الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (204) مسائل على باب(ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان )

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (204) مسائل على باب(ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان )

مشاهدات: 493

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ درس( 204)

مسائل على باب(ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف :

فيه مسائل :

ـــــــــــــــــــــــــ

الأولى :

ـــــــــــــــــ

تفسير آية النساء :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــ

وهي قوله تعالى :

((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ ))

وقد سبق تفسيرها

وموضع الشاهد منها يتضح بحديث أبي سعيد 

كيف ؟

فقد أخبر الله في آية النساء من أن مَن كان قبلنا وهم اليهود قد عبدوا الأوثان

ولابد أن تعبد هذه الأمة الأوثان

بدليل حديث أبي سعيد :

(( لتتبعن سنن من كان قبلكم ))

الثانية :

ـــــــــــــــ

تفسير آية المائدة :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــ

وهي قوله تعالى :

((قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ ))

والقول فيها كالقول في آية النساء

الثالثة :

ــــــــــ

تفسير آية الكهف :

ــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــ

وهي قوله تعالى :

((قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ))

وسبق تفسيرها ، والقول فيها كالقول في سابقتيها

الرابعة :

ــــــــــــــــ

وهي أهمها

مع الإيمان بالجبت والطاغوت في  هذا الموضع ؟

هل هو اعتقاد قلب أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها ؟

فإنه ذكر هنا أمرين فيما يتعلق بالجبت والطاغوت والإيمان بهما

فإن كان اعتقادا بالقلب :

بمعنى :-وهذه حتى تتضح من خلال معنى قوله تعالى :

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }

ما سبب نزولها ؟

هذه الآية نزلت كما سبق من أن بعض اليهود من زعمائهم كـ ” حيي بن اخطب ” قدم على كفا قريش وسألوهم فقالوا : أنحن أهدى أم محمد ؟

فبماذا أجاب هؤلاء الزعماء ؟

قالوا : أنتم أهدى

فيكون هؤلاء اليهود وافقوا معتقد قريش

ما معتقدهم ؟

عبادة الجبت والطاغوت

فهنا من وافق غيره في الإيمان بالجبت والطاغوت باعتقاد القلب فلا شك في كفره

وإن كان موافقا مع بغضه للجبت والطاغوت فهو هنا على خطر عظيم قد يصل به إلى حد الكفر

الخامسة :

ـــــــــــــ

قوله أن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلا من المؤمنين

الشرح :

ــــــــــــ

وهذا يؤخذ من تتمة الآية :

((وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ))

السادسة :

ـــــــــــــــــــــــ

وهي المقصودة بالترجمة

الشرح:

ـــــــــــــ

أن هذا لابد أن يوجد في هذه الأمة كما تقرر في  حديث أبي سعيد

فإن ما  ذكر في  الأمم السابقة فسره حديث أبي سعيد :

(( لتتبعن سنن من كان قبلكم ))

ولابد أن يقع

وكيفية الوقوع :

أهو على الأمة كلها أو على بعض أفرادها

سبق الحديث عن ذلك مفصلا

السابعة :

ــــــــــــــــــ

التصريح بوقوعها أعني عبادة الأوثان في  هذه الأمة في جموع كثيرة

الشرح :

ـــــــــــــــــ

فإن الأحاديث جاءت بذلك ، منها :

(( لا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ))

وقد ذكرنا نصوصا أخرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الثامنة :

ـــــــــــ

العجب العجاب :

خروج من يدعي النبوة مثل : المختار مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه بأنه من هذه الأمة ، وأن الرسول حق وأن القرآن حق ، وفيه أن محمدا خاتم النبيين

ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح ،

وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة وتبعه فئام كثيرة

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

هذا من العجب العجاب كما قال المصنف إذ إن من أبعد عقله وقلبه عن الشرع ضل مع وضوح الأدلة

فكيف بالمختار الذي سبقت ترجمته كيف به أن يدعي النبوة مع أنه يؤمن بالقرآن ، ومن جملة ما جاء في القرآن أن النبي خاتم النبيين

كما أنه في المقابل كيف بمن صدقه وهو يؤمن بالقرآن ويتلو قوله تعالى:

((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ))

كيف به أن يصدقه مع قراءته لهذه الآية ؟

فهذا من التناقض

وسبب هذا التناقض كما قلت : هو البعد عن شرع الله

التاسعة :

ــــــــــــــ

بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى بل لا تزال عليه طائفة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

هذه بشارة من النبي عليه الصلاة والسلام بأن الحق باق بخلاف الوقت الذي مضى .

