تفسير سورة ( الزلزلة ) الدرس ( 286 )

تفسير سورة ( الزلزلة ) الدرس ( 286 )

مشاهدات: 512

تفسير سورة ( الزلزلة )

الدرس (286 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة الزلزلة….

{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}

{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} يعني حركت الأرض تحريكها المناسب لها؛ لأن الأرض قد تتزلزل في هذه الدنيا، لكن إذا زلزلت الأرض زلزالها يعني أنها تتزلزل على حسب ما يناسبها في هذا اليوم العظيم.

{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} يعني من الموتى ومن الكنوز.

{وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} الإنسان من هو؟ الإنسان هنا يكون بمعنى المؤمن وبمعنى الكافر، هذا إذا كانت الزلزلة قبل قيام الساعة يعني عند قرب قيام الساعة، وأما إذا كانت الزلزلة في يوم القيامة فإن الإنسان المقصود به هنا هو الكافر، ولذلك مر معنا تفسير قوله تعالى { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } في أول سورة الحج.

فقال تعالى {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) }  يومئذ في يوم القيامة تحدث أخبارها يعني تخبر بما عمل عليها من خير أو شر، وقد جاء حديث يبين ذلك، وإن كان فيه ضعف، لكن المعنى يدل عليه ما ذكر في هذه الآية.

{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } بسبب ماذا؟ {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} أمرها الله بذلك {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} .

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } يعني يوم يرجع الناس بعد الحساب على حسب ما كان منهم من مؤمن وكافر { لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } يعني ليروا جزاء أعمالهم، ويمكن أن يكون كما قيل من أنهم يخرجون من قبورهم أشتاتا يعني منهم المؤمن ومنهم الكافر؛ ليرى كل شخص ما كان يعلمه في هذه الدنيا.

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ } يعني وزن ذرة يعني نملة صغيرة أو الهباءة التي تنبعث من الشمس إذا فتحت النافذة.

{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } فيرى عمله الصالح وعمله السيء، وإذا كان سيرى العمل الصغير إذن ما كان على وزن الجبال فإنه سيراه.