تفسير سورة ( الفلق ) الدرس ( 300 )

تفسير سورة ( الفلق ) الدرس ( 300 )

مشاهدات: 477

التفسير المُختَصَر الشامل

تفسيرُ سورةِ الفَلَق

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

=================

تفسيرُ سورةِ الفَلَق :

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} قُلْ يَا مُحَمَّدُ

{ أَعُوذُ } يَعْنِي أَلْتَجِئُ { بِرَبِّ الْفَلَقِ }

 

وَ ( الْفَلَقُ ) مَا هُوَ ؟ هُوَ ( الصُّبْحُ ) وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ .

 

هُوَ أَصَحُّ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ :

🚫 إِنَّ ( الفَلَقُ ) هُوَ سِجْنٌ فِي جَهَنَّمَ ، لَا دَلِيلَ عَلَى هَذَا .

 

وَإِنَّمَا ( الْفَلَقُ ) هُنَا : الصُّبْحُ { فَالِقُ الْإِصْبَاحِ }

 

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) }

{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) } وَهَذَا عَامٌّ ، يَعْنِي اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَخْلُوقٍ بِهِ شَرٌّ

 

{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } لِأَنَّ هُنَاكَ مَخْلُوقَاتٍ لَيْسَ بِهَا شَرٌّ ، مِثْلَ المَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ .

وَهُنَاكَ شَرٌّ مَحْضٌ ، وَهُمُ الشَّيَاطِينُ .

 

{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } يَعْنِي ( الْجَمِيعَ ) . لَكِنَّهُ أَفْرَدَ هُنَا ، قَالَ { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) }

 

{ غَاسِقٍ } هُوَ ( اللَّيْلُ )

 قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ.. (78) } [ سُورَةُ الْإِسْرَاءِ ]

 

( الْغَاسِقُ ) هُوَ اللَّيْلُ .

{ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ } يَعْنِي : وَمِنْ شَرِّ اللَّيْلِ { إِذَا وَقَبَ } يَعْنِي : إِذَا أَقْبَلَ بِظُلْمَتِهِ .

 

لِمَ ؟

سُبْحَانَ اللهِ ! 

لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ أَكْثَرُ مَا تَنْتَشِرُ فِي مَاذَا ؟ فِي اللَّيْلِ  . لَكِنْ إِذَا أَصْبَحُوا .. ، بَلْ قَبْلَ الْفَجْرِ بِثَوَانِي إِذَا بِالْأُمُورِ مِنَ الشُّرُورِ تَنْتَهِي أَوْ تَخِفُّ .

 

فَاسْتَعَاذَ بِاللهِ الَّذِي هُوَ رَبُّ الْفَلَقِ ( ربُّ النُّورِ الَّذِي .. ) ماذا ؟  الَّذِي يَكْفِيهِ شَرَّ مَا يَكُونُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ .

 

وَلَا يُخَالِفُ هَذَا قَوْلَ النَّبِيِّ  ﷺ  كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ لَمَّا قَالَ عَنِ القَمَرِ ، قَالَ (( يَا عَائِشَةُ اسْتَعِيذِي بِاللهِ فَإنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ ))

 

لَا تَعَارُضَ .

 – ( الْقَمَرُ إِذَا وَقَبَ ) : يَعْنِي إِذَا اخْتَفَى .

 – وَقِيلَ : إِذَا حَصَلَ خُسُوفٌ لَهُ . لِأَنَّ مَحَلَّ القَمَرِ ماذا ؟ اللَّيْلُ

 

{ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) }

{  وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ ..} يَعْنِي مَاذَا ؟ ( النُّفُوسِ الشِّرِّيرَةِ )

{ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) } يَعْنِي يَعْقِدْنَ السِّحْرَ

 

 { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) } 

وَقَالَ { إِذَا حَسَدَ } لِأَنَّ مَنْ كَانَ حَاسِدًا يَكُونُ بَلَاؤُهُ أَعْظَمَ إِذَا عَمِلَ بِمُقْتَضَى حَسَدِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ مِنْ فِعْلٍ

 

سُبْحَانَ اللهِ ! 

قَالَ { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } لَكِنْ أَفْرَدَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ : ( الْغَاسِقَ ) وَ ( النَّفَّاثَاتِ ) وَ ( الْحَاسِدَ ) لِعِظَمِ شَرِّهَا .