الشرح الموسع على ( متن الآجرومية ) [ 12 ] ( أقسام الإعراب ) الجزء الثالث

الشرح الموسع على ( متن الآجرومية ) [ 12 ] ( أقسام الإعراب ) الجزء الثالث

مشاهدات: 504

 

شرح الآجرومية موسع

[ 12 ]

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

 أقسام الإعراب

الجزء الثالث

ـــ علامة الرفع الواو

ثم قال المصنف :

وجمع المؤنث السالم :

 هذا هو الموضع الثالث الذي يكو ن فيه الرفع بالضمة :

فالأول  : الاسم المفرد

الثاني : جمع التكسير

الثالث : جمع المؤنث السالم

وكلمة الجمع تخرج المثنى لأن المثنى علامة رفعه الألف كما سيأتي

وهل تخرج المفرد ؟

الجواب لا

لأن المفرد كما سبق في الموضع الأول يكون رفعه بالضمة

وقوله المؤنث :

يخرج جمع المذكر ولكن ليس على عمومه

لأن جمع المذكر إما أن يكون جمع تكسير أو جمع سالم

ـــ فإن كان جمع تكسير فقد سبق بأن الرفع له يكون بالضمة

ـــ وإن كان جمع مذكر سالم فإن علامة الرفع له الواو كما سيأتي بيانه

وقوله : السالم :

احترازا من التكسير

وقد قلنا :

إن جمع التكسير:

ما دل على ثلاثة فأكثر مع تغير بنية مفرده إما بزيادة أو نقصان

ولذا :

سمي جمع التكسير لأن المفرد فيه كسر

بينما جمع المؤنث السالم :

هو الذي سلمت فيه بنية مفرده

وجمع المؤنث السالم :

تعريفه :

ما دل على ثلاث فأكثر مع سلامة بنية مفرده بزيادة ألف وتاء

فمثلا :

مسلمة :

نضيف إليها الألف والتاء فتكون:  مسلمات

ولا يقل أحد إن المفرد تغير:

وذلك لأن هذه التاء هي تاء التأنيث فانتقلت إلى آخر الكلمة فاستغني بها عن التاء التي هي علامة لجمع المؤنث السالم

ولذا نقول في المفرد المذكر : مسلم

قائمة :

جمعها : قائمات

بزيادة الألف والتاء لم تتغير بنية المفرد

فجمع المؤنث السالم :

إذا كان في موضع هو موضع رفع فيرفع بالضمة الظاهرة على آخره :

هؤلاء مسلماتٌ

فـ ” مسلمات ” :

خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

هذا المفرد لم يتغير ولذا لو رجعنا إلى مذكره لقلنا :

مسلم /

 قائمة قلنا :

قائم

الموضع الرابع :

هو الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء

قول المصنف :

الفعل المضارع : يخرج الأمر والماضي

لم ؟

لأنهما مبنيان

ولا علاقة لهما البتة في  مسألة الإعراب

وهل هذا الفعل المضارع يكون مرفوعا بالضمة في جميع أحواله ؟

لا

وإنما هو مقيد بقيد : ألا يتصل بآخره شيء

ومن ثم :

فإن الإعراب في الأسماء مطلق

وذلك لأن الأصل في  الأسماء هو الإعراب

ولذا :

لم نقيد في الاسم المفرد ولم نقيد في  جمع التكسير ولا جمع المؤنث السالم

بينما الفعل الأصل فيه البناء والإعراب فرع عنه

ومن ثم :

فإن الفعل :

يخرج منه الماضي والأمر والمضارع الذي اتصل بآخره نون توكيد و نون نسوة

فلم يخلص لنا إلا الفعل المضارع مع قيد مقيد به

ومن ثم :

فنقول : إن الأفعال ثلاثة :

ــ الفعل الماضي : هذا لا علاقة لنا به لأنه مبني

ــ الأمر: كذلك لا علاقة لنا به لأنه مبني

ــ المضارع الذي اتصل به نون التوكيد مباشرة أو نون نسوة لأنه مبني

فهذه الجملة :

زيدٌ جاء :

هذا الفعل مبني لأنه ماض ولا يدخل هنا

قولك :  قمْ  :

فعل أمر ولا علاقة لنا به لأنه مبني

زيدٌ يذهبَنَّ : ـــــــ فعل مضارع مبني لا علاقة لنابه لاتصاله بنون التوكيد المباشرة الثقيلة

فـ ”  يذهبن “:

 فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة

ــ زيد يذهبَنْ:

فعل مضارع بمنني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة

النساءُ يذهبْنَ :

يذهبن :

فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة

زيد يذهبُ :

يذهب :

فعل مضارع ” لم يتصل بآخره شيء  : لا نون توكيد ثقيلة ولا خفية ولا نون النسوة

إذاً  : يقومُ :

فعل مضارع معرب مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

ــ زيدٌ يسعى :

يسعى : فعل مضارع

هل اتصل بآخره نون توكيد ؟

لا

أو نون نسوة ؟

الجواب :

لا

يسعى : أين الضمة ؟

الضمة مقدرة

فنقول : يسعى :

فعل مضارع معرب مرفوع وعلامة  رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر

فنخلص من هذا:

إلى أن الفعل المضارع إذا لم يتصل بآخره نون توكيد أو نون نسوة فإنه يعرب بالضمة : هذه الضمة إما أن تكون ظاهرة مثل : يقوم أو تكون مقدرة كقولك : يسعى

ثم قال المصنف :

وأما الواو :

ـــــــــــــــــــ

علامات الرفع :

أربع علامات : الضمة والواو والألف والنون

لما فرغ من ذكر متعلقات الضمة ذكر ما يتعلق بالواو

وذكر الواو بعد الضمة ذكر مناسب

لماذا ؟

لأن الضمة إذا أشبعت تولد منها واو

فيقول رحمه الله :

فتكون علامة للرفع في  موضعين :

ــ في  جمع المذكر السالم

ــ وفي الأسماء الخمسة

علامات الرفع :

الضمة سبق الحديث عنه

العلامة الثانية :

الواو :

وتكون علامة للرفع في موضعين :

ــ جمع المذكر السالم

ــ الأسماء الخمسة

فقوله  :

جمع المذكر :

الجمع يخرج المثنى:  لأنه يرفع بالألف

ويخرج المفرد : لأن المفرد يرفع بالضمة

وقوله :

المذكر: يخرج المؤنث

فيكون جمع المؤنث سواء  كان جمع تكسير أم جمع سالم فإنه يرفع بالضمة

وقوله : ” السالم “

أي الذي لم يتغير مفرده

وتعريف  جمع المذكر السالم :

ما دل على ثلاثة فأكثر بزيادة ” واو ونون “ أو ” ياء ونون “ مع سلامة مفرده

مسلم ــــــــــــــــــ مسلمون / مسلمين

لم يتغير المفرد

قائم :ــــــــــــــــــ قائمون

ذاهب : ذاهبون

وعلى هذا فقس

فقولك :

جاءَ المسلمون :

المسلمون :

فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم

هؤلاء مسلمون :

مسلمون :

خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم

تذكرون : أقسام التنوين :

منها :

تنوين التمكين

ومنها :

تنوين العوض

ومنها :

تنوين التنكير

ومنها :

تنوين المقابلة

لما قلنا في  : مسلم :

جاء مسلمٌ

فـ ” مسلم ” منون

فلما جُمِعَ جمع مذكر سالم حذفنا التنوين وأضفنا :

” الواو والنون “

فقلنا : جاء مسلمون

كان من المناسب أن يقال : جاء  مسلمٌ

لم ؟

لأن الواو واو جمع تدل على الجماعة لكن أوتي بالنون عوض  عن التنوين

ومن هنا نقول :

جاء  مسلمٌ :

جاء :

فعل ماض مبني

مسلم :

فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره : منون

جاء  مسلمون :

جاء :

فعل ماض

مسمون :

 فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو

والنون نقول فيها :

عوض عن التنوين في الاسم المفرد

فلما حذف التنوين الذي في الاسم المفرد للجمع عوض عنه بالنون

ولتعلم :

أن هذه النون يجب أن تكون مفتوحة

هذا هو الموضع الأول من مواضع علامة الرفع :

[ الواو ]

ماذا قلنا في التعريف؟

ما دل على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون أو ياء ونون مع سلامة مفرده

قد يأتي من الكلام ما هو على صورة المذكر السالم من غير أن يجري على هذه القاعدة :

قولنا :

 أرضون المفرد : أرض :

لو زدنا ” واوا ونونا ” ماذا نقول ؟

أرضون

وأرضون تختلف عن أراضون والاختلاف في حركة الراء

ومن ثم :

فإن ما جاء على صورة جمع المذكر السالم ولم يجر على قاعدته فيقال :

[ ” ملحق بجمع المذكر السالم ” ]

ومن ثم :

 فأرضون ليست على نفس القاعدة

لم ؟

لأن المفرد تغير بهذه الزيادة

ومن ثم نقول :

هذه أرضون

فأرضون :

خبر مرفوع وعلامة رفع الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد

وكذلك الشأن في  جمع المؤنث  السالم :

مثل : أذرعات :

هذه أذرعاتٌ

هل لها مفرد ؟

لا مفرد لها

ومع  ذلك تعرب إعراب جمع المؤنث السالم

فنقول : أذرعات  :

خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

لم ؟

لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

إذاً :

ما لا ينطبق على قاعدة جمع المذكر السالم أو المؤنث السالم ويعرب إعرابهما فإنه يسمى الملحق

وقد ذكر النحويون ملحقات بجمع المذكر السالم

ذكرها ابن مالك في ألفيته :

من بينها :

ـ أرضون

ــ سنون

ــ عليون

ــ أهلون

ــ عشرون وبابها :

” يعني : ثلاثون حتى ــــــ تسعون “

ــ أولو

ـ بنون :

لأنها ليست ابنون حتى يقال إن مفردها ابن

((وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ))

فإذا أعربت فنقول :

أرضون ملحق بجمع المذكر السالم وكذلك باقي الملحقات .

هذه الملحقات ليس  لها مفرد ، تغير المفرد

ولذلك في ” سنة ” جمعها : سنون ” :

ـــ فيصح أن تكون جمع تكسير

ـــ ويصح أن تكون ملحقة بجمع المذكر السالم

وقال النبي عليه الصلاة والسلام :

(( اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف ))

في رواية :

((كسني  يوسف ))

هذه ملحقة بجمع المذكر السالم :

الموضع الثاني :

الأسماء الخمسة :

ــــــــــــــــــــــــ

الأسماء الخمسة ترفع بالواو

ثم عدها المصنف فقال :

وهي :

[  أبوك

وأخوك

وحموك

 وفوك

وذو مال ]

ابن مالك وهو من البصريين يجعلها ستة وهي  كلمة :

” هنوك ”

مع أن حذفها عند “ابن مالك ” هو الأفضل

فالأسماء الخمسة عند الكوفيين خمسة

وأما البصريون فيزيدون واحدا ولذا يقولون :

الأسماء  الستة

لكن يجعلون حذف هنوك أفضل

ومن ثم فأنهم  يتفقون مع الكوفيين على أن الأسماء  خمسة أفضلية

ــ هذا أبوك

هذا أخوك

هذا حموك

هذا فوك

هذا ذو مال

:كلها [ خبر ] :

أبوك :

أبو :

خبر مرفوع وعلامة  رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة عند الكوفيين أو من الأسماء الستة عن البصريين و ” أبو  “مضاف

والكاف :

ضمير مبني على الفتح في محل خفض مضاف إليه

وكذلك الشأن يكون في كلمة :

 أخوك / حموك / فوك / ذو مال / هنوك

المصنف رحمه الله :

ذكرها أي  هذه الأمثلة وقد اجتمعت فيها الشروط

مع أن تعدادها يكون هكذا :

أبو

أخو

حمو

فو

ذو

هنو

لكنه أتى بها وقد انطبقت فيها الشروط لأن لهذه الأسماء شروطا فإذا انعدمت هذه الشروط لم تعد من الأسماء الخمسة أو من الأسماء  الستة :

شروط هذه الأسماء حتى تكون معربة في الرفع بالواو ما يأتي :

أولا :

أن تكون هذه الأسماء  مفردة

ثانيا :

أن تكون مكبرة غير مصغرة

ثالثا :

أن تكون مضافة

رابعا :

أن لا تكون الإضافة إلى ياء المتكلم

وتزيد ” ذو ” على ما سبق :

أن تكون بمعنى  “صاحب “

وتزيد ” فو ” على ما سبق :

أن تكون خالية من ” الميم “

نأتي إلى هذه الأسماء :

أن تكون مفردة :

أبوك ــــــــ مفردة وكلها :

أخو ك حموك ذو مال فو

ــ أن تكون مكبرة غير مصغرة :

أبوك لم يقل : أبُيك أو أُخيك

فجميعها مكبرة

ــ أن تكون مضافة :

أبوك ــــــ مضافة على ” الكاف “

ذو مال ــــــ أَضيفت إلى مال

ألا تكون الإضافة إلى ياء المتكلم :

أبوك ــــــــ للمخاطب

لم تقل أبي

لم تقل : أخي

لم تقل : فيّ

فهذه الأربعة لجميعها

ــ نأتي إلى شرط ” ذو “

ذو مال أي : صاحب مال

ذو علم : صاحب علم

ذو مهنة : صاحب مهنة

ــ نأتي إلى شرط فو :

فوك ــــــ خلت من الميم

هل قلت : فمك ؟

لم تقل

فإذا نظرنا على هذه الشروط وجدنا أنها قد انطبقت على هذه الأمثلة

فقولنا :

أن تكون مفردة كلمة مفردة

إذا ذكرت تخرج أمرين :

المثنى والجمع

فإن كانت مثناة فترفع بماذا ؟

بالألف : هذان أبوان

أبوان :

خبر مرفوع وعلام رفعه الألف لأنه مثنى

هذان أخوان

هذان حموان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