الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (201) حديث ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة ….. ) الجزء (8)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (201) حديث ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة ….. ) الجزء (8)

مشاهدات: 494

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس( 201)

حديث ( وإنما أخاف على أمتي ) الجزء (8)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله :

(( ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ الطائفة ] هي  المجموعة من الناس

وقال : (( من أمتي )) الأمة هنا هي أمة الإجابة

أخبر بأن هذه الطائفة لها مزايا :

من مزاياها :

ـــــــــــــــــــــ

1ــ أنها على الحق

2ــ منصورة

3ــ لا يصيبها ضرر ولا ضير ، لا فيمن خذلها ممن ينتسب إلى أمة الإجابة ولا من خالفهم منهم أو من غيرهم

4 ــ وأخبر بأن هذ الصفات باقية لهم إلى أن يأتي أمر الله

تُرى من هي هذه الطائفة ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن عثيمين :

تكلف بعض السلف فقال : إن هذه الطائفة هي أهل الحديث

وهذا ليس بصحيح  ـــــــــ لم ؟

لأنه إن كان المقصود من قولهم بأهل الحديث هو من اعتنى رواية ودراية

فإنه سيخرج أهل التفسير وأهل الفقه

فيكون في  هذا القول حصر لأهل الحديث في هذه الطائفة

وبالتالي فإن شيخ الإسلام ابن تيمية على قولهم ليس من هذه الطائفة ، ولا يمكنك أن يقول أحد بهذا “

انتهى كلامه رحمه الله “

ولذا قال الذهبي – وهو من أهل الحديث بل حفاظ الحديث بل من أحفظهم –  قال :  ” كل حديث لا يعرفه شيخ الإسلام فليس بحديث ، فهو رافع راية الحديث “

ولذا قال ابن عثيمين :

 ” فتنازعوا في الإمام أحمد :

هل هو من أهل الحديث أم من أهل الفقه ؟

فقال الفقهاء : إنه فقيه

وقال أهل الحديث : إنه محدث

قال رحمه الله :

”  فلا يصح أن يقال مثل هذا القول إلا إن أريد بأهل الحديث إن أريد به المعنى العام : وهو أن يدخل فيه كل من تبنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام دراسة وتعليما وتطبيقا ودعوة سواء كان من المصطلح عليهم بأنه من المحدثين أو لم يكن “

هذا شيء من كلامه

وهؤلاء السلف الذين ذكرهم الذين قالوا بهذا :

منهم :

الإمام أحمد قال : إن لم يكن هم أهل الحديث فلا أدري من هم

وقال ذلك ابن المديني

وقال ذلك ” البخاري ”

وهذا يكون قولا لهؤلاء المحدثين كالإمام أحمد والبخاري وابن المديني أعلام في  الحديث

لكن : هم أهل الحديث صناعة ، وبالتالي يخرج عدد كبير من علماء الأمة من هذه الطائفة

هذا محل استفهام ؟

القول الثاني :

ـــــــــــــــــ

وهو عن ابن المديني يخالف قوله الأول :

قال : إن المراد بهذه الطائفة هم العرب

والمقصود من العرب هم العرب الذين دخلوا في الإسلام

وليس  المقصود عموم العرب

ويستدل على ذلك بالرواية الأخرى وهي قوله :

(( لا يزال أهل الغرب على الحق  ))

والغرب : ـــــ هو الدلو الذي يستقى به

والعرب : هم أهل الدلو

القول الثالث :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

وهو قول للنووي قال :

(( إن المراد بهذه الطائفة ليس أناسا مخصوصين ، وإنما هم عموم أفراد هذه الأمة منهم : المفسر

منهم : الفقيه

منهم : المحدث

منهم : الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر  ))

فلا يكون الحصر لطائفة معينة

القول الرابع :

ــــــــــــــــــــــــ

أن هذه الطائفة هم أهل الشام

ويستدلون على ذلك بالرواية التي استدل بها ابن المديني (( لا يزال أهل الغرب ))

والمتحدث : النبي عليه الصلاة والسلام

وحديثه في  المدينة ، وغرب أهل المدينة هم أهل الشام

ويكون مشرق أهل المدينة العراق

ولذا لما قال النبي  عليه الصلاة والسلام :

(( ألا إن الفتنة تكون من جهة المشرق  ))

فسرها في حديث آخر :

لما قالوا  يا رسول الله وفي  عراقنا ؟

( يعني : ادع لعراقنا )

قال : (( منها تخرج الفتن ويطلع قرن الشيطان ))

يعني :

لأن الشيطان إذا طلعت الشمس يضع الشيطان قرنيه عند طلوعها ، وحينها يسجد لها الكفار كما جاء عند مسلم

وهذا الاختلاف الراجح فيه :

ما قاله النووي إذ لا دليل يخص  طائفة معينة أو يخص أهل مكان معينين

ولذا :

من قال بأنهم أهل الشام حصر هذه الطائفة فيهم

ومن ثم :

فإن أهل الحجاز ، وأهل  الأمصار الآخرين ليسوا من أولئك المعدودين من الطائفة

وهذا لا يمكن ـــــــــــ كيف ؟

لأن هناك علماء ناضلوا وبينوا ودفعوا الشبه ، ووضحوا الحق في الحجاز ، وفي غيرها :

في الحجاز

في  مصر

في العراق

في الشام

فدل على أنه ليس  المراد البقعة

صحيح أن للشام فضائل كما سبق بيانها : إذ أمر النبي عند الفتن أن يذهب الناس إلى الشام

وهذا يدل على فضل الشام

لكن لا يحصر أمر هذه الطائفة في أهل الشام

ولذا فإنه لا يُعلم بعد ذهاب شيخ الإسلام وتلاميذه في الشام لا يُعلم أن هناك أحدا قام بالتصدي لأهل الفرق الضالة

فنجد أن الحق أصبح في غير الشام

فدل على أنها تنتقل

ولذا قال النووي :

” وليست محصورة في بقعة معينة لا في الشام ولا في بيت المقدس ، ولا في غير ذلك بل يحتمل أن يكونوا متفرقين في البلدان “

ويحتمل أنهم في هذا التفرق يتناقصون إلى أن يجتمعوا في بقعة واحدة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