تفسير سورة البقرة الدرس ( 82 ) [ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته .. ] الآيتان ( 81 82 ) الجزء الثاني

تفسير سورة البقرة الدرس ( 82 ) [ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته .. ] الآيتان ( 81 82 ) الجزء الثاني

مشاهدات: 583

تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 82 )

قوله تعالى :

((بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{81} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{82}))

البقرة  81/82 ــــــــــــــــــــــــ ( 2  )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فنكمل ما تبقى من فوائد تحت قوله تعالى :

 ((بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{81} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{82}))

ــــــــــــــ

فمن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الخوارج استدلوا بهذه الآية على أن صاحب الكبيرة كافر في الدنيا وتجرى عليه أحكام الكفار في الدنيا

والكبيرة بعض العلماء حددها بعدد واختلفوا في هذا العدد

وإذا عرفت الكبيرة عرفت الصغيرة

وبعض  العلماء حددها بالوصف وهو الصواب كما قال شيخ الإسلام رحمه الله

فالكبيرة :

هي المعصية التي توعد الله عز وجل عليها بحد في الدنيا أو بغضب أو بسخط أو بلعنة أو بنار

كالزنا

كاللواط

كشرب الخمر

يقولون : متى ما فعل الإنسان هذا الفعل الكبير العظيم من الذنب تجرى عليه أحكام الكفار في الدنيا :

لا يكفن

لا يغسل

لا يصلى عليه

لا يرث

لا يورث

إلى آخر الأحكام المتعلقة بالكفار

 

وأما في الآخرة :

فإنهم يقولون : هو خالد مخلد في نار جهنم

 

هناك طائفة قابلت هؤلاء : وهي المعتزلة

 

المعتزلة : كأنهم خففوا الحكم في الدنيا

المعتزلة والخوارج يجتمعون في الحكم في الآخرة في شأن صاحب الكبيرة فيقولون : هو خالد مخلد في نار جهنم

أما الخوارج يقولون: في الدنيا هو كافر

 

وأما المعتزلة :

يقولون : هو في منزلة بين منزلتين : يعني لا هو مسلم ولا هو كافر

إذاً :

كيف نصنع بهم ؟

ولذا :

معتقد أهل السنة والجماعة في صاحب الكبيرة :

أنه مؤمن ناقص الإيمان فلا نسلبه الإيمان ولا نعطيه الإيمان الكامل

ولذا :

في عبارة أخرى يقولون : هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته

يقولون :

هذه الآية دليل لنا على أن صاحب الكبيرة مخلد في نار جهنم

ما هو دليلهم ؟

قالوا :

لأن الله حكم على من اقترف الخطيئة أنه من أصحاب النار ويكون مخلدا فيها وليس لهم حجة في هذه الآية

لم ؟

لأنه جل وعلا لم يقل فعل خطيئة وإنما قال : ((وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ ))

أحاطت به خطيئته تدل على أن هذه الخطيئة لم تُبق له إيمانا لأنها أحاطت به فشأنه كشأن من اعتاد الذنب فاسودَّ قلبه فأُزِيغ عن الإسلام فأصبح في عداد الكفار

لأنه قال : ((وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ )) والإحاطة هي الشمول

وليس لهم دليل

 

ولذا :

هذا يدل على خطر الخوراج

ولذلك:

قال النبي عليه الصلاة والسلام :” إذا لقيتموهم فاقتلوهم قتل عاد “

وهم ليسوا بكفار

من يخرج على الولاة ليسوا بكفار

 وهو قول الجمهور كما قال شيخ الإسلام رحمه الله

ولكنهم مذنبون

ولذلك:

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى قال : ” إن عليا لم يقاتلهم لأنهم كفار وإنما قاتلهم لأنهم استباحوا دماء المسلمين وأموالهم “

ولذلك:

لما مر بهم رجل وكانت معه امرأته قتلوه بل ذبحوه كما تذبح الشاة فصلوا رأسه عن جسده  ، وكانت معه امرأته حامل فبقروا بطنها وأخرجوا الجنين فقاتلهم علي رضي الله عنه لأنهم استباحوا دماء المسلمين

وأي استباحة بهذه الصورة الفظيعة !

 

ولذلك:

حذَّر النبي عليه الصلاة والسلام من هؤلاء

لأن صورهم صور العُبَّاد

ولذلك:

قال عليه الصلاة والسلام:

(( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ))

يدل هذا على أنهم عُبَّاد ولكن العبادة لا تغني من غير علم

 

ولذلك:

النصارى اعتزلوا في الصوامع ولكنها عبادة على غير علم ((وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ))

معنى  ” إلا “ هنا بمعنى لكن

((وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ))

يعني :

 لكن هم فعلوا ذلك ابتغاء رضوان الله ومع ذلك : ((فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ))

والخروج على الأئمة وتكفير الأمراء وتكفير العلماء وتكفير صاحب الكبيرة لا يصدق وصف الخروج  بالفعل فقط

 

بعض الناس يتداولون الآن ويقولون : لا يكونون خوارج إلا إذا رفعوا السلاح

ليس بصحيح

لا يمكن أن يخرج ومر التاريخ كله أي شخص خرج على أمير أو على ولي أمر أو على رئيس ما خرج ابتداء إلا بالكلام

لم يخرج ابتداء بالسيف

فبداية الخروج هو الكلام

 

ولذلك:

النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عنهم جاء في الصحيحين :

(( قسم قسما فأتى رجل فقال : هذه قسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله

فقال عليه الصلاة والسلام : يخرج من ضئضئ هذا ــ يعني من صلبه ــ   قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ))

إذاً :

هو عليه الصلاة والسلام وصفه هنا بأنه من الخوارج

لم ؟

لأنه تكلم مجرد كلام

فالكلام بوابة

بل إن الكلام بوابة الشرور في الدنيا وفي الآخرة

 

ولذلك:

كيف خُرِجَ على عثمان رضي الله عنه ؟

 

لأنهم نقموا على عثمان رضي الله عنه لأنه كان يعطي أقرباءه من المال

فقالوا : إنه يعطيهم من بيت مال المسلمين

وهو لا يعطيهم إلا من ماله الخاص

وكان يقرب أقرباءه وهذا من الصلة

 

لكن أصحاب الأهواء إذا لمع هذا الهوى بالكلام قلب الحق باطلا والصدق كذبا فَخُرِجَ على عثمان

بسبب الكلام

 

ولذلك:

ما يُتَداول الآن في وسائل التواصل / تويتر / فيس بوك  / وتساب / وما شابه ذلك من الطعن والقدح وذكر المعائب للأمراء وللولاة هذا ليس من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وليس مذهب أهل السنة والجماعة وهو بوابة الخروج على الأئمة

وليس في الطعن في الولاة خير

 

ويكفي الواقع يشهد بهذا :

انظروا إلى هذه البلاد التي خُرِجَ على زعمائها وروءسائها مع ما كان زعمائهم من الضلال المبين العظيم

ومع ذلك انظروا

ولذلك :

 

ابن عبد البر في التمهيد ذكر بسنده :

أن أنس بن مالك قال : كان أكابر الصحابة ينهوننا عن سب الأمراء

 

أكابر من ؟

الصحابة

ليس في سب الأمراء خير

ولذلك:

أبو الدرداء كما ذكر ابن عبد البر في التمهيد:

أبو الدرداء أتى إلى معاوية بن أبي سفيان وهو الوالي فلما أتى وقف أبو الدرداء عند بابه ولم يأذن له معاوية لأن معاوية كان مشغولا فلم يأذن فكأن أبا الدرداء وجد في نفسه

لماذا يقف ؟

 

لكن ماذا قال أبو الدرداء ؟

 

