الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (43) مسائل باب ( فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (43) مسائل باب ( فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)

مشاهدات: 489

 الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (43)

مسائل باب ( فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم ذكر المصنف رحمه الله كما هي عادته مسائل في نهاية الباب  :

قال رحمه الله فيه مسائل :

وهذه المسائل بمنزلة الفوائد المختصرة التي استفيدت من هذا الباب

 المسألة الأولى : سعة فضل الله عز وجل :

الشرح  :

دليلها قوله عليه الصلاة والسلام :(( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ))

المسألة الثانية : كثرة ثواب التوحيد عند الله عز وجل :

الشرح :

دليلها قوله عز وجل لموسى :(( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ))

المسألة الثالثة : تكفيره مع ذلك الذنوب

الشرح :

دليلها حديث أنس : (( لأتيتك بقرابها مغفرة ))

المسألة الرابعة : تفسير الآية الثانية والثمانين التي في سورة الأنعام

الشرح :

وهي قوله تعالى :{ الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون }

المسألة الخامسة : تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة

الشرح :

الخمس هي :

الأولى : الشهادتين

الثانية  : أن عيسى عبد الله ورسوله

الثالثة  : كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه

الرابعة : أن الجنة حق

الخامسة: أن النار حق

المسألة السادسة : أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا إله إلا الله وتبين لك خطأ المغرورين  :

الشرح :

يريد من ذلك إذا جمعت حديث عبادة في قوله : (( أدخله الجنة على ما كان من العمل  )) وجمعت معه حديث عتبان : (( فإن الله حرم على النار من قال لا إله الال الله يبتغي بذلك وجه الله ))  يتبين لك أن لا إله إلا الله يلزم فيها الإخلاص لقوله : (( يبتغي بذلك وجهه الله )) فلا يغتر مغتر بقوله لا إله إلا الله وهو لم يخلص لله عز وجل ويفيد حديث عبادة أن العمل من لوازم لا إله إلا الله .

المسألة السابعة : التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان

الشرح :

الشرط هو / قوله عليه الصلاة والسلام ( يبتغي بذلك وجه الله )

المسألة الثامنة : كون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا إله إلا الله

الشرح :

ذلك في حديث أبي سعيد( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري )  الحديث،

فإن هذا جواب لقول موسى عليه السلام : (( كل عبادك يقولون هذا ))

المسألة التاسعة : التنبيه لرجحانها لجميع المخلوقات مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه

الشرح :

شاهدها : (( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري )) ومع ذلك فاليهود يقولونها والنصارى يقولونها ولا تنفعهم لأن هذه ا الكلمة ينفع معها العمل والاعتقاد

المسألة العاشرة : النص على أن الاراضين سبع كالسماوات

الشرح :

وهذا في قوله : (( والأراضين السبع )) في حديث أبي سعيد وفيه رد على من قال بأن الاراضين السبع هي القارات السبع والرد يظهر من خلال إحدى روايات حديث (( من اقتطع شبرا من الأرض )) فقد جاء في إحدى الروايات : ((  يحمل ترابها إلى المحشر )) وجاء في إحدى الروايات أنه يكلف أن يحفر إلى سبع أراضين

الحادية عشرة : أن لهن عمارا ،

الشرح :

دليلها  : (( وعامرهن غيري ))

الثانية عشرة : إثبات الصفات خلافا للأشاعرة

وفي إحدى النسخ خلافا للمعطلة وهي أحسن من القول بأنها خلاف الأشعرية ،وذلك لأن المعطلة أعم فالأشاعرة من المعطلة لأن معطلة الأسماء والصفات الجهمية – والمعتزلة – والأشاعرة

ومعتقد الجهمية نفي أسماء الله عز وجل وصفاته : هم يقولون لا اسم له ولا صفة ، ومن ثم فإن عبادهم لما توسعوا في هذا النفي عبادهم قالوا بأن الله قد حل في كل مكان حتى في أماكن القاذورات تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وأما نظراؤهم فقد توصلوا بعقولهم الفاسدة بأن كل موجود هو الله ويقولون كل ما تراه هو الله تعالى الله عما يقولون ولوازم هذا المعتقد لوازم فاسدة لا يسع المقام لذكرها ولعله أن يأتي نص يذكرنا بهذا .

وأما المعتزلة : فهم ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء فيقولون عزيز بلا عزة ، قدير بلا قدرة وهذا من جهلهم نسأل الله العافية هل يمكن أن تقول لمخلوق هو عالم وليس في صفة العلم ؟

هل يمكن أن تقول لمخلوق أنه قوي وليس فيه صفة القوة ؟ هذا لا يمكن .

