيِّ ، لو قلت : بالقاضيِّ ” خطأ ” عند لأهل اللغة .
القاضي : اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الكسرة المقدرة منع من ظهورها الثقل .
إلا في حالة النصب ” تظهر “
مثال : ” رأيت القاضيَ ”
إذاً :
الفرق بين المعتل بالألف والمعتل بالياء :
أن المعتل بالألف منع من ظهور الحركة التعذر ولا يمكن أن تظهر الحركة لا في رفع ولا في نصب ولا في خفض ، لكن المعتل بالياء منع من ظهور الحركة الثقل ولا يمكن أن تظهر الحركة إلا في حالة واحدة وهي حالة النصب ” رأيت القاضيَ “
المعتل بالواو ، يأتي في الأفعال ، نقول : ” يدعو ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، إلا في حالة النصب :
” لن يدعوَ ” هنا ظهرت الحركة .
لماذا لم نأت بالخفض ؟
لأن الأفعال لا تُخفض ، إذاً ما الذي يفرق المعتل بالواو عن السابقين ؟ أن المعتل بالواو يكون في الأفعال ، ولا تكون فيه حالة خفض ، أتكون في حالة رفع ؟ نعم ” يدعو ” ، أتكون في حالة نصب ؟ نعم ” لن يدعوَ “
” عيسى ” معرب أم مبني ؟ معرب ، لكن الحركة مقدرة
قال رحمه الله :
( وأقسامه أربعة : رفع ، ونصب ، وخفض ، وجزم ، فللأسماء من ذلك : الرفع والنصب والخفض ، ولا جزم فيها ، وللأفعال من ذلك : الرفع ، والنصب ، والجزم ، ولا خفض فيها )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــ
خلاصة هذا القول :
أن الفعل لا يُخفض ، وأن الاسم لا يُجزم ، لا يمكن أن تأتي باسم مجزوم ، ولا يمكن أن تأتي بفعل مخفوض ، إذاً العلامات الأخرى تكون في بقية الأنواع .
لمَ لمْ أقل : الحرف ؟
لأن الحروف مبنية ، ونحن نتكلم عن المعرب .
ثم قال رحمه الله :
[باب معرفة علامات الإعراب ]
(( للرفع أربعُ علاماتٍ : الضمةُ، والواو، والألف ، والنون .
فأما الضمة ، فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع : الاسم المفرد ،وجمع التكسير ،وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء .
وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين : في جمع المذكر السالم ،وفي الأسماء الخمسة ،وهي : أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال .
وأما الألف فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة .
وأما النون فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير التثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة )) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لما ذكر رحمه الله أن أقسام المعرب أربعة وهي ( الرفع والنصب والخفض والجزم ) الآن بدأ يُفصِّل حالة الرفع ، متى تكون حالة الرفع؟
قال رحمه الله :
( للرفع أربع علاماتٍ : الضمةُ ، والواوُ ، والألفُ ، والنونُ .فأما الضمةُ ، فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع )
أي كلمة مرت بنا إما اسم وإما فعل مضارع ، لم أقل الماضي أو الأمر ، لم ؟ لأنهما مبنيان ، ولم أقل حرفاً لأنه مبني ، لا يمكن أن يكون الاسم أو الفعل المضارع مرفوعا بالضمة إلا في هذه الأحوال الآتية :
( الاسم المفرد ) ما دلَّ على واحد أو واحدة
مثال :
” جاء زيد “
نتحدث عن زيد لأن النحاة دائما يتحدثون عن ( زيد وعمرو ) .
” جاء زيدٌ “
زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
مثال : ” جاءت هندً “
هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، ما الذي اختلف هنا ؟ أن ” هند ” للواحدة ، و ” زيد ” للواحد .
قال : و ( جمع التكسير )
هو ما تكسَّر مفرده إما بزيادة أو نقصان .
