الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (30)حديث عبادة (من شهد أن لا إله إلا الله … ) (2)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (30)حديث عبادة (من شهد أن لا إله إلا الله … ) (2)

مشاهدات: 416

الشرح الموسع لكتاب التوحيد

الدرس (30)

حديث عبادة(من شهد أن لا إله إلا الله) الثاني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قوله  : ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تختلف عن قول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وذلك لأن لفظ السماع متيقن فيه سماع الراوي من النبي عليه الصلاة والسلام

أما قوله : ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمحتمل أن يكون سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام

ومحتمل أن يكون سمعه ممن سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام

والصحابي إذا روى ما لم يسمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم منه مباشرة ، وإنما رواه عن صحابي سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام فهذا ” مرسل صحابي “

ومراسيل الصحابة مقبولة ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم عدول ، أما غير الصحابة فمراسيلهم ضعيفة على خلاف بين المحدثين في مراسيل كبار التابعين ، وقد سيق لبيانه

فقوله : ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “

قال بعض المحدثين : لا يجوز أن يبدل لفظ ” الرسول ” بلفظ النبي بل يُنقل لفظ الحديث كما نقله الراوي

إن قال : ” سمعت أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يقل : ” قال النبي صلى الله عليه وسلم

وذلك من باب الاحتياط والتدقيق في نقل الحديث

ومن باب أن الرسول أرفع مرتبة من النبي

فوصف الرسالة أعظم من وصف النبوة لأن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول

وقال بعض العلماء : يجوز هذا وهذا ، ولا حرج في إبدال لفظ الرسول بالنبي

وقد قال بهذا النووي رحمه الله

ولفظ ” الصلاة والتسليم ” سيقت معنا في مقدمة التوحيد ( تحث عن الصلاة وعن السلام )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من شهد أن لا إله إلا الله ))

” من ” هنا اسم شرط

واسم الشرط يحتاج إلى فعل شرط ، وإلى جواب

فإن قال قائل : مَنْ ؟ ثم ” سكت ” هل يتم الكلام ؟

هل لهذا الكلام معنى ؟

الجواب : ” لا ”

لو قال : ”  من يذاكر ” هل تم هذا الكلام ؟

لم يتم

لو قال : ” من يذاكر ينجح ” هنا تم الكلام

فـ ” من ” هنا اسم شرط

فعل الشرط : ” شهد ” وما عُطف عليها

أين جواب الشرط ؟

” أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ”

و ” مَن ” من أسماء الشرط

وأسماء الشرط تفيد ” العموم ” ، ويدخل في هذا الرجال و النساء ، والكبار والصغار

فالقاعدة الأصولية : ” أن أسماء الشرط تفيد العموم “

وجميع أدوات الشرط أسماء إلا أداتين :

ــ ” إن الشرطية “

ـــ و ” إذ ما “

وسيأتي توضيحها بإذن الله عز وجل في درس النحو

ــــــــــــــــــــــــــــــ

” من شهد ” :

الشهادة بمفهومها العام لها أربعة مراتب،وهي :

العلم

الكلام

الإخبار

الإلزام

المرتبة الأولى : العلم

فالشاهد على أمر ما عند القاضي لابد أن يكون عالما بما يشهد به ، وهذه مرتبة العلم

المرتبة الثانية :

أن يكون متكلما

ولذا من شروط صحة الشهادة التكلم :

فالأخرس لا تُقبل شهادته ، ولو أشار بإشارة مفهومة ، لن الشهادة مطلوب فيها ” اليقين ”

وإنما قُبلت إشارة الأخرس المفهومة في أحكامه الخاصة به بالضرورة

كنكاحه ، وطلاقه ، وغير ذلك

المرتبة الثالثة :

أن يخبر بها

المرتبة الرابعة :

أن يلزم المشهود عليه بمقتضاها

وهذه المراتب الأربع تجتمع في شهادة الله عز وجل لنفسه بالوحدانية :

فقوله عليه الصلاة والسلام : (( من شهد أن لا إله إلا الله ))

قد شهد بهذا الله عز وجل لنفسه بالوحدانية ، وكذلك شهدت ملائكته

وكذلك شهد أولو العلم على وحدانيته عز وجل :

قال الله عز وجل في سورة ” آل عمران ” : {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

فيكون الله عز وجل عالما بان لا شريك ، ولذا قال عز وجل : ((قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))

وقال عز وجل : ((أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ))

وقال عز وجل : ((أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ ))

ولذا قال عز وجل : {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

فذكر العلم بعد الشهادة .

وهذا دليل مرتبة العلم

أما دليل مرتبة التكلم والإخبار ، فهما مجموعتان في قوله عز وجل : {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }

وإعلامه عز وجل إما بالقول ، وذلك كإنزال الكتب الناطقة بتوحيده عز وجل

وإما بفعله ، وذلك بخلقه عز وجل لهذه المخلوقات ، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد

والآيات في التأمل والتدبر كثيرة جدا :

قال عز وجل : {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ }

وقال عز وجل : (( أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ  … الآية ))

وقال عز وجل : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }

ولذا جاء في صحيح ابن حبان : ” ويل لمن قرأ هذه الآيات ولم يتدبرها “

كان عليه الصلاة والسلام إذا قام من الليل قرأ هذه الآيات

الآيات في الأمر بالتفكر و التدبر كثيرة

وأما مرتبة الإلزام :

فمرت معنا في الباب السابق :

(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))

فألزم عباده وأمرهم ووصاهم بهذا التوحيد

والشاهد بتوحيد الله عز وجل هو ” العالم الرشيد ” في الآية السابقة ”

((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ ))

فدل على أن الشاهد بوحدانيته جل وعلا هو : ” العالم “

والآيات في هذا كثيرة :

وقد مرت بنا آية في الباب السابق :

قال عز وجل : {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ))

في ختام الآية قال عز وجل : ((ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))

ولذا المسألة الأولى من المسائل الأربع التي ذكرها الشيخ المجدد رحمه الله في الأصول الثلاثة :

العلم :

قال عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ))

ومن لم يشهد بهذه الوحدانية لله عز وجل هو الجاهل السفيه :

لأن ضد العلم : ” الجهل والسفه ” :

قال الله عز وجل :  {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ))

ما ملة إبراهيم ؟

الحنيفية

ولهذه الآية نظائر في سفه وقلة عقل بل اضمحلال عقل من لم يوحد الله عز وجل

ولذا أهل النار ( نسأل الله العافية ) يقرون بهذا : ((وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ{10} فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ{11} ))

من شهد أن لا إله إلا الله :

(( شهادة أن لا إله إلا الله تتضمن ثلاثة أشياء :

1 ــ  القول

2 ـــ الفعل

3 ــ الصدق

نأتي إلى المنافقين :

” يقولون : لا إله إلا الله

نأتي إلى النصارى :

يقولون : لا إله إلا الله

نأتي إلى اليهود

يقولون : لا إله إلا الله

فنُنزل على هذه المضامين الثلاثة كل طائفة :

عندنا مرتبة العلم

وعندنا العمل

وعندنا الصدق :

المنافقون :

يقولونها

فنأتي إلى العلم  :

النصارى : قد خرجوا من هذا الأمر لأنهم عبدوا الله على غير علم

نأتي إلى العمل :

اليهود علموا ولكنهم لم يعملوا

المنافقون :

لم يصدقوا

فيلزمك لتحقيق هذه الشهادة أن تكون فيها صادقا

عالما

عاملا

فإن اختل واحد من هذه الأشياء وقعت فيما وقعت فيه هذه الطوائف :

فإن اختل الصدق فيحل النفاق

وإن اختل العمل فتحل اليهودية

وإن اختل العلم فتحل  محلها النصرانية

قال عز وجل : ((اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7} ))

فسر النبي عليه الصلاة والسلام هذه الآية :

فقال عليه الصلاة والسلام : اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضالون

وقال عز وجل عن المنافقين :{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }

فقوله عليه الصلاة والسلام : (( من شهد أن لا إله إلا الله )) :

البعض يقول : من شهد أنَّ لا إله إلا الله ــــــــــــ هذا خطأ فلا يكون صوابا في اللغة أن تشدد ” أن ” هنا

فيكون التعبير : (( من شهد أن لا إله إلا الله )) بتخفيف : ” أن ” و إدغامها في : ” لا ”

كلمة التوحيد لها ركنان ، وقد ذُكر هذان الركنان في هذا الحديث :

الركن الأول : ” النفي “

الركن الثاني : ” الإثبات “

فقول : ” لا إله ” ـــــــــــ نفي لعبودية ما سوى الله عز وجل

و” إلا الله ” إثبات العبودية له عز وجل

قال ابن القيم رحمه الله : ” لأن النفي المحض دون إثبات ليس بتوحيد ، لو قلت : ” لا إله ” وسكتَ أيحصل توحيد ؟ لا يحصل توحيد “

وقال رحمه الله : ” الإثبات محض لا ينفي مشاركة غير الله مع الله ، لو قلت : ” الله إله ” هل نفيت مشاركة مع عُبد من دون الله مع الله ؟

لم تنفِ

ولذا لابد من الإثبات والنفي

فلو قال قائل : إن القرآن ذكر أن هناك معبودات سوى الله

فما الجواب عن هذا ؟

كما قال عز وجل : ((فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ ))

فذكر أن لهم آلهة

والجواب عن هذا :

أنه ذكر لوجودها لا ذكر لأحقيتها في العبادة :

ولذا قال عز وجل : ((إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ))

فذكرها ذكر لوجودها وبطلانها

قال عز وجل : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ))

ولذا البعض يقول : ” أن معنى : ” لا إله إلا الله ” يقول : إن معناها : ” لا معبود إلا الله “

وهذا تعريف ناقص بل لا يصح :

فقوله : ” لا معبود إلا الله ” ليس فيه توحيد

وإنما التعبير الصحيح : ” لا معبود بحق إلا الله “

ولأهمية هذين الركنين أكدهما :

قال عليه الصلاة والسلام  : (( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيك له ))

“فـ ” وحده ” تأكيد لأي ركن ؟

تأكيد لركن الإثبات

” لا شريك له ” تأكيد لركن النفي

وأما شروط ” لا إله إلا الله ” فهي شروط ثمانية

وقد كان البعض جعلها سبعة في بيت من الأبيات ، لكن زيد عليها شرط ثامن معتبر

فالبيت الذي ضُمنّ فيه هذه الشروط السبعة :

قول القائل :

علم يقين وإخلاص وصدقك

مع محبة وانقياد والقبول له

فالشرط الأول :

العلم :

لابد أن تكون عالما بمعناها

قال عز وجل : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ))

ولذا مشركوا قريش  جحدوا لفظها ومعناها

ومشركوا هذا الزمن : كالمستغيثين بغير الله عز وجل : أقروا بلفظها ، وجحدوا معناها

ويكون شركهم مع أنهم أقروا بلفظها .

ويكون شكهم أعظم شركا من كفار قريش ، وذلك كمن يستغيث بالأموات ، ويطلب منهم الحوائج وتنفيس الكربات

وإن كنتم تذكرون في القواعد الأربع : أن الشيخ المجدد رحمه الله ذكر أن هناك فرقا بين مشركي زمانه ومشركي قريش

وذكر في كشف الشبهات فرقا آخر:

قال : ” إن شرك هذا الزمان أغلظ  من شرك الأوائل من وجهين :

الوجه الأول :

ــــــــــــــــــ

أن مشركي هذا الزمان يدعون غير الله في الشدة والرخاء

أما كفار قريش فيدعونه في الشدة دون الرخاء

قال عز وجل : {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ))

وقال عز وجل : {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }

حتى قيل :إنهم يحملون أصنامهم ، فإذا اشتدت العواصف رموها في البحر ، والتجئوا إلى الله وحده :

قد قال عز وجل – والآيات في ذلك كثيرة

في سورة الإسراء : (( وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً{67} أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ ))

يعني : أتأمنون إذا سلمتم من رعب البحر أتأمنون أن يخسف بكم البر

الآيات

الوجه الثاني :

ــــــــــــــــــــــــــــ

أن مشركي هذا الزمن يدعون مع الله عز وجل فساقا قد يشربون الخمر ، وقد يزنون

بينما كفار قريش فإنما يدعون مع الله عز وجل إما :

أنبياء

أو أولياء

أو يدعون جمادات تسبح لله عز وجل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الثاني : اليقين :

قال عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم –  لأبي هريرة رضي الله عنه لما أعطاه نعليه ، قال : (( من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الثالث :

الإخلاص

قال عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم – : (( من قال لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة ))

ــــــــــــــــــــ

الشرط الرابع :

الصدق:

قال النبي عليه الصلاة والسلام – كما في المسند – : (( من قال لا إله إلا الله خالصا بها قلبه يصدق لسانه فعله ، وفعله لسانه دخل الجنة ))

قال : ” يصدق “

ـــــــــــــ

الشرط الخامس :

المحبة :

قال عز وجل:  (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ ))

ــــــــــــــــــــ

الشرط السادس :

الانقياد :

قال عز وجل :((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً{66} وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً{67} وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{68} ))

ـــــــــــــــــــــــ

الشرط السابع :

القبول :

قال عز وجل : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الثامن :

الكفر بما يُعبد من دون الله

قال عليه الصلاة والسلام : (( من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله  ، وحسابه على الله عز وجل ))

 

الشرط الأول : وهو العلم ، وضده ” الجهل “

الشرط الثاني : هو اليقين ، وضده الشك

الشرط الثالث : الإخلاص ، وضده ” النفاق “

الشرط الرابع : الصدق ، وضده : ” الكذب “

الشرط الخامس : ” المحبة ” وضدها ” الكره “

الشرط السادس : ” الانقياد ” وضده : ” الترك “

الشرط السابع : ” القبول ” وضده ” الرفض “

الشرط الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله ، وضده ” الإيمان بما يعبد من دون الله “

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقوله عليه الصلاة والسلام : (( من شهد أن لا إله إلا الله )) :

قال ابن القيم رحمه الله : ” تضمنت هذه الشهادة نفي كل ما يعبد من دون الله ، وأثبتت العبودية لله عز وجل ، فقوله : ” لا إله ” هذا النفي لا يدخل فيه الله جل وعلا ، ولو دخل ما كان قائلها موحدا ، وهذه الكلمة لها تفسير عند ” أهل الكلام ” .

وأهل الكلام هم الذين نصبوا العقل حاكما ، ولم يجعلوا النص هو الحاكم ، وباعتمادهم على عقولهم ضلوا وأضلوا  فأدخلوا عقولهم في أسماء الله عز وجل ، وصفاته، وتوحيده .

ولذا يقول الشافعي رحمه الله : ” لقد اطَّلعت على أهل الكلام في قول لهم ما ظننت أن مسلما يقول به “

لقد قال شيخ الإسلام رحمه الله : ” إن نظرنا إليهم بعين القدر نر أنهم أعطوا ذكاء ، ولم يعطوا زكاء ، وأعطوا عقولا ، ولم يعطوا فهوما ، وإن نظرنا إليهم بعين الشرع حق فيهم قول الشافعي : ” أرى أن يضربوا بالجريد والنعال  وأن يطاف بهم في العشائر ، والقبائل ، وان يقال : هذا جزاء من أعرض عن الكتاب ، واشتغل بعلم الكلام

وسيأتي لأهل الكلام معتقدات فاسدة في محلها بإذن الله تعالى

أما تفسيرهم لهذه الكلمة فقالوا :

” هو واحد في ذاته لا قسيم له ، وواحد في أفعاله لا شريك له ، وواحد في صفاته لا شبيه له “

وهذا تعريف قد عرى من توحيد الألوهية

وهو توحيد سلبوا فيه من الله صفاته

فهذا التوحيد الذي ذكروه لا يعدو أن يكون تعريفا لتوحيد الربوبية

وقد أخرجوا منه النوعين الآخرين :

وهما :

توحيد الألوهية

وتوحيد السماء والصفات

كلمة ” الله ” سبق التعليق عليها في المقدمة عند شرح البسملة

فقوله عليه الصلاة والسلام : (( وحده لا شريك له ))

” وحده ” تأكيد للإثبات

” لا شريك له ” تأكيد للنفي

و ” شريك ” نكرة في سياق النفي فتعم : ” ولا شريك له من ملك أو نبي أو ولي أو حجر أو شجر ”

وفي هذه الجملة حذف للمعمول

وحذف المعمول عند أهل اللغة يفيد العموم

فلم يقل ” لا شريك له في ألوهيته ” لو قالها لكان في ذلك تخصيص

لكن لما حذف المعمول دل على العموم

بمعنى : لا شريك له في أسمائه وصفاته

لا شريك في ربوبيته

لا شريك له في ألوهيته