شرح الآجرومية موسع
[ 13 ]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
أقسام الإعراب
الجزء الرابع
ـــ تتمة علامة الرفع الواو :
(( الأسماء الخمسة ))
هذه الأسماء الخمسة يشترط فيها ما سبق:
قلنا :
أن تكون مكبرة حتى ترفع بالواو :
وهذا يخرج : المصغرة
فإذا صغرت أعربت بالحركات : فيكون إعرابها بالضمة في حالة الرفع
تقول : هذا أُبَيُك :
أبيك :
خبر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره
لِمَ لمْ يرفع بالواو ؟
لأنه مصغر
الشرط الثاني :
قلنا: أن تكون مفردة :
والإفراد يخرج المثنى والجمع
فإذا أتت كلمة:
” أب أو أحد الأسماء الخمسة إذا جاءت جمعا فتعرب بالحركات “
كما لو قلت :
هؤلاء آباء
أو قلت :
هؤلاء آباؤك
هؤلاء آباء زيد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
آباء :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
لمَ لمْ يرفع بالواو ؟
لأنه جمع
فإن كان مثنى فيعرب إعراب المثنى :
إعراب المثنى لم يأت بعد :
سيأتي أن المثنى يرفع بالألف
تقول :
هذان أبوا زيد :
أبوا :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى
فإذا اختل شرط الإفراد فننظر :
ــ إن كانت هذه الأسماء أتت مجموعة فترفع بالضمة
ــ وإن أتت مثناة فترفع بالألف
والأحسن : من هذا المثال :
أن نقول : هؤلاء آباء زيد
الشرط الثالث :
أن تكون مضافة
فإن كانت غير مضافة فتعرب بالحركات أي : ترفع بالضمة
كما لو قلت : هذا أخٌ
أخ :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
لمَ لمْ ترفع بالواو ؟
لأنها لم تضف
ومن ثم فترفع بالضمة
الشرط الرابع :
أن تكون غير مضافة إلى ياء المتكلم
فإن أضيفت إلى ياء المتكلم رفعت بالضمة
كما لو قلت :
هذا أبي
الأب هنا :
مفردة مكبرة مضافة لكن اختل في أمر الإضافة أنها أضيفت إلى ياء المتكلم
فيكون إعراب أبي :
أبي :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحرف المناسب للياء وهي الكسرة .
فعندنا الشروط كالأتي :
أن تكون مكبرة
أن تكون مفردة
أن تكون مضافة
أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم
وهذه الشروط تشترط في جميع الأسماء الخمسة
لكن تزيد ” ذو ” بأن تكون بمعنى صاحب :
مثلا :
جاءني ذو مال
أي : صاحب مال
فإن كانت بمعنى :
غير صاحب فهي :” ذو الطائية “
وذو الطائية بمعنى “الذي ” :
مثالها : جاءني ذو قامَ
هل يصح أن تكون : جاءني صاحب قام ؟
لا يصح
قام فعل : فكيف يكون له صاحب ؟
وإنما المعنى لهذه الجملة :
جاءني الذي قام
فإذا كانت ” ذو ” الطائية فليست من المعربات
إذ سبق أن من الأسماء المبنية : الأسماء الموصولة
فالاسم الموصول مبني
والمبني قررنا أنه بمثابة الميت أينما وضعته فهو على هيئته :
فتقول :
جاءني ذو قام
مررت بذو قام
رأيت ذو قام
فهي تلتزم صورة واحدة
لم ؟
لأنها في حكم الاسم الموصول
فعندنا :
ذو نوعان :
ـــ التي بمعنى صاحب وهي من الأسماء الخمسة
ـــ وعندنا ” ذو ” التي ليست بمعنى صاحب وهي ذو الطائية التي بمعنى الذي فتكون حكمها كحكم الاسم الموصول
والأسماء الموصولة مبنية ما عدا ما كان على صورة المثنى
فهذا هو الشرط الذي تختص به ذو وهي أن تكون بمعنى صاحب
الاسم الآخر الذي ينفرد بشرط زائد عن بقية الأسماء:
” فو “
تقول :
انفتح فوك :
فوك :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة
لكن لو لم تعر من الميم ، لم تخلو من الميم فهنا ترفع بالضمة
تقول :
انفتح فمك
فمك :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
ثم إن :
” ذو ” و “فو ” كما أنهما تنفردان بشرط يخص كل واحدة منهما كذلك : لا يعربان إلا إعراب التمام .
ما هو إعراب التمام ؟
أن ترفع بالواو :
جاءني ذو علم
انفتح فوك
بينما :
” أبو وأخو وحمو “ يمكن أن تعرب إعراب آخر مع توفر هذه الشروط
فهذه الثلاثة الأسماء :
أبو
أخو
حمو
يمكن أن تعرب إعرابا آخر مع توفر الشروط السابقة بينما:
ذو
وفو
إذا توفرت فيها الشروط فلا تعرب إلا الإعراب الأول وهو ما يسمى بالتمام
فلو قال قائل :
ما هي صور الإعراب للأسماء الأخرى أبو أخو حمو ؟
لها من الإعراب ثلاث صور
الصورة الأولى :
التمام :
هذا أبوك
هذا حموك
هذا أخوك
ما هو التمام ؟
أن ترفع بالواو
الثاني :
ــــــــــ
وهذا الترتيب ترتيب أولوي فالأفضل أن تعرب إعراب التمام
يلي ذلك ” القصر ” :
وهو ما يمسى بالمقصور
أن تعرب إعراب المقصور
الاسم المقصور مر معنا
وهو الذي يلتزم الألف في جميع أحواله
فتقول :
هذا أبا زيد
رأيت أبا زيد
مررت بأبا زيد
هذا أبا زيد :
أبا : هنا :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر
فخرجت عن التمام إلى حالة القصر بأن تعامل معاملة الاسم المقصور
الحالة الثالثة :
النقص:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي أن تعرب بالحركات ولا تعرب إعراب المقصور
يعني :تعرب إعراب الاسم الظاهر
ما هو إعراب الاسم الظاهر في الرفع ؟
الضمة
تقول :
هذا أبُك
هذا أخُك
هذا حمُك
فـ ” أبك ” :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
ولذا :
في البيت من الشعر المشهورعلى أنه مثل :
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبَه فما ظلم
يقول : بأبه
لو عمل إتماما لكان اللفظ : بأبيه
وهنا : ومن يشابه أباه
لكن الأفضل أن تعرب إتماما
فإن كان لا محالة فتعرب إعراب المقصور
فإن كان فلابد فالمرحلة الأخيرة وهي حالة النقص
فإذاً :
عندنا أن الأسماء الخمسة تنقسم على أقسام :
ـــ منها ما يعرب إتماما :
وهما اثنان : ” ذو ” و ” فو “
ـــ منها ما يعرب ثلاث إعرابات :
التمام
القصر
النقص
وهي [ أبو ــ أخو ــ حمو ]
الحالة الثالثة عند البصريين :
ما يعرب إعراب النقص
وهو الأفضل ويليه حالة التمام
وهو الاسم الوحيد الذي حذفه صاحبنا في هذا المتن وهو [ هنو ]
فالأفضل عند البصريين أن تعرب ” هنو ” بالحركات :
فتكون مرفوعة بالضمة
تقول : هذا هنُ :
هنُ :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
وهذا هو الأفضل
الحالة الأخرى :
أن تعرب التمام :
أن تكون مرفوعة بالواو
هذا هنوك :
هنوك :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو
إذاً يفضل البصريون أن تحذف هنو من الأسماء التي يقال هي أسماء خمسة
لكن هذا الحذف ليس على سبيل الوجوب
وأما عند الكوفيون :
فتحذف على سبيل الوجوب
الأسماء الخمسة على رأي الكوفيين :
ليس لها إلا حالتان :التمام في ذو وفو
الحالة الثانية :
التمام ثم القصر ثم النقص : أبو أخو حمو
عند البصريين كالكوفيين لكن يزيدون حالة أخرى على اعتبار “هنو “ من الأسماء الستة
فيقولون : تعرب إما بالنقص وهو الأفضل
وإن أعربت إعراب التمام فتكون حالة ثالثة عند البصريين
فالتمام عندنا :
أن تعرب بالحروف فتكون مرفوعة بالواو
القصر :
أن تكون ملازمة للألف والحركات مقدرة
النقص:
أن تكون مرفوعة بالضمة الظاهرة .
معربة بالحركات لكنها حركات ظاهرة ليست مقدرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