ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
بَابٌ فِيمَا أَنْكَرَتِ الْجَهْمِيَّةُ
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَوَكِيعٌ، ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39])
عقد المؤلف رحمه الله بابا يتكلم عما أنكرته الجهمية ، والجهمية :
هي إحدى الطوائف التي أدخلت عقولها في باب الأسماء والصفات ، فمعتقد الجهمية وهي الطائفة التي تنتسب إلى جهم بن صفوان ، عقيدتها أنها تنكر الأسماء والصفات ، ونشأت من هؤلاء طائفة أعظم منهم ، لما قيل لهؤلاء ونوظروا ” الشيء الذي ليس له اسم ولا صفة هذا بمثابة المعدوم ” قالوا إذاً الله هو الوجود المطلق ،
وقالت طائفة : إنه لا موجود ولا معدوم ، وكذلك العبد إذا أدخل نفسه في العقائد ضل وأضل ، قالوا لا موجود ولا معدوم ، والذي لا موجود ولا معدوم هذا هو الممتنع ، فلا يمكن أن يكون هناك شيء لا موجود ولا معدوم ،
فقال بعضهم : هو الوجود المطلق ، وهؤلاء النظراء منهم ، أصحاب الفكر كما يرون أنفسهم ، فتولد من هذا المعتقد أن كل شيء موجود هو عين الله ، فعندهم أن هذه السارية هي الله، أنت هو الله ، كل ما تراه هو عين الله – نسأل الله العافية –
لكن العبَّاد منهم الذين يرون أنفسهم أنهم أصحاب عبادة قالوا نحن لا نقول بما يقوله النظراء ، نحن نقول إن الله حل في كل مكان ، فليس في علو وليس في جهة ، إذا هو حل في كل مكان ، فنجم عن ذلك أن الله سبحانه وتعالى حل حتى في أماكن القاذورات – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا – ولذلك الجهمية من أخبث الطوائف ، فمما أنكرته الجهمية ” رؤية الله ” قالوا إن الله لا يُرى .
وهناك طائفة تسمى بالمعتزلة :
وهذه الطائفة أقل خبثا من الجهمية ، تثبت الأسماء وتنكر الصفات .
وهناك طائفة أخف خبثا من المعتزلة وهي الأشاعرة :
يثبتون الأسماء وسبع صفات ، وما عدا ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى ينكرونها مجموعة في قول الناظم :
حي عليم قدير والكلام له إرادة كذاك السمع والبصر
فهذه هي الصفات التي يثبتونها لله سبحانه وتعالى وما عدا ذلك فإنهم ينكرونها .
الشاهد من ذكر المؤلف رحمه الله لهذا الحديث ، وإلا فمعتقداتهم متشتتة ومتنوعة ، حتى في قضية الجنة والنار هل هما موجودتان ؟ هل تفنيان وتبيدان ؟ لهم معتقدات شتى نسأل الله العافية ، فكلما خرجوا من زلة وقعوا في زلة أكبر وأعظم ، وهذا يجعل الإنسان يركب مركب التسليم والانقياد ، فلا ينجو الإنسان – كما قال الإمام مالك رحمه الله ” لا ينجو الإنسان إلا إذا ركب السنة ، فإن السنة بمثابة سفينة نوح من ركبها نجا ومن لم يركبها هلك “
فلا يخوض الإنسان بعقله فيما يتعلق بذات الله سبحانه وتعالى ، بل عليك التسليم والانقياد ، دون أن تخوض بعقلك .
فمما أنكرته الجهمية ” رؤية الله ” وإذا أنكروا رؤية الله فقد أنكروا أعظم نعيم في الجنة ، لأن أعظم نعيم في الجنة هو رؤية الله سبحانه وتعالى .
ومن الفوائد :
أن القمر مُثِّل به من قِبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى ، ولذا عمد السلف ومن بينهم شيخ الإسلام رحمه إلى أن يضرب أمثلة تبين أن ما للقمر من صفة فالله سبحانه وتعالى أولى بها من هذا القمر المخلوق ، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ناظر قومه : { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي }الأنعام77
ومن الفوائد :
أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر التشبيه هنا وهو من باب تشبيه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي ، فلا يمكن أن يكون القمر المخلوق مثل الله !
ومن الفوائد :
أن رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة تكون واضحة كوضوح القمر ليلة البدر ، أفنعجز أن نرى القمر ليلة البدر بلحوق مشقة وعنت ؟ لا ، أو يتواصى بعضها بعضا فنجتمع حتى يؤكد كلام بعضنا كلام البعض بأن هذا هو القمر ليلة البدر ؟ لا ، إذاً ( لا تَضامُّون ) بفتح التاء وتشديد الميم المضمومة ، يعني لا ينضم بعضكم إلى بعض لرؤيته ، فهو جلي واضح ، وعلى ضم التاء ( لا تُضامون ) أي لا يصيبكم عنت ومشقة في رؤيته ، وهذا يدل على إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى .
ومن الفوائد :
أن الله سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة ، ويراه المؤمنون في عرصات القيامة ، لكن أيراه الكفار في عرصات القيامة ؟ موضع خلاف بين أهل السنة والجماعة ، لكنها ثابتة بالنسبة للمؤمنين في عرصات القيامة وفي الجنة ، ولا إشكال في ذلك ، إلا عند من أزاغ الله قلبه كالجهمية ومن شابههم .
ومن الفوائد :
فضل صلاتي الفجر والعصر ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى البردين دخل الجنة )
ومن الفوائد :
أن من رغب في رؤية الله سبحانه وتعالى عليه أن يحافظ على الصلوات كلها ولاسيما هاتين الصلاتين ،لأن ذكرهما بعد الرؤية ، يدل على أن هاتين الصلاتين بإذن الله سبب لرؤية الله ومن باب أولى دخول الجنة .
ومن الفوائد :
أن التسبيح قد يفسر في كلام الله سبحانه وتعالى بأنه الصلاة ، كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الآية فسرها بالحديث ، وهذا يدل على أن السنة تفسر القرآن وتوضحه ، قال تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44 .
ومن الفوائد :
ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى أن في ذلك إشارة إلى أن رؤية الله في الجنة ليست على درجة واحدة ، فأهل الجنة فيها مختلفون كل على حسب حاله ، ولذا جاء في حديث عند الترمذي ( أن أعلى الجنة منزلة من يرى الله في اليوم مرتين ) وفيه ما فيه من الضعف ، ولكن أشار شيخ الإسلام رحمه الله إلى أن هذا الحديث يؤكده ما جاء هنا ، ووجه الاستدلال أنه ذكر الصلاتين في أول النهار وفي آخر النهار ، كما قال تعالى : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }مريم62 .
حديث رقم – 178-
( صحيح )
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُضَامُونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «فَكَذَلِكَ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»)
من الفوائد :
أن همزة الاستفهام تحذف متى ما عُلم بها كما هنا ( تضامون ) .
ومن الفوائد :
أن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة .
ومن الفوائد :
أن على العالم أن يبين ما يحتاج إلى تعليمه في الشرع عن طريق ضرب الأمثلة حتى تكون المعلومة أوقع في النفس وأثبت ، كما مثَّل عليه الصلاة والسلام هنا .
حديث رقم – 179-
( صحيح )
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: «تُضَامُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ؟» قُلْنَا: لَا، قَالَ: «فَتَضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «إِنَّكُمْ لَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، إِلَّا كَمَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا»)
من الفوائد :
أن رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة رؤية واضحة لا ضرر يصيب الإنسان فيها ، كما في رواية ( تَضارُّون ) يعني لا يصيبكم ضرر ، كما أن الشمس وقت الظهيرة من غير سحاب لا يلحق الإنسان برؤيته لها ضرر ، فهي واضحة ، وكما قلنا هذا ليس تشبيه المرئي بالمرئي .
