الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (137) حديث (من أسعد الناس بشفاعتك )

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (137) حديث (من أسعد الناس بشفاعتك )

مشاهدات: 441

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 137 )

حديث (من أسعد الناس بشفاعتك )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقال له أبو هريرة : من أسعد الناس بشفاعتك ؟

قال : (( من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ))

وقوله : (( وقال له أبو هريرة )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[[ أبو هريرة ]] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو الإمام المحدث الصحابي الفقيه ، ومعروف انه أكثر الصحابة رواية للحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، ونُقم عليه في ذلك

فالشاهد من هذا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن أبا هريرة سأل النبي عليه الصلاة والسلام : (( من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله ؟ ))

فقال : (( ما ظننت أن أحدا سيسألني غيرك لما أرى من حرصك على العلم ))

[[ وأبو هريرة ]] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ قد أعطاه الله حافظة بفضل بركة قول النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم : (( من يبسط رداءه فلا أفرغ من حديثي فيرفعه إلا وعى ما أقول ))

فاغتنمها أبو هريرة فبسط ثوبه

ـــ ولذا أصبح من الحفاظ

ـــ ولذا : نقم عليه بعض الصحابة لكونه يكثر الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ،

ـــ فقال : (( إني أكون مع النبي عليه الصلاة والسلام على شبع بطني أقوم عليه وأخدمه ، أما إخواننا من الأنصار فإنهم يشتغلون بأموالهم ))

ـــ فكان متفرغا للعلم

ـــ ولذا عُدّ انه رئيس أهل الصفة :

وأهل الصُفة كما قال شيخ الإسلام : ” لا يأوون إلى أهل ، ولا إلى مال ،وليس لهم عدد معين كما يظن ، وليس المذهب الموجود ، وهو مذهب التصوف منسوبا إليهم ، لأنهم من الصفة ، وهو : المكان الذي يكون في المسجد ، ولو كانوا هؤلاء امتدادا لهل الصفة الفقراء، لأن الصوفية ينحبسون عن ملاذ الدنيا ويلبسون الصوف ، فيقول : ” لو كان كما زعمو لقيل [ صُفِّي ]

ولا يقال ” صوفي “

وذلك لأنه أهل الصفة

ـــ فعُدّ أبو هريرة رئيسهم ، وهم لا يأوون إلى أهل ، ولا إلى مال ، وليس هناك عدد معين لهؤلاء ، وإنما يأتي بعضهم ثم يذهب البعض ، ثم يأتي آخرون

وهلم وجرا

ـــ فإذا أتيت إلى النبي عليه الصلاة والسلام بصدقة بعث بها إليهم ، وإن أتي بهدية أكل منها وأطعمهم

ـــ وقصة [ أبو هريرة مع أهل الصفة في اللبن ] قصة مشهورة :

” وذلك أنه وقف في طريق أبي بكر ، وفي طريق عمر ، وسألهما عن آية ، وقال : ما سألتهما إلا ليشبعاني ، فلما مرّ النبي عليه الصلاة والسلام ورأى ما فيوجه أبي هريرة تبسم وقال : ((الحق بنا أبا هر ))

فدخل على إحدى زوجاته وقال : (( عندكم شيء ؟ ))

فقالوا : لبن

فقال : (( يا أبا هريرة ادعُ أهل الصفة ))

فقال أبو هريرة : وما يغني هذا في أهل الصفة ، لو كان لي

فدعا أهل الصفة ، فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أبا هريرة أن يسقيهم حتى شبعوا ، ولم ينفد شيء من هذا اللبن فقال عليه الصلاة والسلام : ((اشرب يا أبا هريرة ))

فشرب

فقال : (( اشرب ))

فشرب

فقال : (( اشرب ))

فشرب قال : ” والله لا أجد له مسلكا “

فأخذ النبي عليه الصلاة والسلام الفضلة وشربها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله : (( من أسعد الناس بشفاعتك ؟ ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” أسعد “ أفعل التفضيل

وأفعل التفضيل يقتضي أن هناك مفضل عليه

فأين يكون أفعل التفضيل هنا ؟

قالوا : أفعل التفضيل هنا ليس على بابه

فيكون قوله : (( من أسعد الناس بشفاعتك ؟ ))

يعني : من هو السعيد بشفاعتك ؟

وذلك لأن الإخلاص واجب على الكل ، لا يتفاضل فيه أحد

والقول الآخر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهو الصواب : أن أفعل التفضيل على بابه لأنه هو الأصل ، ولأن الناس يتفاضلون في الأعمال بناء على ما في قلوبهم من الإخلاص

ولذا : [ الإخلاص ] ليس له درجة

وقوله : (( من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله ؟

قال : من قال : [ لا إله إلا الله خالصا من قلبه ] )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ وقيدها بكلمة (( خالصا ))  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا هو أحد شروط ” لا إله إلا الله ” وسبق الحديث عن ذلك مفصلا

وأن ما جاء في بعض النصوص من الإطلاق من أنه إذا قال : ((لا إله إلا الله دخل الجنة ))

فهي محمولة على ما قيدت به بعض الأحاديث

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله :

ـــــــــــــــ

(( وحقيقته : أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــ

فالشفاعة فضل من الله على الكل ، وليس هناك فضل لهذا الشافع في إيصال هذا النفع ، وإنما الفضل من الله أولا وآخر

ولذا قال : (( ليكرمه ))

ليكرم الشافع

هذه هي الفائدة الأولى من الشفاعة : (( ليكرمه وينال المقام المحمود ))

وقوله :

ــــــــــــــ

(( فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه هي الشفاعة الأولى التي نفاها القرآن ، وهي التي فيها الشرك

وقوله :

ــــــــــــــ

(( ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا هو النوع الثاني من أنواع الشفاعة /

وهي الشفاعة المثبتة لكن مع أنها مثبتة لا يمكن أن تكون إلا بالشرطين المذكورين آنفا :

ـــ الإذن

ـــ والرضا

وقوله :

ـــــــــــــ

(( وقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقوله عليه الصلاة والسلام :

(( من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