الشرح الموسع لدليل الطالب ـ الدرس ( 13 )

الشرح الموسع لدليل الطالب ـ الدرس ( 13 )

مشاهدات: 510

شرح ( دليل الطالب لنيل المطالب )

الدرس ( 13)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد :

فيقول الماتن رحمه الله :

( ثم يغسل يديه مع مرفقيه ، ولا يضر وسخ يسير تحت ظفره ونحوه ، ثم يمسح جميع ظاهر رأسه من حدِّ الوجه إلى ما يسمى قفا ، والبياض فوق الأذنين منه ، ويُدخل سبابتيه في صِماخي أذنيه ، ويمسح بإبهاميه ظاهرهما ، ثم يغسل رجليه مع كعبيه ، وهما : العظمان الناتئان )

الشرح :

( يغسل يديه مع مرفقيه ) ويكون الغسل من أطراف أصابع اليد ، لأن بعضا من الناس يغسل كفيه أول الوضوء ، وغسل الكفين – كما سبق-  في أول الوضوء سنة ، فيظن أنها كافية ، فإذا وصل إلى اليدين غسل من الرسغ وترك الكف مقتصراً على ما فعله في أول الوضوء ، وهذا خطأ – لأنه ترك فرضا من فروض الوضوء ، فلا يصح وضوؤه ، فإذاً / إذا وصل إلى اليدين يغسل من أطراف أصابع اليدين إلى المرفقين ، يعني مع المرفقين.

( ولا يضر وسخ يسير تحت ظفره ونحوه ) الأوساخ التي تكون تحت الأظفار، أو ما يعلق بين الأسنان من الطعام ، إذا كان يسيرا لا يضر ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر صحابته رضي الله عنهم بذلك ، مع أن هذا يقع فيه البشر ، فدل على تسامح الشرع في مثل هذا الأمر ، وألحق بذلك شيخ الإسلام رحمه الله كل وسخ يسير يمنع وصول الماء إلى البشرة ، فلو كانت هناك بعض النقط من البوية القليلة ، فإن هذا لا يؤثر على وضوئه ، لكن الأكمل أن يسبغ الوضوء ،ففرق بين الإجزاء والكمال ، فالكمال أن يتعاهده ولو كان وسخا يسيرا ، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أسبغوا الوضوء ) والإسباغ هو الإنقاء .

( ثم يمسح جميع الرأس من حد الوجه إلى ما يسمى قفا ) هذا هو الفرض الثالث من فروض الوضوء ، أن يمسح رأسه كله ، لقوله تعالى{ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ } فالباء : للإلصاق ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما ورد عنه أنه اقتصر في مسح الرأس على بعضه ، وإنما مسحه كله ، ويكون من مبتدأ الوجه كما سبق من منابت الشعر المعتاد ، فيكون ما خلفه إلى القفا يسمى رأسه ، فيمسحه كله .

( والبياض فوق الأذنين منه ) البياض : هو الموضع الذي لم ينبت عليه شعر ، فهذا من الرأس يلزمه أن يمسحه .

( ويُدخل سبابتيه في صِماخي أذنيه ، ويمسح بإبهاميه ظاهرهما ) هذا ما ورد في السنن وبالأخص سنن النسائي : أن يدخل سبابتيه في صماخي أذنيه ، ويمسح الباطن بالسبابتين ، وأما الظاهر فيمسحهما بإبهاميه ، وذلك لأن الأذنين من الرأس ، وقد سبق الدليل على هذا .

( ثم يغسل رجليه مع كعبيه ، وهما : العظمان الناتئان ) لقوله تعالى

{ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ }المائدة6 ، فيغسل القدم كلها مع الكعبين ، ما هما الكعبان ؟ فسرهما رحمه الله ، قال ( العظمان الناتئان ) يعني البارزان ، ونص على ذكر الكعبين بهذا الوصف ، لكي يخرج الكعب الذي تقصده الرافضة ، لأن الرافضة يقولون الكعب : هو ما تكعب على وجه القدم ، فالشيء المرتفع بعد الأصابع هو الكعب ، فيقولون الفرض إلى هذا الموطن فقط ، ولذلك من ضلالهم أنهم يرون أن الفرض في القدم أن تمسح ولا تمسح كلها ، وإنما تمسح إلى هذا المتكعب على وجه القدم ، وعليه أن يراعي غسل باطن القدم ، لما ورد في رواية عند أحمد ( ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار ) لأن بعضا من الناس يدع بطن القدم – وهذا خطأ.