الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 26 ] ( باب الأفعال [ 1 ] )

الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 26 ] ( باب الأفعال [ 1 ] )

مشاهدات: 464

شرح الآجرومية موسع

( 26 )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

( باب الأفعال ) 

قال الماتن : باب الأفعال :

قوله :

باب الأفعال يختلف عن تعبيره في أول المتن فإنه قال :

والفعل يعرف بقد إلى آخره :

فهنا جمع وهناك أفرد

والإفراد في أول المتن إنما يقصد منه:

اسم الجنس ليس هو المفرد

وقد مر معنا :

ان اسم الجنس نوعان :

ــ اسم جنس جمعي :

وهو الذي يفرق بين مفرده وجمعه بالتاء فقط

مثل: بقرة

ــ واسم جنس إفرادي:

وهو ما يدل  على ثلاثة فأكثر  دون تحديد مثل :

ماء ، تراب

فذكر هنا رحمه الله الجمع وهو يريد من  ذلك الجنس :

فقال الأفعال ثلاثة :

والتنصيص على ثلاثة من باب التتبع والاستقراء

فإنه ما وجد في كلام العرب فعل رابع

قال :

ماضٍ : ومضارع : وأمر

وماضٍ :

هو مرفوع لكن بعلامة مقدرة على الياء  المحذوفة فهنا التنوين تنوين عوض  كما سبق ، عوض عن حرف لأنه هنا بدل من ثلاثة

ثم قال : نحو ” ضرب “

هذا مثال للفعل الماضي

ويضرب

هذا مثال للفعل المضارع

واضربْ

هذا مثال للفعل الأمر

ثم قال :

فالماضي مفتوح الآخر أبدا

فقوله :

الأفعال ثلاثة  :

ما ض ومضارع وأمر

 نحو :

 ضرب يضرب اضرب

فعرَّف هذه الأفعال الثلاثة بالمثال ولم يعرفها من حيث  الاصطلاح

وتعريف الماضي من حيث  الاصطلاح :

هو ما دل بهيئته على حدث مضى قبل زمن المتكلم سواء كان ما قبل زمن المتكلم قريبا أم بعيدا

فعندنا :

ضرب : يدل بهيئته على حدث قد مضى

هذا الحدث هو الضرب

ولا يدرى كما لو قلت :

 ضرب زيد عمرا

أنت لا تدري أضربه قبل دقيقة أم قبل ساعة أم قبل شهر أم قبل سنة ؟

فإن زمن وقوع هذا الضرب في  الماضي مبهم لا يدرى أهو قريب أم بعيد

ولذا :

الفعل الماضي إذا أردت أن تقرب ما وقع فيه من حدث من زمن المتكلم أدخل عليه قد

فإن قد تفيد تقريب الماضي من الحاضر

فإذا قلت :  قد ضرب زيدٌ عمرا

فإن فيه دلالة على أن الضرب قريب

ومن ثم : فإن قد تضاف إلى ما سبق من أنواع فوائدها :

قلنا :

 إنها :

للتقريب

وللتحقيق

ونقول أيضا : هي أيضا:

 لتقريب الماضي من حال المتكلم .

وقد تفيد :

التوقع :

مثل : قد يقدم الغائب

فإنها تدل هنا على توقع قدوم الغائب .

وأما المضارع :

 فإن تعريفه من حيث الاصطلاح :

هو ما دل بهيئته على حدث في الحاضر

تقول : يضرب

فـ “يضرب  يدل بهيئته على حدث  الضرب حال الحاضر ليس في الماضي وليس  في المستقبل

وهذا هو أصل الفعل المضارع

وقد ينتقل معنى المضارع من الحاضر إلى الماضي

فيما لو أدخلت عليه لم :

تقول : يضرب زيد عمرا

هذا الضرب وقع في الحاضر

بخلا ما لو قلت : لم يضرب زيد عمرا

فهذا يدل على الماضي

بمعنى :

أنه لم يضرب في الماضي ، سواء  كان هذا الماضي قريبا من زمن التكلم أو بعيدا

فلم يقع في الماضي ضرب

فحولت لم الفعل المضارع الذي للحاضر حولته الى ماضي

وإنما تحويله إلى الماضي من حث المعنى .

مثال آخر :

لم يفهم محمد درس الإعراب

هذا في الماضي وقد يكون فهمه في الحاضر

يمكن أن ينتقل المضارع من الحاضر إلى المستقبل :

كما لو أدخلت عليه ” لن ” :

لن يضرب زيد عمرا

أي لن يضربه في المستقبل

ولذا قال تعالى :

((فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ))

تفعلوا فعل مضارع دخلت عليه لم ولن

((فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ)) في الماضي

((وَلَن تَفْعَلُواْ)) يعني في المستقبل

((فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ))

ولذا :

سيأتي معنا عند أدوات نصب المضارع ” لن “ فالنواصب  عشرة قال : أن ولن

فـ ” لن “ هل هي لتأبيد النفي أم لتأكيده ؟

بمعنى : لن يضرب

هل هذا النفي مؤبد بمعنى أنه لن يقع ضرب في المستقبل

أم أنه لتأكيد نفي الضرب وليس تأبيدا له

وهذه مسألة :

يستفاد منها في أمور الشرع حتى في العقائد :

ولذا قال تعالى في شأن موسى : ((لَن تَرَانِي))

هل هو لتأبيد النفي؟

 بمعنى : أنه لا يراه لا في الدنيا ولا في الآخرة أم أنه لتأكيد النفي أم أن في القول قولا ؟

وكذلك كما سبق  معنا فالسين وسوف تفيد الاستقبال

كما لو قلت : سأضرب زيداً

أو : سوف أضرب زيداً

أضرب :  في المثالين فعل مضارع فحولت هاتان الأداتان الفعل المضارع من الحاضر إلى المستقبل .

وأما تعريف الأمر من حيث الاصطلاح :

فهو ما دل بهيئته على حدث في المستقبل

كما قال هنا : اضربْ

فعندنا إذاً :

أمر

ومضارع

 وماضي

ولو قال قائل :

إن الماضي سمي بهذا الاسم لوقوع الحدث في الماضي

والأمر :سمي بهذا للأمر لوقوع الحدث في المستقبل

لكن ما وجه تسمية الفعل المضارع بهذا الاسم

لماذا سمي مضارعا ؟

لماذا لم يقل :

فعل ماضي وفعل حاضر وفعل أمر؟

سمي بالمضارع : لأن المضارعة هي المشابهة :

ضارعت الشيء يعني : شابهته

ضارعت زيدا :

يعني : شابهته

فيكون الفعل المضارع شبيها بالاسم

ولذا لما كان شبيها بالاسم الأصل فيه الإعراب

كما أن الأصل في الأسماء الإعراب

الفعل المضارع يشابه اسم الفاعل كضارب يشابهه من حيث المعنى واللفظ

أما من حيث المعنى : أعني اسم الفاعل يفيد : الحاضر

ومن حيث  اللفظ : من أن أحرفهما واحدة وكذلك حركاتهما :

ضارب ــــــــ يضرب

فعندنا : ضارب أربعة أحرف

ويضرب : أربعة أحرف

الأول من : ضارب متحرك

والأول  من المضارع : متحرك

الثاني  من ضارب ساكن

الثاني  من يضرب : ساكن

الثالث  من ضارب متحرك

الثالث من يضرب : متحرك

ولذا :

لو حذفت الساكن في ضارب أصبح النطق ضرب

ولو حذفت ياء المضارعة من الفعل المضارع : يصبح ضرب .

عندنا : يذهب ـــــــــ ذاهب

هذا من حيث التقريب وإلا فسيأتي معنا أن اسم الفاعل لا يصاغ على فاعل فقط بل يصاغ على صيغ متعددة

ولذا حتى في الحركات تجدون المتحرك واحدا : فتحة مقابل فتحة

سكون مقابل سكون

فتحة مقابل فتحة

لكن الأصل :

أن هذين متشابهين من حيث الحروف الزائدة والمتحركة بقطع النظر من حيث  نوعية حركتها ومن حيث  عدد الحروف .

ولتعلم :

أن الأمر يفيد الاستقبال ولو بعد زمن المتكلم بلحظة لا يلزم أن يكون الاستقبال بعيدا  .

ولتعلم :

أن الأصل في الأفعال هو [ البناء ]

بينما الفرع هو  الإعراب

وهذا الذي  عليه جماهير أهل اللغة

كما أن الأصل في الأسماء الإعراب والفرع هو البناء

أما الحروف لا أصل ولا فرع لأنها كلها مبنية

والحديث قد سبق عنها

قال رحمه الله :

فالماضي مفتوح الآخر أبدا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الماضي بإجماع النحويين مبني

وما هي حركة البناء ؟

قال ابن آجروم : هو مفتوح الآخر أبدا

فيكون كل فعل ماضي يمر بك مبني على الفتح

ذهبَ  /:فعل ماضي مبني  على الفتح

ذهبُوا : فعل ماضي مبني على الفتح

ذهبْت : فعل ماضي مبني على الفتح

أيسوغ هذا الكلام ؟

لا

الباء في ذهبوا عليها ضمة

بينما الباء في ذهبت عليها السكون

وفي ذهب عليها الفتحة

ويكون قوله وهو مريح لمن لا يريد أن يشغل ذهنه

ذهبوا :فعل ماضي مبني  على الفتح المقدر

ذهبت : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر

ذهب : فعل ماضي مبني  على الفتح

ما هو  هذا التقدير ؟

لا نحتا ج الى معرفته لأننا نخالف رأيه

ولذا :