مثال : ” رجل ” أريد أن أجمعه سأكسِّر مفرده حتى أجمعه ، ماذا أقول؟ ” رجال ” التكسير هنا بزيادة أو نقصان ؟ بزيادة وهي ( الألف )
إذاً :
” جاء رجالٌ “
رجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
مثال : ” جاء مصطفى ”
مصطفى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، فحكمه كحكم “رجل ” اللهم إلا أن ” رجل ” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ” مصطفى ” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة .
” جاء رجال ” جمع تكسير
هنا حطمنا المفرد بزيادة ، يمكن أن نحطم المفرد ونكسره بنقصان :
” أعرابي ” : هؤلاء أعرابٌ
أعرابٌ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
حطمنا المفرد ، كيف حطمناه ؟ أزلنا منه ( الياء ) ، فالتكسير أي نكسر المفرد إما بزيادة وأما بنقصان .
قال : و ( جمع المؤنث السالم )
علامة جمع المؤنث السالم أن نزيد فيه ( ألفا وتاء )
مثال :” جاءت هندٌ “
هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
إذا أردنا أن نجمعه جمع مؤنث سالم ، ماذا نصنع ؟ نزيد ( ألفا وتاء ) جمع المؤنث السالم يرفع بالضمة
” جاءت هنداتٌ “
هنداتٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
لماذا سمي جمع مؤنث سالم ؟ لأن مفرده سَلِم ، ” هند ” ماذا صنعنا بها؟ لم نصنع بها شيئا ، أضفنا الألف والتاء .
قال : و ( الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء )
مثال : ” يذهب ” ما الذي أدرانا أنه فعل مضارع ؟ لماذا لم نقل ماضي؟ قد يأتي إنسان ويقول : لا ، أنا أقول هذا فعل ماضي ؟
نقول : لو أدخلنا عليه علامة من علامات الفعل المضارع قبلها مثال :
” سوف يذهبُ “
” سيذهــبُ “
” قد يذهـبُ “
يذهب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
مثال : ” يسعى ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
انتبه : قال : ( الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء ) فإن اتصل بآخره شيء وسيأتي معنا إن شاء الله تعالى ، يكون له حكم آخر، وسأذكركم بها إن شاء الله في موضعها .
فإذا لم يتصل بآخره شيء فهو مرفوع بالضمة .
ثم قال رحمه الله :
( وأما الواو ، فتكون علامة للرفع في موضعين : في جمع المذكر السالم ، وفي الأسماء الخمسة ، وهي ( أبوك ، وأخوك ، وحموك ، وفوك ، وذو مال )
ذكر رحمه الله الواو بعد الضمة ، لأن الضمة إذا أشبعتها تولد منها واو.
( جمع المذكر السالم )
مثال : ” جاء زيدٌ ” ماذا قلنا في زيد ؟ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
هذا المفرد إذا أردنا أن نجمعه نزيد ( واوا ، ونوناً )
مثال : ” جاء زيدون “
سَلِم مفرده .
” جاء المسلم ” ماذا نقول ؟ ” جاء المسلمون “
إذاً : المسلمون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو ، لم ؟ لأنه جمع مذكر سالم .
قال : وفي ( الأسماء الخمسة )
ما هي الأسماء الخمسة ؟ قال :
( وهي : أبوك ، وأخوك ، وحموك ، وفوك ، وذو مال )
فالأسماء الخمسة ترفع وعلامة رفعها ( الواو )
لكن لابد في هذه الأسماء الخمسة أن تكون على مثل هذه الصورة: ( أبوك ، وأخوك ، وحموك ، وفوك ، وذو مال )
أمثلـــة :
” جاء أبوك “
” قام أخوك “
” ذهب حموك “
” انفتح فوك “
” جاء ذو مالٍ “
فلابد أن تكون على هذه الهيئة ، فإن تغيرت فيكون لها حكم آخر ،
لو نظرنا إليها :
” أبوك “ مفرد أم مثنى أم جمع ؟ مفرد ، إذاً لابد أن تكون مفردة .
” أبوك ” مكبر أم مصغر ؟ هل قلت : جاء أُبيُّك ؟ ( لا ) إذاً لابد أن تكون مكبرة .
” أبوك ” هل قلت : ” جاء أبٌ ” ؟ لم أقل ، إذاً لابد أن تكون مضافة ، إما إلى ضمير أو إلى اسم ظاهر ، تقول : ” تقول جاء أبو زيدٍ ” يستوي الأمران .
لكن لو أضفته إلى ياء المتكلم خرجنا من هذا الحكم .
تقول : ” جاء أبي “
” أبي ” ليس مرفوعا بالواو ، إذاً لابد أن تكون ( مفردة ، وأن تكون مكبرة ، وأن تكون مضافة ، وأن لا تضاف إلى ياء المتكلم )
” جاء أبوك “
أبوك : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف والكاف مضاف إليه .
ويسري الحكم على ما سيأتي :
” قام أخوك “
” ذهب حموك “
” انفتح فوك “
” جاء ذو مالٍ “
لو قلت : ” جاء أخواك ” هل تدخل معنا في هذا الحكم ؟ لا ، لأنها مثنى .
لو قلت : ” جاء آباءٌ ” هل تدخل معنا في هذا الحكم ؟ لا .
لو قلت : ” جاء أخيُّك ” هل تدخل معنا في هذا الحكم ؟ لا .
لو قلت : ” جاء أخي ” هل تدخل معنا في هذا الحكم ؟ لا .
لو قلت : ” جاء أبٌ ” ، ” جاء أخٌ ” ، ” جاء حمٌ ” هل تصلح معنا هنا ؟ لا ، لم لا يصلح ؟ لأنها غير مضافة .
فهذه الشروط لابد أن تكون موجودة هنا .
لكن لو قلت : ” انفتح فوك ” فوك ، لها أمر آخر غير ما سبق من شروط ، أن تكون خالية من الميم ، فلو قلت : ” انفتح فمك ” خرجت من هذا الحكم ، فلابد أن تخلوَ من الميم حتى ترفع بالواو .
و ( ذو ) نفس الشروط السابقة ، لكن لها شرط آخر يميزها ، أن تكون ( ذو) بمعنى صاحب ، بمعنى لو حذفت ( ذو ) ووضعت كلمة (صاحب) لاستقام الكلام
نقول : ” جاء ذو مالٍ ” يمكن أن نقول : ” جاء صاحب مالٍ .
لكن إذا جاءت ( ذو ) على غير معنى صاحب فلا تدخل معنا ،
وهناك ذو تسمى ( ذو الطائية ) بمعنى الذي ” جاء ذو قام ” يعني الذي قام ، لو أردت أن أحذف ( ذو ) وأضع ( صاحب ) ” جاء صاحب قام ” هل يصح ؟ لا يصح ،
إذاً :
( ذو ) هنا بمعنى الذي ” جاء ذو قام ” يعني الذي قام ، يعني إذا جاءت بمعنى صاحب فهي معنا ، وإذا كانت كلمة ( صاحب) لا يصلح أن تحل محلها ، نقول : هي بمعنى الذي ، وتكون مبنية دائما ، لأن الأسماء الموصولة مبنية .
قال :
( وأما الألف ، فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة )
التثنية : ما دلَّ على اثنين بزيادة أغنت عن متعاطفين متماثلين ، الزيادة هنا هي ( الألف النون )
مثال : ” جاء زيدٌ ” مفرد ، نريد أن نثنيه حتى يكون مرفوعا بالألف
” جاء زيدانِ “ ونون المثنى مكسورة .
زيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ،
كيف نعرب النون هنا ؟
قال النحاة : النون هنا عِوض عن التنوين في الاسم المفرد، يعني لما راح التنوين من الاسم المفرد بسبب التثنية ، فلا يبخس حق المثنى فنأتي بالنون تطيباً لخاطره
فنقول :
النون هنا عِوض عن التنوين في الاسم المفرد ، لأنه لا يمكن أن يُنوَّن المثنى .
