شرح ثلاثة الأصول موسع
تتمة أدلة مراتب الدين من السنة
الأصل الثالث :
معرفة نبيكم عليه الصلاة والسلام
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله :
(( الأصل الثالث :
معرفة نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله : معرفة نبيكم
لعل في هذه الصياغة وفي هذا الأسلوب حث للنفوس على حب هذا النبي عليه الصلاة والسلام والامتثال بشرعه والحرص على متابعته
فهو نبيكم ليس نبيا من الأنبياء السابقين
المرسل إلى أمة من الأمم السابقة بل هو نبيكم
فواجب عليكم أن تعزروه وأن تتابعوه وأن تنصروه
وقوله : (( معرفة نبيكم )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم الإتيان بالتصريح باسمه عليه الصلاة والسلام من باب التوضيح :
معرفة نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام
والتصريح بقوله محمد لا يعارض ما جاء في الآية :
كان الصحابة منهيين أن يقولوا : يا محمد كما سبق معنا
وقوله عز وجل : (( لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً ))
هذا في الطلب :
يعني : في مناداته
أما في الخبر:
أن تخبر فهذا جائز
ولذا نقول في الصلاة الإبراهيمية : (( اللهم صل على محمد ))
كان الصحابة يقولونها
وهذا هو اسمه عليه الصلاة والسلام[ محمد :]
صيغة ” اسم المفعول “
فهو : عليه الصلاة والسلام كثير ما يُحمد لسجاياه الكريمة ولخصاله النبيلة
وله أسماء
هذا الاسم ذكر في القرآن :
(( محمد رسول الله ))
وذكر اسم آخر وهو ” أحمد ” وهو بشارة عيسى عليه الصلاة والسلام
(( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ))
من أفعل التفضيل من كثرة ما يأتي به عليه الصلاة والسلام من المحامد لربه
فهو أحمد الناس لربه
فهو عليه الصلاة والسلام :
أكثر الناس حمدا لله
وهو أيضا عليه الصلاة والسلام :
أكثر الناس محمودا
ولذا يقول القاضي عياض يقول :
” إن الاسم أحمد صانه الله عز وجل فلم يتسم به أحد في الجاهلية حتى لا يشتبه أمره عليه الصلاة والسلام بأمر غيره “
وقال أيضا رحمه الله :
” إن الله صان اسم محمد من أن يتسمى به في الجاهلية ولما علم البعض في أواخر عهد الجاهلية قبيل البعثة حسبما يسمعون من أهل الكتاب أن هناك رسولا يخرج اسمه محمد سمى البعض أبناءه بهذا الاسم تفاؤلا وتطلعا إلى أن يكون هؤلاء الأبناء أحدهم رسولا “
لأن أهل الكتاب قالوا سيخرج نبي من العرب اسمه محمد فيقول : ” قبيل البعثة سمي ستة لا سابع لهم “
فهذه هي أشهر أسمائه عليه الصلاة والسلام
وإلا جاء في السنة أن له أسماء :
نبي التوبة
الحاشر :
الذي يحشر الناس عند عقبه
العاقب :
الذي لا نبي بعده
وله أسماء أخرى
فإذاً:
قال الأصل الثالث :
معرفة نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام
قوله هذا يتفرع من ذلك أن نعرف : أسماءه ،موطنه ، مولده ، نسبه ، وما يتفرع من ذلك
وقد قام المصنف بهذا
ولو قال قائل :
لماذا عد معرفة النبي عليه الصلاة والسلام أصلا ؟
لماذا كان هذا هو الأصل الثالث وهو أحد الأصول التي يسأل عنها العبد في قبره ؟
قال العلماء :
” لأن الأصل الأول وهو معرفة العبد لربه عز وجل والأصل الثاني :وهو ومعرفة دين الإسلام لا يتم إلا بمعرفة هذا الأصل .
فلا يمكن أن تستقل العقول أو الأفهام أو الأذهان بمعرفة هذين الأصلين “
فإذاً :
لهذا الاعتبار كان هو الأصل الثالث
فمعرفة الأصلين الأوليين لا يتمان إلا بمعرفة هذا الأصل الثالث
بل هذا من تعظيم الله ومن قدره حق قدره
ولذا :
من ينكر الرسول وينكر وجوده فقد طعن في عظمة الله وقدح في قدرة الله
قال عز وجل في سورة الأنعام :
((وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ))
فالذي ينكر الرسالة يقدح في قدرة الله وفي تعظيم الله
لماذا ؟
لأنه عز وجل من حكمته لا يترك الناس هملا وعبثا وسدى دون أن يعبدوه وأن يخلصوا له العبادة
((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ))
{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى }القيامة36
فتصور :
أنه لو لم يأت رسول لأصبحت هناك فوضوية
فقوله :
الأصل الثالث :
معرفة نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام
الصلاة من الله عز وجل :
هي الثناء منه عز وجل على عبده في الملأ الأعلى
هذا هو القول الصحيح في معنى الصلاة من الله
فمعنى صلى الله عليه وسلم :
نحن ندعو الله أن يثني على رسوله صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى
ويكره للإنسان أن يقتصر على الصلاة أو يقتصر على السلام
بل الكمال أن يجمع بينهما فيقول :
(( صلى الله عليه وسلم ))
أو ” عليه الصلاة والسلام “
والصلاة على غير الأنبياء تحدَّث عنها العلماء :
ومجمل ما ذكر :
أن الصلاة على غير النبي عليه الصلاة والسلام إذا جعل شعارا فهو محرم كما تجعل الروافض الصلاة والسلام شعارا لعلي كلما ذكروه قالوا : عليه الصلاة والسلام
هذا محرم
لماذا ؟
لأنه يجعل هذا الرجل أو هذا الشخص في مقام الأنبياء
وأما إذا لم يتخذ شعارا فإذا كان من باب الوصف
يعني : عموم المسلمين فيجوز إذا ذكر ” عليه الصلاة والسلام “
كما يقال : اللهم صل على محمد وعلى آله
الآل : هم الأتباع
أتباعه
ولم يحصل هناك تميز لشخص دون آخر
ولذا :
نقول في الصلاة الإبراهيمية :
(( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ))
الصحيح :
أن آل النبي عليه الصلاة و السلام هم أتباعه الذين ساروا على نهجه ويدخل في ذلك أقرباؤه الذين اتبعوا شرعه
أما من لم يتبع كأبي لهب فلا يدخل
أما إذا قيلت للشخص أحيانا وفي ندرة فيجوز :
لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أتى أحد بزكاة ماله قال : اللهم صل عليه
والبعد عنها أولى لأنها قيلت في مواطن قليلة
وسد الأبواب حماية للتوحيد ولاسيما في هذا الزمن من الأمور المطلوبة