الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس السابع والعشرون

الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس السابع والعشرون

مشاهدات: 488

شرح ثلاثة الأصول موسع .

الأصل الثاني : معرفه العبد دين الإسلام

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله :

(( الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله  ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله : (( ومعناها : لا معبود بحق إلا الله ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحن في  مقام الشهادة

ما تعريف : لا إله إلا الله ؟

قال : يعني : لا معبود بحق إلا الله

( فائدة لغوية يسيرة )):

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إله : على وزن فِعال

فعال بمعنى مفعول

مثاله :

كتاب بمعنى مكتوب

إله بمعنى مألوه يعني : معبود

فإذاً :

لا إله إلا الله

لا معبود

لم نقل : لا معبود إلا الله

قلنا : لا معبود بحق إلا الله

لماذا لم نقل لا معبود إلا الله ؟

هناك بعض الكتاب إذا بيّن معنى : لا إله إلا الله قال : لا معبود إلا الله

وهذا خطأ

لم ؟

لأن هناك معبودات تعبد من دون الله في الأرض

لكن هل عبادتها حق ؟

باطلة

فإذاً :

لابد أن نقيد لا معبود بحق إلا الله

قال تعالى :

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } الحج62

فإذاً لابد في التعريف أن نقول : لا معبود بحق

تضيف  كلمة حق

لأن الله عز وجل ذكر أن الكفار يعبدون غيره :

((مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم ))

قوله : (( لا إله  )) : نافيا جميع ما يعبد من دون الله

إلا الله : مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في  ملكه

الدين كم مرتبة ؟

ثلاث مراتب

ما هي ؟

الإسلام

والإيمان

والإحسان

مرتبة الإسلام كم أركانه ؟

خمسة

أول ركن : شهادة أن لا إله إلا الله

هذه الشهادة لها ركنان :

ركنان :

ركنا  شهادة أن لا إله لا الله اثنان :

نفي

و

إثبات

فالنفي : لا إله

الركن الثاني وهو الإثبات : إلا الله

النفي  المحض من غير إثبات ليس بتوحيد

والإثبات المحض دون نفي ليس بتوحيد

إذاً :

ما هو التوحيد ؟

النفي والإثبات

لو قلت : لا إله هنا نفي محض

هل هذا توحيد ؟

لا

لأنك نفيت أن يكون هناك إله

لو قلت : الله معبود أو الله إله

هل هذا توحيد ؟

لا

لأن هذا إثبات محض فقد يشاركه إله آخر

لكن لما قلت : لا إله

تبرأت من كل  ما  يعبد من دون الله

فلما قلت : إلا الله :

أثبت العبودية له وحده

لذا إذا كر الإثبات وحَّده قال : ((  وإلهكم إله واحد ))

إذاً :

أكد الإثبات بكلمة واحد : (( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو ))

فإذاً :

النفي المحض ليس بتوحيد

والإثبات المحض ليس بتوحيد

بل لابد من النفي  والإثبات

ولذا يقول النحويون : لا هنا لا نافية للجنس

كلمة ( لا ) يقولون : نافية للجنس

بعضهم  يعبر بتعبير آخر :يقول هي لام التبرئة

كيف ؟

يعني : أنت تبرأت من كل المعبودات وأثبت العبودية له عز وجل

وهذا موجود في  كتاب الله كثير :

الجمع بين النفي  والإثبات :

((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ))

(ألا تعبدوا )

نفي

( إلا إياه)

إثبات

يقول المصنف :

(( لا شريك في عبادته  كما انه لا شريك له في ملكه ))

إن كنتم تذكرون :

إن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية

أنتم – أيها المشركون – تثبتون أن الملك لله فكما أثبتم هذا الملك يجب أن تثبتوا العبودية له عز وجل

((قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{84} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{85} ))

فهو رحمه الله يريد أن يقول : أنتم أيها الخلق تقرون أن الله هو الملك وإذا أقررتم بهذا فيلزمكم أن تعبدوه وحده

فهنا إشارة إلى أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية

توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية

وقوله :

(( وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى :

((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ {27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28} ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وتفسيرها :

الضمير يرجع إلى شهادة أن لا إله إلا الله

المصنف عقد بابا في كتاب التوحيد فقال :

((باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله )))

إذاً :

ليس المقصود أن تقال هذه الكلمة

قد تقال وقد يطاع الله ولكن قد يكون هذا القائل لكلمة التوحيد القائم بهذه الطاعة يكون مشركا

لابد أن تتنحى عما يضاد التوحيد

هناك أناس يقولون لا إله إلا الله ويصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويذكرون الله لكن يأتون إلى الموتى أو يأتون إلى النبي في قبره ويقولون : مدد يا رسول الله  ، أغثنا يا رسول الله

هؤلاء موحدون ؟

لا

لأنهم  لم يتركوا ما  ينافي التوحيد

أناس يقولون : لا إله إلا الله ويصلون ويذكرون الله ويحجون ويقولون : ما فيه مانع أن نقرب بين الأديان

هؤلاء ليسوا بموحدين

إنسان يقول : لا إله إلا الله ومن أعبد الناس ولكن يقول : لا أقول إن اليهود والنصارى لا هم على باطل ولا هم على حق أنا محايد

كافر

إذاً:

ينتبه إلى هذا الأمر

إذاً :

 تفسير الشهادة يوضحها قوله تعالى عن إبراهيم : ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ))

إبراهيم هو إمام الموحدين

ولذا انظروا إلى التوحيد وإلى كمال التوحيد وإلى تحقيق التوحيد يتبرأ من أبيه ومن قومه ومن عشيرته

 

المسألة الثالثة التي ذكرها الشيخ :

أن من أطاع اله ووحد الله لا يجوز له أن يوالي الكفار ولو كانوا أقرب الناس ثم ذكر قوله تعالى :

((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ))

((وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ )) امتثل بهذا قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام إبراهيم

ولذا قال تعالى : ((مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ))

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } البقرة132

ولذا “ رد الله على اليهود  والنصارى لما  قالوا إن إبراهيم يهودي أو نصراني قال :

{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67

((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ))

من أبوه ؟

آزر

الله ذكر هذا

وما يذكره بعض المفسرين أن هذا ليس بأبيه وإنما هو عمه لا دليل عليه

لأن الله قال  : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

فحصلت هذه المناظرة بين إبراهيم وأبيه وقومه فلابد أن يشار إلى أمر عظيم يجب أن يتنبه إليه هو أن بعض المفسرين ظن أن إبراهيم في أول أمره كان شاكا

وهذا ليس بصحيح وإنما تنزل  معهم إبراهيم

((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ ))

إلى آخر  ما ذكر

فهو عليه الصلاة والسلام لم يكن شاكا وإنما هذه  مناظرة ولذا قال في آخر  هذه المناظرة :

((وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ))

على كل  حال :

قال : ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ))

ماذا ؟

((إِنَّنِي)) ماذا ((  بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} ))

(( مما تعبدون ))

ما هنا موصولة والأسماء الموصولة تعم

(( إنني براء  ))

كأن نظم الآية هكذا : ” إنني براء من جميع ما تعبدون

هذا الركن الأول النفي

ثم أتى بالإثبات :

((إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي ))

(( فطرني ))

يعني : خلقني

لم يقل : إنني براء مما تعبدون إلا الله

وإنما  قال : (( إلا الذي فطرني ))

يدل على أن الذي يخلق ويفطر هو الذي يستحق العبادة

فالذي لا يخلق لا يستحق العبادة وكأن فيه إشارة إلى أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية

أنتم مقرون بأن الله الذي يخلق

أن الله فاطر السموات والأرض

إذاً :

الذي فطر الذي خلق هو الذي يستحق العبادة

قال :

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ –سبحانه نزه نفسه – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الروم40

قال : (( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28} ))

الكلمة هنا هي كلمة التوحيد : ((وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ))

يعني في ذريته

وهذا الجزء من الآية تفسيرها ما في سورة البقرة :

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132

قال :
((فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28} ))

لعل كفار قريش يرجعون ويتعظون ويهتدون إلى وصية إبراهيم عليه الصلاة والسلام

ولذا توارثتها  ذريته : {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132

ثم قال منكرا على اليهود والنصارى:

((أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ ))

يعقوب من ذرية إبراهيم ((إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة133

هذه  هي الحقائق أم الدعاوي الزائفة التي تجري على اللسان لا يعتد بها

ولذا قال بعدها :

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة134

( وقوله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64 ) .

هذه آية أخرى تفسر التوحيد ،

أين النفي ؟ { أَلاَّ نَعْبُدَ } والإثبات { إِلاَّ اللّهَ } – سبحان الله – تفسير التوحيد ، ولذلك بم فسر الكلمة ؟ ينادي أهل الكتاب اليهود والنصارى                  { تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } هذا يدل على ماذا ؟ يدل على أنك إذا عبدت الله يلزمك أن تترك الشرك ، ثم ما تفسير ( لا إله إلا الله ) ؟ { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } هناك أناس يقولون ( لا إله إلا الله ) ويصلون ويصومون ويزكون ويحجون ومع ذلك يأتون إلى أهل القبور ويدعونهم من دون الله سبحانه وتعالى ، هؤلاء يظنون أنهم مسلمون وهم في الحقيقة ليسوا بمسلمين وإنما هم كفار لأنهم دعوا غير الله ، استغاثوا بغير الله ، استعانوا بغير الله ، ولذلك ماذا قال ؟ { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } ثم قال { فَإِن تَوَلَّوْاْ } قالوا لن نؤمن بهذا الكلام { فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } وهذا يدل على أن الموحد لا يكون خاضعا وإنما يظهر توحيده ، يظهره بالقول ، يظهره بالعمل { فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } فنحن المسلمين وأنتم الكفار ، أما تمييع أحكام الدين وما شابه ذلك من جعل هذا الدين في مظلة الأديان الأخرى فلا يمكن أن يكون ، فلابد أن يكون هناك  تمايز وتفارق ، هذا الدين هو الصحيح وما عداه فهو الدين الباطل .

ثم قال رحمه الله :

( ودليل شهادة أن محمدا رسول الله : قوله تعالى : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة128 ) .

هذه الآية تدل على أن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله ، أرسله الله سبحانه وتعالى لهداية البشر ، ما وجه الاستشهاد بهذه الآية ؟ أنه عليه الصلاة والسلام يعز عليه ويشق عليه ما يشق علينا ، وهو حريص عليه الصلاة والسلام على أن يوصل إلينا كل خير وأن يدفع عنا كل شر بتوضيحه وتبينه للدين ، ولذلك قال سبحانه وتعالى { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } يمكن أن تخاطبوه وأن تجالسوه ، ليس من الملائكة وإنما { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } من جنسكم .