شرح ثلاثة الأصول موسع .
الأصل الثاني : معرفه العبد دين الإسلام
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله :
(( الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر المؤلف الأصل الثاني وهو / :
معرفة دين الإسلام بالأدلة
ثم عرف الدين :
فقال :
هو الاستسلام لله بالتوحيد
والانقياد له بالطاعة
والبراءة من الشرك وأهله
حينما تتأمل كلمة الاستسلام والانقياد تشعرك وتنبئك بأن العبد يجب أن يخرج من اختياره من هوى نفسه
من قدرته
ويكون في محيط العبودية لله
فكلمة الاستسلام : والانقياد تدل على وجوب تجريد العبد نفسه من هواه ومن رغباته
وقوله : (( الاستسلام لله بالتوحيد ))
الاستسلام لله لا لغيره : لا لنبي لا لملك لا لحجر لا لوثن لا لنجم لا لشمس لا لقمر
إنما الاستسلام لله
بماذا ؟
بالتوحيد
لماذا التوحيد ؟
لماذا نص هنا على التوحيد ؟
لأن التوحيد كما سبق أعظم ما أمر الله به
إذاً :
نص على التوحيد لأنه أعظم ما أمر الله به من الأوامر
إذاً :
ما هو هذا التوحيد الذي له هذه المزية وهذه المرتبة العظيمة التي يجب أن نستسلم لله به ؟
هو كما سبق : إفراد الله تعالى بالعبادة
كلمة الاستسلام له بالتوحيد :
هذا التوحيد من لوازمه أن تطيع الله جل وعلا
من لوازمه : أن تتبرأ من الشرك
من مقتضيات هذا التوحيد : أن تتبرأ من أهل الشرك
فليس الموحد من قال : لا إله إلا الله وترك الطاعة
ليس الموحد من قال : لا إله إلا الله وأشرك به عز وجل
ليس الموحد : من أعان المشركين على المسلمين
فقوله : الاستسلام لله بالتوحيد :
هذا التوحيد من لوازمه أن تكون لله :
عابدا قانتا
عن الشرك مجتنبا
عن أهل الشرك متنحيا
لكن المؤلف هنا لأنه في مقام تبيين وتوضيح ولاسيما أن كثيرا من الناس يفهم أن التوحيد أن تقول : لا إله
إلا الله
وهذا ليس بتوحيد
قبل أن تظهر آثار هذه الكلمة على حياتك على بدنك على سلوكك وإلا فلا فائدة تعود عليك من هذه الكلمة
المنافقون يقولون : لا إله إلا الله
اليهود يقولون : لا إله إلا الله
هل نفعتهم ؟
لا
لم ؟
لأنهم لم يأتوا بمقتضياتها ولوازمها
فلما كان المقام مقام تبيين
وقد يتوهم البعض أن التوحيد هو قول : لا إله إلا الله دون أن يعمل قال : (( والانقياد له بالطاعة ))
وقال : ( (والبراءة من الشرك وأهله ))
أليس التوحيد يدعوك إلى الطاعة ؟
بلى
أليس التوحيد يدعوك إلى ترك الشرك ؟
بلى
أليس التوحيد يدعوك إلى أن تتبرأ من المشركين ؟
بلى
إذاً :
هذا هو الدين
وتعريفه سبق
ونحن الآن بصدد ذكر مراتب الدين
فقوله : (( وهو ثلاث مراتب ))
هذا الدين له مراتب ومنازل :
فقال : مراتب الدين ثلاثة
ما هي ؟
الإسلام
الإيمان
الإحسان
الإسلام والإيمان والإحسان حتى نربط مفردات المتن بعضه مع بعض سبقت معنا في الأمثلة التي مثل بها المصنف للعبادة
قال ومن أنواع العبادة :
الإسلام
والإيمان
والإحسان
والخوف
والرجاء
والتوكل
تعرض هناك لجميع الأمثلة ما عدا هذه الثلاثة :
الإسلام والإيمان والإحسان
لمَ لم يتحدث عنها هناك ؟
لأنه أراد أن يتحدث عنها في الأصل الثاني
فقال رحمه الله :
مرتِّبا لها :
أولا : الإسلام
يزيد عن الإسلام في الفضل :
الإيمان
ثم الدرجة العليا :
الإحسان
فهذه مراتب الدين :
الإسلام
والإيمان
والإحسان
ذكرها هنا مجملة وسيأتي له حديث تفصيلي لكل مرتبة من هذه المراتب
(( وكل مرتبة لها أركان ))
عندنا إذاً مراتب الدين ثلاثة :
الإسلام
والإيمان
والإحسان
نأتي إلى المرتبة الأولى:
الإسلام
الإسلام له أركان
وأركانه كما سيأتي خمسة
الإيمان له أركان
وأركانه كما سيأتي : ستة
الإحسان :
وأركانه ركن واحد
كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى
أركان الإسلام خمسة :
الآن شرع في تفصيل كل مرتبة وما لها من الأركان
أول ما ابتدأ :
ابتدأ بالإسلام
فعندنا الإسلام
ثم يفوقه في الفضل : الإيمان
ثم : الإحسان
إذاً :
الإحسان هو أفضل المراتب يليه الإيمان
يليه الإسلام
فالإحسان واسع أوسع الجميع
ثم يليه : الإيمان
ثم يليه : الإحسان
فكل محسن مؤمن مسلم
وليس كل مسلم مؤمنا محسنا
إذاً :
كل محسن مؤمن مسلم
لكن المسلم : هو مؤمن محسن ؟
لا
إذا
لو سألتكم أيهم أكثر عددا ؟
المحسنون أم المسلمون ؟
المسلمون
أيهم أكثر عددا المحسنون أم المؤمنون ؟
المؤمنون
أيهم أكثر عددا المؤمنون أم المسلمون؟
المسلمون
الإحسان هو أعم من جهة نفسه وأخص من جهة أهله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما معنى أعم من جهة نفسه ؟
لأن الإيمان والإسلام يدخلان في الإحسان
بينما أخص من جهة أهله لأن أهله قلة
نأتي إلى الإيمان مع الإسلام :
الإيمان أعم من جهة نفسه بالنسبة إلى الإسلام وأخص من جهة أهله :
واعلم :
بأنه لا يكون الإنسان مسلما إلا إذا كان معه إيمان يصحح إسلامه
إن لم يكن معه إيمان يصحح إسلامه فليس بمسلم
وإلا قد يدخل علينا هؤلاء المنافقون ويقولون : نحن مسلمون
ولكن ليس في قلوبهم ذرة من إيمان
فلابد مع الإسلام من إيمان يصحح هذا الإسلام
ولذا إذا اجتمع الإسلام والإيمان افترقا في المعنى:
ألان لو تقول لشخص :
هذا مسلم
يصدق عليه الإسلام والإيمان
لكن إذا اجتمعت هاتان الكلمتان افترقتا في المعنى
كيف ؟
نقول : إذا اجتمعتا :
الإسلام للأعمال الظاهرة
وأما ا لإيمان فالأعمال الباطنة
أضرب لكم مثالا من الأمثلة :
قال عليه الصلاة والسلام : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ))
يدخل فيه من ؟
المؤمن
إذا أطلق الإسلام دخل معه الإيمان
وإذا أطلق الإيمان دخل معه الإسلام
أما إذا اجتمعا في نص واحد نقول :
الإسلام : للأعمال الظاهرة
والإيمان : للأعمال الباطنة
(( وأركان الإٍسلام خمسة ))
الآن نخرج أذهاننا مما سبق نحن الآن سنتحدث فيما سيذكره المصنف عن المرتبة الأولى
الحديث عن الإسلام
إذا فرغ أدخلنا في مرتبة الإيمان
إذا خرج من الحديث التفصيلي عن مرتبة الإيمان أدخلنا في مرتبة الإحسان
نحن الآن في الحديث التفصيلي عن الإسلام :
قال : (( أركان الإسلام خمسة )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الركن :
ركن الشيء هو الجزء الذي لا يتم إلا به
فإذا خلا هذا الشيء من ركنه سقط
إذاً :
هذا الإسلام يجب أن يؤتى بجميع أركانه
ما هي أركانه ؟
خمسة
قوله :
(( شهادة أن لا إله إلا الله أن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذاً :
هذه أركانه ذكرها مجملة
قد تقرأ في بعض كتب العلماء وإذا بهم يعدون الجهاد ركنا سادسا
أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركنا آخر
النص :
ورد بهذه الأركان الخمسة
ولذا :
إذا ذكرت أركان الإسلام تذكر هذه الأركان ولا يزاد عليها
لكن ما الداعي لهؤلاء العلماء أن يضيفوا ركنا سادسا أو سابعا يدعى بالجهاد أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
لأن هذه الأركان لا يمكن أن تتم إلا بالأمر المعروف والنهي عن المنكر وبالجهاد
فلما كانت هذه الأشياء هي المقيمة لهذه الأركان قالوا : تدرج ضمنها
فهذا هو السبب الذي دعا هؤلاء العلماء أن يجعل الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو الجهاد من أركان الدين
لكن إذا ذكرت الأركان أمام الناس تذكر هذه الأركان التي نص عليها الشرع