التفسير المختصَر الشامل
تفسيرُ سورةِ الإخلاصِ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
=====================
تَفْسِيرُ سُورَةِ الإِخْلَاصِ أَوْ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) :
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) }
لَمَّا أَتَتْ قُرَيْشٌ وَقَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ – كَمَا ثَبَتَ – انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ .
فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ السُّورَةَ
{ قُلْ } يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } يَعْنِي هُوَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الَّذِي لَا شَبِيهَ وَلَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مَثِيلَ
{ اللَّهُ الصَّمَدُ (2) }
▪ ( الصَّمَدُ ) هُوَ :
– الكَامِلُ فِي جَمِيعِ أَوْصَافِهِ ،
– لَهُ الْكَمَالُ فِي جَمِيعِ أَسْمَائِهِ وَأَوْصَافِهِ ،
– وَلَا يَفْنَىٰ عَزَّ وَجَلَّ ،
– وَتَقْصُدُ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ فِي حَوائِجِهَا { يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) } [ سُورَةُ الرَّحْمَٰنِ ]
▪وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ ، قَالَ : هُوَ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ .
قَوْلُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ ( لَا جَوْفَ لَهُ ) بِاعْتِبَارِ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنَّهُ لَا يُشَابِهُ الْمَخْلُوقَ ، قَالَ تَعَالَى { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ }
– لَكِنْ يُغْنِي عَنْ هَذَا التَّفْسِيرِ مَا ذَكَرْنَاهُ ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ لَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ فَإِنَّهُ لَا يُحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُذْكَرَ مِثْلُ هَذَا الْقَوْلِ لِأَنَّهُ دَاخِلٌ فِي مَاذَا ؟ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ العُمُومِ .
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}
{ لَمْ يَلِدْ } لَيْسَ أَصْلًا حَتَّىٰ يَلِدَ { وَلَمْ يُولَدْ (3) } لَيْسَ فَرْعًا يُولَدُ مِنْ غَيْرِهِ . فَنَفَىٰ عَنْهُ الْأَصْلَ وَنَفَىٰ عَنْهُ الْفَرْعَ
وَنَفَىٰ عَنْهُ النُّظَرَاءَ وَالْأَشْبَاهَ { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } يَعْنِي لَا شَبِيهَ لَهُ
{ .. هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .