( تفسير سورة البقرة ) / الدرس الرابع
قوله تعالى :
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } البقرة3
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نفسر بعون من الله تعالى قوله :
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }البقرة3 .
( من الفوائد )
أن هذه الآية هي بعض صفات المتقين “
قال تعالى : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } البقرة2
من هم ؟
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }البقرة3 .
وهذه إحدى طرق تفسير القرآن ، فمن تفسير القرآن ، أي يفسر القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالقرآن له طرق متعددة .
لما نأت إلى هؤلاء المتقين ، ما صفاتهم في هذه الآية ؟
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
في أوساط هذه السورة ، ماذا قال عز وجل ؟
{ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } البقرة177.
تأتي إلى ما بعدها في سورة” آل عمران : قال تعالى :
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
من هم ؟
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134.
وعلى هذه الطريقة فَسِرْ ، تجد أن صفات المتقين موجودة في كلام الله عز وجل .
( ومن الفوائد )
أن هذه الآية ذكرت ثلاثة حظوظ لأشياء ثلاثة :
ذكرت حظ القلب .
وذكرت حظ البدن .
وذكرت حظ المال .
حظ القلب : { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }
حظ البدن : { وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ }
حظ المال : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }.
( ومن الفوائد )
أنه جل وعلا وصفهم بأنهم :{ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }
ما هو الإيمان ؟
الإيمان : هو التصديق ” هذا من حيث اللغة
ومن حيث الشرع : ” قول باللسان ، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية “
هل هذه الأركان الثلاثة من القول والعمل والقلب ” لها دليل ؟
نعم لها دليل ، قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح :
( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها كلمة ” لا إله إلا الله ” )
هذا ما يتعلق باللسان ويدخل فيها القلب
( وإماطة الأذى عن الطريق )
هذا ما يتعلق بالعمل
( والحياء شعبة من الإيمان )
هذه ما يتعلق بالقلب .
بعض العلماء يقول : ” إن الغيب هو خشية الله عز وجل “ ما الدليل ؟
قال تعالى : { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ }ق33 .
وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ }الملك12 .
ولا شك أن الخشية هي لب الإيمان بالغيب ، لأن من آمن بالغيب ماذا ينتج له ؟
خشية الله عز وجل .
فإذًا ثمرة الإيمان هي ” خشية الله ” ولذلك لا يمكن أن يصل أحد إلى هذه المرتبة وهي مرتبة الإيمان إلا بالعلم الشرعي ، ولذا قال عز وجل عن العلماء :
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } فاطر28 .
يعني أن العلماء هم الذين يخشون الله عز وجل .
( ومن الفوائد )
لو قال قائل / ما هو هذا الغيب ؟
الغيب : هو ” كل ما غاب عن ناظرك ” هذا هو معنى الغيب .
لكن ما هو هذا الغيب المعني به في الآية ؟
” الله سبحانه وتعالى ، صفات الله عز وجل ، الجنة والنار ، عذاب القبر ، علامات الساعة ، ما أخبر به الشرع من الأمور الماضية والأمور المستقبلية ، الكتب التي أنزلت على الأنبياء السابقين “
وكما قلت لكم : كما أن القرآن يفسر بالقرآن ، كذلك السورة يفسر بعضها بعضا “
في هذه السورة ذكر لهذا الغيب ، ماذا قال عز وجل ؟
قال : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } البقرة177 ، هذه غيب ، أُخبرنا من جهة الشرع أنهم موجودون ، فيجب علينا أن نؤمن بذلك .
والذين حازوا على هذه المنقبة هم المؤمنون ، هم المذكورون في أول السورة ، وهم المذكورون في آخر السورة ، قال تعالى :
{ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } يعني الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون آمنوا
{ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } البقرة285.
( ومن الفوائد )
أن الله عز وجل تفضلا منه وكرماً غالبا من يذكر حقه ويذكر معه حق المخلوق “
قال تعالى : { وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ } هذا هو حق الله عز وجل .
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } هذا هو حق المخلوق .
وعنوان سعادة الإنسان أن يقوم بحق الله عز وجل ، وأن يوصل النفع إلى خلقه .
وعنوان الشقاوة أن يفقد الإنسان هذين الأمرين أو أن يفقد أحدهما .
