الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس(76)
مسائل على باب(تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل :
ــــــــــــــــــــ
وأهمها :
ــــــــــــــــــــــ
وهي تفسير التوحيد وتفسير الشهادة ، وبيَّنها بأمور واضحة
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
قوله هذا يدل على أن أعظم ما أمر به العباد وهو ” التوحيد “
ولذلك وصفه بالعظمة ، فدل على ان أعظم ما أمر به جل وعلا هو ” التوحيد “
وهذا الباب يتحدث عن التوحيد وتفسيره
منها :
ـــــــــــــ
آية الإسراء بيَّن فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين ففيها بيان أن هذا هو الشرك الأكبر
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الآية التي في الإسراء : ((أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ))
فدل على أن دعاء الله هو ” الشرك “
ولذا قال عز وجل : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }
فدل على أن صرف الدعاء هو صرف العبادة
ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام عند الترمذي : (( الدعاء هو العبادة ))
وسبق معنا أن الدعاء ينقسم إلى قسمين :
وإذا دعا العبد غير الله فإنه مشرك
فلو دعا حيا أو ميتا فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك الشرك الأكبر
ومن دعا ميتا حتى ولو كان فيما يقدر عليه وهو حيا فهو مشرك بالله شركا أكبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا ؟
لأن هذا الميت قد انقطعت به السبل ، ولا منفعة منه ولا مضرة
ولذا عمله ينقطع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عند مسلم : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله غلا من ثلاث ))
ومنها :
ـــــــــــــــــ
آية براءة :
بيَّن فيها أن أهل الكتاب اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
وبيَّن أنهم لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلها واحدا
مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه : ” طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعاؤهم إياهم “
الشرح :
ـــــــــــــــ
قوله تعالى : ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ))
فيراد من ذلك أن يطاعوا في تحليل الحرام او تحريم الحلال
كيف عرفنا ؟
بتفسير النبي عليه الصلاة والسلام
ومنها :
ــــــــــــــ
قول الخليل للكفار : ((إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} ))
فاستثنى من المعبودين ربه
وذكر سبحانه أن هذه البراءة ، وهذه الموالاة هي تفسير شهادة ” أن لا إله إلا الله “
فقال : ((وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28} ))
الشرح :
ــــــــــــــــ
فهذه الآية اشتملت على الولاء والبراء
فالولاء والبراء من الشرك وأهله
(( إنني براء )) هذا هو البراء
(( إلا الذي فطرني )) هذا هو الولاء
ومنها :
ـــــــــــــــــ
قول الخليل للكفار : ((إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} ))
فاستثنى من المعبودين ربه
وذكر سبحانه أن هذه البراءة ، وهذه الموالاة هي تفسير شهادة ” أن لا إله إلا الله “
فقال : ((وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28} ))
الشرح :
ــــــــــــــــ
فهذه الآية اشتملت على الولاء والبراء
فالولاء والبراء من الشرك وأهله
(( إنني براء )) هذا هو البراء
(( إلا الذي فطرني )) هذا هو الولاء
هذه المسألة التي ذكرها :
وهي قول الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال : هي التوحيد
وذلك لأن التوحيد لا يمكن أن يكون تاما كاملا إلا بالبراءة من الشرك وأهله ، وبالموالاة لله ولعابده الصالحين :
قال عز وجل : {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }
وقال عز وجل : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
وهؤلاء القوم : ” وهم قريش ذكرهم جل وعلا بجدهم الأعلى وهو ” إبراهيم “
من باب حثهم على ترك التقليد لآبائهم إذ كانوا يقولون : ((إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ))
فإبراهيم عليه الصلاة والسلام ترك التقليد لآبائه ولقومه فتبرَّأ من أبيه وقومه ، فكذلك انتم يا قريش اقتدوا بجدكم الأعلى ، ولا تقتدوا بأجدادكم الأقربين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها :
ــــــــــــــــــ
آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم : ((وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ))
ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله
فدل على أنهم يحبون الله حبا عظيما ، ولم يدخلهم في الإسلام
فكيف بمن أحب الند أكثر من حب الله ؟
فكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ، ولم يحب الله ؟!
الشرح :
ـــــــــــــــ
الآية التي في سورة البقرة :
هي قوله تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ ))
وختم جلا وعللا هذه الآية بقوله : ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ{167} ))
وقد أثبت جل وعلا أن هؤلاء يحبون الله ويجعلون محبة أصنامهم كمحبتهم لله ، ومع ذلك لم يدخلهم هذا الأمر في الإسلام
وهذا على القول الأول في تفسير الآية
وقد سبق الحديث عن ذلك .
ومنها :
ـــــــــــــ
قوله عليه الصلاة والسلام : (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ))
وهذا من أعظم ما يبين معنى ” لا إله إلا الله ” :
فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال
بل ولا معرفة معناها مع لفظها ، بل ولا الإقرار بذلك
بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له ، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه
فيالها من مسألة !
ما أعظمها وأجلها !
وياله من بيان ما أوضحه !
وحجة ما أقطعها لمنازع !
الشرح :
ــــــــــــــــ
لا شك أن هذه من أعظم الحجج :
إذ إن العلم بها قد يكون خفيا
ولذا ذل من ذل في هذا العصر
فقال إن اليهود و النصارى مسلمون ـــ لم ؟
قال لأنهم يقولون لا إله إلا الله
وهذه مصيبة عظمى ابتلي بها البعض من مرجئة هذا العصر
فمثل هذه المسألة خفية إلا على من وفقه الله لفهم كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم : إذ جاء في سنته كما سلف حديث : (( أبي مالك الأشجعي )) :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال لا إله إلا الله )) ولم يسكت وإنما اشترط شرطا آخر : (( و كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل ))
فدل على أن للتوحيد شروطا ومتضمنات يجب على قائلها أن يأتي بها