وأما الأشاعرة : فهم يثبتون الأسماء وسبع صفات فقد فالأسماء يثبتونها وأما الصفات فينفونها ما عدا سبع صفات مجموعة في قول الناظم :

حي عليم قدير والكلام له

إرادة كذلك السمع والبصر

فإذاً يثبتون صفة الحياة والعلم والكلام والإرادة والسمع والبصر وحجتهم أن العقل دل عليها وأما بقية الصفات فلم يدل عليها العقل ولا يتسع هذا المقام للرد عليهم إذاً ففيه إثبات الصفات خلافا للمعطلة وذلك لأن الباب ذكرت فيه أحاديث ذكرت صفات ذكرت صفة الوجه وصفة الكلام لله عز وجل

 

المسألة الثالثة عشرة :

أنك إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله أن ترك الشرك ليس قولها باللسان  :

الشرح :

هذه المسألة يريد منها المصنف رحمه الله أن يبين بأن النصوص المطلقة في فضل كلمة التوحيد يجب أن تقيد بالنصوص الأخرى وذلك حتى لا يندرج من يقولها كالمنافقين واليهود والنصارى حتى لا يندرج هؤلاء ضمن هذا الفضل

المسألة الرابعة عشرة :

تأملوا الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدي الله ورسوله :

الشرح :

هذه المسألة يريد منها المصنف رحمه الله  :

أن يتأمل فيها طالب العلم لأن المتأمل فيها يجد فيها فائدة ومكمن الفائدة  : ” أن النبي جمع في حديث عبادة بين الرسالة  والعبودية لله عز وجل لما ذكر نفسه وذكر عيسى عليهما الصلاة والسلام ، وهذا يدل على أن عيسى ومحمدا عليهما السلام يشتركان في هذين الأمرين فلا يفترق عيسى عن نبينا في هذا الأمر فكلاهما عبد ، وكلاهما رسول فهما يشتركان في هذين الصفتين مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام يختص بأعلى وأفضل مراتب هذين الصفتين “

المسألة الخامسة عشرة : 

معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله :

الشرح :

هذه المسألة  يريد منها المصنف رحمه الله :

 أن يظهر فرقا بين النبي وبين عيسى فليس هو عليه الصلاة والسلام مع عيسى مشتركين اشتراكا في كل وجه ولكن يختلف عنه عيسى : ” بأنه خلق من روح الله عز وجل كما قال: ( ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) فيكون عيسى بهذه النفخة نشأ من أم من غير أب بينما النبي نشأ من أم وأب .

وهو عليه الصلاة والسلام كغيره من البشر في أصل مادة الخلقة .

فما يزعمه غلاة التصوف من أنه عليه الصلاة والسلام نوراني أو أنه خلق من نو أو ما شابه ذلك من هذه الأوصاف التي يزعمون بها  جعله عليه الصلاة والسلام في مرتبة تصل إلى مرتبة الخالق كل ما ذكر من هذه الأحاديث فهي أحاديث موضوعة مختلقة

المسألة السادسة عشرة :

معرفة كونه روحا منه :

الشرح :

هذه المسألة الضمير يعود فيها لعيسى وكونه روحا من هنا ليست للتبعيض ولكن لابتداء الغاية

المسألة السابعة عشرة :

 معرفة فضل الإيمان بالجنة والنار :

الشرح :

دليل هذه المسألة وشاهدها  :

من حديث عبادة رضي الله عنه قوله عليه الصلاة والسلام والجنة حق والنار حق فمن آمن بوجود الجنة والنار فإن هذا الإيمان يدعوه إلى أن يسعى لطلب هذه الجنة ويسعى هروبا من هذه النار فينشأ من هذا الإيمان خير له فيحصل بهذا الإيمان على الخير وينجو من الشر

المسألة الثامنة عشرة : 

معرفة قوله على ما كان من العمل :

الشرح :

هذه المسألة هي جواب الشرط في حديث عبادة قال عليه الصلاة والسلام : (( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ))

وسبق تفصيل هذا ويمكن أن يحمل على معنى آخر وهو  أدخله الله الجنة على ما كان من عمل صالح ، ولو كان يسيرا فظفر بالجنة بفضل توحيده وإن كان عمله الصالح قليلا

ويحتمل أن يكون دخوله الجنة لما له من التوحيد وان كانت أعماله السيئة كثيرة فقوله : (( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )) يحتمل في هذا العمل يحتمل هذان المعنيان

المسألة التاسعة عشرة :

 معرفة أن الميزان له كفتان :

الشرح :

هذه المسألة يشير فيها المصنف رحمه الله إلى الميزان : وهو المذكور في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ))

كأن المصنف رحمه الله انتقل انتقالا ذهنيا إلى ميزان الآخرة مع أنه ليس بالحديث دلالة ظاهرة على أن هذا الميزان المذكور في حديث أبي سعيد هو المعني فيما يكون في الآخرة .

