الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (98 )
قوله تعالى ( لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب ” لا يُذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا قيل ” باب ” أو ” فصل ” فلتعربه خبر لمبتدأ محذوف ـــــــ خذها قاعدة
بمعنى : هذا باب أو هذا فصل
(( لا يذبح لله )) :
ــــــــــــــــــــــــــــ
إما أن يكون النطق : (( لا يذبحُ لله أو لا يذبحْ ))
فإذا قلنا ” لا يذبحُ لله فــ ” لا ” نافية ، والنافية غير جازمة
وإذا قلنا ” لا يذبحْ ” فلا ناهية ، وهي تجزم الفعل المضارع
ــــ فهي محتملة أن تكون هنا نافية ، ومحتلمة أن تكون ناهية
ـــ (( لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله ))
سيأتي التعليق على هذا العنوان من خلال ما يذكره المصنف من أوله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المصنف رحمه الله :
قال تعالى : {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }
ــــــــــــــــــ
الشرح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :
قبل الشروع في تفسير هذه الآية :
لو قال قائل : ما علاقة هذه الآية بالباب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالجواب :
ـــــــــــــــــ
إن صلتها بالباب واضحة : وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام نُهي عن الصلاة والعبادة في هذا المكان
ولو كانت الصلاة لله عز وجل نهي عن هذه الصلاة ، لأن هذا المكان لم يُقم لله وإنما أٌُقيم لإقامة شعائر الكفر
فكذلك لا يجوز أن تذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله
والمصنف له حسن في الترتيب ، وسبق إيضاح هذا في الأبواب السابقة
وما أحسن ترتيبه هنا !
فإن الباب السابق : ” باب ما جاء في الذبح لغير الله “
وهذا : ” باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله “
والباب الأول من باب المقاصد
وهذا الباب من باب الوسائل
فيكون الذبح في الباب الأول يكون لغير الله
والذبح لغير الله حكمه شرك أكبر
وفي هذا الباب وسيلة للمقصد الأول
ما المقصد ؟
هو الذبح لغير الله
فيكون الذبح لله في هذا المكان الذي يذبح فيه لغير الله يكون وسيلة من وسائل الشرك ، فلربما ذبح في مستقبل أمره لغير الله
قوله تعالى : ((لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” لا “ ـــــــــ ناهية
” لا تقم ” : ـــــــــــ هذا شامل لأنواع القيام :
أعني أنواع القيام لله عز وجل من صلاة ، وذكر ، وقراءة قرآن ، واعتكاف ، ونحو ذلك .
وذلك لأن حذف المعمول يفيد العموم
وإنما جاء لفظ القيام لأن القيام له فضل
ولذا : اختلف العلماء :
ــــــــ في أيهما أفضل القيام أم السجود ؟
فقيل بهذا
وقيل بهذا
وكل له دليل
فمن قال : أن القيام أفضل :
يستدل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام عند مسلم قال : (( أفضل الصلاة طول القنوت ))
يعني طول القيام
ومنشأ الخلاف أن الله قال : ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً ))
ولأن القيام فيه ركن وهو تكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة على القول بأنها ركن
ــــ وأما السجود فقال بعض العلماء : هو أفضل
لأن الله قدمه في الذكر: ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً ))
ولأن النبي قال كما عند مسلم : (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ))
ــــ وهناك قول فصل يجمع بين القولين ، ذكره شيخ الإسلام رحمه الله :
” من أن القيام أفضل باعتبار ذكره لأن فيه قراءة القرآن
والسجود أفضل باعتبار هيئته لأن فيه ذلا وانكسارا لله عز وجل
(( لا تقم فيه أبدا )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتقيد بالأبدية يدل على أن هذا المسجد ، وهو مسجد الضرار :
لأن الله ذكر قبل هذا ، قال : ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً ))
وهنا أمر يجب أن يوضح وهو أن كتاب الله لا يرغم لموافقة حدث ، وذلك لأن ما جرى من تفجير في الحادي عشر من سبتمبر قالوا : ” إن القرآن يؤيده ” وهذا تفسير على غير مراد الله عز وجل
وذلك لأنهم قولون : ” إن هذه السورة تعد التاسعة ، ولأن السورة في الجزء الحادي عشر ، ولأن الآية مائة وتسعة
والمتأمل يجد أن هذا التنزيل غير صحيح :
لأن الآية جاءت في سياق المنافقين ، وما جرى إنما هو في سياق كفار نصارى .