قال : من أتى باب الولاة قام وقعد ومن وجد باب مغلقا رجي أن يجد بابا مفتوحا

ثم قال يذكر نفسه لأنه وجد في نفسه على معاوية

ثم قال :

” وإن أول علامات النفاق الطعن في الولاة “

من هم ؟

أكابر الصحابة يقولون هذا القول ولو جاروا ولو ظلموا

ولذلك:

قال بعض السلف كما ذكر ابن عبد البر في التمهيد:

قال : ” من طعن في الولاة حُرِمَ خيرهم “

إي والله حرم خيرهم

تصور لو أن الناس دعوا لهم بالهداية وبالصلاح ونما إلى أسماع الولاة أن عموم الناس يدعون لهم بالصلاح هم يطمئنون على ملكهم يطمئنون على كراسيهم من أنه لا ينازعهم أحد

وبالتالي :

تجد أنهم لن يحرموا هؤلاء خيرهم

تأتي إلى الشخص وهو عادي وتدعو له ألا يكون لك في قلبه محبة وود

بلى

فما ظنك بناس لهم منازلهم

 

ولذلك:

النبي عليه الصلاة والسلام فهم هذا المعنى وفهمه العباس بن عبد المطلب لما فتح مكة عليه الصلاة والسلام كما جاء في صحيح مسلم :

قال العباس : إن لأبي سفيان مكانة عند قومه فاجعل له شيئا

فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟

قال : ” من دخل بيته فهو آمن ومن دخل البيت الحرام فهو آمن ومن دخل دار بي سفيان فهو آمن “

له مكانته

 

ولذلك:

جاء في الحديث ويؤيد بالمعنى الآخر وإن كان فيه ضعف :

” أنزلوا الناس منازلهم “

ولذلك:

بعض الناس لما تدعو للوالي يشككون فيك وأن عندك ميولا لهم أو أنك راض بفعلهم

ألم يقل أبو جعفر الطحاوي  في طحاويته :

” وندعو لهم بالصلاح والمعافاة “

ندعو لهم بالصلاح والمعافاة

 

قال ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى قالنُقل عن السلف كالإمام أحمد والفضيل بن عياض أنهم كانوا يقولون : لو كان لنا دعوة مستجابة لصرفناها إلى السلطان

لما في صلاحه صلاح للرعية

 

ولذلك:

قال بعض السلف : ” من لا يدعو للإمام ففي قلبه هوى “

صدق

فمن لا يدعو للإمام ففي قلبه هوى

ولذلك:

بعض الناس يقول : يصدع الإنكارعليهم علانية

سبحان الله !

 

لم ؟

قالوا : لأنه في قصة أبي سعيد أنه لما صعد مروان من أجل أن يخطب يوم العيد قبل الصلاة فجذبه رجل وليس الجاذب أبو سعيد

أبو سعيد كما قال ابن حجر في رواية قال : تكلم أبو سعيد ولكن الجاذب رجل آخر

 غير أبي سعيد

وهذه لتُفهم لأنها تفهم غلط كما قال ابن حجر الذي جذب هو ليس أبا سعيد وإنما هو رجل

ولذلك:

قال أبو سعيد:

أما هذا فقد أدَّى الذي عليه

أبو سعيد تكلم

 

ولذلك:

لما جذبه قال منكرا أبو سعيد من غير أن يجذبه قال : ذهب ما تعلم يا أبا سعيد

قال : والله ما أعلم خير مما لا أعلم الذي أعلمه هو ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام من تقديم الصلاة على الخطبة

 

مروان في اجتهاد منه كان يخطب قبل الصلاة

لم ؟

قال : لأن الناس لا يسمعون لنا لأن الجلوس لخطبة العيد سنة

 

لكن هو أخطأ لا شك في ذلك

لكن أين نحن من حديث النبي عليه الصلاة والسلام كما في سنن ابن أبي عاصم وغيره:

قال عليه الصلاة والسلام : (( من رأى من أميره شيئا فلا يبده علانية ))

لا ينكر عليه علانية

هذا حديث فيه إنكار علانية

وهذا حديث ليس فيه إنكار بدون علانية

 

[سُئل عن ذلك ابن عثيمين قال : إذا وجدت المصلحة في الإنكار علانية فَبِها ، وإذا لم توجد مصلحة فالأصل الكتمان ]

 

نحن الآن آحاد الناس عاديين :

لو أتيت وأنكرت عليك علانية أيهما أطيب إلى نفسك؟

في السر

 وأنت رجل عادي فكيف برجل من الولاة ؟!

 

ولو استأثروا بكل شيء

على حسب المصلحة إذا وجدت المصلحة نحن نبحث عن تحقيق الثمرات

تحقيق الثمرة أهي في العلانية أم في السر ؟

ومعلوم :

في مثل هذه السنين حتى من آحاد الناس لا يقبل إلا السر

 

الآن  :

ولدك لو تجاهره أمام أمه وأخته وإخوانه تنكر عليه بفعل فعله جهارا عندهم وهو ابنك

فكيف بالولاة ؟!

وليس معنى هذا أن يسكت عن المنكر

لا المنكر  يُنكر ولكن لست ملزما بأن يستجيب الناس لك

الآن نحن في بيوتنا عندنا خمسة أو ستة أو سبعة من أبنائنا لا نستطيع أن نسيطر على هؤلاء

 

ولا يعني أنه يسكت عن إنكار المنكر

 

ولذلك يقول ابن القيم كما في إعلام الموقعين

 

قال :

 ولا يجوز أن ينكر منكر فيترتب عليه منكر أكبر

 

قال : ومثل هذا الخروج على الولاة فإن ناسا في التاريخ الإسلامي يقول رحمه الله في التاريخ الإسٍلامي هناك أناس خرجوا على الولاة لإزالة منكر فترتب عليه منكر أكبر وهذا على مر التاريخ

 

[أنا سمعت الشيخ ابن عثيمين يقول : حتى لو أنَّا نسكن في الخيام وهم يسكنون في القصور ويأكلون ويشربون ]

ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : (( إنكم ستلقون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ))

أثرة يستأثر الولاة بشيء

قال عليه الصلاة والسلام  : (( اصبروا حتى تلقوني على الحوض ))

 

سبحان الله : ((اصبروا حتى تلقوني على الحوض ))

لأن ما لكم من الخير عند الحوض في يوم القيامة وهو أبقى خير مما استأثروا به

 

ولذلك:

في الحديث الآخر :

قالوا : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف ؟

قال : [ لا ما أقاموا فيكم الصلاة ]

وفي حديث آخر :

قال عليه الصلاة والسلام : (( فإنما عليهم ما حُملوا وعليكم ما حملتم ))

وفي حديث آخر :

قال عليه الصلاة والسلام : (( أدوا الحق الذي عليكم ))

ما هو الحق الذي علينا ؟

السمع والطاعة لهم في غير معصية

قال : (( أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الحق الذي لكم ))

 

ليستأثروا :

أخذوا ملايين

أخذوا مليارات

ترليونات

 

أنفع لك

غدا يوم القيامة لما تقصر بك حسناتك في الدخول إلى الجنة أو تزيد سيئاتك تؤخذ من حسناتهم أو تؤخذ من سيئاتك وتطرح عليهم

 

ولذلك:

وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما جاء عند البخاري :

 

لما قُتل وكان في سكرات الموت و كانوا يهنئونه قال  :” يا ليتني أخرج منها كفافا لا لي ولا علي “

هذا عمر رضي الله عنه

 

ومع ذلك ماذا قال عبادة بن الصامت ؟

في الصحيحين:

قال  : ( بايعْنا ويصح بايَعَنا  )

قال : بايعْنا رسول الله أو بايعَنا رسولُ الله عليه الصلاة والسلام على السمع والطاعة في عسرنا وفي يسرنا وفي منشطنا وفي مكرهنا وعلى أثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا

 

بعض الناس يقول : والله سمعنا كذا ويكتب في التويتر وفي الفيس بوك وفي الوتساب سمعنا وسمعنا

سمع !

(( إلا أن تروا )) الرؤية تبنى على اليقين

(( إلا أن تروا كفرا بواحا )) يعني ظاهرا (( عندكم فيه من الله برهان ))

ما فيه التباس

كفر

بواح ظاهر 

عندكم فيه برهان دليل

 

وحتى لو وجدت هذه الشروط وهذه الأوصاف لو وجد هذه وعلم أن الخروج عليهم يرتب عليه مفاسد عظمى فلا يجوز الخروج عليهم

كما قال الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله

 

ولذلك :

كان الجهاد في أول الإسلام كما قال ابن القيم كان محرما على الأمة كان محرما على النبي عليه الصلاة والسلام أن يجاهد

(( فاصفح الصفح الجميل ))

(( فاعف عنهم واصفح ))

ولذلك:

 

لما أرادوا الخروج  للهجرة من مكة لمدينة سمح لهم بالجهاد:

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39

إذن فقط وليس إلزاما

 

بعدها لما بدأت القوة في المسلمين :

((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ )

 

ثم بعدها :

لما قوي المسلمون :

((وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ ))

 

والشاهد من هذا :

أنه لابد أن ينظر إلى المصالح والمفاسد

ولذا:

ترون في بعض الدول فيها من المفاسد العظام

يعني : النصيرية العلوية في سوريا كفار صراح ولاشك في ذلك

لكن انظروا لما ترتب ما ترتب عليه

فهي قضية مهمة في قضية الولاة والخروج عليهم

 

لذلك:

على المسلم أن يتقي الله ولا يتعامل لا مع إخوانه المسلمين ولا مع الولاة ولو كانوا ظلمة لا يتعامل معهم على الدنيا

 

لأن بعضا من الناس بل أجزم أن كثيرا من الناس نسبة كبيرة لو أنهم أمر لهم بأمور مادية برواتب أو بإسقاط ديون أو ما شابه ذلك تجد أن الألسن يقل الكلام تبقى الصفوة إن اعتبرنا أنها صفوة لأنه ليس من مذهب أهل السنة والجماعة الطعن في الولاة والحديث في أعراضهم

 

إذا كان التعامل والمعيار هو الدنيا

هذا خطير

 النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين :

((  ثلاثة لا يكلمهم الله ـ انتبه ـ ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم  ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ))

أربع عقوبات

ذكر منهم  :

 (( رجل بايع إماما إن أعطاه وفى وإن لم يعطه لم يَفِ ))

إن أعطاه قال : ما شاء الله

وإن لم يعطه بدأ يدس الدسائس من الكلام وما شابه ذلك

هذا ليس هو التعامل وليس المُسَيِّر لنا هو الهوى

يجب أن يسيرنا الشرع

والشرع فهمه السلف

 

بعض الناس قد يأتي بنصوص شرعية في الطعن في الولاة

هذا لم يفهمها على ما فهمها السلف

 

انتبه :

لابد أن تفهم النصوص الشرعية على ما فهمها السلف

ما فهمه الصحابة

ولذلك:

النبي عليه الصلاة والسلام كما في السنن لما بين أن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة

 

ماذا قال عن الفرقة الناجية ؟

قال : ” إلا واحدة هي الجماعة

وفي رواية : (( على ما أنا عليه ـ سكت ـ وأصحابي )) فدل على أنه لابد أن نفهم النصوص الشرعية على فهم الصحابة

(( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين))

لابد أن يفهم النص والدليل الشرعي على ما فهمه السلف

 

 

والحديث الآخر :

(( أفضل الشهداء رجل  تكلم عند سلطان جائر ))

ليس هنا دليل

لم ؟

لأنه قال ” عند سلطان جائر “

ليس وراء سلطان جائر

اذهب للوالي وتكلم عنده إن كان ظلوما غشوما وتكلم عنده

أما أن تكلم علانية وفي خفية وفي المجالس هذا ليس بصحيح

 

ولذلك :

ابن عمر كما جاء عند البخاري :

قالوا : يا أبا عبد الرحمن إنا إذا دخلنا على الولاة قلنا لهم قولا حسنا وإذا  خرجنا من عندهم قلنا بغير ما تكلمنا عندهم

قال : هذا كنا نعده نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم من العجاب :

هؤلاء هم السلف فهموا ما فهمه السلف :

أعظم من عانى من الولاة الإمام أحمد

حبس وجلد وطيف به

ابن تيمية كذلك

الحسن البصري طلبه الحجاج ليقتله ولما سئل قال الحسن البصري : قال والله لا يستقيم أمر الناس إلا بهم وإن جاروا وإن ظلموا

 

كيف تؤمن السبل ؟

كيف تؤمن الطرق ؟

كيف تستقيم للناس حياة إلا بهؤلاء

 

ولذلك:

قال علي بن أبي طالب :

 لابد للناس من إمارة برة أو فاجرة

ولذلك :

الإمام أحمد / ابن تيمية  / الحس البصري عانوا من الولاة ما عانوا

 

الإمام أحمد يقول : “كل من ظلمني وحبسني وجلدني هو في حل إلا شخصا بقي  على بدعته “

ثم قال : ” ما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم بسببك “

الإمام أحمد

ابن تيمية الحسن البصري وغيرهم

هل قالوا : اعملوا مظاهرات

اعتصامات

مع أنهم عانوا أصابهم ما أصابهم من الابتلاء والامتحان

فهي سنة الله

وهذا هو شرع الله ومعتقد أهل السنة والجماعة

 

ولذلك:

في صحيح البخاري :

لما أتوا إلى أنس في عهد الحجاج قالوا : ليس لنا صبر

فماذا قال ؟

قال : اصبروا فإني سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ((ما من عام إلا وبعده شر منه حتى تلقوا ربكم ))

قال : اصبروا

تذكر  ما قاله أكابر الصحابة

كان أكابر الصحابة ينهوننا عن سب الأمراء  والولاة

والله ليس فيه خير وإنما فيه قلب الموازين وإسعاد للآخرين

 

ولكن  :

تصور بدل من أن أشغل نفسي بالقيل والقال والطعن في ذلك الأمير أو في ذلك الرئيس أو أنني بدل هذا الكلام الذي أشغلت لساني به دعوت الله لهم لكان خيرا لهم وخيرا لك

وكففت لسانك وسلم قلبك

ألم يقل عليه الصلاة والسلام كما أسلفت : (( فإنما عليه ما حملوا وعليكم ما حملتم ))

احمد الله أنك في نعمة وفي عافية وأنك لم تلِ هذا الأمر شيئا

ولذلك:

يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( ليتمنين أقوام  أن رؤوسهم علقت بالثريا وأنهم لم يلوا من هذا الأمر شيئا ))

 

الشاهد من هذا :
أن الإنسان عليه بمعتقد أهل السنة والجماعة

هذا لمن أراد لنفسه النجاة

وإلا فهذه  الدنيا زائلة

 

أنا أذكركم بشيء :

لا تتعامل مع الآخرين ولا مع الولاة ولا مع غيرهم بمعيار الدنيا تعامل  معهم بميزان الشرع

وكما أسلفت :

يدخل أهل البدع الآن

أهل البدع وأهل الشقاق هم من يريدون الفتنة بهذه البلد

خصوصا يدخلون في هذه المعمعة وأحيانا يؤلفون بعض الأشياء وهي غير صحيحة

 

فنسأل الله لنا ولكم السداد والتوفيق والإصابة إصابة الحق في القول وفي العمل