والميزان الذي يكون في الآخرة معتقد أهل السنة والجماعة :

أن له كفتين وأنه ميزان حقيقي

بخلاف المعتزلة الذين قالوا: ” إن الميزان هو العدل” فيقولون في النصوص الواردة بشأن الميزان يقولون : “إنه العدل وينفون وجود الميزان البتة  “

ولكن معتقد أهل السنة الجماعة هو كما سلف والإيمان بالميزان من مستلزمات الإيمان باليوم الآخر وقد وقع خلاف بين أهل السنة والجماعة في هذا  الميزان أهو ميزان واحد أو موازين .

فبعض العلماء يرى أنه : ” ميزان واحد لقول عز وجل : { والوزن يومئذ الحق }

{ ومن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون }

وقوله عليه الصلاة والسلام  في سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، قال : (( كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان ) )

فأفرد الميزان ويجيبون عن الآيات التي جاءت في الميزان بصيغة الجمع كقوله عز وجل :

{ فمن ثقلت موازينه }

{ فمن خفت موازينه }

{ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة }

قالوا :”هذا الجمع باعتبار الموزون فلما تعددت الموزونات التي تضع في ميزان واحد جمع لفظ الميزان “

وقد جاءت السنة بأن العمل يوزن كما في حديث (( كلمتان خفيفتان على اللسان ))

وجاءت بأن الإنسان نفسه يوزن كما قال عليه الصلاة والسلام : (( إن الرجل السمين ليوضع في الميزان ليخف ))

وجاءت النصوص بوزن الصحائف كما في حديث صاحب البطاقة

القول الثاني :

أن هناك موازين متعددة وهذا هو الأقعد على قاعدة أهل السنة والجماعة  ، فالأصوب أن يقال بأن هناك موازين

المسألة العشرون :

معرفة ذكر الوجه :

الشرح :

هذه المسألة الأخيرة ختم المصنف فيها بذكر الوجه والوجه هو صفة من صفات الله عز وجل الخبرية الذاتية وسبق الحديث عنه مفصلا والحديث عن الوجه كالحديث عن الصورة

فقد جاءت النصوص بأن لله عز وجل صورة فتثبت كما جاء بها النص ودليلها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم وعند البخاري بنحوه قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا قاتل أحدكم أخاه فليتق الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورته ))

وجاء عند ابن خزيمة وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قول النبي : ( ( لا تقبحوا الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن ))

قال شيخ الإسلام رحمه الله : ” ولم يكن هناك نزاع بين سلف هذه الأمة في القرون المفضلة في إثبات الصورة لله عز وجل حتى جاءت المائة الثالثة ، فخرجت الجهمية فنفوا الصورة وتابعهم في ذلك أئمة السلف كأبي ثور وابن خزيمة ، وابن خزيمة رحمه الله ينكر أن يكون لله عز وجل صورة مع أنه من أئمة السلف ، ولكن كما قال الذهبي رحمه الله في السير قال : ” ومن يسلم من الخطأ فلا يحمل ولا يعنف ابن خزيمة إذ لو عنف وبدع وفسق كل من زل ما يبقى أحد “

وابن خزيمة رحمه الله يقول :”  إن حديث أبي هريرة أن الله قد خلق آدم على صورته ، الضمير يرجع إلى صورة المظلوم : أي أن الله خلق آدم على صورة هذا الآدمي ويقول عن حديث ابن عمر هو حديث ضعيف ، ولو صح كما قال لحمل إلى إضافة المخلوق إلى خالقه وابن حزم يرى أن الإضافة إضافة ملك “

ولكن رد جماهير السلف على ابن خزيمة .

وقد صحح حديث ابن عمر رضي الله عنهما ابن حجر وشيخ الإسلام وغيرهما رحم الله الجميع .

وممن تبع ابن خزيمة الإمام البيهقي رحمه الله مع أن له كتاب في الأسماء والصفات لكن العصمة جعلها الله عز وجل لرسول الله عليه وسلم .

