تفسير سورة ( العاديات ) الدرس ( 287 )

تفسير سورة ( العاديات ) الدرس ( 287 )

مشاهدات: 527

تفسير سورة ( العاديات )

الدرس (287 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة العاديات…

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} أقسم الله بالخيل {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} وهو صوتها إذا جرت.

{ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا } يعني أنها إذا جرت فإن أقدامها إذا اصطكت مع الحجارة يكون هناك شعاع من النار.

{ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا } يعني أنهن يغرن على العدو في الصباح.

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} يعني فأثرن في المكان نقعا يعني غبارا.

{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} يعني من أنهن توسطن الجموع حال الجيش {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} وهذا هو المشهور من أن القسم بالخيل، وهذا يدل على فضيلة الخيل  ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما ثبت عنه: ” الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة” وقال بعض المفسرين من أن العاديات هي الإبل، ولذلك علي رضي الله عنه لما سمع ابن عباس رضي الله عنهما يفسرها بأنها هي الخيل، قال كيف ونحن في بدر لا نملك إلا فرسين” هنا  قال علي رضي الله عنه من أنها الإبل يعني {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} وهو ما يكون من الإبل حينما تنطلق من عرفة إلى مزدلفة، { فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا } يعني أنهم يشعلون النارفي مزدلفة { فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا } يعني أنهم في حال الصباح ينفرون من مزدلفة إلى منى.

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} يعني فأثرن بذلك المكان في منى الغبار {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} وعلى كل حال فالذي يظهر، وهو الشهور من أن القسم هنا بماذا؟ بالخيل.

فقال الله { إِنَّ الْإِنْسَانَ } القسم هنا من أجل ماذا؟ الجواب { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } يعني كافر { وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } يعني الله شهيد على كفر هذا الإنسان فالله عليم ومحيط به، وأيضا الإنسان شهيد على أنه كافر؛ لأن حاله حال الكفر، وإذا سئل على أي ملة أنت؟ فيقول أنا كافر.

{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ } يعني الإنسان { لِحُبِّ الْخَيْرِ } يعني المال { لَشَدِيدٌ } وسمي المال بالخير؛ لأن  الإنسان إذا وفق لصرف هذا المال في مصارفه الحقيقية فإنه ينال الخير.

{ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ } بعثر ما في القول، وخرج الناس من قبورهم، { وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ } يعني أظهر ما في الصدور مما كان في الدنيا،  { وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ } كما قال تعالى { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ }

{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } فهو عز وجل خبير بهم في هذا اليوم، وخبير بهم عز وجل قبل هذا اليوم في هذه الدنيا.