التفسير المُختَصَر الشامل
تفسيرُ سورةِ الفَلَق
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
=================
تفسيرُ سورةِ الفَلَق :
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} قُلْ يَا مُحَمَّدُ
{ أَعُوذُ } يَعْنِي أَلْتَجِئُ { بِرَبِّ الْفَلَقِ }
وَ ( الْفَلَقُ ) مَا هُوَ ؟ هُوَ ( الصُّبْحُ ) وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ .
هُوَ أَصَحُّ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ :
🚫 إِنَّ ( الفَلَقُ ) هُوَ سِجْنٌ فِي جَهَنَّمَ ، لَا دَلِيلَ عَلَى هَذَا .
وَإِنَّمَا ( الْفَلَقُ ) هُنَا : الصُّبْحُ { فَالِقُ الْإِصْبَاحِ }
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) }
{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) } وَهَذَا عَامٌّ ، يَعْنِي اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَخْلُوقٍ بِهِ شَرٌّ
{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } لِأَنَّ هُنَاكَ مَخْلُوقَاتٍ لَيْسَ بِهَا شَرٌّ ، مِثْلَ المَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ .
وَهُنَاكَ شَرٌّ مَحْضٌ ، وَهُمُ الشَّيَاطِينُ .
{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } يَعْنِي ( الْجَمِيعَ ) . لَكِنَّهُ أَفْرَدَ هُنَا ، قَالَ { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) }
{ غَاسِقٍ } هُوَ ( اللَّيْلُ )
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ.. (78) } [ سُورَةُ الْإِسْرَاءِ ]
( الْغَاسِقُ ) هُوَ اللَّيْلُ .
{ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ } يَعْنِي : وَمِنْ شَرِّ اللَّيْلِ { إِذَا وَقَبَ } يَعْنِي : إِذَا أَقْبَلَ بِظُلْمَتِهِ .
لِمَ ؟
سُبْحَانَ اللهِ !
لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ أَكْثَرُ مَا تَنْتَشِرُ فِي مَاذَا ؟ فِي اللَّيْلِ . لَكِنْ إِذَا أَصْبَحُوا .. ، بَلْ قَبْلَ الْفَجْرِ بِثَوَانِي إِذَا بِالْأُمُورِ مِنَ الشُّرُورِ تَنْتَهِي أَوْ تَخِفُّ .
فَاسْتَعَاذَ بِاللهِ الَّذِي هُوَ رَبُّ الْفَلَقِ ( ربُّ النُّورِ الَّذِي .. ) ماذا ؟ الَّذِي يَكْفِيهِ شَرَّ مَا يَكُونُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ .
وَلَا يُخَالِفُ هَذَا قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ لَمَّا قَالَ عَنِ القَمَرِ ، قَالَ (( يَا عَائِشَةُ اسْتَعِيذِي بِاللهِ فَإنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ ))
لَا تَعَارُضَ .
– ( الْقَمَرُ إِذَا وَقَبَ ) : يَعْنِي إِذَا اخْتَفَى .
– وَقِيلَ : إِذَا حَصَلَ خُسُوفٌ لَهُ . لِأَنَّ مَحَلَّ القَمَرِ ماذا ؟ اللَّيْلُ
{ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) }
{ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ ..} يَعْنِي مَاذَا ؟ ( النُّفُوسِ الشِّرِّيرَةِ )
{ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) } يَعْنِي يَعْقِدْنَ السِّحْرَ
{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) }
وَقَالَ { إِذَا حَسَدَ } لِأَنَّ مَنْ كَانَ حَاسِدًا يَكُونُ بَلَاؤُهُ أَعْظَمَ إِذَا عَمِلَ بِمُقْتَضَى حَسَدِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ مِنْ فِعْلٍ
سُبْحَانَ اللهِ !
قَالَ { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } لَكِنْ أَفْرَدَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ : ( الْغَاسِقَ ) وَ ( النَّفَّاثَاتِ ) وَ ( الْحَاسِدَ ) لِعِظَمِ شَرِّهَا .