والصواب :

أن الضمير –هناك أقوال أخرى لا يعتبرها في تفسير هذا الحديث ولذا قال الإمام أحمد رحمه الله من قال إن الله خلق آدم على صورة آدمي فهو جهمي – ولكن الصحيح أن الضمير يعود لله عز وجل فكما أن له عز وجل وجها وله يدا وقدما فكذلك له صورة لا تشابه المخلوقين وصورة ليست كصورتنا وله علم ليس كعلمنا وله قدرة عز وجل ليست كقدرتنا

ومما يدل على إثبات الصورة لله عز وجل :

ما جاء في الصحيحين :

أن الله عز وجل يأتي المؤمنين يوم القيامة في غير صورته فيقول : ”  أنا ربكم  ، فيقولون : ”  نعوذ بالله منك هذا مقامنا حتى يأتي ربنا فيأتيهم على صورته التي يعرفونها”

وكما كررنا وكررنا إذا أتتك الصفة في نص من النصوص فلا تتردد في إثباتها

فلسنا بأعلم من الله عز وجل بنفسه

ولسنا بأعلم من النبي عليه الصلاة والسلام بربه  ، ولسنا بأفصح في الكلام من كلام ربنا  ،

ولسنا بأنصح للأمة من رسولنا ولسنا بأعلم ولا أفصح من الصحابة رضي الله عنهم

ولذا لم يسألوا النبي فدل على أن مبنى هذا على التسليم والانقياد لكن إذا اثبت توقى التكييف والتشبيه أو التمثيل لا تقل أن صفته تكون كذا ولا تقل أن صفته كصفة بعض مخلوقاته فلتثبت هذه الصفة من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل .

وسيأتي للصفات حديث طويل بإذن الله جل وعلا لما عقده المصنف بأبواب تتعلق بتوحيد الأسماء والصفات لكننا نعرج على بعض مسائل توحيد الأسماء والصفات حتى لا تزدحم الأذهان فنعطي هذا العلم شيئا فشيئا في صورة غير صورته التي يعرفونها .

وهناك والله أعلم ما يدل على فضل هؤلاء المؤمنين وأنهم تكلموا بما كانوا يعتقدونه في دنياهم من الإثبات فيكون قولهم مبني على ما عرفوه من سنة النبي ، وكتاب الله عز وجل من صفات الله ، ولذا قال النبي عن المسيح الدجال إذ يدعي الربوبية قال  : ” اعلموا أن ربكم ليس بأعور والمسيح الدجال أعور العين “

لا يلزم من توافق الأسماء أن تتوافق المسميات، ولا يلزم في توافق الصفات أن يكون هناك توافق في الموصفات

ولذا يقال إن الفيل له قوة وأن البعوضة لها قوة فهل قوة الفيل كقوة البعوضة ؟

لا

فإذا كان هذا الأمر اتفق المخلوق فيه في الصفة واختلفوا في الموصوفات فمن باب أولى الافتراق بين صفاته عز وجل وصفات المخلوق فالله عز وجل أثبت بأن للمخلوق سمعا وبصرا

{ فجعلناه سميعا بصيرا }

وهو عز وجل أثبت لنفسه السمع والبصر: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }

فلا يلزم بأن يكون السمع كالسمع والبصر كالبصر كذلك هنا لا يلزم أن تكون الصورة هي الصورة

وباب الأسماء والصفات لا مدخل للعقل فيه

 كما قال الإمام أحمد رحمه الله : ”  لا تقل لم ولا تقل كيف إنما هو الانقياد والتسليم والإتباع “

ولذا قال عمر بن العزيز رحمه الله : ” قف حيث وقف القوم يعني الصحابة والسلف رحمهم الله فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا إلى آخر ما ذكر”

ولذا لم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم حرف واحد في مناقشة النبي في حديث الصورة ، بل لما حدثهم النبي بما عند مسلم من أن الدجال يبقى في الأرض أربعين يوم ، يوم كسنة لم يسألوا كيف يكون اليوم كالسنة ؟

وإنما سألوا عما يفيدهم في صلاة يوم فلم يسألوا عن كيف يكون هذا ؟

هذا يستبعده العقل

ولما يكن المسلم بهذه المرتبة من الإيمان والاعتقاد فإنما  تعلوا منزلته عند الله عز وجل .

ولذا أبو بكر رضي الله عنه فاق الصحابة بإيمانه الكامل فهم مؤمنون رضي الله عنهم ولكنه ، هو بلغ المرتبة العليا

ولذا قال بعض التابعين : ” إن أبا بكر رضي الله عنه لم يسبق الصحابة رضي الله عنهم لا بكثرة صيام ولا بكثرة صلاة وإنما بشيء قد وقر في قلبه يأتونه كفار قريش ليشككوا في رسالة النبي وقالوا : ” إن صاحبك يزعم بأنه أتى بيت المقدس ثم رجع في ليلة ونحن نقطع هذه المسافة شهرا ذهابا وشهرا إيابا فلم يجلس رضي الله عنه يتباحث معهم أو يتباحث مع النبي ، وإنما قال : ” إن كان قد قال فقد صدق ، فأنزل الله عز وجل لقبه الصديق من السماء بسبب هذه القصة كما قال على رضي الله عنه : ” إن لقب الصديق لم ينزل إلا من السماء “