الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[42]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
( باب نائب الفاعل )
ثانيا : من مرفوعات الأسماء :
المفعول الذي لم يسم فاعله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما ذكر رحمه الله الفاعل وما يتعلق به من إعراب ذكر رحمه الله ما ينوب منابه ويأخذ حكمه فذكر [ نائب الفاعل ]
وقوله رحمه الله : ما لم يسم فاعله :
أي حذف ولم يذكر في الجملة فحينها ينوب عن الفاعل نائبه
قال رحمه الله :
هو الاسم :
يخرج الفعل والحرف فلا يكونان مفعولا به لكن قد يكون الحرف ومعموله في محل نائب فاعل وسيأتي بيانه
المرفوع :
ــــــــــــــــــــ
يخرج بهذا المنصوب والمخفوض
إلا أن المخفوض قد ينوب مناب الفاعل هو وعامله محلا وسيأتي بيانه
الذي لم يذكر معه فاعله :
احترازا مما ذكر معه فاعله
فإذا ذكر الفاعل صار هذا النائب مفعولا به لأنه لا يجتمع النائب والمنيب في نفس الموضوع
يلاحظ :
أن نائب الفاعل أخذ حكم الفاعل في جميع أموره وذلك حتى تصبح نيابته له كاملة ولذلك قلنا لا يجتمع النائب والمنيب في حال واحدة
كيف ننيب نائب الفاعل عن الفاعل ؟
لكي ننيب عن الفاعل نائبا لابد من إجراء عدة أمور
أولا :
نحذف الفاعل
ثانيا :
نأتي بالمفعول محل الفاعل
ثالثا :
تغيير بنية الفعل من مبني للمعلوم إلى ” مبني لما لم يسم فاعله “
مثال :
ضربَ زيدٌ عمراً
أولا :
نحذف الفاعل ” زيد ”
فتصبح الجملة ” ضَرَبَ عمرا
ثانيا :
نحل نائب الفاعل مناب الفاعل
فتصبح الجملة : ضَرَبَ عمرا
ثالثا :
تغيير الفعل من المبني للمعلوم إلى ما لم يسم فاعله
فيصبح الكلام :
ضُرِبَ عمروٌ
بهذا نكون قد حولنا الجملة من مبني للمعلوم إلى ما لم يسم فاعله
ســـ /
كيف نحول الفعل من مبني للمعلوم إلى ما لم يسم فاعله ؟
بعض النحاة يسميه مبني للمجهول
وهذا فيه نظر لأن الفاعل وإن كان محذوفا إلا إنه قد يكون معلوما في بعض الأحيان
كما لو كان الفاعل هو الله سبحانه وتعالى :
مثل :
((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ))
فهذه الجملة وإن كانت مبنية لما لم يسم فاعله إلا إن الفاعل معلوم بالضرورة لأنه لا خالق إلا الله
فمن هذا يتضح لنا أن تسميته بالمبني للمجهول تسمية غير حسنة .
بل الصحيح : أن نقول لما لم يسم فاعله
ولكي نبني الفعل لما لم يسم فاعله علينا أولا تحديد نوع الفعل :
ـــــ فإذا كان الفعل مضارعا :
مثل : يَضْرِبُ
فنضم الأول ونفتح ما قبل الآخر
فيكون الجواب : يُضْرَبُ
مثال :
يَضْرِب زيدٌ عمراً
تصبح :
يُضْرَبُ عمروٌ
ــــ أما إن كان الفعل ماضيا :
مثل :
ضَرَبَ
فهنا :
نضم أوله ونكسر ما قبل آخره
فتصبح : ضُرِبَ
مثال :
ضَرَبَ زيدٌ عمراً
تصبح :
ضُرِبَ عمروٌ
ـــــ وإن كان ماضيا مبدوءا بالتاء :
مثل :
تدحرج
فهنا نضم الأول والثاني ونكسر ما قبل آخره
فتصبح :
تُدُحْرِجَ
مثال : تَدَحرج الولد على الدرج
تصبح :
تُدُحْرِجَ على الدرج
ــــ أما إن كان الماضي مبدوءا بالهمزة :
مثل :
انطلق
فهنا يضم أوله وثالثه ويكسر ما قبل آخره
فتصبح : اُنْطُلِقَ
مثال :
انطلق المتسابقون من المدرسة
تصبح :
اُنْطُلِقَ من المدرسة
ــــ أما إن كانت عين الفعل معتلة :
مثل :
باع ــــــــــــــ قال
فهنا :
إما إخلاص الضم أو الكسر
والمراد من هذا :
إما قلب حرف العلة إلى واو أو ياء
فيصبح المثال :
بوع
قيل
مثال :
قال الأمير الحق :
تصبح :
قِيلَ الحقُ
أو قُولَ الحقُ
*) ما كان من الأفعال الماضية مبدوءا بتاء أو الهمزة ولا يمكن إجراء القاعدة عليه فهنا :
يعامل كمعاملة الأصل وهي ضم أوله وكسر ما قبل آخره
مثال :
تعب :
ماضي مبدوء بالتاء ولا يمكن إجراء القاعدة عليه فهنا يعامل معاملة الأصل
فيصبح المثال : تُعِبَ
أخلص :
فعل ماضي مبدوء بالهمزة ومع ذلك فلا يمكن إجراء القاعدة عليه فهنا يعامل معاملة الأصل
فيصبح المثال :
أُخلِصَ
ـــــــــــــــــــــــــــ
أقسام نائب الفاعل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نائب الفاعل قسمان :
ظاهر
ومضمر
وهذان القسمان ما يذكر فيهما هو ماذكر في أمثلة الفاعل :
لأن نائب الفاعل ينزل منزلة الفاعل
فمن هنا كنت الأمثلة واحدة لكن بعد بنائها لما لم يسم فاعله
قال رحمه الله :
فالظاهر نحو قولك :
ضُرِب زيدٌ ــــ هذا مثال بفعل ماضي
يُضْرَبُ زيدٌ ــ هذا مثال بفعل مضارع
أُكْرِمَ عمروٌ ــــ هذا مثال بفعل ماضي
يُكْرَمُ عمروٌ ـــــ هذا مثال بفعل مضارع
ثانيا :
المضمر :
وهو اثنا عشر ضميرا :
1 ) التاء في : ضُرِبْتَ للمفرد المتكلم
2 ) نا في : ضُربْنا ـــــــ لجماعة المتكلمين أو المعظم لنفسه
وهذان ضميران متكلم
3 ) التاء في : ضُرِبْتَ ـــــــ للمفرد المخاطب
4 ) التاء في : ضُرِبْتِ ـــــــــ للمفردة المخاطبة
5 ) التاء في : ضُرِبْتُما ــــــــــــ للمثنى المذكر والمؤنث المخاطب
6 ) التاء في :ضُرِبْتم : ــــــــــــ لجمع المذكر المخاطبين
7 ) النون في : ضُرِبْنَ : ــــــــــــ لجمع الإناث المخاطبات
وهذه الضمائر للمخاطب
8 ) هو في : ضُرِبَ ــــــــ للمفرد الغائب
9 ) هي في : ضُرِبَت : للمفرد الغائبة
10 ) الألف في :ضُرِبا : للمثنى الغائب مذكر ومؤنث
11 ) الواو في :ضُرِبوا ـــــــــــــــــ لجمع المذكر الغائب
12 ) النون في : ضُرِبْن : ـــــــــــــــ لجمع المؤنث الغائب
وهذه ضمائر الغائب
ضمائر الغائب مثل :
” تم ” وغيرها التاء فيها : نائب فاعل وما بعدها علامة المخاطب كما سبق بيانه في الفاعل
أمثلة للإعراب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُكِلَ الطعامُ
أُكِل :فعل ماضي مبني على الفتح مبني لما لم يسم فاعله
الطعام : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
ــــ الولدان ضُرِبا :
الولدان :مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد
ضُرِبا :
( ضُرِب ) فعل ماضي مبني على الفتح مبني لما لم يسم فاعله
الألف ”
ألف الاثنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل
ــــ ضُرِبْتُم :
ضُرِبَ :
فعل ماضي مبني على السكون مبني لما لم يسم فاعله
والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل
والميم :علامة للجمع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبحث فيما ينوب عن الفاعل :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا :
المفعول به وهو الأصل في ذلك
وسبق بيان الأمثلة فيه
مثال :
أُكِل الطعامُ
أصلها : أَكَلَ زيد الطعامَ
فـ ” الطعام ” مفعول به
ثانيا :
المصدر :
والمصدر متى ما ناب عن الفاعل رفع
مثال :
سار زيدٌ سيرا حميدا
فتصبح :
سير سيرٌ حميدٌ
ثالثا :
الجار والمجرور محلا لا لفظا :
فيعرب إعرابه ويكون في محل رفع نائب فاعل :
مثل :
سلم زيدٌ على عمرو
فتصبح :
سُلِم على عمروٍ
وهذه هي الحالة التي يأتي فيها الحرف مع معموله ليحل محل الفاعل
رابعا :
الظرف والمظروف (محلا لا لفظا )
فيعرب إعرابه ويكون في محل رفع نائب فاعل
مثال :
جلس زيدٌ عند عمروٍ
فتصبح :
جُلِسَ عند عمروٍ
ومتى تحل هذه الأربعة الأشياء محل الفاعل ؟
تحل محل الفاعل في حالات :
أولا :
إذا لم يتعد الفعل إلى مفعول به :
مثل :
جُلِس عندك ــــــــــ هذا ظرف
أصلها :جلستُ عندك
ثانيا :
إذا عدم المفعول به :
مثل :
ضُرِب ضربٌ شديد
أصلها :
ضربت ضربا شديدا