شرح الألفية
الابتداء
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
قال ابن مالك :
113- مُبْتَدأٌ زَيْدٌ وَعَاذِرٌ خَبَرْ……إنْ قُلْتَ زَيْدٌ عَاذِرٌ مَنِ اعْتَذَرْ
114- وَأَوَّلٌ مُبْتَدأٌ وَالثَّانِي……فَاعِلٌ اغْنَى فِي أَسَارٍ ذَانِ
115– وَقِسْ وَكَاسْتِفْهَامٍ النَّفْيُ وَقَدْ……يَجُوزُ نَحْوُ فَائِزٌ أُولُو الرَّشَدْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
قال رحمه الله :
113- مُبْتَدأٌ زَيْدٌ وَعَاذِرٌ خَبَرْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد شرع ابن مالك في بيان ما يخص المبتدأ والخبر فذكر هنا أن المبتدأ لابد له من خبر
وهذا الخبر إذا لم يكن وصفا فإنه لا يشترط فيه شروط
لأن الخبر كما سيأتي ــ إن شاء الله ــ خبر المبتدأ :
إما أن يكون مفردا
وإما أن يكون جملة
وإما أن يكون شبه جملة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
113- مُبْتَدأٌ زَيْدٌ وَعَاذِرٌ خَبَرْ……إنْ قُلْتَ زَيْدٌ عَاذِرٌ مَنِ اعْتَذَرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثل هنا بقوله :
زيدٌ عاذرٌ
فـ(( زيد )) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
عاذر : خبر للمبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
ويقاس على هذا أمثلة كثيرة :
كما لو قلت :
زيدٌ قائمٌ
زيدٌ جالس
فيمكن للإنسان أن يقيس على هذا المثال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاذر على وزن فاعل اسم فاعل
واسم الفاعل يتطلب فاعلا الفاعل هنا ضمير مستتر والمفعول هنا من ؟
من الموصولية
فهي في محل نصب مفعول به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
114- وَأَوَّلٌ مُبْتَدأٌ وَالثَّانِي……فَاعِلٌ اغْنَى فِي أَسَارٍ ذَانِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــ
هذا هو النوع الثاني من أنواع خبر المبتدأ :
وهو ما كان وصفا
وهذا الوصف مثل له بمثال
هذا المثال وضح فيه شروط هذا الوصف
كما قال هناك
أسارٍ ذانِ ؟
الهمزة : هنا للاستفهام :
سار : مبتدأ
ذان : هو الخبر
كما لو قلت : أقائمٌ الزيدان ؟
الهمزة: للاستفهام
قائم : مبتدأ
قائم على وزن فاعل يتطلب فاعلا
فاعله هنا سد مسد الخبر
فلابد في الفاعل لكي يكون خبرا أن يكون سادا مسد الخبر
الخبر كما سيوضحه ابن مالك :
الجزء المتم للفائدة
فإذا لم تحصل فائدة في هذا الوصف فلا يصح أن يكون هذا الفاعل خبرا للمبتدأ
كما لو قلت :
أقائمٌ أبواه زيدٌ ؟
لا تحصل فائدة ، لو قلت : أقائم أبواه ؟
فهنا هذا الفاعل : هو فاعل اسم الفاعل لا يصح أن يكون خبرا
لم ؟
لأن المعنى لم يتم لأن الأصل :
زيد أقائم أبواه ؟
أقائم خبر مقدم في هذا المثال
زيد : مبتدأ مؤخر
أبواه : فاعل مرفوع
لأي شيء ؟
لاسم الفاعل
فلابد أن يكون مفيدا وسادا مسد الخبر
ما هو الخبر ؟
هو الجزء المتم للفائدة
كما سيوضح ذلك ابن مالك
وكذلك يشترط من حيث ذكر هذا المثال :
أن يكون هذا المبتدأ الذي هو وصف وفاعله الذي نحتاج أن يسد مسد الخبر لابد أن يعتمد على استفهام كما مثل هنا :
أو على نفي :
فيكون لدينا شرطان في كون الوصف الذي وقع مبتدأ أن يكون فاعله خبرا ، لابد من أمرين :
أولا : ـــ أن يكون فاعل هذا الوصف الذي نريده خبرا أن يكون متمما للفائدة
ــ ثانيا : أن يعتمد على استفهام أو نفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
