الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[ 40]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
( باب الجوازم)
[ 3 ]
مبحث في أداوت الشرط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يلاحظ في أدوات الشرط أمور منها :
أولا :
أنها تجزم فعلين :
الأول : يسمى فعل الشرط
والثاني :
جواب الشرط
أو جزاء الشرط
مثل :
من يطع الله يفلح
ثانيا :
هذه الأدوات كلها أسماء ما عدا :
” إن “
” إذ ما “
فعند إعراب هذين الحرفين يقال :
حرف شرط جازم
أما بقية الأدوات فيقال :
اسم شرط جازم
ثالثا :
الأصل في فعل الشرط و جوابه:
أن يكونا فعلين مضارعين :
مثل :
كيفما تأكل آكل
هذا من حيث الأصل وإلا فقد يكون أحدهما
ماضيا والآخر مضارعا أو يكونان كلاهما ماضيين
والتنصيص على الماضي معتبر لأن الأمر لا يمكن أن يدخل هنا
من هذه الحالة:
كيف تتعامل مع فعل الشرط جوابه ؟
نقول :
إن كانا كلا الفعلين ماضيين :
فهنا :
يبقى كل من الفعلين على حالتهما ويعربان حسب موقعهما ولكن يكونان في محل جزم فعل الشرط والثاني جوابه
لأن الأداة هنا إنما هي متسلطة على محل الفعل لا على الفعل نفسه
مثال :
إن ذاكر زيد ٌنجحَ
ذاكر : فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط
نجح : فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط
ثانيا :
إن كان جواب الشرط ماضيا
مثل :
إن تحمد الله زادك نعمة
فهنا :
فعل الشرط يعامل كغيره من سائر الأفعال المضارعة
أما الجواب :
فيعرب حسب موقعه ويكون في محل جزم جواب الشرط
لأن الأداة لم تتسلط هنا على الفعل مباشرة وإنما تسلطت على محله
فتعرب : زادك :
فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط
ثالثا :
إن كان الفعل ماضيا والجواب مضارعا :
مثل :
إن ذاكر زيد ينجح
فهنا : الفعل يعرب حسب موقعه ويكون في محل جزم فعل الشرط
والجواب له وجهان :
إما أن يعرب كبقية الأجوبة المضارعة
أو انه يرفع الفعل المضارع
وتتسلط الأداة على الجملة الفعلية
فيكون الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط
فيعرب فعل الشرط :
فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم
ويعرب الجواب :
ينجح ْ:
فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط وعلامة جزمه السكون
أو أن يقال :
ينجحُ :
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط
الخلاصة :
لفعل الشرط وجوابه أربع حالات :
الحالة الأولى :
أن يكونا مضارعين فيجب فيهما الجزم
الحالة الثانية :
أن يكونا ماضيين فيبنيان لأن الأداة متسلطة على محل الفعلين لا عليهما
الحالة الثالثة :
أن يكون الأول مضارعا والثاني ماضيا
فالأول : يجزم
والثاني :يبنى في محل جزم
لأن الأدلة متسلطة على محل الفعل
الحالة الرابعة :
أن يكون الأول ماضيا والثاني مضارعا
فيبني الأول
والثاني :
يجوز فيه:
الرفع
و
الجزم
رابعا :
ومما يلاحظ أيضا على أداوت الشرط :
إذا كان جواب الشرط جملة لا تصلح لمباشرة أداة الشرط فإنه يجب اقترانها بالفاء
كما قال ابن مالك :
واقرن بفا ما جوابا لو جعل
شرطا لإنه أو غيرهما لم ينجعل
وهذه الحالات جمعت في بيت :
اسمية طلبية وبجامد
وبما وبقد وبلن وبالتنفيس
التفصيل :
ــ إذا كان جواب الشرط جملة اسمية وجب اقتران الجواب بالفاء :
مثل :
إن تجتهد فأنت ناجح
ثانيا :
قوله [ طلبية ]:
أي : إن كان جواب الشرط جملة طلبية
والطلب جمع في بيت :
مر وادع وانه وسل واعرض لحضهمُ
تمن وارج ( كذاك النفي قد كملا )
وتتمة البيت الذي بين القوسين ليس داخلا ضمن الطلب هنا
فإذا أتى أحد فروع الطلب في جواب الشرط وجب اقتران جواب الشرط بالفاء
أمثلة على الطلب :
(( مر )) :
إن جاءك زيد فأكرمْه
(( ادع ))
يارب إن أذنبت فاغفر لي
(( انه “)) : (( النهي ” ))
إن جاءك زيد فلا تكرمه
(( سل )) (( الاستفهام )) :
إن حدثك الكاذب فهل تصدقه
(( العرض))
إن جاءك زيد فألا تكرمه
(( الحض )) :
إن جاءك زيد فهلا تكرمه
(( التمني ))
إن جاءك زيد فليتك تكرمه
(( الترجي ))
إن جاءك زيد فلعلك تكرمه
واقتصر على مثال واحد حصرا للذهن
ثالثا :
بجامد :
أي إذا كان جواب الشرط فعلا جامدا
وهو الذي لا يتصرف فهو باق على حالة واحدة
مثال :
ليس
نِعم
إن توكلت على الله فنعم المولى
رابعا :
ما :
أي متى ما صدر الجواب بـ ” ما “ وجب اقترانه بالفاء :
مثل :
إن تتوكلوا على الله فما أنتم بمخذولين
خامسا :
قد :
أي لو صدر الجواب بـ “قد “ فحينها يجب اقتران الجواب بالفاء
مثل :
إن تعبد الله فقد أفلحت
سادسا :
لن :
أي لو صدر الجواب بـ لن “ يجب حينها اقترانه بالفاء
مثل :
من يتكاسل فلن يفلح
سابعا :
التنفيس
أي لو صدر الجواب بالسين فيجب اقترانه بالفاء
مثل :
إن تذاكر فستنجح
إن تهمل فسوف تندم
ملاحظة :
كل جواب اقتن بالفاء يعرب حسب موقعه
ويكون ” في محل جزم جواب الشرط ))
لأن أداة الجزم حينها متسلطة على محل الجواب لا على عينه
مثال إعرابي :
(( إن تجتهد فأنت ناجح ))
إن :
حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعله والثاني جوابه
تجتهد :
فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون
والفاعل :
ضمير مستتر تقديره أنت
والفاء :
رابطة للجواب أي تربط ما بعدها بما قبلها
أنت :
ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ
ناجح :
خبر المبتدأ مرفوع به وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
((وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ))
الفعل المضارع إذا وقع بعد جواب الشرط واقترن به
(( واو أو فاء )) صح في هذا الفعل ثلاث حالات إعرابية :
أولا :
الرفع :
على أنه جملة استئنافية
ثانيا :
الجزم :
على أن الفاء عاطفة
ثالثا :
النصب :
بأن مضمرة
وصح في هذه الآية الثلاث الأوجه
مثال :
زرني فأزورَك
أزور ك
فعل مضارع منصوب بالفاء السببية الواقعة في جواب الطلب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره ” أنا “
والكاف :
ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفعل المضارع :
الواقع بعد فاء السببية في جملة الطلب لو حذفت الفاء جزم الفعل بدلا من نصبه لأنه واقع في جواب الطلب
فتصبح الجملة السابقة:
زرني أزرْك
أزرْك :
فعل مضارع مجزوم لأنه واقع في جواب الطلب وعلامة جزمه السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين
مثال :
ليتني آتيك فتكرمَني
فتصبح بعد حذف الفاء :
ليتني آتيك تكرمْني
جزم لأنه واقع في جواب الطلب
قال الشاعر :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ
أصل ” نبك ”
فنبكي : جزم بحذف حرف العلة لأنه واقع في جواب الطلب
إذاً
المضارع ينصب بعد فاء السببية كما سبق
المضارع يجزم إذا وقع في جواب الطلب بعد حذف الفاء
يلاحظ :
أن الواو لا تحل محل الفاء هنا وكذا لو كان الفعل واقعا في جواب النفي
أي أنه لو حذفت الواو الواقعة في جواب الطلب لم يجزم الفعل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