الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[41]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
مبحث في اشتقاق الأفعال
باب مرفوعات الأسماء
أولا : الفاعل
مبحث في اشتقاق الأفعال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبق وأن ذكرنا ان أصل الأفعال هو الفعل الماضي ، والمضارع أصله ماضي
ثم الأمر أصله مضارع مجزوم حذف منه حرف المضارع ة وأداة الجزم
لكن كيف نشتق هذه الأفعال بعضها من بعض ؟
هذا يختلف باختلاف نوع الفعل واختلاف عدد حروفه
فالماضي :
إذا أردنا أن نشتق منه مضارعا فله حالتان :
أولا :
الماضي الرباعي :
نزيد حرف المضارعة في أوله مع ضمه وجوبا وكسر ما قبل آخره
مثل :
دحرج ـــــــ يُدحرِج ــــ أو أُدحرِج
ثانيا :
الثلاثي أو الخماسي أو السداسي
وجب فتح حرف المضارعة وكسر ما قبل آخره
مثل :
استخرج ـــ أَستخرِجُ ـــــــــ هذا سداسي
انطلق : ــــــــــــ ينطلِق ـــــــــــــــ هذا خماسي
ضرب : ـــــــــــــــ يَضرِب ــــــــ هذا ثلاثي
الخماسي والسداسي وكذا الرباعي المبدوء بهمزة وصل :
إذا أدخل عليه حرف المضارعة حذفت همزة الوصل وذلك لعدم تلاقي ساكنين في موضع واحد
مثل :
استخرج ـــــــ يستخرج
أما الأمر :
ــــــــــــــــــــــ
إذا أردنا اشتقاقه من الماضي :
فلابد من الإتيان بالمضارع من الماضي ثم نجزم المضارع ثم نحذف حرف المضارعة وأداة الجزم
مثل :
استخرج ـــــــــ يستخرج ـــــــــــــــــــــــــــــــ استخرجْ
مبحث :
متى تلحق تاء التأنيث الفعل الماضي ؟
تاء التأنيث :
إما أن تلحق الفعل الماضي وجوبا أو جوازا :
حالة الوجوب :
إن كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث
مثل :
قامت هندٌ
ثانيا :
إذا أسند المؤنث الحقيقي أو المجازي إلى الفعل
مثل :
هند قامت
الشمس طلعت
ولا يصح : هند قام أو الشمس طلع
حتى لا يلتبس المؤنث في الجملة الاسمية أو الفعلية وجب تأنيث الفعل سواء كان مؤنثا حقيقيا أو مجازيا
ثانيا :
حالة الجواز :
ـــــــــــــــــــ
أ ) إذا كان الفاعل مؤنثا مجازي التأنيث :
مثل :
طلع الشمس
ويصح : طلعت الشمس
ب ) جمع التكسير سواء للذكور أو للإناث :
مثل :
قامت النساء / قام النساء
ج ) جمع المؤنث السالم :
مثل :
قام المسلمات / قامت المسلمات
سـ / متى يمتنع إلحاق التاء في الفعل الماضي ؟
أولا :
إذا كان الفاعل جمع مذكر سالم :
مثل :
قام الزيدون
ولا يصح : قامت الزيدون
ثانيا :
إذا فصل بين الفعل والفاعل بـ ” إلا ” :
مثل :
ما قام إلا هند
ولا يصح : ما قامت إلا هند
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن فرغ رحمه الله من الحديث عن الأفعال وأنواعها وحالات كل فعل من حيث الإعراب والبناء
شرع رحمه الله في الحديث عن الأسماء مبينا ما يتعلق بكل نوع من هذه الأسماء وما يطرأ عليها من حالات إعرابية .
فبدأ بالمرفوع من الأسماء :
لأن المرفوع هو الأصل في الحالات الإعرابية لكل من الأسماء والأفعال
فالأسماء والأفعال لا تنصب ولا تخفض ولا تجزم إلا إذا دخل عليها عامل مختص بهذا المعمول وأثرفيه
ولو لم تدخل هذه العوامل لبقي كل من الاسم والفعل على حالته الأصلية وهي [ الرفع ]
ــــــــــــــــــــ
وقال رحمه الله :
هي سبعة
وهذا حسب التتبع والاستقراء
وهي :
1ــ الفاعل
2 ــ المفعول الذي لم يسم فاعله
3 ــ المبتدأ
4 ــ الخبر
5 ــ اسم كان وأخواتها
6 ــ خبر إن وأخواتها
7 ــ التابع للمرفوع وهو أربعة أشياء [ النعت ــ العطف ــ التوكيد ــ البدل ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ باب الفاعل ] :
ـــــــــــــــــــــــــ
الفاعل في اللغة :
هو كل من قام بالفعل
فقولنا :
ــ يلعب زيد :
الفعل هنا قام به زيد إذاً هو الفاعل
ــ زيد يأكل :
الفعل هنا قام به زيد إذاً هو الفاعل
هذا من حيث اللغة لا من حيث الاصطلاح
الفاعل في الاصطلاح :
الاسم المرفوع المذكور قبل فعله
فقول الماتن :
الاسم :
ــــــــــــــــ
يخرج الحرف والفعل فلا يكونان فاعلا
لأن الحرف مبني ، والفعل الأصل فيه البناء ونحن حديثنا عن الإعراب
لكن قد يقع الفعل والحرف معا في موقع الفاعل وهذا ما يسمى بـ [ الفاعل المُؤوَّل ]
مثل :
يعجبني أن تقوم .
أن : مصدرية
تقوم : مضارع منصوب بـ ” أن “
و” أن ” وما دخلت عليه في تأويل مصدر
” قيامك ”
في محل رفع فاعل
لكن الماتن رحمه الله يخص حديثه عن الفاعل الصريح
قوله :
المرفوع :
ـــــــــــــــــــــ
يخرج المنصوب والمجرور
وقد يقع الفاعل منصوبا ولا يقاس عليه إنما هوسماعي عن العرب لما فهم المعنى :
فقالوا : خرقَ الثوبُ المسمارَ
ومعلوم أن الثوب لا يخرق المسمار وإنما المسمار هو الذي يخرق الثوب
وقد يقع الفاعل مجرور لفظا لا محلا في حالات مثل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا :
إذا كان الفاعل نكرة في سياق النفي فيجر بـ ” من ” الزائدة مثل :
((مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ))
فأصلها لو كان في غير القرآن :
ما جاءنا بشيرٌ ولا نذيرٌ
ثانيا :
إذا كان فاعل [ كفى ]
مثل :
((قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ))
أصلها :
كفى الله شهيدا
ثالثا :
إذا أضيف المصدر إلى فاعله :
مثل :
((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ))
فتأويل الكلام لو كان في غير القرآن :
ولولا أن يدفع اللهُ الناسَ
رابعا :
فاعل أفعل التعجب على صيغة الأمر :
مثل :
(( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم قال رحمه الله :
المذكور قبله فعله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي الذي ذكر قبله الفعل الصادر عنه
وهذه العبارة التي ذكرها المصنف تختلف :
فمثلا لو قلنا : ( بعده )
فمثلا :
قام زيدٌ
زيدٌ :
فاعل لأن فعله قبله
لكن لو قلنا : زيدٌ قامَ :
هنا أخرنا الفعل فيتغير الإعراب كلية :
فتصبح ” زيد ” مبتدأ مرفوع بالابتداء
و ” قام ” فعل ماضي مبني على الفتح
والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره ” هو “
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ
وهذا يذكرنا بقاعدة سابقة :
أن الأصل في الفاعل أن يأتي بعد الفعل
ثم يلي ذلك المفعول به
ويجوز أن يتقدم المفعول به على الفاعل
مثل :
ضربَ زيدٌ عمراً
ضرب :فعل
زيد :فاعل
عمرا : مفعول به
ويمكن أن نقول : ضربَ عمراً زيدُ
ضرب : فعل
عمرا : مفعول به مقدم
زيد :فاعل مؤخر
وإنما صح هذا لضمان عدم اللبس
ولكن إن خُشي اللبس فحينها يمنع التقديم والتأخير نعمل بالأصل وهو : أن الفاعل مقدم على المفعول به
مثل :
ضرب موسى عيسى
هنا :
الفاعل والمفعول به لا تظهر عليه العلامة الإعرابية للتعذر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثم شرع رحمه الله في ذكر أنواع الفاعل :
فقال :
الفاعل قسمان :
ـــ ظاهر ـــ مضمر
فالظاهر :
هو الاسم الظاهر
والمضمر :
هو الذي أضمر أي أخفي ولم يبن
ـــــــــــــــــــــــــ
ثم شرع في الظاهر
وأكثر فيه من الأمثلة ليبين أن الفاعل يشمل جميع أنواع الأسماء من :
إفراد
وتثنية بنوعيها
وجمع بأنواعه
لأن هذا المتن للمبتدئين فأكثر فيه من الأمثلة حتى ترسخ المعلومة بشكل جيد
فقال :
قام زيدُ ـــــــــــ يقوم زيد ــــــــــ” هذا فاعل مفرد مذكر “
قام الزيدان ــــــــــــ يقوم الزيدان ـــــــــــ
” هذا فاعل مثنى مذكر “
قام الزيدون ــــــــــ يقوم الزيدون ــــــــــــــ
” هذا فاعل جمع مذكر سالم “
قام الرجال ــــــــــ يقوم الرجال ـــــــــــــــ
” هذا فاعل جمع تكسير “
قامت هند ـــــــــــــــــــــ تقوم هند ـــــــــــــــ
” هذا فاعل مفرد مؤنث “
قامت الهندان ـــــــــــــ تقوم الهندان ــــــــــــــ
“هذا فاعل مثنى مؤنث “
قامت الهندات ــــــــــ تقوم الهندات ــــــــــــــ
” هذا فاعل جمع مؤنث سالم “
قامت الهنود ـــــــــــــ تقوم الهنود ـــــــــــــــ
” هذا جمع تكسير مؤنث
قام أخوك ـــــــــــــــــــ يقوم أخوك ــــــــــــــــ
” هذا فاعل من الأسماء الخمسة “
قام غلامي ــــــــــــ يقوم غلامي ـــــــــــــــ
” هذا فاعل مضاف “
وما ذكره رحمه الله ليس للحصر وإنما لتنويع ماذكر وللتوضيح للمبتدئ وإلا فهناك أنواع أخرى من الفاعل لم يذكرها رحمه الله
وما ذكره من الأمثلة هذا يندرج تحت القسم الأول من أقسام الفاعل وهو الفاعل الظاهر وهو الصريح
لأن الفاعل الظاهر نوعان :
صريح :
نحو جميع ما ذكر من الأمثلة
ومؤول
ومثاله :
يعجبني أن تفهم :
فـ ” أن تفهم ” كما سبقت الإشارة إلى ذلك في تأويل مصدر ” فهمك ” في محل رفع فاعل مؤول
* [ أن وما دخلت عليه دائما في تأويل مصدر ]
ـــــــــ
مثال :
قام الزيدون :
قام : فعل ماضي مبني على الفتح
الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد
قام الزيدان :
قام : فعل ماضي مبني على الفتح
الزيدان :فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد
يقوم غلامي :
ـــــــــــــــــــــــــ
يقوم :فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة
غلامي :
غلام : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم
وهو مضاف
والياء : ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم ذكر رحمه الله القسم الثاني من أقسام الفاعل وهو المضمر :
وهو اثنا عشر ضميرا
وهذه الضمائر مقسمة على ثلاثة أقسام
أولا :
ضمائر المتكلم :
ـــ التاء في ” ضربتُ
وهذا للمفرد المتكلم من ذكر أو أنثى
ــــ ناء الفاعلين في : ضربْنا
وهي للمفرد المعظم نفسه أو جماعة المتكلمين
وهذا الضميران يعربان على أنهما في محل رفع فاعل
ثانيا :
ــــــــــــــ
ضمائر الخطاب :
ــــ التاء في “ضربتَ
وهي للمفرد المخاطب
ـــ التاء في ” ضربتِ
وهي للمفردة المخاطبة
وهذا الضميران يعربان على أنهما في محل رفع فاعل
ـــ التاء والميم والألف في ” ضربْتُما
وهي للمثنى المخاطب المذكر أو المؤنث
ـــ التاء والميم في “: ضربْتُم
وهذا لجماعة المخاطبين من الذكور
ــــ التاء والنون في : ضربْتُن
هذا للمؤنث المخاطبات
وهذه الضمائر الثلاث :
التاء فيها تعرب على أنها في محل رفع فاعل
وما بعدها ” علامات لما اختصت به :
” ما ” علامة تثنية
” م ” علامة للجمع في جمع الذكور
و ” ن ” في ضمير جمع المؤنث علامة على التأنيث
هذا الإعراب هو الصحيح في هذه الضمائر لأن بعض النحاة يجمل في الإعراب فيجعل الضمير بأكمله في محل رفع فاعل
ثالثا :
ضمائر الغائب :
أ ) هو :
وهذا ضمير للمفرد المذكر الغائب
ب ) هي
وهذا ضمير للمفردة المؤنثة الغائبة
ج ) الألف في ضربا
وهو للمثنى الغائب بنوعيه مذكر ومؤنث
د ) الواو في ضربوا
وهذا الضمير لجمع المذكر الغائبين
هـ ) النون في : ضربن
وهذا الضمير لجمع المؤنث الغائبات
ــــــــــــــــــــــــــــ
أمثلة للإعراب :
أولا :
الرجال ضربوا النساء
ضربوا :
ضرب : فعل ماضي مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة
والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
النساء : مفعول به
المثال الثاني :
أنتن ضربتن الأولاد
ضربتن :
ضرب :فعل ماضي بمني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك
التاء : ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع فاعل
النون : علامة للتأنيث
المثال الثالث :
الولد ضرب الفتاة :
ضرب : فعل ماضي مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره ” هو ”
المثال الرابع :
الفتاة ضربت الصبية
ضربت :
فعل ماضي مبني على الفتح
والتاء :تاء التأنيث
والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره ” هي “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