( ومن الفوائد )
أنه عز وجل قال : { وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ }
لم يقل : ” يفعلون الصلاة ” أو ” يأتون بالصلاة “
وإنما قال : { وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ }
يعني ليست صورة من الأفعال مجردة ، ركوع وسجود وقيام وقراءة وذكر هكذا – لا – وإنما يقيمونها .
لو قال قائل : كيف تقام الصلاة ؟
تقام بأمرين : أمر ظاهري ، وأمر باطني “
الأمر الظاهري : بالإتيان بأركانها وبواجباتها وبشروطها .
الأمر الباطني : الخشوع والخشية في القلب.
( ومن الفوائد )
أن الصلاة في اللغة لها معاني ، هذه المعاني لها ارتباط بهذه الصلاة الشرعية .
من بين معانيها : ” الدعاء “
ولذلك قال عز وجل : { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } التوبة103 ، يعني ” ادع لهم ”
ومعلوم أن الصلاة في معظمها دعاء .
ومن بين معانيها : ” لزوم الشيء “
كما قال عز وجل عن أهل النار لملازمتهم لصلي وحرق النار :
{ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً } الغاشية4
يعني يعانون حرّها مع الاستمرار .
إذاً هذه الصلاة واجب علينا أن نلتزم بها وأن نستمر عليها وألا نفرط في شيء منها .
ومن معاني الصلاة في اللغة : يقال في اللغة : “صَلَيْتُ العودَ بالنار إذا قومته ولينته “
وهذا موجود في الصلاة ، من يصلي ماذا تفعل الصلاة في سلوكه ؟
تقوِّمه { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }العنكبوت45 .
وتلين باطنه .
( ومن الفوائد )
بيان حاجة الأمة إلى السنة “
كيف ؟
الله جل وعلا قال : { وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ }
هل ذكر في القرآن شروط الصلاة ؟ أركان الصلاة ؟ واجبات الصلاة ؟ لا .
إذاً / نحن بحاجة إلى السنة ، ولذا هناك طائفة تدعى ” بالقرآنيين “ يقولون لا نأخذ إلا ما جاء في القرآن ” كلمة حق أريد بها باطل ” لأنه لا غنى لأحد عن السنة ، ولذلك علم النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك طائفة ستأتي ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام :
( ألا لا ألفين رجلا متكئا على أريكته وهو شبعان ، يقول ما كان في هذا القرآن من حلال حللناه ، وما كان فيه من حرام حرمناه ، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه )
( ومن الفوائد )
أنه جل وعلا قال : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
يعني : ” من ما “ من هنا ” تبعيضية “
يعني بعض ما رزقهم الله ، ما هو هذا البعض ؟ ما ضابطه ؟ ما تراه يساوي ألفين ، هذا بعض ، ما يساوي عشرة آلاف ، هذا بعض
ضُبط البعض في هذه السورة ، قال عز وجل { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ } البقرة219 .
ما هو العفو : هو الشيء الزائد عن مالك .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى )
بمعنى أنك تنفق المال وبعد هذه النفقة تبقى غنيا ، بحيث لا تقدم غيرك على نفسك .
اللهم من كان عظيم الإيمان كأبي بكر رضي الله عنه لما ( قدَّم ماله كله لله عز وجل ) ثم ذهب إلى الطريق الآخر واستكسب الرزق ، هذا أمر آخر ، وإلا في الأصل أنه لا يستحب لأحد أن ينفق ماله كله ، إلا من كان في مثل منزلة أبي بكر رضي الله عنه وفعل كما فعل رضي الله عنه .
( ومن الفوائد )
أن الله عز وجل قال : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } يعني بعض ، لأن الله عز وجل لو طلب مال العبد كله ، مع أنه ملك لله عز وجل ، لأخرجت قلوبهم الحقد والضغينة “
ما الدليل ؟
{ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) }
لأن المال محبوب لدى النفس ، ومع ذلك هو جل وعلا ما طلب منا إلا اليسير .
( ومن الفوائد )
أن الرزق هو : ” كل ما ينتفع به سواء كان حلال أو حراما “
لو أن الشخص رابا وأخذ هذا المال، هل هذا رزق ؟
نعم رزق ، لكنه معاقب ومحاسب على كسبه .
لأن المعتزلة يقولون : المال الحرام ليس برزق ، ولذلك يقولون : لو أن طفلا عاش بين لصوص فتعلم منهم السرقة ونشأ على ذلك فبلغ فمات هو على ذلك ، لا يعد مرزوقا من قِبل الله ” وهذا ضلال مبين ،لم ؟
لأن الله عز وجل قال :{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } هود6 .
وقال عز وجل : { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } فاطر3 .
ولذلك أشار جل وعلا في سورة سبأ قال :
{ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ }سبأ15.
لما ذكر المغفرة وقبل ذلك الرزق ، دل على أن ما يصيبه الإنسان من مال حرام هو رزق ، ولكنه محاسب عليه أمام رب العالمين .
( ومن الفوائد )
أن ما تقدمه من رزق إنما هو فضل الله عز وجل ، قال تعالى : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
ما رزقتم أنفسكم
{ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ }الذاريات57
يعني هذا المال حينما ننفقه هو رزق من الله عز وجل ، ولذلك قال عز وجل :
{ وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ }النور33 ، هو وديعة عندنا ، وهو محل اختبار وامتحان للعبد .
لكن أيمكن أن ينسب فعل الرزق للمخلوق ؟
يمكن أن يرزق المخلوقُ المخلوقَ الآخر ، لكنه رزق نسبي ، أما الرزق بشموليته لله عز وجل ، لكن الله عز وجل لما مكَّن هذا العبد من هذا المال ، فجعل له التصرف فأعطاه غيره كان بمثابة من يرزق ، لكنه رزق نسبي ، ما الدليل ؟
قال عز وجل في سورة النساء :
{ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ } النساء8 نسب الرزق إليهم ، باعتبار أنه أذن عز وجل لهم في التصرف .
( ومن الفوائد )
أنه قال :{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
ما تعريف النفقة ؟
يقال : ” نفقت الدابة “ يعني خرجت روحها
يقال : أنفقت بضاعتي ” يعني أخرجتها .
إذا كان كذلك فالنفقة هي ” إخراج المال “ وبالتالي لو أنك أخرجت مائة ريال تريد أن تتصدق بها – وهذا كثيرا ما أسأل عنه – لو أنك أخرجت مائة ريال لكي تتصدق بها ثم عدلت عن ذلك أيجوز هذا أم لا ؟
يجوز ، لم ؟ لأنها ما زالت في ملكك ، لم تخرجها فتصل إلى الفقير ، إذا وصلت إلى يد الفقير أو إلى وكيل الفقير ، هنا لا يجوز لك أن ترجع :
( العائد في هبته ، كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه )
ولكن الأفضل أن يتمم ما يريد ، ومع ذلك لو أنه عدل يكون مأجورا ، لم ؟
لأنه بنيته الطيبة لما أراد أن يفعل الخير كتب له ، ولذلك في الصحيحين ، قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله كتب الحسنات والسيئات وبيَّن ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة) لكن الأفضل أن يخرجها .
( ومن الفوائد )
أنه عز وجل قال : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
ينفقون على من ؟
الجواب مذكور في هذه السورة ، قال تعالى
{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ } البقرة215 ، عامة ، لو ربع ريال ، ولذلك في سورة ” آل عمران ” قال :
{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92 ولو قلَّ .
بعض الناس لما يريد أن ينفق ما قلَّ في نفسه من مال ، قيل له ” يا أخي أنفق الطيب { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }آل عمران92 .
نقول لا إشكال في ذلك ، لا شك أن أفضل الصدقة أن تنفق مما تحبه نفسك ، لكن عندي طعام لا أريده أو لا أشتهيه ، فصدقتي بهذا الطعام خير ، ولذلك لما قال عز وجل :
{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } ما تتمتها ؟
{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92 .
من هم المنفق عليهم ؟
{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ }البقرة215 .
أيجوز أن أنفق أو أن أتصدق على الكافر غير المحارب ؟
قد يكون لدينا عمال غير مسلمين ، أيجوز أن أتصدق عليهم ؟
يجوز ، والدليل في هذه السورة ، قال تعالى :
{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ }
يعني لو أنفقتم على هؤلاء الكفار فإن هذا الخير يعود إليكم { وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ }البقرة272 .
لو قال قائل : ما الأفضل في الصدقة الإخفاء أم الإظهار ؟
الإخفاء ، قال عز وجل :
{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة271.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .