الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (39)حديث( يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به)(2)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (39)حديث( يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به)(2)

مشاهدات: 491

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 39 )

حديث ( يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به) الثاني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (( وقوله / يا رب كل عبادك يقولون )) :

هذا يدل على أن كلمة التوحيد هي من أيسر وأسهل الكلمات التي تجري على اللسان ، وقد اقتضت سنة الله أن ما يضطر إليه الناس أن يجعله جل وعلا سهلا  : كالهواء مثلا  ، ولما كانت الضرورة الدينية قائمة في احتياج الإنسان إلى هذه الكلمة كانت بهذه السهولة واليسر.

ومن يتأمل هذه الكلمة العظيمة وهي كلمة التقوى وكلمة العروة الوثقى يجد أنها تضمنت حروفا جوفية ليست شفوية فكل حروفها من الجوف بينما لو نطقت بالفاء فوجدت أنه حرف شفي لا جوفي ومعنا هذا أن الإنسان لو شاء أن ينطق بها وقد أغلق فاه لتيسر له ذلك .

وكون حروفها حروفا جوفية يستفاد منها :

أولا : خلوص العبد من الرياء فلو شاء أن يذكر الله عز وجل وفمه منغلق لتيسر له  ذلك فدلت هذه الكلمة على أن قائلها يتخلص من الرياء .

ثانيا : تدل على أن منبع هذه الكلمة من القلب فالذي يقولها  ، ولا يعتقد معناها بقلبه فلا تنفعه فالمنافقون يقولونها ،واليهود يقولونها ،والنصارى يقولونها ومع ذلك لا تنفعهم هذه الكلمة.

 ثم إن حروفها مهملة ، والمهملة تختلف عن المعجمة :

 لأن الحروف نوعان :

إما حروف مهملة

وإما حروف معجمة

والمعجمة هي التي نقطت حروفها ، مثل الحاء والخاء فالحاء مهملة والخاء معجمة

(( وجميع حروف لا إله إلا الله مهملة ليس فيها نقط  ))

فيلزم أن يخلو قائلها من الشرك كما خلت حروفها من النقط فكون العباد يقولون هذه الكلمة يدل على يسرها وسهولتها كما سبق .

وهذه الكلمة قد قال النبي : (( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،  له الملك ،  وله الحمد وهو على كل شيء قدير ))

وقد قال النبي كما في الحديث الحسن: (( أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الحمد لله ))

أخرجهما الترمذي .

وكون الحمد دعاء ذلك لأن دعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة كما أن دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة ، وهناك تلازم وثيق بين هذين النوعين .

فقول موسى : (( كل عبادك يقولون هذا )) :

فكلمة / يقولون :

تدل على ضرورة النطق بها وأن المعتقد لها دون أن ينطق بها لا تفيده .

ونخلص من هذا إلى أن هذه الكلمة نافعة لمن قالها واعتقد معنا

(( قال يا موسى /  )) :

سبق الحديث عن كلمة النداء أن فيه إثبات صفة من صفات الله وهي (( صفة المناداة ))  وهي إحدى نوعي الكلام

((وكلمة موسى)) :

 قد قيل وليس هناك مستند واضح أن معناها الماء والشجر فالحرفان الأولان يدلان على الماء والحرفان الأخيران يدلان على الشجر.

(( قال : يا موسى لو أن السماوات السبع )) :

السماوات والأراضون كثيرا ما يذكرها الله في بيان عظم خلقه وفي بيان إثبات الإحياء مرة أخرى .

فبهما عز وجل يقرر الجزاء والميعاد  :

قال عز وجل :{ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء }

قال عز وجل :{ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا}

وقال تعالى :{ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}

وقال تعالى :{ أفلم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض }

وقال تعالى  : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }

والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا .

وهذا من باب ضرب المثال حتى ينطلق طالبا العلم إذا تلا كتاب الله عز وجل فيعرف أن الله عز وجل قد خلق هذين الخلقين وهما دليلان على عظم خلقا الله عز وجل .

((فقوله :  لو أن السماوات السبع )) :

 وهذا فيه تنصيص على أن السماوات عددها سبع .

وقد جاء هذا مصرحا في كتاب الله في مثل قوله عز وجل {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ }

وهذه السماوات السبع ليست كتلة واحدة ، وإنما بينهما فوارق من المسافات كما سيأتي أن بين كل سماء وأخرى مسيرة خمسمائة سنة .

وهذه السماوات السبع قد عرج بالنبي إليها ، وكلما أتى سماء طرق الباب ، واستأذن جبريل :

فدل على أن هناك ملائكة في كل سماء ، وعدد الملائكة لا يحصيهم إلا الله عز وجل .

ولذلك أخبر النبي أن عدد الملائكة إذا نزلوا ليلة القدر أكثر من عدد الحصى :

قال عز وجل : { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا }

قال عليه الصلاة والسلام عن البيت المعمور:(( يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون إليه ))

ففي كل يوم يدخله هذا العدد ثم لا يعودون إليه يوم القيامة ولذا قال النبي : (( أطت السماء ))

أي لها أطيط وصوت لثقل ما حلمت

(( وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك ساجد أو قائم لله عز وجل ))

 ولذا قال الله عز وجل عن هؤلاء الملائكة :{ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ{164} وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ{165}}

قال النبي : (( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقال الصحابة رضي الله عنهم : وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال يتمون الصف الأول ويتراصون في الصف ))

وقوله : (( وعامرهن غيري )) :  

عامرهن /  :

أي ساكنهن فالملائكة عمار السماوات  :

قال عز وجل :{ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ{19} يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ{20} }

وقال عز وجل : {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ }

والملائكة محتاجة إلى السماء : لأنها موطنهم ومسكنهم

ثم استثنى عز وجل نفسه المقدسة قال : (( وعامرهن غيري ))

 فهو لا يدخل عز وجل في هذه الموازنة لأنه عز وجل هو المثنى عليه فكيف يكون الثناء عليه أعظم منه ؟

وقوله : (( وعامرهن غيري ))

يستفاد منه إثبات صفة العلو  :

وسبق أن علو الله عز وجل ثلاثة أنواع :

علو الذات

علو القهر

علو الصفة

والبعض يدرج علو القهر في علو الصفة .

وتقسيمها على ثلاثة أقسام أحسن وأولى لأن هذا من باب كمال الممدوح عز وجل ولذا قاعدة أهل السنة والجماعة أن صفات المدح تفصل ولا تجمل ولها حديث ان شاء الله يأتي إذا تعلق المقام بها

ففيه إثبات صفة العلو لله عز وجل وعلو الذات أنكرته المعطلة وقالوا لو قلنا انه في العلو لقلنا انه في جهة وهو منزه عن الجهات كما ذكروا ونحن نقول: ”  أن لفظ الجهة لا نثبته ولا ننفيه فنسكت عما سكت عنه الشرع “

أما الجهة من حيث المعنى فتنقسم إلا ثلاثة أقسام :

أولا : إن كانت جهة سفل فالله منزه عنها

ثانيا : إن كانت جهة علو تحيط به بعض المخلوقات فالله منزه عنها

ثالثا : إن كانت جهة علو لا يحيط به أي مخلوق ولا يحيط به شيء فلا مانع من ذلك

وقد ذكر بعض العلماء  : ” أن هناك أكثر من ألف دليل على علو الله عز وجل  “

ولذا بعض من أضله الله عز وجل لما ضاقت نفسه من إثبات صفة العلو يقول – أعاذنا الله وإياكم من الشبه والضلال –  يقول في سجوده: ” سبحان ربي الأسفل ” .

 وقد ذكر ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية أن إثبات العلو جاء من عشرين صيغة :

إما بالعلو المطلق :

كما قال تعالى :{ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }

وقال تعالى : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }

أو بالفوقية كما قال تعالى :{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}

أو بالفوقية مؤكدة بمن :{ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}

أو بوجود بعض المخلوقات عنده :{ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ}

أو بنزول شيء قال تعالى : {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }

أو بعروج شيء كقول تعالى :{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ }

أو برفع شيء إليه والصعود إليه في مثل قوله تعالى            { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }

أو برفع بعض المخلوقات إليه كما قال تعالى في حق عيسى    {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ  }

أو بالسؤال عنه بأداة أين :

كما قال النبي عند مسلم للجارية : (( أين الله ؟ قالت في السماء فقال عليه الصلاة والسلام أعقتها فإنها مؤمنة ))

أو بالإشارة إليه إشارة حسية  :

كما أشار عليه الصلاة والسلام بأصبعه في خطبة عرفة أشار إلى علو الله عز وجل وقد ضل من فسر الفوقية بالخيرية  :

فقال في مثل قوله تعالى :{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}

قال بأن الفوقية بمعنى الخيرية خير من عباده كما يقال : الملك فوق الأمير

وهذا الكلام نقصان في العقل لأن هذا أمر واضح كما لو قلت إن الثلج بارد أو قلت إن النار حارة لأن عظم الله مستقر في النفوس بل إن مساواة ضرب المثل بين الكامل والناقص فيه تنقيص للكامل .

كما قال الشاعر :

أما تر أن السيف ينقص قدره

إذا قيل أن السيف أمضى من العصا

فوضع المقارنة تنقيص ، لو قلت هذه العصا أما من السيف لانتقصت السيف ولكن لا يجوز أن تذكر هذه الخيرية في مقام الرد على المخالف كقوله تعالى عن يوسف :{ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }

وبما أن العلو قد خالف فيه هذه الطوائف فيرد عليهم من أن هذا العلو ثبت بطرق :

أولا : عن طريق السمع وأدلته ما سبق

ثانيا : عن طريق العقل فإن العقل يقتضي أن العلو صفة كمال وأن السفل صفة نقص ولذا لو سلمت عقولهم لما أنكروا العلو

ثالثا : عن طريق الفطر السليمة فإن الله عز وجل قد وضع في فطر الناس إثبات علوه عز وجل

ودليل هذا أن الإنسان إذا لجأ إلى الله فقبل أن يرفع يديه إذا بقلبه يتجه إلى العلو وهذه ضرورة فطرية .

ولو قال قائل :

إن قوله تعالى :{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ}

لو قال قائل : إن الله في السماء بدلالة هذه الآية وحديث        (( وعامرهن غيري ))

فيفهم أن الله في السماء

الجواب /  :

أن السماء تطلق ويراد منها أمران :

  • جهة العلو
  • السماوات المبنية

فإن قلتم إن السماء هو مطلق العلو فلا إشكال لأن كل ما علاك فهو سماء  :

ولذا قال عز وجل  : {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }

يعني من لم يرض برسالة النبي فليربط حبلا في سقف بيته ثم يختنق به وليمت خنقا وغيظا .

وهذا هو أحد الوجهين في تفسير الآية

وقال عز وجل : { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً }

ومعلوم أن الماء ينزل من السحب والسحب ليست في السماء والمبنية وإنما بين السماء والأرض قال تعالى :

{ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ }

وإنما قال عز وجل  : { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً }

لأن السحب في العلو وان  كان المراد السماء المبنية فإن كلمة( في ) بمعنى ( على ) :{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء }

أي على السماء كما قال تعالى : { قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ } أي على الأرض

قال تعالى عن فرعون :{ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ }

أي على جذوع النخل ،

ولا يتصور عقل سليم أن الله عز وجل الخالق العظيم الذي وسع كرسيه السموات والأرض،فهو أحد مخلوقاته لا يتصور بأن الله عز وجل يحيط به شيء من مخلوقاته فالسماء لا تحيط به ولا تظله ولا تقله يعني تحمله .

ولذا من طرق إثبات صفة العلو : ”  التصريح بأنه عز وجل في السماء  “

كذلك من الطرق إضافة على ما سبق :

أنه قد استوى على العرش وذلك لأن العرش أعلى المخلوقات ولا يدل على الله عز وجل محتاج إلى العرش .

وهذا حديث سريع مختصر عن العلو، وإلا فالحديث عنه يطول وقد توقفت في بيان هذه الصفة لأن هناك من المعاصرين في هذا الزمن ينكرون صفة العلو لله عز وجل فهذه إلا إمرارة سريعة عن العلو تكون بمثابة الرد القاطع الحازم بإذن الله تعالى على هؤلاء .

وقوله :(( والأراضين السبع في كفة )) :

والأراضين السبع فيه إثبات أن الأراضين سبع

وجاء في غير هذا الحديث قول النبي : ( ( من اقتطع شبرا من الأرض طوق من سبع أراضين يوم القيامة ))

وفي رواية  : (( يحمل ترابها إلى أرض المحشر ))

فجاء في السنة المطهرة بذكر أن الأرض سبع لكن لم يأت تصريح في كتاب الله عز وجل بأن والأراضين سبعت إلا عن طريق التلميح  :

قال تعالى :{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ }

فأخبر عز وجل أن الأرض مثل السماوات

والناظر إلى الصفة والى الكيفية يرى أن السماوات غير الأرض فهي تختلف فدل على أن المثلية في العدد لا في الصفة فيكون قوله تعالى  :{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ }

تكون المثلية في العدد

ولو قال قائل :

 لمَ لم تذكر الأرض في كتاب الله عز وجل مصرحا بأنها سبع كالسماوات ؟

نقول والله أعلم  : ” أن عدم ذكر السبع في الأرض وأن ذكرها في السماوات ، لأن حاجة الناس قائمة وواضحة بالنسبة لجميع السماوات  ، وأما الأرض فحاجة الناس إليها إنما هي في الأرض العليا التي يعيشون عليها  “

وهناك حكم أخرى مذكورة في الفقه الموسع عند شرح حديث علي في الاستفتاح : (( وجهت وجهي ))

وهل هذه الأراضون بينهما فوارق أم أنها كتلة واحدة ؟
يحتمل أن هناك فوارق بين كل ارض وارض للإشارة المذكورة في الآية وكما أن عدد السماوات سبع وبين كل سماء فواصل فكذلك الأرض ولظاهر حديث من اقتطع شبرا من الأرض طوق من سبع أراضين .

وقد جاء حديث ولكن فيه ضعف : (( أن ما بين كل أرض وأخرى مسيرة خمسمائة سنة ))

وعلى كل حال فالمهم أن ينظر الإنسان بعين البصيرة إلى عظم خلقه عز وجل

(( وقوله : في كفة )) :

هذا من باب الموازنة فلو كانت السماوات السبع مع عظمها ومن فيها ومع كثرة من فيها عمن لا يحصيهم إلا الله عز وجل .

وكذلك هذه الأرض إذا كانت هذه الأشياء لو وضعت في كفة مع عظمها ووضعت كلمة التوحيد في كفة لخفت كفة السماوات والأرض ورجحت كلفة لا إله إلا الله وهذا يدل على عظم هذه الكلمة ولذا قال : (( ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ))

أي: ” رجحت بهن لا إله إلا الله “

وتأكيد هذا ما جاء في حديث صاحب البطاقة وقد سبق إيراده فطاشت تلك السجلات التي هي تسعة وتسعون سجلا في مقابلة هذه الكلمة ولا يثقل مع اسم الله عز وجل شيء

قال رحمه الله : رواه بن حبان والحاكم وصححه

ابن حبان هو محمد بن حبان بن أحمد التميمي الشافعي