شرح ثلاثة الأصول موسع
الأصل الثالث :
معرفة نبيكم عليه الصلاة والسلام
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله :
(( الأصل الثالث :
معرفة نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله : (( وهو محمد بن عبد الله )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن :
لابد أن تعرف هذا الأصل
وهذا الأصل هو معرفة نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام
إذاً :
لابد أن نعرف نسبه :
قوله :
(( هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ))
محمد بن عبد الله :
هذا اسم أبيه
وقد توفي أبوه وهو حمل
وأمه اسمها ” آمنة بنت وهب “
وأمه من الرضاع “ حليمة السعدية “
فبالنسبة إلى أبيه :
هل هو من أهل النار أم لا ؟
الأقرب ما أخبر هو عن حال أبيه :
جاء عند مسلم أنه لما سأله رجل قال :
(( أين أبي ؟ ))
قال : (( إن أباك في النار ))
فكأنه وجد في نفسه شيئا فدعاه عليه الصلاة و السلام فقال : (( إن أبي وأباك في النار ))
الروافض يقولون : إن الله أحياه وأحيا أمه أم النبي عليه الصلاة والسلام وبعثهما من قبريهما وأسلما له ثم ماتا
ولكن هذا من أباطيلهم
وقد قال ابن القيم : ” هم أكذب الطوائف “
ولذا اختلقوا أحاديث لم يختلقها سواهم
وأما أمه :
أيضا ماتت على الشرك بإخباره عليه الصلاة والسلام :
فقد جاء في صحيح مسلم أنه قال : (( استأذنت ربي – لما رجع إلى أصحابه وهو يبكي وتأثروا من بكائه لما كان في طريقه في مكة بين مكة والمدينة في قرية تدعى بالأبواء وهو مقر قبر آمنة
فلما مر عليه الصلاة والسلام : استأذن الله أن يزور قبر أمه فأذن له فاستأذنه أن يستغفر لها فلم يأذن له
قال عليه الصلاة والسلام : (( استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي واستأذنته أن استغفر لها فلم يأذن لي ))
وأما بالنسبة إلى أبويه من الرضاع :
موضع خلاف /
هل أدركاه وأسلما أو لا ؟
موضع خلاف بين أهل السير
(( ابن عبد المطلب )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسمه : شيبة الحمد لكرمه فهو يحمد لكرمه
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام تحت كفالته بعد موت أمه
فلما توفي عبد المطلب أصبح في كفالة عمه أبي طالب
وقد أتى به عمه ” المطلب ” من سفر وهو صغير وكان رديفا له فلما رآه الناس قد تغير وجهه واسودَّ من السفر ظنوا أنه عبد اشتراه المطلب فقالوا : هذا عبد المطلب
فلصق به هذا الاسم إلى هذه الساعة
فهذا هو جده وقد كان يرى جده أمارات النور والذكاء والنجابة والخير على وجه النبي عليه الصلاة والسلام
(( ابن هاشم وهاشم من قريش ))
هذا هو الجد الثاني للنبي عليه الصلاة والسلام
وسمي بهاشم لأنه كان يهشم الثريد مع اللحم
الثريد : هو اللحم مع البر
وهو أفضل الوجبات عند العرب
ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ))
(( وهاشم من قريش ))
قريش اسمه : فهر بن النضر
وسمي بقريش لأن مرجعهم إليه
فهم كانوا متقرشين يعني : متفرقين في البلدان فقرشهم يعني : جمعهم
(( وقريش من العرب ))
ولماذا التنصيص على قوله من العرب ؟
لأن العرب من حيث الأصل لا من حيث الديانة
من حيث الأصل أفضل من العجم
فإذا استوى العجمي والعربي في الدين فالعربي أفضل
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام وقال : ” إن فضل العرب من حيث الأصل لا لكون النبي عليه الصلاة والسلام منهم
يعني : هم لم يفْضُلوا العجم لكون النبي عليه الصلاة والسلام منهم ، لا ، بل من حيث الأصل
هم ازدادوا شرفا وفضلا بمجيء هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
أما إذا فاق الأعجمي العربي في الدين فنعود إلى مقتضى قوله تعالى : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
فالتقدم إنما يكون بالدين
لكن إذا استويا فالعرب أفضل
وقد ذكر ذلك الألباني :
وقال : ولو كنت من العجم ولكن هذا هو الصحيح يقول : ” إن العرب أفضل من العجم ولو كنت من العجم “
والعرب على نوعان :
ـــــــــــــــــــــــــ
عرب عدنان
وعرب قحطان
وعرب عدنان أفضل لأن منهم النبي عليه الصلاة والسلام
(( والعرب من ذرية إسماعيل ))
إسماعيل لما وضعه أبوه مع أمه هاجر ، وكبر وتزوج من قبيلة جرهم التي كانت استوطنت تلك البقاع فتزوج منهم
فلما تزوج منهم أنجب الله من صلبه هذا النبي عليه الصلاة والسلام
فهو :
دعوة إبراهيم :
لما كان يرفع القواعد من البيت وإسماعيل كما ذكر عز وجل في سورة البقرة : (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت …. )) إلى أن قال :
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129
ولذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( أول من نطق بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة ))
لغته أفصح اللغات وأبينها وأوضحها
(( ابن إبراهيم الخليل ))
وقد اتخذ الله إبراهيم خليلا كما اتخذ نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام خليلا
والخلة :
هي أعلى درجة المحبة
فالمحبة عشر درجات
الخلة :
الدرجة العاشرة وهي أعلى درجة
(( عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
(( وله من العمر ثلاث وستون سنة ))
هو تزوج خديجة وعمره خمس وعشرون سنة
وقد نُبئ وعمره : أربعون سنة
فيكون بقاؤه في زمن الرسالة : ثلاثا وعشرين سنة
فقد توفي وله من العمر : ثلاث وستون سنة
في روايات أنه توفي وعمره : ” ستون سنة ”
وروايات : ” خمس وستون سنة ”
وإذا أخذنا بهذه الروايات لأنها وردت في الصحاح فهي من تصرف الرواة
كيف ؟
العرب إذا ذكروا عددا وله كسر عادتهم :
إما أن يحذفوا الكسر
وإما أن يجبروه
وإلا فالنبي عليه الصلاة والسلام توفي وله من العمر :
ثلاث وستون سنة
فمن قال : ” ستين ” أخذ بلغة الحذف
ومن قال : ” خمس وستون ” أخذ بلغة الجبر
وقوله : (( منها أربعون قبل النبوة ))
ولعل الأربعين لأن الإنسان يصل إلى أشده
كما قال تعالى :
((حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ))
فهو بعث عليه الصلاة والسلام وله من العمر أربعون سنة
وقوله : (( وثلاث وعشرون نبيا ورسولا ))
النبي :
على أقرب التعاريف :
أنه من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه
وأما الرسول :
من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغ
لو قال قائل :
كيف يكون النبي يوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ؟
ما الفائدة
نقول :
أولا :
هذا أمر الله عز وجل وليس لأحد أن يعترض إنما عليك الانقياد والتسليم
هذا شيء
والشيء الآخر :
أنه إذا أراد عز وجل أن يكرم أحدا فلا راد لفضله
فهو أراد أن يرفع من مقام هذا الرجل ومن منزلته
إذا قلنا بهذا :
فالرسالة أعم من جهة نفسها من النبوة، وهي أخص من جهة أهلها
أخص من جهة أهلها :
لأن عدد الرسل أقل :
كم قلنا ؟
ثلاث مائة وخمسة عشر
أما بالنسبة إلى الرسالة فهي أعم من جهة نفسها
كيف ؟
فالرسول يدخل فيه وصف النبوة فيصح أن يوصف بالنبوة
لكن النبي :
لا يصح
فكل رسول نبي
وليس كل نبي رسولا
لو أردنا أن نعكس :
النبوة أعم من جهة أهلها وأخص من جهة نفسها
ولذا قلنا :
إن عدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا
وقوله : (( نبيا رسولا ))
الله عز وجل ناداه بوصف النبوة قال :
(( يا أيها النبي ))
وقال في مقام الرسالة : (( محمد رسول الله ))
والنبي :
مأخوذ من النبأ وهو الخبر
فهو مخبر عن الله
أو مأخوذ من : النبوة :
وهو الارتفاع فارتفع وعلا شأنه بهذا الوصف