ثم إن سورة التوبة في ترتيبها مختلف فيها
ـــ هل هي مع الأنفال سورة واحدة أم أنها منفصلة ؟
والوجوه في ردها كثيرة ، لكنني وقد سبق وأن كتبت في هذا وتحدثت عن هذا يمكن من سبعة أوجه أو ثمانية ما يقارب هذا لما جرى ما جرى
لكن الشاهد من هذا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن المسلم يجب عليه أن يعظم كتاب الله ، وأن لا يلوي أعناق النصوص من أجل أن يوافق حدثا أو من أجل أن يثبت إعجازا
فالإعجاز القرآني يقبل إذا كان واضحا يتوافق مع الآيات
أما كون الآية ترغم ويلوى النص من أجل أن يوافق حدثا يفسر على غير مراد الله فهذا لا يجوز
ونحن نؤمن بعظمة القرآن ، فإذا جاء ما يؤيد فهو نور على نرو وخير على خير
فقوله : (( أبدا )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يدل على أن هذا الموضع لا يمكن أن يكون موضع خير لأنه قال ” أبدا ”
ثم قال : (( لمسجد أسس على التقوى )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللام هنا لام ابتداء
فمسجد : مبتدأ (( أحق أن تقوم فيه )) هذا هو الخبر
ـــ وما هو هذا المسجد الذي أسس على التقوى ؟
قال بعض العلماء : إنه مسجد قباء
وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء عند أبي داود وغيره قال لأهل قباء : (( إن الله أثنى عليكم بالتطهر ، فماذا كنتم تفعلون ؟
قالوا : إننا عند قوم من اليهود كانوا يستنجون بالماء فنصنع كصنيعهم ” )) فأثنى الله عليهم بهذا ))
فيكون أول مسجد أسس على التقوى هو مسجد قباء
لكن يأتي آتي ويعارضنا بما جاء عند مسلم : (( من أن رجلين تنازعا عند النبي عليه الصلاة والسلام في أيهما الذي أسس على التقوى أهو مسجد قباء أم مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ؟
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( مسجدي هذا ))
قال ابن كثير ، وغيره من العلماء المحققين ، قال : (( كلاهما أسس على التقوى ))
فإذا كان مسجد قباء أسس على التقوى فبطريق أولى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام
(( لمسجد أسس على التقوى )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعني : على تقوى الله / بخلاف المسجد الذي بناه المنافقون ، وهو مسجد الضرار أسس على ضرار وكفر وتفريق بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل
فهذا المسجد الذي أسسه المنافقون أسَّاسوه من أجل هذه الأغراض
(( من أول يوم أحق أن تقوم فيه )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي أول مسجد يستحق أن تقوم فيه ، هو مسجد قباء
أما هذا فليس له من الحقية في شيء
لكن أفعل التفضيل في أصله يفيد بأن المفضل عليه فيه نصيب من الفضل :
كما لو قلت : ” زيد أكرم من عمرو “
فكلاهما كريم لكن زيدا أكرم
أو نقول : ” نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف المرسلين “
فالمرسلين شرفاء لكن النبي عليه الصلاة والسلام أشرفهم
فقوله : (( أحق أن تقوم فيه )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه إشارة إلى أن مسجد الضرار فيه حق وفيه خير ، وهذا يتناقض- وحاشا لكتاب الله أن يكون فيه تناقض – مع ما سبق في مطلع الصفحة : ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ))
ولأنه قال (( لا تقم فيه أبدا ))
فالجواب عن هذا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن أفعل التفضيل يأتي على ثلاث حالات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحالة الأولى :
ـــــــــــــــــــــــــــ
وهي الأصل أن المفضل والمفضل عليه يشتركان في الفضل مع أفضلية المفضل :
زيد أكرم من عمرو
كلاهما كريم لكن زيدا أكرم
الحالة الثانية :
ــــــــــــــــــــــــ
أن يكون المفضل عليه خاليا من الفضل كما هنا
فالمفضل ” مسجد قباء أو مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ”
والمفضل عليه : ” مسجد الضرار ”
فتكون هذه الحالة خارجة عن أصل أفعل التفضيل ، فليس في المفضل عليه فضل :
كقوله تعالى :{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً }
هل في مستقر أهل النار خير ؟
أو لهم حسن مقيل ؟
لا، لكن هذا الفضل ثابت في مستقر أهل الجنة
الحالة الثالثة :
ـــــــــــــــــــ
أن يخلو المفضل والمفضل عليه من الفضل
وذلك كقول ابن مسعود : (( لئن أحلف بالله كاذبا أحب إلي ّمن أحلف بغيره صادقا ))
كلاهما شر
الحلف بالله كذبا شر
لكن أشر منه الحلف بغير الله ، ولو كان على وجه الصدق
فقوله : (( أحب إليّ )) ليست هناك محبة في قلب ابن مسعود لا لهذا ولا لهذا
(( فيه رجال يحبون أن يتطهروا )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال : فيه رجال ، لم يقل ” ذكورا ”
وذلك لن الرجولة صفة تعظيم ، وصفة تقدير لأن البعض عنده آلية الذكورية لكن ليست عنده صفة الرجولة .
ولذا قال تعالى : (( الرجال قوامون على النساء )) ولم يقل الذكور
وقال هنا : (( فيه رجال ))
وقال تعالى : ((رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ))
ولذا قال تعالى : (( الرجال قوامون على النساء )) ولم يقل الذكور
وقال هنا : (( فيه رجال ))
وقال تعالى:((رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ))
ــــ وهذا المسجد كما سلف قيل : مسجد النبي عليه الصلاة والسلام لما ورد عند مسلم
وقيل : إنه مسجد قباء :
للحديث الوارد عند أبي داود ، ولظاهر الآية :
لأن الله تعالى قال : ((مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ))
وقد قام النبي عليه الصلاة والسلام أول ما قام في مسجد قباء لن مسجد قباء بني قبل المسجد النبوي
وسبقت الإشارة إلى ما ذكره ابن كثير : من أن مسجد قباء إذا نال هذا الفضل فمسجد النبي عليه الصلاة والسلام من باب أولى
وقوله تعالى : ((فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحبون أن يتطهروا هذه هي صفة المؤمن ، وهي صفة
” الطهارة “ إذا إن المؤمن يجمع بين الطهارتين :
الطهارة الحسية :
من الأنجاس والأقذار والأرجاس
والطهارة المعنوية :
وهي الطهارة من الشرك وسائر الذنوب
وأما الكافر فإنه لو تطهر بدنا كما يشهد به حال البعض من الكفار ، ويؤيده ما جاء في قول أهل قباء : ((إن لنا جيران من اليهود وكانوا يستنجون بالماء فنفعل كفعلهم )) فأثنى الله عليهم
فهم وإن تطهروا لكنها طهارة حسية بدنية ، وقد عروا من الطهارة المعنوية ، وهي طهارة القلب
ولذا قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ))
وقال تعالى عن المنافقين : ((إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ))
(( وأن )) أداة نصب
(( يتطهروا )) فعل مضارع منصوب بان وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة أو من الأمثلة الخمسة
وقوله : ((وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) ) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه إثبات صفة المحبة لله ، وأنه يُحِب ، ويُحَبُّ :
قال تعالى : ((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ))
وإثبات صفة المحبة لله عز وجل هو معتقد أهل السنة والجماعة
خلافا للمعطلة من :
ـــ الجهمية
ـــ والمعتزلة
ــــ والأشاعرة
فإنهم يحرفون المحبة الذي ذكرها الله عز وجل في كتابه أو ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في سنته
يحرفونها فيقولون :(( إن المحبة من الله هي ثوابه للعبد أو إرادته لإثابة العبد ))
وفي هذا صرف للنص عن ظاهره ، وفيه مخالفة لما صرح به كتاب الله ، وهو أفصح الكلام
وفيه مخالفة لهدي النبي عليه الصلاة والسلام لأنه أثبت المحبة لله وهو من أفصح الناس بيانا ، ومن أحرصهم على بيان الخير والهدى لأمته
وفيه مخالفة للصحابة : إذ إنهم لم يحرفوها ولم يتكلموا فيها ، وإنما أخذوا هذه النصوص على ظاهرها من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل متمثلين بذلك قول الله عز وجل : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))
وقوله : ((الْمُطَّهِّرِينَ )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصلها : ” المتطهرين “
فاجتمعت التاء والطاء ومخرجهما قريب فأدغمت إحداهما في الأخرى ، وهذا ما يسمى بالصرف ، فأصبحت الكلمة ” المطهرين “
و (( المطهرين )) ـــــــ اسم فاعل
بمعنى : أنهم يفعلون التطهر
ولتعلم : أن فعلهم للتطهر ، إنما هو بتوفيق الله عز وجل ، فالله وفقهم لأن يتطهروا من النجاسة القلبية والبدنية
وفي هذا رد على الجبرية الذين يقولون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: ” إن العبد مجبور على ما يفعله فليس له اختيار ولا إرادة ، وإنما ما يصنعه إنما هو بقدر الله المحتم ، فحينما أرفع يدي – على قولهم الباطل – إنه ليس لي اختيار ولا مشيئة وإنما هي بأمر الله “
ـ ونحن نقول : ما من حركة ولا سكون إلا بأمر الله لكن للعبد مشيئة تابعة لمشيئة الخالق جل وعلا
قال تعالى : {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
ولو قيل بهذا : لترتب على هذا المعتقد الفاسد أن إبليس وفرعون وأبو جهل ليس لهم اختيار في فعل الكفر ، فكيف يعذبهم الله ؟ ، وكيف يُذمون ؟
لو أخذ بهذا لكان في هذا مناقضة لعدل الله عز وجل
ولو أخذ بهذا لما كانت هناك حكمة في وجود جنة أو نار
ويلزم على معتقدهم مفاسد متعددة
الآيات في هذا كثيرة وإثبات المشيئة للعبد مستفاض ذكره في النصوص