الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (135) قوله تعالى (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (135) قوله تعالى (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا)

مشاهدات: 481

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 135)

قوله تعالى (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف :

ــــــــــ وقوله تعالى :

{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى } النجم26

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــ

هذه هي الآية التي ذكرت الشرطين :

ـــ إذن الله للشافع أن يشفع

ــ ورضاه عن المشفوع له

قوله : ((وَكَم مِّن مَّلَكٍ )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” كم ” في اللغة العربية تأتي على نوعين :

ـــــــــــــــ

ـــ أن تكون استفهامية

ـــ أن تكون خبرية

يراد منها التكثير ، ولا يراد منها الاستفهام

ـــ وذلك لأن ” كم ” الاستفهامية تتطلب جوابا عن سؤال عن عدد مبهم

ــــ أما ” كم ” الخبرية فإنها لا تستدعي جوابا ، وهي تتفق مع [ كم ] الاستفهامية في تسعة أمور ، وتفترق عنها في ثمانية أمور

وليس هذا المقام مقام ذكرها

ــ * لكن مما يميزها أن [ كم ] الخبرية لا تكون في سياق المستقبل ، وإنما في سياق الماضي ، وذلك لأن التكثير لا يحصل بشيء معلوم قد وقع ، أما ما كان في المستقبل فإنه مجهول

ـــ * : أما [ كم ] الاستفهامية :

فهي تأتي للماضي

وتأتي في سياق المستقبل

هذا أبرز ما يميزها حتى يفهم الفرق بين [ كم التي للاستفهام ]  ، وبين [ كم الخبرية ] التي يراد منها التكثير

وإلا فالفروق تصل إلى ثمانية

فيكون المعنى هنا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كثير من الملائكة الذين في السماء لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لممن يشاء ويرضى

ـــ وذكر السماء هنا :

من باب بيان فضل هؤلاء الملائكة فإنهم في السماء عند الله

ومع ذلك لا يملكون من أمر الشفاعة شيئا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله : ((لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيد ردٌ على من عبد الملائكة ، واتخذها من دون الله أندادا

فهؤلاء الملائكة مع أنهم مقربون عند الله فإنهم لا يملكون من أمر الشفاعة شيئا

ولذا قال :

((لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً ))

و ” شيئا  نكرة في سياق النفي فتعم أي شيء ، فإنهم لا يملكون من الشفاعة ، ولو ما كان منها قليلا ، لكن بشرطي [ الرضا / والإذن ] “

ـــ ((  إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ )) ــــــــ هذا هو الشرط الأول

ــــ ((وَيَرْضَى )) ـــــــــــــــ هذا هو الشرط الثاني

(( ويرضى )) هو رضاه عن المشفوع له

و [[ الشفاعة ]] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

يراد منها مع أن الله قادر على أن يخرج من شاء من النار ، وأن يرفع درجات من يشاء في الجنة

الفائدة منها :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[[ الفائدة من الشفاعة ]] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ 1 ـــ بيان فضل هذا الشافع ، وإبراز فضله يوم القيامة لكونه من الشافعين

ـــ 2 ـــ إيصال الخير إلى المشفوع له

فهنا فائدتان :

فائدة تعود على الشافع :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وذلك بأن ترفع منزلته بين الناس

الفائدة الثانية تكون في حق المشفوع له :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه ينتفع بهذه الشفاعة :

ـــ إما برفع درجاته

ـــ وإما بعدم دخوله النار

ـــ وإما بخروجه منها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