شرح الألفية
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــ
قول الناظم رحمه الله في تتمة ما يتعلق بباب العلم :
79- وَوَضَعُوا لِبَعْضِ الأجْنَاسِ عَلَمْ كَعَلَمِ الأشْخَاصِ لَفْظاً وَهْوَ عَمْ
80- مِنْ ذَاكَ أُمُّ عِرْيَطٍ لِلعَقْرَبِ وَهكَذَا ثُعَالَةٌ لِلثَّعْلبِ
81- وَمِثْلُهُ بَرَّةُ لِلمَبَرَّه كَذَا فَجَارِ عَلَمٌ لِلْفَجْرَه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراد الناظم رحمه الله أن يبين أن العلم نوعان :
علم الشخص
وعلم الجنس
ولذا قال :
ووضعوا لبعض الأجناس علم
هذا يدل على النوع الآخر من أنواع العلم وهو علم الأجناس
كعلم الأشخاص :
هذا هو النوع الأول والأساسي ، وهو علم الشخص
والفرق بينهما :
ما نبه إليه رحمه الله بقوله :
كعلم الأشخاص لفظا وهو عم
فعلم الشخص :
هو ما يعين به شخص بعينه أو ما يقصد به شخص بعينه
كقولك :
زيد
كقولك : أحمد محمد خالد
هذا علم شخص لأنه يخص شخصا بعينه
بينما علم الجنس :
لا يخص شخصا بعينه
ولذا قال :
كعلم الجنس عام ولا يخص شخصا بعينه بخلاف علم الشخص فإنه يخص شخصا بعينه
من أمثلة علم الجنس
قال :
من ذاك أم عريط للعقرب
نقول :
هذه أم عريط
أو رأيت أم عريط
يصدق على أي عقرب لكن المقصود بذلك عقرب لكن ليست عقربا بذاتها فيصدق على العقرب السوداء الصفراء الكبيرة الصغيرة
وهكذا ثعالة للثعلب
تقول : رأيت ثعالة
ثعالة : أنثى الثعلب
تقول : رأيت ثعالة
فيصدق على أي ثعلب
فقولك : أم عريط أو ثعالة
هذا يوازي علم الشخص بحيث نخصص وصفا لأشخاص معينين
وهذا هو النوع الأول من أنواع علم الجنس
فعلم الجنس نوعان :
علم الشخص كقولك :
أم عريط أو ثعالة
وهنا :
علم المعنى :
ومنه برة للمبرة
برة يصدق على كل من هو بر
يعني : من الأبرار
وكذلك قولك :
رأيت فجار
أو هذا فجار
مبني على الكسر
ففجار : علم من أعلا م الجنس لكنه علم معنوي بمعنى الوصف
بينما هنا :
أم عريط وثعالة علم جنس لمن ؟
للشخص
بينما برة وفجار :
علم جنس للوصف أو للمعنى
فخلاصة القول :
أن العلم نوعان :
علم شخص كقولك :
زيد محمد أحمد
يخص شخصا بعينه
النوع الثاني :
علم الجنس وهو ما لا يخص شخصا بعينه لأن معناه عام يدخل تحته أشخاص كثر
وعلم الجنس نوعان :
علم جنس لشخص
وعلم جنس للمعنى أو للوصف
مثال للجنس :
أم عريط يصدق على كل عقرب
ثعالة :
يصدق على كل ثعلب
النوع الثاني من أنواع الجنس :
علم الجنس المعنوي
كقولك :
برة
كقولك : فجار
وبهذا ينتهي الحديث عن باب العلم
ويلي ذلك باب الإشارة نأخذها فيما يأتي إن شاء الله من أيام قادمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