الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (15) قوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ …}(1)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (15) قوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ …}(1)

مشاهدات: 450

التوحيد الموسع لكتاب التوحيد

الدرس ( 15 )

قوله تعالى :

{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [الأنعام: 151]

الجزء الأول

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 

ثم ذكر المصنف رحمه الله قوله تعالى :

{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [الأنعام: 151]

ثلاث آيات :

ختم الله الأولى بقوله :  { ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

وختم الآية الثانية بقوله عز وجل : { ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

وختم الآية الثالثة بقوله  عز وجل : { ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

ولم يقل رحمه الله الآية ، وإنما قال ( الآيات ) لأن المقصود من إيراد هذه الآية لا يتم إلا بمجموع هذه الآيات .

ومن ثمَّ فيكون وجه مناسبة ذكر هذه الآية في هذا الباب ” باب كتاب التوحيد ” المناسبة : أن التوحيد هو وصية الله جل وعلا لخلقه من جملة هذه الوصايا العشر المذكورة في هذه الآيات :

فالآية السابقة : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [النساء: 36] الآية ، ذكرت حقوقاً عشر , وهذه الآيات الثلاث ذكرت وصايا عشر ، من جملة هذه الوصايا: ” وصية الله لعباده بالتوحيد “

والوصية هي : ”  الأمر المؤكَّد المهم “

ثم هي وصية رسل الله عليهم الصلاة والسلام ، ولذا قال تعالى لما ذكر ما يتعلق بالتوحيد في سورة البقرة ، قال : {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132] .

فقوله عز وجل : { قُلْ }

هذا هو مطلع الآية الأولى :

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) } [الأنعام: 151] 

فقوله عز وجل : { قُلْ }

الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أمره بماذا ؟

أن يقول : { تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ }

” تعالوا ” يعني : هلموا وأقبلوا .

” أتل ” يعني أقرأ { أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }

أتل :

يتضمن معنى القول ، ومن ثَم فتكون ” أن ” تفسيرية “

وضابط أن التفسيرية كما سبق : ” أن يسبقها ما يدل على معنى القول دون حروفه “

قوله تعالى : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ }

تحريم الله عز وجل على نوعين :

تحريم شرعي ديني ، وتحريم كوني قدري ، كما مر معنا في القضاء

فالقضاء نوعان : قضاء شرعي ديني ، وقضاء كوني قدر .

فكذلك هنا ، فالتحريم الشرعي لا يلزم وقوعه ، بينما التحريم القدري الكوني يلزم وقوعه ، وقد يكون فيما يحبه الله أو فيما يكرهه جل وعلا ، شأنه كشأن ما مر معنا في القضاء .

والتحريم المذكور هنا : تحريم شرعي ، فإنه عز وجل حرَّم الشرك ،وحرم ما ذكره في هذه الآيات ولا يلزم وقوع هذا التحريم من عباده .

والأدلة في مثل هذا كثيرة :

قال عز وجل : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: 33] الآية

وقال عز وجل : {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان: 68]

وأما التحريم القدري الكوني :

فمن أمثلته :

قوله عز وجل في شأن موسى عليه السلام : {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ } [القصص: 12] وكذا قوله عز وجل : {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95] .

قوله تعالى : { تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ }

ذكر ” الرب ”  هنا يستفاد منه : ما ذكره العلماء من قاعدة في التوحيد ، وهي : [ أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية ]

فأنتم تقرون بأن الله عز وجل هو ” الرب ” فيلزمكم أن تعبدوه جل وعلا ، وألا تشركوا به شيئا .

ولذا جاءت الصيغة هنا بصيغة الخطاب : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }

أصل : { أَلاَّ تُشْرِكُواْ }   ” أن لا تشركوا “

فـ ” أن ” هنا تفسيرية تفسر هذا المتلو ، ما هو هذا المتلو ؟

{ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ } الآية .

ف” أن “ هنا هي التفسيرية على القول الصحيح ، حتى لا نحتاج إلى أن نقول إن ” لا ” زائدة ، لأن الأصل عدم الزيادة ، فهذا المتلو تفسيره : ” لا تشركوا به شيئا “

بعض العلماء يقول : إنها مصدرية فيكون السياق : ” بألا  تشركوا به شيئا ” ومن ثَمَّ تكون ” لا ” زائدة .

وعلى كل حال لا نريد ان نخوض في هذه المسألة اللغوية .

فيكون معنى الآية : على أنَّ ” أن ” تفسيرية :

{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }

يعني مما وصاكم به : عدم الإشراك .

ثم قال رحمه الله : ( الآياتِ ) : يعني أكمل الآياتِ على أنها مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .

أو إلى آخر الآيات ، فالآيات : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

والشرك كما سبق : ” هو صرف ض شيء من العبادة لغير الله “

وبعض العلماء يقول : ” هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله “

قوله تعالى :  { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }

فـ ” شيئا ” نكرة في سياق النهي ؛ لأن عندنا ( لا ) ناهية

والقاعدة في الأصول [ أن النكرة إذا وقعت في سياق النهي فتعم ] أي لا تشركوا به أي شيء لا ملك ولا نبي ولا رسول ولا حجر ولا شجر ولا غير ذلك .

فقوله تعالى :  { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }

يقتضي هذا النهي الأمر بالتوحيد ، لأن النهي عن الشيء أمر بضده .

وهذه هي الوصية الأولى .

الوصية الثانية : { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }

وسبق الحديث عنها .

الوصية الثالثة : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ }

والولد يطلق على ” الذكر والأنثى “

وهذا يدل على أن هؤلاء الكفار لا يقتلون البنات فقط ، وإنما قد يقتلون الذكور .

أما قتلهم للإناث فهو للخوف من العار والفقر ، قال عز وجل في سورة النحل { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ } يعني على غضاضة وحزن { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [النحل: 58، 59]

وقال عز وجل :  { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ } [الزخرف: 17] وقال عز وجل : {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } [التكوير: 8] فلا يُسأل الوائد ، وإنما تُسأل الموؤدة ، وذلك لتعظيم جرم من قتلها ؛ لأنها إذا سئلت فبجوابها  ألا جرم ولا ذنب اقترفته ، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن المقتول : ( أنه يأتي يوم القيامة ورأسه يشخب دماً يقول : يا رب سل هذا فيما قتلني )

وسؤال المجني عليه موجود في كتاب الله عز وجل ، قال تعالى {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34]

وأما حديث النبي عليه الصلاة والسلام : ( الوائد والمؤودة في النار ) ؟

فهو محمول على قضية معينة لوائد ومؤودة معينة ، ولا تأخذ حكم العموم

وقوله عز وجل : { مِّنْ إمْلاَقٍ }

” من ” هنا سببية : أي  لا تقتلوا أولادكم بسبب إملاق ، والإملاق هو الفقر

ثم قال عز وجل : { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ }

قدَّم هنا رزق الوالدين قبل الأولاد  ، بينما في سورة الإسراء : {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: 31]

فقدَّم رزق الأولاد على رزق الآباء ،  فلماذا هذا الاختلاف ؟

الجواب :

أن قوله عز وجل : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ } الفقر موجود وحاصل ، فناسب أن يقدم رزق الآباء على رزق الأبناء ؛ وذلك لأن النفس يقدمها صاحبها على غيرها .

بينما قوله عز وجل : {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: 31]

الفقر غير حاصل ، وإنما يتوقع في المستقبل ، ولذا قدَّم رزق الأولاد على رزق الآباء .

فتكون الآيتان ناهيتين عن قتل الأولاد ، سواء بسبب الفقر أو خيفة الفقر.

والإتيان بهذه الجملة من الآية بعد قوله تعالى : {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [الأنعام: 151] الإتيان بها دليل على ما سبق ذكره ، من أنه جل وعلا ذكر حق الأقارب بعد حق الوالدين .

وقوله تعالى : {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } [الأنعام: 151]

فيه دليل على أنهم كانوا يقتلون أولادهم خيفة من أن يطعموا معهم ، وقد جاء هذا مصرحاً في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام : ( سئل : أي الذنب أعظم ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : أن تجعل لله ندا وقد خلقك ، قيل : يا رسول الله ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ، قيل : ثم أي ؟ قال : أن تزاني بحليلة جارك )

وذكر رزقه جل وعلا للوالدين والأولاد لا ينفي أنه جل و علا رازق لجميع الخلائق ، ولذا قال عز وجل في آيات كثيرة :

{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58] وقال عز وجل : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6]

وأخبر جل وعلا أنه يحمل الرزق إلى بعض مخلوقاته : {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 60] وأخبر جل  وعلا أن رزقه واسع لعباده المتقين : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [الطلاق: 2، 3] وقال عز وجل : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96] وقال عز وجل في  شأن أهل الكتاب : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66] وقال عز وجل : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [طه: 132] وأخبر جل وعلا : أنه خير الرازقين ، فقال في ختام آخر آية في سورة الجمعة : {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 11] .

وهذا لا يتنافى مع قوله عز وجل :  {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: 17]

ولا مع قوله عز وجل : { مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [الذاريات: 57]

فالرزق منه جل وعلا ، ولذا قال جل وعلا : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29] وقال تعالى : {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ } [الجاثية: 13] .

فلو أعطاك المخلوق فإن الله هو المعطي  ، والمخلوق قد جعله جل وعلا سبباً .

فلا تتعارض هذه الآيات مع قوله تعالى : {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ } [النساء: 8]

قال : { فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ }فنسب وأضاف الرزق إلى بعض المخلوقين ، والمراد من ذلك : ” السبب ” فهم أسباب .

وقد يأتي الرزق مع ذكر العبادة في مواضع شتى ، وقد سبق الحديث عن ذلك عند قوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56] فمن أراده فليرجع إليه .