تفسير سورة ( العصر)
الدرس (290 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير سورة العصر…
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
{وَالْعَصْرِ } {وَالْعَصْرِ } هنا أقسم الله بالعصر، وهنا العصر هو وقت العصر، وقيل الزمن الدهر، ولا مانع من دخول هذا في هذا، وذلك لأن وقت العصر داخل في الزمن، وقيل فيه قسم بصلاة العصر، ولا مانع من ذلك، فإن لها فضلا { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى } فهي الصلاة الوسطى.
لما أقسم بالعصر هنا جواب القسم { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ } كل إنسان هو في خسر، لكن استثني من؟ { إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا } هذا يدل على العلم {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } يدل على العمل، {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } بعني يعني أوصى بعضهم بعضا بالثبات على الحق وبالعمل بالحق { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } بالصبر على تحمل الأذى في تبليغ هذا الحق، فدل هذا على أن هذه الآية اشتملت على أربع مسائل:
ـ أن يعلم الإنسان العلم الشرعي
ـ وأن يعمل به
ـ وأن يدعو الناس إليه
ـ وان يتحمل الأذى في سبيل الدعوة إليه.
قال ابن القيم:” فإذا أتى بهذه المسائل الموجودة في هذه الآية أصبح عالما ربانيا”