شرح الألفية الدرس ( 43 ) النكرة والمعرفة ( العلم ) [ البيت 75 وإن يكونا مفردين ]

شرح الألفية الدرس ( 43 ) النكرة والمعرفة ( العلم ) [ البيت 75 وإن يكونا مفردين ]

مشاهدات: 860

قول الناظم:

75- وَإنْ يَكُونَا مُفْرَدَيْنِ فَأَضِفْ            حَتْماً وإلاَّ أَتْبِعِ الَّذِي رَدِفْ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قول الناظم :

75- وَإنْ يَكُونَا مُفْرَدَيْنِ فَأَضِفْ……حَتْماً وإلاَّ أَتْبِعِ الَّذِي رَدِفْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

قوله رحمه الله :

وإن يكونا :

الضمير يرجع إلى الاسم واللقب

فكما سلف معنا في البيت السابق

لو اجتمع الاسم واللقب وجب تأخير اللقب

هذا فيما يتعلق بالتقديم والتأخير

أما ما يتعلق بالإعراب

فإن الحال يختلف :

فقال رحمه الله :

وإن يكونا مفردين :

أي  الاسم واللقب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وإن يكونا مفردين فأضف حتما :

الشرح :

ـــــــــــــــــــــ

يعني : إذا اجتمع الاسم والقلب

ماذا قلنا ؟

يجب تقديم الاسم على القلب

هناك أمر آخر :

إذا كانا مفردين

فالأمر هو : وجوب الإضافة :

أن يضاف الاسم إلى اللقب

ونحن هنا بين أربع حالات :

الحالة الأول:

أن يكون الاسم واللقب مفردين :

مثل :

زيد

هذا الاسم

اللقب :

هب أن زيدا يلقب بالبئر : باعتبار أنه يحفظ الأسرار مثلا

نقول هنا :

زيد  : اسم

البئر : لقب

هنا : زيد مفرد وهو الاسم

بئر : الذي هو اللقب مفرد

هنا : تجب الإضافة

إضافة زيد إلى البئر

إضافة الاسم إلى اللقب

نقول :

هذا زيدُ  بئرٍ

وجبت الإضافة

تقول :

رأيتُ زيدَ  بئرٍ

في حالة النصب

تقول في  حالة الجر:

مررت بزيدِ بئرٍ

ولذا قال :

وإن يكونا مفردين فأضف   حتما :

يعني  : وجوبا

ومعلوم أن الناظم من البصريين

بينما الكوفيون يرون : جواز الاتباع

يصح أن تقول : هذا زيدٌ بئرٌ

رأيت زيداً بئراً ـــــــــ على أنه صفة

مررت بزيدٍ بئرٍ

هذا عند الكوفيين

لكن في البيت نص رحمه الله على وجوب الإضافة إذا كانا مفردين

هذا فيما يتعلق بالحالة الأولى :

أن يكون الاسم واللقب مفردين

الحالة الثانية :

أن يكون الاسم مفردا واللقب مركبا :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفرد مثل : زيد

اللقب :

إذا كان مركبا مثاله : أنف الناقة

الحالة الثالثة :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أن يكون الاسم مركبا واللقب مفردا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثل الاسم المركب : عبد الله

اللقب مفرد مثل : بئر مثل ما مر معنا

الحالة الرابعة :

أن يكون الاسم واللقب  مركبين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثل :

عبد الله أنف الناقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذه الحالات الثلاث :

إذا كان الاسم مفردا واللقب مركبا

أو إذا كان العكس بأن كان الاسم مركبا واللقب مفردا

أو إذا  كان الاسم واللقب كلاهما مركبين :

فهنا يجب الاتباع

قال :

وإلا اتبع الذي ردف

وإلا :

يعني إن لم يكونا مفردين فأتبع الذي ردف

هذه الثلاث الحالات الأخيرة

تقول :

هذا زيدٌ أنفُ الناقةِ

تقول :

رأيت زيداً انفَ الناقة

تقول :

مررت بزيدٍ أنفِ الناقة

وأما إذا كان الاسم مركبا واللقب مفردا فكذلك :

تقول:

هذا عبدًُ الله بئرٌ

رأيت عبدَ الله بئراً

مررت بعبد الله بئرٍ

وكذلك لو كان كلاهما مركبين

تقول :

هذا عبدُ الله انفُ الناقة

وتقول :

رأيت عبدَ الله أنف َ الناقة

ومررت بعبدِ الله أنف ِالناقة

ـــــــــــــــــــــــــ

إذاً :

عندنا ملخص له وملخصه في البيت :

فإذا كان الاسم والمفرد كلاهما مفردين فتجب الإضافة

ما عدا ذلك يجب الاتباع

سواء كان أحدهما مفردا والآخر مركبا

أو كان كلاهما مركبين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحالة الأولى :

أن  يكونا الاسم واللقب مفردين  :

هل هو محل إجماع على وجوب الإضافة ؟

الجواب :

لا

الكوفيون يرون جواز الاتباع

الحالات الثلاث الأخرى :

قال :

وإلا أتبع الذي ردف

يعني  :

يجب الاتباع

بمعنى :

أن الإضافة لا يمكن أن تكون هناك إضافة في الحالات الثلاث الأخيرة

بينما يجوز القطع

يسمونه بالقطع

يعني :

أن تقطع اللقب عن الاسم 

كأن اللقب جملة منفصلة منقطعة عن الاسم

تقول :

مررتُ بزيدٍ المثال الذي مر معنا أنفِ الناقة

هنا الاتباع

لكن يجوز القطع على الرفع وعلى النصب

تقول :

مررت بزيدٍ أنفُ الناقةِ

رفعنا هنا

هذه حالة الرفع

كأن قولك مررت بزيد جملة مستقلة عن أنف الناقة

فيكون إعرابها  :

أنف :

خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو

ويجوز أن يقطع في حالة النصب :

تقول  :

مررت بزيدٍ  أنفَ الناقةِ

كيف يكون إعراب أنف الناقة ؟

مفعول به على تقدير فعل محذوف  هو أعني

مررت بزيد أعني انفَ الناقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلاصة القول :

أن الاسم واللقب إذا اجتمعا فيجب تقديم الاسم على اللقب

بينما في قضية الإعراب ننظر:

إذا كان الاسم واللقب مفردين فتجب الإضافة عند البصريين ويجوّز الكوفيون الاتباع

 

أما إذا لم يكونا مفردين بأن يكونا كلاهما مركبين أو كان احدهما مركبا والآخر مفردا

فهنا يجب الاتباع 

ولكن لا يمكن أن تكون هناك إضافة

ولكن أيجوز وجه آخر ؟

نعم يجوز وجه آخر وهو  :

حالة القطع

بمعنى : أن تقطع اللقب عن الاسم ولك  في هذا خياران :

إما الرفع وإما النصب

فإذا رفعت  :مررت بزيدٍ انفُ الناقة

فهو خبر لمبتدأ محذوف  تقديره هو

وإن شئت أن تنصبه فتقول : أنفَ الناقة فلك ذلك

ويكون التقدير : أعني انفَ  الناقة

قول الناظم هنا فيه أمر مستغرب وهو:

 قوله إن يكونا مفردين فأضف :

هذه  جملة شرطية

إن : أداة شرط

يكونا  : فعل الشرط

أضف  : جواب الشرط

وهي جملة طلبية فعلية لابد أن تقترن بالفاء كما مر معنا في الآجرومية

حتما : مفعول مطلق

لكن هنا :

وإلا أتبع الذي ردف :

إلا أصلها من كلمتين : إن ولا

فتكن ” إن ” هنا شرطية لابد لها من فعل شرط وجواب شرط

فعل الشرط محذوف  لأنه معلوم مماسبق

أصلها : وإن لا  يكونا

جواب الشرط ما هو ؟

أتبع

لكن أين الفاء هنا ؟

يجب أن تكون هناك فاء هذا واجب

لأن جواب الشرط هنا جملة طلبية لكن قالوا  :لضرورة الوزن حذفت الفاء من ابن مالك رحمه الله .