فإن مذهب البصريين أنه يبنى في الأصل على الفتح

 ” ذهبَ “ هذا هو الأصل

ولا يخرج عن هذا الأصل إلا في حالتين :

ــ إذا اتصلت به واو الجماعة بُني على ” الضم

وهذه هي الحالة الأولى

الحالة الثانية :

إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ” :

مثل تاء  الفاعل نون النسوة نا الفاعلين وهنا يبنى على السكون

كما في ذهبتُ

فكل فعل ماضي :

يمر عليك اعلم أنه مبني على الفتح إلا أن تتصل به واو الجماعة فيُبنى على الضم أو يتصل به ضمير رفع متحرك فيبنى على السكون

فـ “ذهبوا ”  :فعل ماضي مبني  على الضم

وواو الجماعة : ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل

ذهبْت :

ذهب : فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك وهو تاء الفاعل

وتاء الفاعل : ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل .

إذاً :

الأصل في الماضي أنه مبني على الفتح :

إذا اتصل به ضمير واو الجماعة فيبنى على الضم

وإذا اتصل به ضمير رفع متحرك فيبنى على السكون

شغلنا الشاغل في المبني على السكون .

ذهبْت :

مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

قولنا : ضمير يخرج الحرف

فلتعلم : ان ما خلا من هذا الشرط فإنه يعود إلى أصله ” البناء على الفتح “

فلابد حتى يبنى على السكون أن يتصل به ضمير

وأن يكون هذا الضمير ضمير رفع ويكون متحركا

قولنا : ضمير : يخرج الحرف :كقولك : قامت هند

قام : فعل ماضي مبني على الفتح

والتاء : حرف مبني على السكون وهو وتاء التأنيث الساكنة لا محل له من الإعراب .

وهند : فاعل .

وقلنا : ضمير رفع :

قد يكون المتصل ضمير لكنه ليس بضمير رفع إنما هو ضمير نصب :

كقولك : أكرمَنا الرجلُ

أكرم : فعل ماضي مبني على الفتح

و ” نا ”  : ضمير نصب مبني على السكون في  محل نصب مفعول به

الرجل  :فاعل .

فأنتم تقولون : أكرمنا الرجل

من المكرِم ؟

الرجل  هذا هو الفاعل

من المكرَم ؟

نحن .

تقول : الرجل أكرمنا :

أكرم  :فعل ماضي مبني على الفتح

والفاعل : ضمير مستتر تقديره هو  يعود على الرجل

و ” نا ” ضمير في  محل نصب مفعل به .

ضمير رفع متحرك :

يخرج الساكن :

هو ضمير / ومع كونه ضميرا / هو ضمير رفع /

لكنه ليس متحركا وإنما هو ساكن :

مثل : الرجلان قاما :

قام : فعل ماضي مبني على الفتح

وألف التثنية : ضمير رفع لكنه ساكن فلم يؤثر في الفعل فهو مبني على السكون في  محل رفع فاعل

إذاً :

يبنى على الفتح

وهذا هو الأصل ما لم يتصل به  واو الجماعة فيبنى على الضم

أو ضمير رفع متحرك فيبنى على السكون

وإلا عدنا إلى الأصل وهو الفتح .

قولنا : إذا اتصل به ضمير نصب يبنى على الفتح :

مثل : أكرمنا الرجلُ

لو تلفظت به بلفظ آخر فقلت : أكرمْنا الرجلَ

فـ ” أكرم ” فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك وهو ” نا “

و ” نا ” : ضمير رفع مبني على السكون في  محل رفع فاعل

من الذي أكرم ؟

نحن

فـ” الرجل ”  : مفعول به .

وهذه مفيدة :

فهنا : أكرمَنا الرجلُ: هنا  ضمير نصب

أكرمْنا الرجلَ : ضمير رفع

ولذا في غزوة أحد:

 لما أبلى الصحابة بلاء حسنا  قال عليه الصلاة والسلام : ((ما أنصفَنا الرجلُ ))

وضبطت : ((ما أنصفْنا الرجلَ ))

المعنى يختلف :

إذاً :

من هاتين الجملتين اللتين اختلفتا :

كيف يكون المعنى ؟

فيكون ما أنصفَنا الرجل أي لم يدع الرجل لنا سبيلا لكي نناصفه ونساعده

أما ” ما أنصفْنا الرجل يعني  ما  قمنا بإنصافه يعني لم نعطه حقه

ومن ثم فإن اللغة من الضرورة  بمكان .

هذا هو الفعل الماضي .