الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (196) حديث ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة ….. ) الجزء (3)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (196) حديث ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة ….. ) الجزء (3)

مشاهدات: 483

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس( 196)

حديث ( وإنما أخاف على أمتي ) الجزء (3)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث الفتن :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند البخاري :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله عليه الصلاة والسلام :

(( يتقارب الزمان ، وينقص على العلم ، ويظهر الجهل ، وتكثر الفتن ويلقى الشح ، ويكثر الهرج

قيل : وما الهرج يا رسول الله ؟

قال : القتل القتل ))

انظروا :

جهل

نقص علم

شح

((اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ))

تظهر الفتن ، وبسبب ظهور الفتن يحصل القتل

قال : (( ويكثر الهرج ))

قيل : وما الهرج ؟

قال : (( القتل القتل ))

ومن أحاديث  الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند أبي داود وابن ماجة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :

(( يا أبا ذر ))

قال : لبيك وسعديك

قال : (( كيف بك إذا أصاب الناس موت؟ ))

مما يحصل للناس من مرض أو نحو ذلك

(( حتى يكون الوصيف بالبيت )) :

ــــــــــــــــــ

يعني :  حتى تنقص قيمة البيت حتى يشتري بالعبد ، مع أنه العبد أقل منه  ثمنا

وقيل : أن البيت ليباع بالعبد

وقيل :  إن البيت الذي هو القبر يباع فيغلو سعره فيباع إلى قيمة العبد

وقيل : إن العبد ليعطى لمن يحفر القبور لكثرة الموتى

فقال : (( يا رسول الله خِر لي .

قال : لتصبر))

قال : وهذه الجملة عند ابن ماجة

قال : (( كيف بك إذا أصاب الناس جوع ؟ ))

فقال : خر لي يا رسول الله

قال : عليك بالعفة  ))

( يعني عن الحرام )

وهذان الأمران السابقان مما يدل على أن أبا ذر قد أدركهما إما جاءا  في عهد عمر في [ عام الرمادة ]  من الجوع والقحط ، لكن الثالثة الآتية ، وهي :

عند أبي داود وابن ماجة – لم يدركها لأنه مات في زمن عثمان

ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام :

(( كيف بك يا أبا ذر وقد غرقت أحجار الزيت بالدم ؟ ))

وهو ما يكون بالحرة :

وهذا حصل لما أرسل ” يزيد بن معاوية ” مسلم بن عقبة حتى سماه السلف ” مسرفا ” فإنه أتى إلى أهل المدينة واستباحها ثلاثة أيام

وقيل : أكثر من ذلك

ومعلوم أنه لم يدرك ذلك ، فأراد أن ينبه النبي عليه الصلاة والسلام على ما سيقع

فقال : يا رسول الله ، وماذا أصنع ؟

قال : (( كن مع أنت منهم ))

يعني : كن مع أهلك ، قم على شئونهم ، ودع عنك ما جرى

وقيل : إن كان هناك إمامك قد واليته فلتعطه ما بايعته عليه

فقال : يا رسول الله ألا آخذ سيفي  ؟

فقال : (( إذاً قد شاركت القوم ))

فقال : ماذا أفعل يا رسول الله ؟

فقال : (( الزم بيتك ، فإن جاءك ليقتلك وخشيت أن يبهرك شعاع السيف فضع رداءك– أو نحواً من هذه الكلمة –، حتى يبوء بإثمك وإثمه ))

ففيه إرشاد من النبي عليه الصلاة والسلام أن يكف عن القتال في الفتنة

وقد جاء عند ابن ماجة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن عليا أتى إلى رجل بالعراق من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فقال : ألا تعاونني ؟

فقال : يا جارية احضري السيف

فاحضر السيف ثم نزعه ، فإذا به قيد شبر من خشب

فقال : إن خليلي وابن عمك  عليه الصلاة والسلام أوصاني إذا كانت هناك فتنة بين المسلمين أن أتخذ سيفا  من خشب ، فإن شئت أن أخرج معك خرجت

قال علي : لا حاجة لي بك ولا بسيفك ))

من أحاديث الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند مسلم :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( إنها تكون فتن المضطجع فيها خير من الجالس ))

وهذه كناية عن خيرية عزوف الإنسان عن هذه الفتنة ، وأن الناس في هذه الفتن درجات

قال :

(( المضطجع فيها خير من الجالس، والجالس خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، فمن كان له إبل فليلحق بإبله ، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كان له أرض فليلحق بأرضه ، فمن لم يجد فليضرب بسيفه على حده ))

يعني : على صخرة

(( ثم لينجو ما استطاع النجاة ))

ولذا جاء عند البخاري :

أن البادية مع ان السكنى فيها مذمومة

كقوله عند ابن ماجة وغيره :

(( من  سكن البادية جفا ))

إلا إنها في الفتن لها شأن عظيم

قال – كما عند البخاري – :

(( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شغف الجبال ، ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ))

ومن أحاديث الفتن :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند ابن ماجة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله :

(( ستكون سنون خداعة يُصدَّق فيها الكاذب ، ويُكذَّب فيها الصادق ،  ويُخوَّن فيها الأمين ن ويؤمن فيها الخائن ،  وينطق فيها الرويبضة ))

قيل : يا رسول الله ما الرويبضة ؟

قال : (( الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ))

ومن أحاديث  الفتن :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند أبي داود :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( عمران بيت المقدس خراب يثرب ( يعني  المدينة ) وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ))

فهذه علامات ، كل واحدة علامة للتي قبلها

فـ [ عمران بيت المقدس ] :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال بعض العلماء :

باستيلاء الكفار عليه ، فإنهم يعمرونه

وقيل :

إن عمرانه ما زاد على الحد

فإذا عمر بيت المقدس :

[ خربت يثرب ]

التي  هي  المدينة

وإذا خربت يثرب :

[ خربت الملحمة ] وهي الحرب العظيمة

[ فتحت القسطنطينية ]

والمراد من فتح القسطنطينية هو فتحها بالتكبير لا بالسلاح

كما صح بذلك الخبر

ــ أما فتحها في عهد الأتراك فإنه ليس الفتح المقصود في آخر الزمان

ولذلك خرجت من أيديهم

وفتح القسطنطينية :

[ خروج الدجال ]

ولذا جاء عند أبي داود :

قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( يوشك أن يحاصر المسلمون حتى يكون أبعد مساليحهم سَلاح ))

وسلاح : موضع قريب من خيبر

والمسالح  : هي الثغور

فيدل هذا على أن المسلمين يحاصرون محاصرة شديدة حتى يصل العدو إلى سلاح  : وهو ثغر قريب من المدينة

فيكون هذا من باب التضييق على المسلمين

وحمله بعض العلماء على زمن الدجال

وجاء عند أبي داود :

قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( ستصالحون الروم صلحا آمنا ، ثم تغزون أنتم ، وهم عدوا من ورائكم فَتَسْلمون وتغنمون ثم ترجعون حتى إذا مكثتم بمرج ذي تلول  ))

المرج : هو الموضع الذي ترعى فيه الدواب

والتلول : الشيء المرتفع

(( بمرج ذي تلول فيرفع احدهم الصليب فيقول :غلب الصليب ، فيقوم أحد من المسلمين فيأخذ الصليب ويدقه  ، ثم تغدر بكم الروم ، ثم تكون الملحمة ، فيثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون معهم ، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة ))

وهذه الملحمة في  الشام

ولذا جاء عند أبي داود :

بيان أن المسلمين يتحصنون في هذه الملحمة :

قال :

(( إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة ))

الفسطاط :

هو المكان الذي يتحصن فيه القوم

(( إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة ))

الغوطة :

 هي  قرية مشهورة بكثرة المياه والأشجار

((بالغوطة عند مدينة دمشق،هي خير مدائن الشام ))

فدل على أفضلية الشام وبالأخص دمشق

وهذه الأحاديث التي جاءت بفضل أهل الشام هي استدلال لمعاوية بكونه على الحق

والحديث يأتي  تفصيله في موضعه

ومن أحاديث الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا يصدق على واقعنا :

حقيقة قوله كما عند أبي داود :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إني قصعتها ))

كما يقال للقوم وينادى بعضهم بعضا : تعالوا فكلوا من القصعة

(( قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟

قال : لا : أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ))

الذي  فائدة ولا منفعة منه

ثم قال مبينا السبب في هذا الضعف مع ههذ الكثرة :

(( ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قيل : ما الوهن ؟

قال : حب الدنيا وكراهية الموت ))

ومن أحاديث الفتن :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند أبي داود :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين سنة سنة، أو لست وثلاثين أو لسبع وثلاثين ، فإن يهلكون فسبيل من هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ))

قالوا : يا رسول الله أمما بقي أمما مضى ؟

قال : مما مضى ))

معنى هذا الحديث على القول المشهور،وعلى قول الأكثر

(( تدور رحى الإسلام )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمعنى :

أن الإسلام يكون في قوة وعزة من حين ما نطق بهذا الحديث النبي عليه الصلاة والسلام

وذلك قبل موته بخمس أو ست سنين كما قال بعض  العلماء

(( تدور رحى الإسلام ))

كم سنة بعد هذا التكلم ؟

(( خمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك ))

فإن يهلكوا بالتبديل والتغيير لشرع الله

فهذا سيبل من هلك ممن كان قبلهم بهذا التغيير والتبديل

(( وإن يقم لهم دينهم )) يعدم التبديل والتغيير

(( يقم لهم سبعين عاما ))

قيل : يا رسول الله أمما بقي أم مما مضى ؟

يعني :

أيحسب من الماضي أم يحسب من خمس وثلاثين سنة

قال : (( بل مما مضى ))

وبعض  العلماء يقول : لا ، (( تدور رحى الإسلام ))

المراد بها ” الحرب “

لأن الرحى إذا ذكرت تدل على الحرب

فيكون المعنى لهذا الحديث على هذا القول :

(( تدور رحى الإسلام ))

يعني : يحصل قتال شديد

(( لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين ، فإن يهلكوا فسبيل من هلك ))

وذلك بتركهم للقتال

(( وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ))

وذلك بحصول القتال

لكن مما يرد عليهم من أن الرحى يراد منها الحرب

إذا ذكرت كلمة ” الحرب ” معها ، وهنا لم تأت كلمة ” الحرب “

بل في  رواية قال : (( تزول رحى الإسلام ))

مما يدل على انه في أول الأمر في تمام في عزة وفي تمكين

ومن أحاديث الفتن جاء في سنن ابن ماجه :

قوله عليه الصلاة والسلام ( يوشك أن يأتي بكم زمان يغربل الناس فيه غربلة )

توضيح ذلك ( وتبقى حثالة الناس ) يذهب الأخيار ويبقى الأشرار

( قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال عليه الصلاة والسلام خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون وعليكم بخواص أنفسكم ودعوا عنكم أمر العامة )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