يقول : دلَّ على اثنين بزيادة
ما هي الزيادة هنا ؟ الألف والنون
( أغنت عن متعاطفين متماثلين ) بدل ما أقول : ” جاء زيدٌ وزيد ٌ” نأتي بالألف والنون ، فنقول : ” جاء الزيدان “
قال : ( في تثنية الأسماء خاصة )
لأنه سيأتي معنا إن شاء الله حديث عن الفعل المضارع .
لو قال قائل :
هناك بعض الأشياء أُعرِبت مثنى ولا تنطبق على هذه القاعدة ، أصل المثنى مفرد بزيادة ألف ونون :
لو قلت : ” جاء اثنان ” نريد أن نرجع ” اثنان ” إلى المفرد ( لا يمكن ) إذاً ليس فيها مفرد ، فما جاء إعرابه إعراب المثنى واختلت الشروط فيه فنقول : ملحق بالمثنى
” جاء اثنان “
اثنان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى .
” جاءت اثنتان “
نقول : ” اثنتان ” ملحق بالمثنى .
” الرجلان “
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
” الرجلان جاء كلاهما ”
كلاهما : تعرب إعراب المثنى ، فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه .
” جاءت كلتاهما ” نفس الحكم ، لكن ( كلا ) بصيغة المذكر و ( كلتا ) بصيغة المؤنث ، ولابد أن تكون ( كلا وكلتا ) مضافتين إلى ضمير ( كلتاهما ، وكلاهما )
لو قلت :
” جاء كلا الرجلين ” هي مضافة إلى ضمير أم اسم ؟ اسم ، إذاً : لا تعرب هنا مرفوعة بالألف
كلا : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
إذاً : كلا وكلتا ، إذا أردت أن تعربهما إعراب المثنى لابد أن تضافا إلى ضمير .
قال :
( وأما النون فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة )
قلنا فيما سبق :
( فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع) قال في الرابع ( والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء )
مثل :
” يدعو ” ، أو ” يذهب ” مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، لم ؟ لأنه لم يتصل بآخره شيء ، لكن هنا الفعل المضارع اتصل بآخره شيء ، إما ضمير تثنية وإما ضمير جمع وإما ضمير المؤنثة المخاطبة
هذه ما تسمى بـ [ الأفعال الخمسة ] :
يذهب : [ يذهبان، تذهبان ، يذهبون ، تذهبون ، تذهبين ] هذه هي الأفعال الخمسة ، أصلها الفعل المضارع ، الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخر شيء يُرفع بالضمة ، إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة ، هنا يختلف الحال :
” يذهبان ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون .
” تذهبان ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون .
” يذهبون ، تذهبون ، تذهبين ” نفس الإعراب ، الفعل المضارع إذا لم يتصل بآخره شيء يرفع بالضمة ، إذا اتصل به ضمير جمع أو ضمير تثنية أو ضمير المؤنثة المخاطبة يرفع بثبوت النون .
قاعدة :
الألف في ” يذهبان ” ألف تثنية ، و ( الواو ) في يذهبون واو الجمع ، والياء في تذهبين ، ياء المخاطبة ، انتبه ( ألف التثنية في الأفعال الخمسة وواو الجماعة في الأفعال الخمسة وياء المخاطبة في الأفعال الخمسة تعرب دائما فاعل مرفوع ، ضمير مبني في محل رفع فاعل )
” يذهبان ” فاعل مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ، وألف التثنية ضمير بمني في محل رفع فاعل .
” يذهبون ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجمع ضمير مبني في محل رفع فاعل .
” تذهبين ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ، وياء المخاطبة ضمير مبني في محل رفع فاعل .
ما يأتي شخص ويقول : ” هذان رجلان ” فيقول : إن ألف التثنية في ” رجلان ” فاعل ( لا )
قلت لكم : إن ألف التثنية في ماذا ؟ في الأفعال الخمسة .