شرح الألفية
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد قال الناظم :
64ــ وَصِلْ أو افْصِلْ هاءَ سَلْنيه ِومَا أشبهَهُ في كُنْتهُ الخُلفُ انتمى
65ــ كذاكَ خِلْتَنِيهِ واتصالا أختارُ غيرِي اخْتارَ الانفصالا
لما ذكر رحمه الله انه لا يعدل عن الضمير المتصل إلى الضمير المنفصل في حال الاختيار إلا إذا كانت هناك ضرورة كما سبق في البيت السابق
ما هو البيت السابق ؟
وفي اختيار لا يجيء المنفصل
إذا تأتى أن يجيء المتصل
ففي حال الاختيار لا يؤتى بالضمير المنفصل مع إمكانية الضمير المتصل
وسبق التمثيل على ذلك:
فلا تقل :
أكرمت إياك
لم ؟
لأنه بالإمكان أن تأتي به متصلا تقول : أكرمتك
وذكرنا أن الإتيان بالضمير المنفصل يتعين في مواضع :
ذكرنا هذا
إذاً :
هو أراد رحمه الله بهذا المثال أن يبين أن ما ذكره في البيت السابق ليس على عمومه
ففي حال الاختيار لا يعدل عن الضمير المتصل إلى الضمير المنفصل
لكن في بعض المواضع ممكن يعدل المتحدث من الضمير المتصل إلى الضمير في بعض الأحوال
كما ذكر رحمه الله :
وَصِلْ أو افْصِلْ هاءَ سَلْنيه ِومَا أشبهَهُ
يعني :
أنت بالخيار في هاء سلنيهِ
أتى بهذا المثال :
سلنيهِ للفعل الذي يتعدى إلى مفعولين الثاني منهما ليس خبرا وهما ضميران
أتى بقوله سلنيه
سل : فعل يتعدى لمفعولين
يعني : ينصب مفعولين
لأن الناصب للمفعولين منه ما يكون :
أصله المبتدأ والخبر
زيد قائم /
زيد : مبتدأ
وقائم :
خبر
فتأتي مثلا بظن :
ظننتُ زيدا قائما
فهنا نسخت ظن المبتدأ والخبر
المهم سيأتي حديث مخصوص لهذا الأمر
أهم شيء تعلم :
أنه أتى باب سلنيه من باب أن يبين أن الفعل إذا نصب مفعولين الثاني ليس أصله خبرا وهما ضميران فأنت مخير
تقول : سلنيه
هذه حال الاتصال
وتقول : سلني إياه
فيصح الوجهان
فإن الياء والهاء مفعولان لسل
سواء كانت الهاء متصلة أو منفصلة
كما في مثال :سلني إياه
وما أشبهه :
يعني:
ما أشبه هذا الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين الثاني ليس خبرا وهما ضميران
وما أشبهه مثل :
أعطيتكه الدرهم
أعطيتكه :
يصح أن تقول : أعطيتك إياه
إذاً :
فقوله : وما أشبهه
يعني:
ما أشبه هذا الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين الثاني ليس خبرا وهما ضميران
ثم قال :
في كنته الخلف انتمى
في كنته :
هنا إذا كان خبر كان وأخواتها ضميرا فإنه يصح الوجهان
ولذا قال في كنته
إذاً :
كان :
ماذا تفعل ؟
ترفع الاسم وتنصب الخبر
إذا كان خبرها ضميرا سواء كان أو إحدى أخواتها فإنك بالخيار
تقول : كنته
ويصح : كنت إياه
فالهاء في كنته :خبر كان
وكذلك القول : كنت إياه
إياه خبر كان
قال :
الخلف انتمى
يعني : الاختلاف في ماذا ؟
الاختلاف في أيهما أولى
الانفصال أو الاتصال
قال : في كنته الخلف انتمى
يعني : منسوب إلى أصحاب معينين ليسوا علماء مجهولين
في كنته الخلف انتمى
يعني :
أن خبر كان أو خبر إحدى أخواتها إذا كان ضميرا فيصح الوجهان
لكن ما هو الأفضل والأحسن ؟
هناك :
من رأى الاتصال
وهناك :
من رأى الانفصال
وسيأتي رأي الناظم رحمه الله في أيهما اختار
ثم قال :
كذلك خلتنيه
أتى بـ” خلتنيه “ على الفعل الذي يتعدي يعني :
ينصب مفعولين الثاني خبر
فيصح :
خلتنيه
ويصح : خلتني إياه
وعلى كلتا الحالتين :
خلتنيه
الهاء مفعول ثاني
خلتني إياه :
إياه مفعول ثاني
ولخلتنيه له أشباه من الأفعال سيأتي إن شاء الله بيانه
لكن لنعرف هذا الحكم الذي أراد أن يذكره فيما يتعلق بالضمير المنفصل والمتصل
ثم قال رحمه الله :
واتصال أختار
يعني :
هو يرجح أن خبر كان أو إحدى أخواتها إذا كان ضميرا أو إذا كان الفعل يتعدى إلى مفعولين الثاني خبر :
يرى أن الاتصال أولى
قال :
غيري اختار الانفصالا
غيره اختار الانفصال
ــــــــــ
حديث النبي عليه الصلاة والسلام لعمر في شأن ابن صياد :
قال – لما أراد عمر أن يقتله ، ابن صياد اختلف العلماء : هل هو الدجال الأكبر أم لا ؟
الصحيح : إنه ليس الدجال الأكبر وإنما هو دجال من الدجالين – قال عليه الصلاة والسلام :
(( إن يكنهُ فلن تُسلَّط عليه ، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله ))
إن يكنه
هذا دليل على الاتصال
ــــــــــــــــ