ومن الفوائد :
أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للشمس هنا جعله أهل السنة والجماعة منطلقا للرد على الطوائف الزائغة ، ولذلك تأتي بعض الأمثلة في العقائد من باب إذعان الشخص المخالف ، من باب إذعانه للحق يذكر ما يتعلق بهذه الشمس أو يذكر ما يتعلق بالقمر ، من أجل أن نخضعه لأنه لم يأخذ بما جاء به الشرع ، وإنما أتى بأشياء من عقله ، فهذا يحتاج إلى أن يناظر بطريق العقل ، وقبل هذا إبراهيم عليه السلام {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ }الأنعام78، في مقام المناظرة فيما يتعلق في الله سبحانه وتعالى ، كذلك يضربون أمثلة على الروح ، في قوله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85 ، ولذلك قالوا كيف يكون الله في العلو وهو معنا ؟
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، فالرد عليهم من وجوه شتى ، لكن فيما يتعلق بالقمر ، ماذا قال أهل السنة والجماعة ؟ قالوا هذا القمر في العلو وهو معنا ، فالإنسان المسافر يقول ” ما زلنا نسير والقمر معنا ، فهو معهم لكن لا يلزم من ذلك المخالطة ، هل هو مخالط لنا ؟ لا ، ليس بمخالط لنا ، ومع ذلك هو في العلو ، فإذا ثبتت المعية والعلو للقمر المخلوق فمن باب أولى الخالق سبحانه وتعالى ، فقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا قام يصلي فإن الله قِبل وجهه ) بعضهم قال إن الله أمام المصلي إذاً هو مختلط بنا ، نقول – كلا – الشمس يقوم الإنسان أمامها وتكون في قبلته قِبل وجهه ومع ذلك هي في العلو .
حديث رقم – 180-
( حسن )
(حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَرَى اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: «يَا أَبَا رَزِينٍ، أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُخْلِيًا بِهِ» قَالَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَاللَّهُ أَعْظَمُ، وَذَلِكَ آيَةٌ فِي خَلْقِهِ» )
من الفوائد :
أن بعضا من الناس قد يتوهم ويقول كيف يرى الخلق كلهم الله بهذا العدد الضخم ؟
النبي صلى الله عليه وسلم وضَّح هنا، فالقمر يراه كلٌ منا مخليا به وحده وليس هناك تعب ولا مشقة ولا حجب ولا ما شابه ذلك، فإذا كان هذا ثابتا في حق المخلوق فمن باب أولى في حق الخالق سبحانه وتعالى .
حديث رقم – 181-
( حسن )
(حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ، قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا)
من الفوائد :
إثبات الضحك لله سبحانه وتعالى وأنه يضحك ، ولكن ضحكه ليس كضحك المخلوقين ، ضحك يناسبه ويليق به جل وعلا ، وعندك قاعدة في كلام الله سبحانه وتعالى سِر عليها { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11، فما أثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات نثبتها ، ولكن ليخلو ذهنك من أنها تشابه صفة المخلوق ، فضحك الله ليس كضحك المخلوق ، ويد الله ليست كيد المخلوق ، وعين الله ليس كعين المخلوق ، وهلم جرا .
فهنا إثبات الضحك لله سبحانه وتعالى ، أما كيفية الضحك فلا نعلم به ، خلافا لمن حرَّف ذلك فقال إن ضحك الله هو إقباله على العبد وإعجابه بما صنع ، وهذا تحريف للنص ، فإذا أتت السنة بإثبات الصفة نثبتها .
ومن الفوائد :
أن الضحك منه سبحانه وتعالى من الصفات الفعلية ، لأن صفات الله سبحانه وتعالى نوعان ” ذاتية وفعلية ” فالذاتية المتعلقة بذاته التي لا تنفك عنه وهو متصف بها ولا يزال متصفا بها ، أما الفعلية فهي التي يفعلها سبحانه وتعالى حسب مشيئته ، ما الذي أدرانا هنا ؟ أنه ذكر سببا لضحكه سبحانه وتعالى ، ما هو هذا السبب ؟
قنوط العبد مما أصابه مع أن الله سبحانه وتعالى قريب لتغيره للحال ، ولذلك قال ( وقرب غِيَره ) يعني أنه يغير الحال ، ففيه تنويه وتنبيه لكل من وقع في معضلة أو مصيبة أو ما شابه ذلك عليه أن يتذكر أن فرج الله قريب .
والحديث له تتمة لعلها تأتي إن شاء الله تعالى .
حديث رقم – 182-
( ضعيف )
(حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟، قَالَ: «كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَمَا ثَمَّ خَلْقٌ، عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» )
من الفوائد :
هذا الحديث ضعيف ، ويدل على أزلية الله وأنه هو الأول الذي قبله شيء ، ويدل على أن ما سواه مخلوق ، وأن أول المخلوقات على الصحيح من قولي العلماء : أن أول المخلوقات هو العرش .
وكلمة ( عَمَاء ) يفسرها ما بعدها ( ما تحته هواء وما فوقه هواء ) و ( ما ) هنا نافية .
حديث رقم – 183-
( صحيح )
(حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَذْكُرُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَعْرِفُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ، قَالَ: إِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، قَالَ: ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ أَوْ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوِ الْمُنَافِقُ، فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ ” قَالَ خَالِدٌ: فِي «الْأَشْهَادِ» شَيْءٌ مِنَ انْقِطَاعٍ، {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] )
من الفوائد :
بيان فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه على العبد المؤمن وأن الإيمان به ينجي العبد مهما كانت لديه من ذنوب وتقصير ، كما جاء في هذا الحديث ، فالله سبحانه وتعالى يقرر عبده حتى يعترف بذنوبه ثم يتفضل عليه بتذكيره بنعمتين نعمة سابقة ونعمة لاحقة ، والإنسان دائما في نعم الله عز وجل في كل لحظة من لحظاته {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ } النحل53 ، سترها عليه في الدنيا ، هذه نعمة ، وغفرها له في هذا اليوم ، هذه نعمة ، بل إن من ستره سبحانه وتعالى أنه ستره في الآخرة فلم يفضحه كغيره ينادى عليهم في الأشهاد { هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } هود 18 .
ومن الفوائد :
إثبات كلام الله سبحانه وتعالى وأن الله يتكلم ، وأن الكلام صفة ذاتية فعلية ، إذا قيل لك هل هناك صفة اجتمعت فيها الصفة الذاتية والفعلية ؟ نعم ” صفة الكلام ” فهو لم يزل ولا يزال متكلما ، ويتكلم متى شاء .
خلافا لمن أنكر كلام الله سبحانه وتعالى ، فإذا أنكروا أن الله يتكلم ، فمن الذي لا يتكلم ؟ هو الأخرس ، نعوذ بالله من الزيغ والضلال .
ومن الفوائد :
أن الإقرار والاعتراف هو أعظم الأدلة في إثبات التهمة على الشخص ، ولذلك يقولون من بين العبارات ” الاعتراف سيد الأدلة “
حديث رقم – 184-
( ضعيف )
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ، إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] ، قَالَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ، مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ، وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِمْ )
حديث رقم – 185-
( صحيح )
(حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ مِنْ عَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ مِنْ عَنْ أَيْسَرَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ» )
من الفوائد :
بيان إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى خلافا لمن أنكر ذلك من الجهمية ومن شابههم .
ومن الفوائد :
أن الترجمة موجودة في عرف الشرع ، والمترجم هو المعبر بلغة الشخص المُتحدث عنده ، ولها دليل من كلام الله سبحانه وتعالى : { حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ } فخاطبوه وخاطبهم ، كيف لا يفهم لغتهم ثم فهمها ؟ إذاً فهمها بمترجم .
ومن الفوائد :
أن رصيد الإنسان الحقيقي هو العمل الصالح { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }الأنعام94 ، فإذا وقف أمام رب العالمين ينظر عن يمينه وعن شماله فلا يرى إلا ما قدَّم ، وتكون النار تلقاء وجهه ، فيكون العمل الصالح منجيا للعبد ، ولا يستحقر أحد العمل الصالح ولو قلَّ ، قال عليه الصلاة والسلام ( فمن استطاع أن منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل ) في حديث آخر (فإن لم يجد فبكلمة طيبة ) شق التمر لا يشق على الإنسان ، لكن هب أنه عجز عنها ، فلا يعدم من أن يتكلم بالكلام الطيب .
