شرح الألفية
قول الناظم :
78- وَشَاعَ فِي الأعْلاَمِ ذُو الإضَافَهْ كَعَبْدِ شَمْسٍ وأَبِي قُحَافَهْ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
يقول الناظم :
وشاع في الأعلام ذو الإضافة كعبد شمس وأبي قحافةْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مر معنا أن العلم يكون منقولا ويكون مرتجلا ،
والمنقول :
إما أن يكون منقولا من مصدر
أو من وصف
أو من جملة
أو من مركب تركيب مزجي
كذلك :
يكون منقولا من التركيب الإضافي :
ولعلنا نستفيد من قوله رحمه الله :
وجملة وما بمزج ركبا
وقوله هنا :
وشاع في الأعلام ذو الإضافة
نستفيد من مجموع ما ركب في هذين البيتين :
أن المركب ثلاثة أنواع
النوع الأول :
التركيب الإسنادي :
وهو إما أن يكون من فعل وفاعل أو من مبتدأ وخبر
كأن يسمى شخص : قام زيد
ومر معنا ما جاء على ألسنة العرب :
مثل :
تأبط شرا
وشاب قرناها
أو يكون من اسمين مبتدأ وخبر :
تقول : زيد قائم
كأن تسمي شخصا زيد قائم
هذا هو التركيب الإسنادي ومر معنا في قوله : وجملة
النوع الثاني :
التركيب المزجي :
وذلك بأن تمزج كلمتين فيتكون منهما هذا التركيب :
مثل :
بعلبك
حضرموت
ونحو ذلك
النوع الثالث :
التركيب الإضافي :
وهو أن تضاف كلمة إلى أخرى :
كما لو قلت :
غلام زيدٍ
فقال رحمه الله هنا :
وشاع في الأعلام ذو الإضافة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعني : أن شيوع التركيب الإضافي في الأعلام كثير
ومثل له رحمه الله بمثالين :
بعبد شمس وأبي قحافة :
فعبد شمس علم
وأبي قحافة : علم
فمثل له بمثالين :
عبد شمس وأبي قحافة
وتمثيله رحمه الله بهذين المثالين يدل على تفنن ابن مالك في إفادة طالب هذا العلم من خلال ما نظمه رحمه الله
فهنا :
عبد شمس :
نستفيد منه :
أن هذا علم إعرابه بالحركات :
فالكاف : حرف جر
عبد : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة وهو مضاف
وشمس : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة
بينما :
وأبي قحافة :
الواو : حرف عطف
أبي : معطوف على ما قبله وما قبله مجرور فيكون أبي مجرورا وعلامة جره الياء
لم ؟
لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف
وقحافة : مضاف إليه
والفائدة الثانية :
في تمثيله رحمه الله بهذين المثالين :
أنه مثل على المصروف والممنوع من الصرف :
فالمضاف إليه هنا :
عبد شمسٍ : مصروف لأنه منون ومر معنا هذا الكلام
هنا :
وأبي قحافة
يعني : لولا التفعيلة لقلنا : وأبي قحافةَ
فأبي : مضاف
وقحافة : مضاف إليه مجرور وعلامته الفتحة نيابة عن الكسرة
لم ؟
للعلمية والتأنيث
والتأنيث هنا : تأنيث لفظي
فخلاصة القول /
أن الأعلام إما أن تكون مرتجلة :
يعني : لم يسبق أنها استخدمت من قبل في غير العلمية
وإما أن يكون العلم منقولا كأن يكون قد استخدم فيما مضى في غير العلمية
والمنقول :
إما مصدرا
وإما وصفا
وإما جملة
وإما تركيبا مزجيا
والحديث هنا معنا عن التركيب الإضافي
فإذاً :
عبد الله علم منقول
لم ؟
لأن عبد مضاف ، والله مضاف إليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