فإنه قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام كان الحق مضمحلا زائلا حتى عبدت الأوثان .

فجاء النبي عليه الصلاة والسلام وأصبح مع أصحابه في قلة عدد فأصبحوا بمثابة الغرباء ولذلك قال عليه الصلاة والسلام :

(( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ))

كما عند مسلم

لكن الغربة تفترق بين أول الأمر وبين نهايته :

فإن في أول الأمر قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام ليس هناك حق أو ليست هناك طائفة على الحق

بينما في آخر الزمن فإن هذا الحق باق :

(( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ))

سؤال :

ــــــــــــــ

قلنا : إن الحق اضمحل قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه ورد حديث :

(( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم عجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ))

فما الجواب ؟ :

ـــــــــــــــــــــــــــ

الجواب :

ــــــــــــــ

المراد من هذا الحق الذي يشابه ما كان في آخر الزمن  ، فإن في آخر الزمن حكم لهم بحكم كوني من الله بهذه البشارات :

(( طائفة من أمتي على الحق منصورة ))

بينما ما كان قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل .

صحيح أنه كان من هو على الحق كما في قصة ورقة بن نوفل وغيره .

لكن الأمر يختلف عن آخر الزمن من حيث هذا الموعود لمن هو في آخر  الزمن .

سؤال :

ــــــــــــــ

لماذا تبقى هذه الطائفة في آخر الزمن من هذه الأمة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجواب :

ـــــــــــــــــــ

السبب في هذا أنه لما لم يكن بعد النبي عليه الصلاة والسلام نبي حكم الله بحكمه الكوني أن تبقى طائفة من أمته تعلي هذا الدين وتجدده بينما ما كان قبل نبوته ليس فيها مثل هذا

إذ إن بعد موسى أتت رسل ، بعد نوح أتت رسل فلم تكن فيهم هذه الطائفة بسبب أن هناك رسلا سيأتون يخلفون هؤلاء الرسل

بينما النبي عليه الصلاة والسلام لما لم يخلفه رسول جعلت هذه الطائفة باقية إلى قيام الساعة

سؤال :

ـــــــــــــ

ما حال عيسى بن مريم بعد نزول من السماء ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجواب :

ـــــــــــــــــــ

حاله كما قال بعض العلماء حاله أنه من هذه الأمة المحمدية ، ويكون أفضل الأمة

وجاء لتقرير أن شريعة النبي  عليه الصلاة والسلام هي آخر الشرائع بدليل أنه :

” يكسر الصليب ويضع الجزية ويقتل الخنزير “

فهو من أفراد هذه الأمة

إن قلت مجددا فحق

إن قلت وليا فحق

وهو في أول أمره رسول بلا شك

لكن المقصود حاله في هذه الأمة

أما حاله قبل هذه الأمة فهو رسول أرسل إلى النصارى

لكن حاله في هذه الأمة هو ما ذكر من أنه أفضل هذه الأمة

ولذا قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى :

” لما ذكر اختلاف العلماء في  “الخضر ” أهو نبي أم غير نبي ؟

قال : إن لم يكن نبيا فأبو بكر وعمر أفضل منه

العاشرة :

ـــــــــــــــــ

الآية العظمى :

أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــ

وهذا صريح في  حديث ثوبان ، ومصداق ذلك قوله تعالى :

((كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ  ))

وقال :

في غزوة بدر لما اجتمعت قريش بقوة تصل إلى ألف بينما النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه يصلون إلى ثلاثمائة وبضعة عشر

على اختلاف في الروايات عند البخاري  ومسلم

المهم أن الله قال :

((إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ ))

الشاهد :

((وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ ))

ثم قال :

((وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ )) ولو قل عددهم

الحادية عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

الشرط : هو عدم مضرتهم: لا بخذلان ولا بمخالفة ممتد إلى قيام الساعة لقوله :

(( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ))

الثانية عشرة :

ـــــــــــــــــــــــ

ما فيه من الآيات العظيمة :

ــ منها :

ـــ إخباره بأن الله زوى له المشارق والمغارب ، وأخبر بمعنى ذلك فوقع كما اخبر بخلاف الجنوب والشمال

ـــ وإخباره بأنه أعطي الكنزين

ــ وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين

ــ وإخباره بأنه مُنع الثالثة

ــ وإخباره بوقوع السيف ، وأنه لا يرفع إذا وقع

ــ وإخباره بإهلاك بعضهم بعضا ، وسبي بعضهم بعضا

ــ وخوفه على أمته من الأئمة المضلين

ــ وإخباره بظهور المتنبئين في هذه الأمة

ــ وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة

وكل هذا وقع كما أخبر ، مع أن كل واحد منها من أبعد ما يكون في العقول

الشرح :

ــــــــــــــ

يدل على هذا حديث [ ثوبان ] فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن أشياء ستقع في آخر الزمان

لو نظر الواحد إلى واحد من هذه الأمور لاستبعدها من حيث العقل

لكن من وقر في قلبه الإيمان صدق بهذا كله

وقد وقع كما أخبر

وهذا إن دل يدل على معجزته وعلى ثبوت نبوته

وحديث ثوبان سبق تفصيله تفصيلا دقيقا

لكن يمكن أن تضاف بعض الروايات منها :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ ما جاء في سنن ابن ماجه :

أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :

(( وأعطيت الكنزين ))

المثبتة عندنا :

(( الأحمر والأبيض ))

في رواية عند ابن ماجه :

(( وأعطيت الكنزين الأحمر أو الأصفر والأبيض ))

وقلنا :

إن الأحمر:  راجع للروم

والأبيض :  راجع إلى الفرس

ولكن وقع الشك من الراوي في رواية ابن ماجه فقال : (( الأحمر أو الأصفر ))

ولاشك أن الروم يطلق عليهم بنو الأصفر

وهذا معروف

ولذلك لما أمر النبي عليها لصلاة والسلام بأن ينهض المسلمون لقتال الروم في غزوة تبوك :

قال أحد المنافقين : يا رسول الله ائذن لي بالبقاء فإني رجل لا أصبر على رؤية نساء بني الأصفر فلا تفتني بالخروج ؟

فقال تعالى :

(( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ))

ثانيا :

ـــــــــ

وأيضا مما جاء في سنن ابن ماجه :

جاء بيان هذه السنة قال :

(( أن لا يهلك أمتي بسنة عامة ))

هذه السنة جاء بيانها وإيضاحها في سنن ابن ماجه :

من أنها :

(( الجوع ))

ولاشك أن من مسببات السنة والقحط والجدب هو الجوع

فما ينجم عن السنة من قلة الأمطار وكثرة الجدب والقحط ينتج عن ذلك الجوع

ولكن رواية السنة أعم

لأن من آثار السنة أن يحصل جوع

وأن يحصل خوف

وأن يحصل نهب وسرقة وما شابه ذلك

الثالثة عشرة :

ـــــــــــــــــــــ

حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــ

وهذا في رواية البرقاني :

(( إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ))

وهذا الحصر كما سبق نوعه  :

حصر إضافي ليس  حصرا حقيقيا :

وذلك لأن الخوف واقع من النبي عليه الصلاة والسلام على الأمة لا من جهة الأئمة المضلين فحسب

بل من جهات متعددة كقوله :

(( أخوف  ما أخاف على أمتي الشرك الخفي ))

الرابعة عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــــ

التنبيه على معنى عبادة الأوثان  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــ

وذلك جاء في حديث ثوبان :

(( ولا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