تعليقات على سنن سنن أبي داود ـ الدرس السابع والثمانون ـ حديث ( 505) وحديث ( 506) الجزء الأول

تعليقات على سنن سنن أبي داود ـ الدرس السابع والثمانون ـ حديث ( 505) وحديث ( 506) الجزء الأول

مشاهدات: 484

تعليقات على سنن سنن أبي داود ـ الدرس السابع والثمانون

28 – باب كَيْفَ الأَذَانُ .

وشرح حديث ( 505) وحديث ( 506) الجزء الأول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

505 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الإِسْكَنْدَرَانِىُّ حَدَّثَنَا زِيَادٌ – يَعْنِى ابْنَ يُونُسَ – عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ – يَعْنِى الْجُمَحِىَّ – عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى مَحْذُورَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِىِّ عَنْ أَبِى مَحْذُورَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَهُ الأَذَانَ يَقُولُ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ». ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ أَذَانِ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَعْنَاهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَفِى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ أَبِى مَحْذُورَةَ قُلْتُ حَدِّثْنِى عَنْ أَذَانِ أَبِيكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ فَقَالَ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ». قَطُّ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِى مَحْذُورَةَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ جَدِّهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ « ثُمَّ تَرَجَّعْ فَتَرَفَّعْ صَوْتَكَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ».

صحيح

ــــــــــــــــــــــــ

 

 

من فوائد هذا الحديث :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الترجيع كما مر معنا أتى في حديث أبي محذورة لما علمه النبي عليه الصلاة والسلام كلمات الأذان

والترجيع ما هو ؟

الترجيع كما جاءت بذلك الروايات السابقة : أنه يخفض صوته بالشهادتين فيقول مسمعا نفسه دون أن يسمع غيره وليس المعنى أن يقولها بقلبه كلا إنما يقولها بلسانه مسمعا بها نفسه دون غيره يقول : (( أشهد أن لا إله إلا الله  أشهد أن لا إله إلا الله  ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله))

ثم بعد ذلك يرفع صوته

 

هذا هو معنى الترجيع و خص الترجيع بالشهادتين لأن الشهادتين لهما فضل يفوق فضل الجمل الأخرى لأن فيها تصريحا بالشهادتين تصريحا بتوحيد المرسل والمرسل إليه المرسل وهو الله والمرسل إليه  وهو النبي عليه الصلاة والسلام

 

فيكون ما عدا هذه الرواية التي جاءت  بذكر الترجيع في الشهادتين تكون منكرة

ما هي المنكرة ؟ ما ورد هنا

الذي ورد هنا أن الترجيع يكون للتكبير بمعنى أنه يكبر سرا يقول ( الله أكبر الله أكبر  ) ثم يعود

الترجيع ليس في التكبير الترجيع إنما هو في الشهادتين وهذا هو الأصل وما جاء خلاف هذا الأصل فإنه يعد منكرا لأنه هنا أثبت الترجيع في التكبير ، والترجيع إنما يكون في الشهادتين

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

506 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ – قَالَ – وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ – وَاحِدَةً حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالاً فِى الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلاَةِ وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالاً يَقُومُونَ عَلَى الآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلاَةِ حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا ». قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لَمَّا رَجَعْتُ – لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اهْتِمَامِكَ – رَأَيْتُ رَجُلاً كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ – قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا – لَقُلْتُ إِنِّى كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ».

وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَمُرْ بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ». قَالَ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِى رَأَى وَلَكِنِّى لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ فَيُخْبَرُ بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ عَمْرٌو وَحَدَّثَنِى بِهَا حُصَيْنٌ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى حَتَّى جَاءَ مُعَاذٌ. قَالَ شُعْبَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ فَقَالَ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلَى قَوْلِهِ كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ فَجَاءَ مُعَاذٌ فَأَشَارُوا إِلَيْهِ – قَالَ شُعْبَةُ وَهَذِهِ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ – قَالَ فَقَالَ مُعَاذٌ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا. قَالَ فَقَالَ إِنَّ مُعَاذًا قَدْ سَنَّ لَكُمْ سُنَّةً كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَهُمْ بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ أُنْزِلَ رَمَضَانُ وَكَانُوا قَوْمًا لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيَامَ وَكَانَ الصِّيَامُ عَلَيْهِمْ شَدِيدًا فَكَانَ مَنْ لَمْ يَصُمْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فَكَانَتِ الرُّخْصَةُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فَأُمِرُوا بِالصِّيَامِ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَفْطَرَ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يُصْبِحَ. قَالَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَرَادَ امْرَأَتَهُ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ نِمْتُ فَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ فَأَتَاهَا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ فَقَالُوا حَتَّى نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئًا فَنَامَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ).

 

صحيح

ـــــــــــــــــــــ

 

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 من فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بيان فضل الأئمة رحمهم الله إذ إنهم حريصون تمام الحرص على ذكر الحديث بما فيه من الروايات التي سمعوها ولو كانت حرفا واحدا ولو كانت كلمة واحدة فما قاله ذلك الرواي فإن أبا داود ذكره وما أسقطه غيره كلمة

” لقد “  ذكره رحمه الله وهذا إن دل يدل على أن دين هذه الأمة باق إلى قيام الساعة : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) )) فقيض الله لهذه السنة التي هي مبينة للقرآن الموعود بحفظه قيض الله لها هؤلاء الأئمة فيجب أن يعرف قدرهؤلاء وتعرف مكانتهم ثم من أتى بعدهم .

 

ولذلك من يقرأ من المعاصرين وهو الألباني من يقرأ في كتبه المطولة تجد وهذا يدل على أنه رحمه الله استفاد من غيره ممن سبقه حتى في أدق الحروف يعني لما تقرأ في كتبه المطولة تجد أنه يضع قوسين أو معكوفتين عند حرف الواو أو حرف  العطف يعني من أن هذه الواو لم ترد عند هذا المخرج وإنما وردت عند غيره  ( حرف واحد )

مما يدل على أنهم أرادوا أن يضبطوا هذا العلم ولا خير لمن أتى بعدهم ممن لا يستفيد من هؤلاء