الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (70)
مسائل على باب(الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المصنف رحمه الله : (( فيه مسائل :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأولى :
أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشرح :
ــــــــــــــــ
دليلها قوله تعالى : ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ ))
الثانية :
ــــــــــــ
التنبيه على الإخلاص لأن كثيرا من الناس لو دعا إلى الحق يدعو إلى نفسه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
لقوله تعالى : ((أَدْعُو إِلَى اللّهِ )) لا إلى نفسه ولا إلى غيره ، لأن البعض قد يتعصب لرأيه ويحزن إذا لم يقبل رأيه ، ولكن المخلص هو الذي يحزن إذا لم يقبل رأيه أن رأيه في الحق
الثالثة :
ــــــــــــــــــ
أن البصيرة من الفرائض :
الشرح :
ــــــــــــــــــ
لقوله تعالى : ((عَلَى بَصِيرَةٍ ))
وإذا كانت الدعوة واجبة فإن الدعوة لا تكون إلا على بصيرة وعلم فتكون البصيرة واجبة ، ويمكن ان يدخل هذا تحت قاعدة : (( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ))
الدعوة إلى الله
والدعوة إلى الله لا يمكن أن تكون صحيحة قائمة إلا بالعلم
الرابعة :
ـــــــــــــــــــــــ
من دلائل حسن التوحيد أنه تنزيه لله تعالى عن المسبة لقوله : ((وَسُبْحَانَ اللّهِ ))
الخامسة :
ـــــــــــــــــــ
أن من قبح الشرك كونه مسبة لله ، لأنه قال بعد : ((وَسُبْحَانَ اللّهِ )) قال : ((وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))
السادسة :
ــــــــــــــــــ
وهي من أهمها :
إبعاد المسلم عن المشركين لئلا يصير منهم ولو لم يشرك :
لقوله : ((وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) :
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
يعني لا أكون معهم لا بمكان ولا بمجلس ولا بلد حتى ولو لم يشرك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما عند أبي داود : (( أنا بريء ممن يقوم بين ظهراني المشركين ))
ثم قال : (( لا ترآى نارهما ))
بمعنى : أنه يجب أن يبتعد عن المشركين ابتعادا لو ان أحدهما أشعل نارا لم ير الآخر ناره
السابعة :
ـــــــــــــــــــــ
كون التوحيد أول واجب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
لقوله : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ))
ولقوله : (( ثم ادعهم إلى الإسلام ))
الثامنة :
ــــــــــــــــ
أن يبدأ به قبل كل شيء حتى قبل الصلاة :
الشرح :
ـــــــــــــــــــــ
ودليله حديث معاذ قال : (( فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات ))
الثامنة :
ـــــــــــــــــــ
أن يبدأ به قبل كل شيء حتى قبل الصلاة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
ودليله حديث معاذ قال : (( فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات )) .
التاسعة :
ــــــــــــــــ
أن معنى : “(( أن يوحدوا الله )) :
معنى : شهادة أن لا إله إلا الله :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
هذه المسألة يستدل لها بحديث ابن عباس قال : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ))
وفي رواية : (( إلى أن يوحدوا الله ))
فدل على أن التوحيد معناه : ” هو معنى الشهادة ، وأن معنى الشهادة هو معنى التوحيد “
العاشرة :
ــــــــــــــ
أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب ، ولا يعرفها أو يعرفها ولا يعمل بها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــ
دليلها ، قوله عليه الصلاة والسلام : (( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة أن لا إله إلا الله ))
فهو أرسله إلى أهل كتاب
وهؤلاء قد يعرفون البعض منهم هذه الكلمة ، ولا يعمل بها .
و البعض قد لا يعرفها
الحادية عشرة :
ــــــــــــــــــــــــ
التنبيه على التعليم بالتدريج :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــ
وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ))
ثم ثنى بذكر الصلاة ثم ثلث بذكر الزكاة .
وكذلك في حديث ” سهل بن سعد ” قوله لعلي : (( ادعهم إلى الإسلام ثم أخبرهم بما يجب عليهم في حق الله تعالى فيه ))
الثانية عشرة :
ــــــــــــــــــــــ
البداءة بالأهم فالأهم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــ
نفس الاستدلال السابق بحديث ابن عباس ، وبحديث ” سهل بن سعد “
الثالثة عشرة :
ـــــــــــــــــــــ
مصرف الزكاة :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
دليلها قوله عليه الصلاة والسلام : (( أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ))
فمن مصارف الزكاة ” الفقراء “
الرابعة عشرة :
ــــــــــــــــــــ
كشف العلم الشبهة عن المتعلم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
ودليلها :
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ : (( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ))
وذلك حتى يكون على استعداد ، وأن يكون على دراية وعلم بحال القوم المدعوين ، فإنهم أهل عمل و أهل دراية
فتكون الشبهة هنا شبهة الجهل .
