تفسير سورة ( الناس ) الدرس ( 301 )

تفسير سورة ( الناس ) الدرس ( 301 )

مشاهدات: 1250

التفسير المختصَر الشامل

تفسيرُ سورةِ الناس

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

________________

تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّاسِ :

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ  } يَعْنِي أَلْتَجِئُ بِرَبِّ النَّاسِ

{ مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) } لِمَاذَا أَتَى بِـ ( الرَّبِّ ) ؟ أَتَى بـِ( الرَّبِّ ) لِأَنَّهُمْ يُقِرُّونَ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ ، ويُقِرُّونَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْمَالِكُ .

 

إذًا مَا الَّذِي يَلْزَمُكُمْ ؟ أَنْ تَعْبُدُوا إِلَـٰهَ النَّاسِ أَنْ تَعْبُدُوا الْمَعْبُودَ ، لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا هُوَ . الَّذِي يَعْبُدُهُ النَّاسُ { إِلَٰهِ النَّاسِ (3) }

 

مِنْ شَرِّ مَاذَا ؟ { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) } يُوَسْوِسُ إِذَا غَفَلَ الْإِنْسَانُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ، إِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ ( يَعْنِي ابْتَعَدَ )

 

{ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) }

{ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) }  مُبَاشَرَةً إِلَى الصَّدْرِ ، إِلَى الصَّدْرِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ شَرِّهِ .

 

قَالَ { فِي صُدُورِ النَّاسِ } وَلَمْ يَقُلْ ( فِي قُلُوبِ النَّاسِ ) لِأَنَّ الصَّدْرَ إِذَا حَصَلَتْ فِيهِ الْوَسْوَسَةُ انْتَقَلَ الضِّيقُ إِلَى الْقَلْبِ ،  لِأَنَّ مَحَلَّ الْقَلْبِ فِي الصَّدْرِ

 

فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) } يَعْنِي مِنَ الجِنِّ وَالنَّاسِ

 

سُبْحَانَ اللهِ ! 

قَالَ هُنَا { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } هَلْ هِيَ تَفْسِيرٌ لِـ( النَّاسِ )؟ أَمْ تَفْسِيرٌ لِـ( يُوَسْوِسُ ) ؟

 

 – إِنْ كَانَ قَوْلُهُ { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }  تُوْضِيحٌ لِكَلِمَةِ ( يُوَسْوِسُ ) : يَعْنِي هُنَاكَ شَيَاطِينُ إِنْسٍ تُوَسْوِسُ ، وَشَيَاطِينُ جِنٍّ تُوَسْوِسُ .

قَالَ تَعَالَى { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) } [ سُورَةُ الْأَنْعَامِ ]

 

 – وَأَمَّا إِذَا كَانَ قَوْلُهُ { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } تَوْضِيحٌ لِكَلِمَةِ ( النَّاسِ ) السَّابِقَةِ :  دَلَّ هُنَا عَلَى مَاذَا ؟

عَلَى أَنَّ الشَّيَاطِينَ كَمَا هِيَ تُوَسْوِسُ لِلْإِنْسِ ، تُوَسْوِسُ أَيْضًا فِي نُظَرَائِهَا مِنَ الجِنِّ . فِي نُظَرَائِهَا مِنَ الجِنِّ .

 

وَبِهَذَا يَنْتَهِي بِحَمْدٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِتَوْفِيقٍ وَبِتَسْدِيدٍ وَبِإِعَانَةٍ يَنْتَهِي هَذَا التَّفْسِيرُ .