115– وَقِسْ وَكَاسْتِفْهَامٍ النَّفْيُ وَقَدْ……يَجُوزُ نَحْوُ فَائِزٌ أُولُو الرَّشَدْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــ
وقس :
يعني : إذا كان هذا الوصف معتمدا على استفهام فلا تنظر إلى نوعية أداة هذا الاستفهام سواء كانت الأداة حرفا أم كانت اسما
فبمجرد مجيء استفهام متقدم على هذا الوصف
هذا الوصف يكون فاعله ساد مسد الخبر إذا كان متمما للفائدة
ولذلك قال :
وقس
يعني :
لك ما تشاء من الأمثلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكاستفهام النفيُ :
ـــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــ
شأن النفي كشأن الاستفهام كما لو قلت :
ما قائم الزيدان
ما : نافية
قائم : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
الزيدان : فاعل لقائم الذي هو اسم الفاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى
ويستوي في ذلك الأداة من حرف أو فعل :
تصور لو قلت :
ليس قائمٌ الزيدان :
ليس : نافية
وسبق معنا أن ليس لنفي الحال ولا تكون لنفي الماضي ولا لنفي المستقبل إلا إذا قيدت
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَقَدْ……يَجُوزُ نَحْوُ فَائِزٌ أُولُو الرَّشَدْ
ــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــ
قد : للتقليل :
لأن ” قد “ تأتي في اللغة ولها ثلاثة معان :
إما أن تكون للتحقيق كقوله عز وجل :
(( قد أفلح المؤمنون ))
يعني :
تحقق فلاحهم
ــ وإما أن تكون للتقريب:
كقولك :
قد قامت الصلاة أي قرب قيامها
ـــ وقد تكون للتقليل :
قد ينجح الكسلان
هنا قال :
وَقَدْ……يَجُوزُ نَحْوُ فَائِزٌ أُولُو الرَّشَدْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد : للتقليل
نحوُ : فاعل ليجوز ولذلك ضم هنا
ــ فَائِزٌ أُولُو الرَّشَدْ
ـــــــــــــــــــــــــ
فائز : وصف
أولو : فاعله مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
فَائِزٌ أُولُو الرَّشَدْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعني : أصحاب الرشد والرأي السديد هم الفائزون
لكن قال :
وقدْ يجوز نحوُ فائزُ أولو الرشد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أولو : هنا تم المعنى
لكن لم يتقدم هذا الوصف استفهام ولا نفي
ولذلك قال ابن مالك :
وقد يجوز
بناء على رأي : الأخفش “
لأن البصريين يرون :
أنه لابد في فاعل الوصف ليكون سادا مسد الخبر أن يتقدمه استفهام أو نفي إلا الأخفش من البصريين
الكوفيون :
يرون الجواز ولذلك قال رحمه الله :
وقدْ يجوز نحوُ فائزُ أولو الرشد :
فخلاصة القول :
ـــــــــــــــ
ـــ أن فاعل الوصف يكون سادا مسد الخبر بشرطين
ما هما ؟
ــ أن تكون الفائدة تامة من هذا الفاعل
ــ وأن يتقدم ذلك استفهام أو نفي
وهذا هو رأي البصريين
وابن مالك من البصريين
يخالف البصريين الأخفش تبعا للكوفيين
فيقولون : متى ما تم المعنى فيجوز
ولا إشكال بذلك واستشهدوا بأبيات من الشعر تدل على الجواز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهنا قاعدة : فيما لو اختلف النحاة :
إذا اختلف النحاة فيما بين جماهيرهم :
جماهير الكوفيين وجماهير البصريين فنأخذ بالأسهل :
إذا كان لدى الأسهل دليل وحجة على ما ذهب إليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