والشبهة قد تطلق على الجهل :
ولهذا مستند :
وهو حديث : ” النعمان بن بشير ” الذي قال فيه الرسول – كما جاء في الصحيحين – قال : (( إن الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن ، قال : (( لا يعلمهن كثير من الناس ))
فدل على أن من لم يعلم قد جهل
فيصح أن تطلق الشبهة على الجهل
ويُعبر عن الجهل بانه شبهة
لكن المعنى من حيث المفهوم العام : أن الشبهة هي الآراء التي تشتبه على العبد ، فلربما يعمل عملا ، يظن انه الصواب
الخامسة عشرة :
ــــــــــــــــــــــــــــ
النهي عن كرائم الأموال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
لقوله : (( وإياك وكرائم أموالهم ))
السادسة عشرة :
ــــــــــــــــــــــــــــ
اتقاء دعوة المظلوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــ
لقوله : (( واتق دعوة المظلوم ))
السابعة عشرة :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الإخبار بأنها لا تُحجب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
لقوله : (( فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ))
الثامنة عشرة :
ـــــــــــــــــــــ
من أدلة التوحيد :
ما جرى على سيد المرسلين ، وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــ
هذا ليس بصريح في الحديث : وهو حديث ” سهل ” وما جرى على النبي عليه الصلاة والسلام فإنما هو في بعض الروايات :
فقد جاء في الصحيحين :
(( أنهم في خيبر أكلوا الحمير الأهلية ))
فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن (( لحوم الحمر الأهلية ، وأذن بلحوم الخيل ))
وقد جاء عند البخاري :
أنهم أكلوا الثوم :
فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن أكل الثوم
فيكون هناك نهيان في غزوة ” خيبر” :
نهي عن أكل لحوم الحمير الأهلية
ونهي عن أكل الثوم
لكن النهي عن أكل لحوم الحمر الأهلية نهي تحريم
أما النهي عن أكل الثوم فغنه نهي تنزيه
ولعل مراد المصنف : أن يبين أن طريق الدعوة إلى الله ليس طريقا ممهدا سهلا يسيرا .
وإنما قد يعتري الداعي ما يعتريه من النصب والشدة وسائر الضعف ، فعليه أن يحتسب ويصبر كما صبر النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم
التاسعة عشرة :
ـــــــــــــــــــــــــ
قوله : (( لأعطين الراية )) الحديث
علم من أعلام النبوة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وذلك لأنه قال : (( يفتح الله على يديه ))
وبالفعل فتح الله على يد علي رضي الله عنه
العشرون :
ـــــــــــــــــ
تفله في عينيه علم من أعلامها أيضا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــ
ودليل ذلك أنه : (( بصق فبرأ كأن لم يكن به وجع ))
الحادية والعشرون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة علي رضي الله عنه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام وصفه فقال : (( يحب اله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ))
فهذه من أعظم المناقب التي حصلت لعلي رضي الله عنه .
وفيه رد كما قال شيخ الإسلام رد على الخوارج الذين هم ” النواصب ” الذين ناصبوا العِداء لعلي رضي الله عنه :
” فإن مَن هذه مناقبه لا يكون على غير الحق ، وغنما يكون على الحق ، فليس لهم مبرر ولا حجة في الخروج عليه ))
الثانية و العشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة ، وشغلهم عن بشارة الفتح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
لقوله : ” فجعل الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ” فالتفتت قلوبهم إلى هذه المنقبة ، وهي منقبة المحبة ، وانصرفوا عن بشارة الفتح
ففي هذا تقديم منهم للآخرة على الدنيا .
الثالثة والعشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان بالقدر : لحصولها لمن لم يسع لها ، ومنعها عمن سعى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــ
الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة ، فهو واجب على المسلم ، وقد ضلت فيه طوائف
وسيأتي باب مستقل عن هذا عقده المؤلف ، فقال : (( باب ما جاء في منكري القدر ))
فعلى المسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ))
فعلي رضي الله عنه ما تشوَّف لها ، ولا علم بها ، ولا سعى إليها ، ومع ذلك حظي بها
والصحابة رضي الله عنهم حتى ” عمر ” حرص على ان يتولى هذا الأمر، لكنه مع سعيه ، وسعي الصحابة رضي الله عنه ، لم يظفروا بها
فليس معنى هذا أن من بذل السبب أنه يحصل له مراده :
قال تعالى : {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
الرابعة والعشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدب في قوله عليه الصلاة والسلام : (( على رَسْلك )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
لقوله لعلي : (( على رسلك ))
وهذا يدل على فضل التأني والترسل في الدعوة إلى الله
قال تعالى : ((وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ))
الخامسة والعشرون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعوة إلى الإسلام قبل القتال :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
قد سبق التفصيل :
هل يجب أن يبلغهم قبل أن يقاتلهم أو لا يجب ؟
مضى تفصيل هذا
السادسة والعشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه مشروع لما دُعوا قبل ذلك ، وقوتلوا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
ودليل ذلك :
ما جاء في صحيح مسلم أن النبي أغار على بني المصطلق ، وهم غارون : ” يعني وهم غافلون ” ولم يبلغهم لأن دعوته قد بلغتهم قبل ذلك
السابعة والعشرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعوة بالحكمة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
لقوله : (( أخبرهم بما يجب عليهم ))
وهذا يُستدل به على ما صدر به توجيهه عليه الصلاة والسلام قال : (( انفذ على رسلك ))
ثم قال : (( ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ))
التاسعة والعشرون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
لقوله : (( فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ))
فكيف لو اهتدى على يديه آلاف الرجال
الثلاثون :
ـــــــــــــــــ
الحلف على الفتيا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
فيجوز للمفتي أن يحلف على فتواه
ودليل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : (( فوالله لئن يهدي الله ….. ))
فحلف من غير أن يُستحلف ، وليس هذا في كل الأحوال حتى لا يظن المستفتي بان المفتي قد شك فيما يقول أو انه غير صادق فيما يقول بل : متى ما دعت الحاجة إلى الحلف فإن السنة أن يحلف