الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد قال المؤلف رحمه الله :
باب ما جاء في المسجد الذي أسس على التقوى
حديث رقم – 323 –
( صحيح ) حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : امترى رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي اسس على التقوى فقال الخدري هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الآخر هو مسجد قباء فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال هو هذا يعني مسجده ” وفي ذلك خير كثير ” )
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح قال حدثنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي فقال لم يكن به بأس وأخوه أنيس بن أبي يحيى اثبت منه ”
من الفوائد :
أن المماراة وهي المجادلة فإذا كان المقصود منها الوقوف على الحق فإنها خير ، كما قال تعالى { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }النحل125 ، وقال تعالى { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }العنكبوت46 ، أما إذا كانت المجادلة تفضي إلى إيغار الصدور ونفرة النفس وإظهار العيوب فإنها مذمومة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )
وقال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة ) أي في أدنى الجنة ( لمن ترك المراء ولو كان محقا ) فإذا جادلك إنسان في أمر وتعلم أن الحق معك وهو يريد دفعه فخرجت من هذه المجادلة ظفرت بهذا الثواب ، وهو بيت في الجنة .
ومن الفوائد :
أن مناقشة المسائل العلمية مما تربى به الصحابة رضي الله عنهم ، وهي مناقشة تحمل حب الخير وتحمل عدم الإساءة إلى الطرف الآخر ، لأن من أمارات الإخلاص إذا حصلت مجادلة بين طرفين أو أكثر من طرفين أن يكون مقصود كل شخص أن يتوصل إلى الحق سواء كان هذا الحق من طريقه أو من طريق صاحبه ، أما إذا أريد منها غير ذلك فإنها من علامة الرياء وحب الذات ، ولذلك ما حصلت منازعة ولا مخاصمة بين هذين الصحابيين رضي الله عنهما ، وإنما لما انغلقت عليهم الأمور واشتبه عليهم الأمر فزعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الواجب على طلاب العلم متى ما تخاصموا في أمر من أمور الشرع فخفي عليهم ، فالواجب عليهم أن يسألوا أهل العلم ممن هم أعلم منهم .
ومن الفوائد :
أن قوله ( امترى رجل ) جاء في رواية النسائي ( تمارا ) فقوله ( تمارا ) يدل على المنازعة بين طرفين .
ومن الفوائد :
أن العلماء اختلفوا ما هو المسجد الذي أسس على التقوى ، أهو مسجد قباء ؟ أم هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال بعض العلماء : إنه مسجد قباء ، بدليل ما جاء في سنن أبي داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم ( سأل أهل قباء ، لما نزل فيهم قوله تعالى { لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108 ، فسألهم لم أثنى الله عليهم ؟ فقالوا كنا نستنجي بالماء )
ويقوي هذا أن مسجد قباء هو أول مسجد بناه صلى الله عليه وسلم لما قدم من مكة ، قال تعالى { مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ }التوبة108 .
وقال بعض العلماء : إن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المسجد الذي أسس على التقوى ، لهذا الحديث .
وقالوا إن وجه كون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المسجد الذي أسس على التقوى لأنه لم يمكث في قباء إلا أياما قلائل ، بينما مكث في المدينة – كما تعلمون – مكث في تعبده لله عز وجل في مسجده سنين .
ولأن مسجد المدينة حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من الأحوال القلبية ما لم يكن لهم في مسجد قباء .
ورأى بعض العلماء خلاف هذين الرأيين ، فرأى أن كليهما مسجد المدينة ومسجد قباء أنهما أسسا على التقوى ، لأن الآية بينت أنه مسجد قباء والحديث بين أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الصواب .
وإنما ذكر صلوات ربي وسلامه عليه في هذا الحديث أنه مسجده لكي يرفع توهم من توهم أن هذه الفضيلة مخصوص بها مسجد قباء .
ووجه اختلاف هذين الصحابيين رضي الله عنهما مع أنهما لم يعلما بهذا الحديث ألا بعد أن أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه اختلافهما أن أحدهما رأى أن مسجد قباء بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورأى الآخر أن مسجد المدينة بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا هو سبب الاختلاف بينهما ، وإلا فهما لا يعلمان بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء المخاصمة ، لا يعلمان إلا بالحديث الذي بين فيه نزول الآية في مسجد قباء ، فقال أحدهما بأنه مسجد قباء بناء على ما ورد في الآية ، والآخر رأى أن مسجد المدينة بناه أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الفوائد :
أن مسجد قباء في عوالي المدينة ، وسمي بهذا الاسم لبئر كانت هناك ، ومسجد قباء له فضل عظيم كما سيأتي معنا إن شاء الله تعالى في فضل الصلاة فيه .
ومن الفوائد :
أن مسجد قباء فيه خير كثير ، لقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ( وفي ذلك خير كثير ) فالخيرية الكثيرة فيه منها : أن الرسول صلى الله عليه وسلم بناه .
ومنها : أن الصلاة فيه تعدل عمرة ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى .
ومنها : أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يزوره ماشيا وراكبا ، كما عند البخاري ، بل جاء عند البخاري ( كان يزوره كل سبت )
و ( السبت ) اختلف فيه العلماء ، أهو السبت المعروف لدينا ، بمعنى اليوم المحدد ؟ أو أن السبت هو الأسبوع ؟
لأن السبت يراد منه الأسبوع كما جاءت أحاديث أخرى ، كقول الصحابي رضي الله عنه ( لم نرَ الشمس سبتا ) يعني أسبوعا .
ومنها : أن الله عز وجل مدحه بعد أن ذم مسجد الضرار قال تعالى { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } ثم قال {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108 .
ومن الفوائد :
أن الأمكنة قد توصف بالتقى ، كما جاء في الآية وفي الحديث أيضا ، وإنما يوصف بالتقوى باعتبار نوايا من بناه .
ومن الفوائد :
ان الفقهاء ذكروا فضائل المساجد مرتبة في صلاة الجماعة فجعلوا من المساجد التي يفضل فيها صلاة الجماعة جعلوا ( البيت العتيق ) يعني المسجد القديم ، باعتبار أن الطاعة فيه أسبق من غيره ، ولعل هذا يؤيد من حيث الظاهر ما ذهبوا إليه ، وإلا فليس هناك دليل صحيح صريح لهم في هذه المسألة .
باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء
حديث رقم – 324 –
( صحيح ) حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا أبو الأبرد مولى بني خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الصلاة في مسجد قباء كعمرة ” )
قال : وفي الباب عن سهل بن حنيف قال أبو عيسى حديث أسيد حديث حسن غريب ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر وأبو الأبرد اسمه زياد مديني ”
من الفوائد :
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر في الحديث السابق أن في مسجد قباء خيراً كثيراً ناسب أن يذكر المؤلف رحمه الله هذا الحديث ليبين أنموذجا من خيرية مسجد قباء وهو الصلاة فيه .
ومن الفوائد :
أن هذا الحديث في ظاهره يدل على أن أي صلاة سواء كانت ركعة أو أكثر أو صلاة فرض أو صلاة نفل أن أي صلاة فيه يحصل بها المسلم على عمرة ، لأنه عمم فقال ( الصلاة في مسجد قباء )
ولكن مما يعكر عليه أنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى مسجد قباء فصلى ركعتين كانت له كعمرة )
ففي هذا الحديث المذكور شروط حتى يظفر بأجر عمرة ، ما هي هذه الشروط ؟
أولا : أن يتوضأ محسنا للوضوء .
ثانيا : أن يكون هذا الضوء في بيته ، والمستأجر شقة أو مكانا يعد صاحب البيت لأنه يملك المنفعة ، فلا يلزم أن يكون البيت ملكا له حقيقة وإنما يملكه منفعة .
ثالثا : أن يصلي ركعتين ، فدل على أن الركعة لا تفي بالغرض لتحصيل هذا الثواب .
وقد ورد حديث ( بالأمر بصلاة أربع ركعات فيه ) لكنه حديث ضعيف .
فإذاً حديث الباب يدل على الإطلاق دون التقيد بشرط ، وما ذكرنا فيه من شروط ، هل يحمل هذا على هذا ؟ بمعنى أن يكون حديث الباب مطلقا مقيد بما ذكرنا ، فتشترط هذه الشروط ؟ هذا له وجه قوي ، لأن الأحاديث يفسر بعضها بعضا .
وإن نظرنا إلى يسر الشريعة قلنا بحديث الباب ، فأي صلاة حصلت في مسجد قباء نال هذا الأجر ولو لم تتوفر الشروط المذكورة في الحديث المذكور آنفا ، والأولى والأحوط أن يتقيد بما جاء من شروط في الحديث السابق المذكور آنفا .
ومن الفوائد :
أن تعليق العمل الصالح بأجر لا يدل على الجواز والإجزاء بهذا الأجر ، فهنا بين أن الصلاة في مسجد قباء تحصل بها عمرة ، فإذا صلى حصل على هذا الأجر ولكن وجوب العمرة عليه بهذا العمل لا يسقط ، فلم يحصل إجزاء عن العمرة – وهي زيارة البيت العتيق – لا يحصل إجزاء عن العمرة بهذا العمل ، فلو ذهب إنسان إلى مسجد قباء وصلى فيه ولم يسبق له أن اعتمر ، ثم قال الحمد لله سقط وجوب العمرة علي، ماذا نقول له ؟ نقول هذا لا يجزئ عن العمرة .
ولا يلزم منه الجواز ، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الأرملة والمسكين مثل الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر ) كما أخرجه الشيخان ، فهل يجوز للمسلم أن يجعل ليله كله صلاة وقياما ؟ وأن يجعل نهاره كله صياما ؟
الجواب لا يجوز له ، ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما لما كان يصوم الدهر ويقوم الليل ، فقال ( لا صام من صام الأبد ) وهناك أمثلة كثيرة على تعليق العمل الصالح بأجر أنه لا يلزم من هذا الأجر أن يحصل جواز أو إجزاء .
مثل حديث ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شرك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كان كمن أعتق عشرة أنفس ) فلا يأت إنسان ويقولها ويقول علي كفارات كل كفارة يجب فيها عتق رقبة .
باب ما جاء في أي المسجد أفضل
حديث رقم – 325-
( صحيح ) حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك ح وحدثنا قتيبة عن مالك عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ” )
قال أبو عيسى : ولم يذكر قتيبة في حديثه عن عبيد الله إنما ذكر عن زيد بن رباح عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو عبد الله الأغر اسمه سلمان ، وقد روي عن أبي هريرة من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي الباب عن علي وميمونة وأبي سعيد وجبير بن مطعم وابن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي ذر “
من الفوائد :
لما ذكر المصنف رحمه الله فضل مسجد قباء المتنازع في أول من أسس على التقوى مع مسجد المدينة ثنى بذكر فضيلة الصلاة في مسجد المدينة .
ومن الفوائد :
أن الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعدل ألف صلاة فيما سوه ، إلا المسجد الحرام ، وهذا يشمل صلاة الفرض وصلاة النفل ، فمثلا من أوتر فيه كان كمن أوتر ألف مرة ، بمعنى يحصل له من الأجر كمن أوتر ألف مرة فيما سواه ، كذلك لو صلى صلاة الاستسقاء أو صلاة الكسوف ، أو صلاة التراويح ، فهذا يعم أي صلاة .
ومن الفوائد:
أن النوافل ينبغي أن يؤديها من استوطن المدينة أن يؤديها في بيته ولا يذهب للمسجد النبوي بناء على ما ذكر من فضل في هذا الحديث ، لم ؟
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي النوافل في بيته ولم يتقصد صلاة النوافل في مسجده ، فدل هذا على أن الأولى بالمسلم أن يصلي النوافل في بيته ، لكن لو صلاها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم حصل على هذا الفضل لعموم الحديث ، وهذا يؤكد ما قاله ابن القيم رحمه الله وغيره من أن الأجر الكثير على العمل لا يدل على أنه هو الأفضل ، فقد يكون العمل أفضل من حيث المكان كصلاة النوافل في المنزل ، لم ؟ لأن الأعمال تتفاضل بما تتفاضل به القلوب من حيث الأعمال القلبية ، ومعلوم أن أداء النوافل في البيوت يحصل فيها من الإخلاص والمراقبة لله عز وجل والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ويحصل بها إخراج البيوت من وصف القبور ، لأن البيوت التي لا يصلى فيها بمثابة القبور كما جاء في الحديث ، ويحصل من صلاة النوافل في المنازل من اقتداء الصغار بصاحب البيت ما لم يحصل في المسجد ، ففضلت صلاة النافلة في المنزل على الصلاة في المسجد النبوي لهذه الاعتبارات .
ومن الفوائد :
أنه استثنى المسجد الحرام ، فقال بعض العلماء لما استثنى المسجد الحرام فالأمر لا يخلو من ثلاث حالات :
الحالة الأولى : إما أن تكون الصلاة في مسجد المدينة أقل من ألف صلاة بالنسبة إلى المسجد الحرام ، هذا ما يفهم من ظاهر الحديث .
الحالة الثانية : أن الصلاة في المسجد النبوي مساوية للصلاة في المسجد الحرام .
الحالة الثالثة : أن الصلاة في المسجد الحرام خير من الصلاة في المسجد النبوي .
وما ذكروه صحيح بالنسبة إلى ظاهر الحديث ، لأنه استثنى المسجد الحرام ، وهل استثناه من حيث القلة أو من حيث المساواة أو من حيث الكثرة ؟ محتمل هذا أو هذا أو هذا .
ولكن ما ذكروه يدل على أنهم لم يطلعوا على الأحاديث الواردة في فضل صلاة المسلم في المسجد الحرام ، فقد جاءت أحاديث صحيحة تنص على ( أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة )
فيكون ما تبادر إلى أذهان هؤلاء العلماء يكون مردودا .
ولو قال قائل : عرفنا أن الصلاة في مسجد قباء تعدل عمرة ، وأن الصلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة وأن الصلاة في المسجد المكي تعدل مائة ألف صلاة ، فأين نصيب المسجد الأقصى من هذا الفضل ؟
ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح حديثا رواه البزار ( أن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة )
وقد ذكر ابن حجر رحمه الله أن البزار قد حسَّن إسناده ، ولم يعلق عليه رحمه الله .
فتكون الأجور من حيث الأكثرية :
المرتبة الأولى : المسجد الحرام .
المرتبة الثانية : المسجد النبوي .
المرتب الثالثة : المسجد الأقصى .