ومن الفوائد :
أن النصف يطلق عليه ” شِق ” لأن الشق هنا النصف ، فمن أنواع إطلاق الشق يطلق على النصف .
حديث رقم – 186-
( صحيح )
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ» )
من الفوائد :
إثبات الرؤيا ، فهو سبحانه وتعالى يُرى في الجنة ، بينما مرت معنا أحاديث أنه يرى من قِبل المؤمنين يوم القيامة ، فالمؤمن يراه في عرصات القيامة ويراه في الجنة .
ومن الفوائد :
أن هناك رداءً يسمى برداء الكبرياء ، فنثبت النص كما جاء ، خلافا لمن قال إن الرداء هو الكبرياء نفسه ، للحديث الآخر ( الكبرياء ردائي ) فنترك الأحاديث على ما هي عليه ، إلا إذا جاء نص من الشارع يوضح هذا .
ومن الفوائد :
أن رؤية الله سبحانه وتعالى ليست مطلقة وليس مسموحا بها في كل وقت ، فلا شك أنها أعظم نعيم في الجنة ، ولكن رؤية الله سبحانه وتعالى تتفاوت ، فكلٌ يختلف بحسب منزلته وعمله الصالح .
ومن الفوائد :
أن النساء والرجال في هذا الحكم سواء ، فالنساء يرين الله سبحانه وتعالى كما يراه الرجال .
ومن الفوائد :
أن قوله عليه الصلاة والسلام ( آنيتهما وما فيهما ) هذه بدل اشتمال ، وهذه فائدة اللغة العربية ( جنتان من فضة ، جنتان من ذهب ) بدل الاشتمال يفسر ” هاتين الجنتين من ذهب وهاتين الجنين من فضة ، ما تفسيرهما ؟ ( آنيتهما وما فيهما ) كما تقول ” نفعني زيد علمه ” أنت انتفعت بزيد كله أم بصفة فيه ؟ بصفة فيه وهي علمه ,
حديث رقم – 187-
( صحيح )
(حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، وَقَالَ: ” إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارِ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنْجِنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعَطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ – يَعْنِي إِلَيْهِ – وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ ” )
من الفوائد :
إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى وأنها أفضل نعيم بدلالة هذا الحديث .
ومن الفوائد :
أن من دخل الجنة رضي رضا تاما كاملا ، فلما دخلوا الجنة بذلك ورضوا أفعال الله سبحانه وتعالى الحسنة ( ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار )
ومن الفوائد :
أن هناك نداءات متعددة ومتنوعة لأهل الجنة ، كلها نداءات تبشير وفرح وسرور .
ومن الفوائد :
أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر الآية التي في سورة يونس { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } يونس26 ، { الحسنى } هي الجنة ، الزيادة : هي رؤية الله سبحانه وتعالى ، وهذا كما سلف يدلنا على أن السنة لا غنى عنها في تفسير كلام الله سبحانه وتعالى ، ومن ذلك يرد على تلك الطائفة المسماة بالقرآنيين ، يقولون لا نأخذ إلا ما جاء في القرآن ، ما أتانا في القرآن أخذنا به وما لم يأتنا لا نأخذه به ، كلمة حق أريد بها باطل ، لأنه لا غنى عن السن،
ولو أخذوا بالقرآن لأخذوا بالسنة ، لأن من بين ما في القرآن { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }الحشر7
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ }النساء59
لكن هكذا الإنسان إذا صرف عقله عن الكتاب والسنة يضل ويزل ، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله ” ما من صاحب بدعة يأتي بشبهة إلا كانت هذه الشبهة عليه لا له “
وهم يقولون نحن القرآنيين ، إذاً لماذا لا تأخذون بما جاء في القرآن ؟!
ومن الفوائد :
أنهم نسبوا الفضل إلى الله سبحانه وتعالى ، لم ينسبوا ما هم فيه إلى أنفسهم .
ومن الفوائد :
أن هناك موازين توضع يوم القيامة :{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }الأنبياء47
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف8
إلى غير ذلك من الآيات ، خلافا للمعتزلة الذين قالوا إن الميزان هو العدل ، وهذا خطأ بيِّن ، فهناك موازين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد