الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 35 ] ( نواصب الفعل المضارع [ 2 ] )

الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 35 ] ( نواصب الفعل المضارع [ 2 ] )

مشاهدات: 875

شرح الآجرومية موسع

( 35 )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

تتمة نواصب الفعل المضارع

( 2 )

مراجعة بسيطة :

من بين النواصب:

 الفاء والواو :

ومتى تكون الفاء والواو ناصبتين للفعل المضارع ؟

ــ إذا كانت الفاء سببية والواو معية

ـــ أن تكون جواب لطلب أو نفي محضين

جمع هذا في بيت :

مُر وادع وانه وسل واعرضْ لحضهم   

                        تمنَّ وارجُ كذاك النفي قد كملَ

مثال :

ألا تسألان الله فتجابا

فتجابا : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية المسبوقة بحض وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف في محل رفع فاعل

مثال على الواو :

لا تتكاسل وتنجحَ

آخر أدوات النصب :

[ أو ] :

و أو هذه تكون ناصبة للفعل المضارع إذا كانت بمعنى ” إلا ” أو بمعنى ” إلى ”

كقولك : لألزمنَّك أو تقضيَ ديني

تقضي  :فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لمجيئه بعد أو التي تفيد إلى

كأنك تقول : لألزمنك إلى أن تقضيني ديني

هذا إذا كانت بمعنى إلى

إذا كانت بمعنى ” إلا الاستثنائية  ” :

ــ ليقتلن المرتد أو يسلمَ

يسلم : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لمجيئه بعد  أو التي بمعنى إلا :

لأن المعنى ليقتلن المرتد إلا أن يسلمَ .

ما ضابط التفريق بينهما ؟

نقول :

 ضابط التفريق : إذا كان ما بعد أو غاية لما قبلها فتكون بمعنى إلى أو بمعنى حتى وكلاهما سواء

لألزمنك حتى تقضيني أو إلى أن تقضيني

وما سوى ذلك فيكون بمعنى ” إلا ” :

لكن الضابط الأسلم والأفضل :

أن ينظر : إن كان ما قبل أو يتناقص شيئا فشيئا فتكون بمعنى ” إلى ”

وإن كان ينقص ما بعد (أو ) دفعة واحدة فيكون بمعنى إلا الاستثنائية

لم ؟

لأنه لا يمكن أن تكون هنا ” أو ” لا يمكن أن تكون بمعنى إلى لأنه لو جرى ووقع القتل أيكون هناك إسلام

القتل يحصل به إزهاق الروح وينتهي به كل شيء

بينما لزوم الغريم بغريمه يحصل شيئا فشيئا فهو لا ينقضي جملة واحدة .

وبعض العلماء يقول : إن كان ما بعد (أو ) تعليلا لما قبله فتكون ” أو ” بمعنى ” كي ” :

لألزمنك أو تقضيَ ديني

أو

لألزمنك كي تقضي  ديني

وبالتالي فإن هذا المثال يصلح للمواضع الثلاثة :

يصح أن يكون ما بعد أو غاية لما قبلها

أو تعليلا لما قبلها

أو استثناء لما قبلها

فيصح أن تقول :

لألزمنك إلا أن تقضي ديني

لألزمنك كي  تقضي ديني

لألزمنك إلى أن تقضي ديني .

وبهذا تنتهي النواصب التي ذكرها  ابن آجروم وفي الحقيقة :

كان من المقرر أن نذكر  ما  ذكره البصريون لكن ما ذكره البصريون قد يحدث خللا في فهم البعض أو يشوش على ما أخذ  في  هذا المتن

وأحرص تمام الحرص على ألا أدع شيئا في هذا المختصر فيما يتعلق بالنحو

لكن في نهاية كل فصل نأتي بجملة من الأمثلة الواردة في كتب النحو ثم نأتي عليها ونعربها الإعراب الذي يقتضي موافقة هذا المتن

إن كان هناك شيء  جديد نضيفه .

الواجب :

يعرب ما أخذ معنا

قال تعالى :

{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }

لا  :     ناهية

تطرد : فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية وعلامة جزمه السكون وحرك آخر الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين .

يدعون  :فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة

وواو الجماعة : ضمير مبني على السكون في  محل فع فاعل

والنون : علامة رفع لا محل لها من الأعراب .

بالغداة :

 الباء : حرف  جر

الغداة  :  اسم مجرور بالباء  وعلامة جره الكسرة

يريدون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة

وواو الجماعة : ضمير مبني على السكون في  محل فع فاعل

والنون : علامة رفع لا محل لها من الأعراب

فتطردهم :

ـــــــــــــــ

الفاء : سببية .

تطرد : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية المسبوقة بنهي وعلامة نصبه الفتحة

والفاعل : ضمير مستتر تقديره : أنت

فتكون :

 الفاء  : عاطفة

تكون : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية المسبوقة بنهي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

((ولا تطرد ))فتكون العاقبة ((فتكون من الظالمين ))

((وما من حسابك )) هنا اجتمع النفي  والنهي في جملة واحدة

فتطردهم منصوب باعتبار ما سبقه من النفي

فتكون  :منصوب  باعتبار ما سبقه من النهي

وبهذا لا مناص لك من عرفة معاني القرآن إلا باللغة العربية :

لأن الطرد في  هذا العمل الخير يوجب أن يكون الإنسان في  جملة الظالمين

من : حرف  جر

الظالمين : اسم مجرور بمن وعلامة جره الياء لأنه  جمع مذكر سالم .

هذا ما ذكره الكوفيون

الآن نذكر أمثلة مما ذكره النحاة في  كتبهم ثم نعرب

ومن خلال الإعراب يتبن لنا إن كان هناك رأي للبصريين من خلاله سيظهر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال عز وجل على قراءة : (( لمن أراد أن يتمُّ الرضاعة ))

هنا مخالف لما هو معروف لدينا في القراءة : (( لمن أراد أن يتمَّ الرضاعة ))

أن يتمَّ :

أن : أداة نصب

يتم :فعل مضارع منصوب بعد أن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

لكن الإشكال هنا :

في  هذه القراءة : (( لمن أراد أن يتمُّ ))

إعرابها كالتالي :

ان : أداة نصب مهملة لا تعمل

يتم :فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

اختلف النحاة على أربعة أقوال لن أذكرها لكن مفادها : أن الفعل المضارع إذا خلا من الناصب  والجازم فسبب رفعه كما هو رأي الكوفيين

هناك ثلاثة أقوال أخرى :

لماذا رفع الفعل المضارع ؟

بعضهم لا يرى الفعل المضارع مرفوع لخلوه من الناصب والجازم

والصواب ما  ذكره الكوفيون

فـ ” أن ” هنا مهملة يقيسونها على أختها ما المصدرية فعندنا ما مصدرية لا تعمل

على كل حال :

ما المصدرية لا تعمل هذا حكمها

فبعضهم يحمل أن على أختها في الإهمال لكنه خلاف الأصل .

وبالتالي فإن ” ان ” هي احدى النواصب عند البصريين

كما أن ” لن ” احدى النواصب عند البصريين

كما أن ” إذن ”  احدى النواصب عند البصريين

قال تعالى :

(( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ))

اللام : لام كي

كي : أداة نصب وتعليل

تأسوا : فعل مضارع منصوب بعد كي وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة

والواو : ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل

والألف  علامة للتمييز بين المفرد والجمع

البصريون يقولون : إن الناصب الرابع هي كي المصدرية ليس  كي التعليلية

وبالتالي فإن كي لو سبقت باللام فإنها كي المصدرية فقط

وإذا تأخر اللام عنها مثل :

جئت كي لتقضيَ ديني

فهنا :

تقضي : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد كي التعليلية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على  آخره

ما يرون أن كي التعليلية تنصب بذاتها

يرون أن الناصب لها أن المضمرة كما هنا

ويقولون : إن كي هنا إذا جاءت بعدها اللام فلا تكون مصدرية لابد أن تكون تعليلية

إذاً الناصب عند البصريين هو كي المصدرية

إذا كان السياق يدل على التعليل فالناصب : أن المضمرة بعد كي التعليلية

متى تكون كي مصدرية بلا نزاع ؟

إذا سبقتها اللام

متى تكون كي تعليلية بلا نزاع ؟

إذا تأخرت عنها اللام

عند ابن عثيمين قاعدة :

إذا اختلف النحاة فاختر الأسهل

اختر الأسهل في إعرابها

إذا كان الأسهل هو رأي الجمهور

أما إذا كان قولا نادرا فإنه لا يؤخذ به حتى ولو كان أسهل

فالأمر يسير

إذاً الناصب أربعة عند البصريين

أن

ولن

وكي المصدرية

وإذن

ولذا في مسألة كي :

الأصوب  مع الكوفيين

قال تعالى :

((عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى ))

قال : ” سيكون ”

أن هنا : حرف مخفف من ” أنَّ ” الثقيلة

فمن أخوات إنَّ لأن إنَّ تنصب الاسم وترفع الخبر من أخوات إن ” أن ” فإذا خففت فإن اسمها ضمير الشأن محذوف وهو ” هو “

و:

سيكون  : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

وجملة سيكون من اسمها وخبرها في  محل رفع خبر أن

فهي  داخلة على اسم الذي هو ضمير محذوف علم أنه ، وعلامة تخفيفها أن يسبقها ” عِلْم” الذي هو اليقين

ومن خلال هذا المثال : يتبن أن:

 ” أن ” أقسام :

القسم الأول :

الناصبة مرت معنا

ثانيا :

المخففة وعلامتها أن يسبقها علم أو يقين

ثالثا :

أن التفسيرية (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله ))

ما علامتها ؟

أن يأتي قبلها معنى القول دون حروفه

بعثنا : يتضمن القول لكنه لم يأت بصيغة القول

رابعا :

 ( الزائدة ) :

متى تزاد أن ؟

تزاد في ثلاث حالات :

الحالة الأولى :

يمكن أن نعرفها من خلال قراءتنا لقصة يوسف في آخرها ، وفي قصة موسى في القصص :

(( فلما أن جاء البشير ))

بعد لما

وفي غير القرآن : فلما جاء

وفي قصة موسى في القصص :

(( فلما أن أراد ))

فلو كان في غير القرآن : فلما أراد

الحالة الثانية :

بين الكاف الذي هو حرف  الجر وبين مجروره

كما لو قلت :

أنت كأن رجلٍ عالمٍ

فيصح أن تقول : أنت رجل عالم

وهذا ما بين حرف الجر الذي هو الكاف ، ومجروره

الكاف  حرف جر

أن  : زائدة

رجل  : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

الحالة الثالثة :

بين القسم ولو :

إذا وقعت بين القسم ولو

مثل : أقسم أن لو اجتهدت في الخير لأفلحتَ

فان هنا : وقعت بين القسم وبين لو

فتكون زائدة

فيصح أن تقول :

أقسم لو اجتهدت في الخير لأفلحت

إذاً :

أنواع أن

مخففة

ناصبة

تفسيرية

زائدة

إذاً  :علامة المخففة أن يسبقها يقين كقوله تعالى : ((علم أن سيكون منك مرضى ))

وكذلك إذا سبقها ظن تكون مخففة

قال تعالى :

(( وحسبوا ألا تكونُ – على قراءة سبعية – فتنة ))

فأن : هنا مخففة من الثقيلة

وأين اسمها ؟

ضمير الشأن

وتكون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر ان

لكن أهكذا تقرأ عندنا ؟

(( وحسبوا ألا تكونَ ))

وبالتالي يجوز الأمران :

إذاً : إذا سبق أن ما يدل على  اليقين فهي أن مخففة بلا نزاع

وإن سبقها ما يدل على الرجحان فأنت مخير : بين أن تجعلها مخففة

وأن تجعلها أن مصدرية ناصبة

فالحسب هنا هذا رجحان

فعلى قراءة الضم : تكون (أن )هنا مخففة

وعلى قراءة النصب : ألا تكونَ “

تكون  : فعل مضارع منصوب بان الناصبة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

وأيهما الأولى ؟

الرفع أم النصب ؟

الأولى : النصب

لم ؟

لأن القراء أجمعوا على النصب في قوله تعالى :

(( أحسب الناس أن يتركوا ))

ما جاءت قراءة يتركون

فيكون :

أن يتركوا :

أن : أداة نصب

يتركوا : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة

والواو : ضمير مبني في  محل رفع فاعل

فهنا : أصبحت أن ناصبة وليست مخففة وبالتالي فإن الأفضل النصب .