تفسير سورة ( القدر)
الدرس (284 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير سورة القدر..
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} يعني أن هذا القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وقد بينا ذلك في قوله تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ } وبعد أن نزل إلى السماء الدنيا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا حسب الأحداث {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وسميت بهذا الاسم من باب ماذا؟ من باب أن لها قدرا وشرفا إذ إن العبادة فيها لها شرف، ولذلك ثبت قوله عليه الصلاة والسلام: ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وقيل لأن الله يقدر في ليلة القدر ما سيكون على العباد في سنتهم إلى السنة الأخرى، وقد بينا ذلك في قوله تعالى { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }.
فقال تعالى { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } هنا استفهم عنها من باب التعظيم لها { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } يعني هي خير من ألف شهر إذا قام الإنسان في هذه الليلة.
{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } والروح هو جبريل { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } يعني يتنزلون بإذنه عز وجل { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } يعني بكل أمر قد قضاه الله في تلك الليلة { سَلَامٌ هِيَ } لم يقل هي سلام قدم سلام من باب ماذا؟ من باب التأكيد على أن بها السلامة، وأن من وفق إلى القيام فيها فإنه سيسلم من عذاب الله وسيسلم من الآفات
{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } دل هذا على أن ليلة القدر تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر…