شرح الألفية الدرس ( 63 ) ( الابتداء) [ الأبيات 119 ـ 124 ومفردا ويأتي جملة ]

شرح الألفية الدرس ( 63 ) ( الابتداء) [ الأبيات 119 ـ 124 ومفردا ويأتي جملة ]

مشاهدات: 535

الأبيات 119 ــ 124

119- وَمُفْرَداً وَيَأْتِي جُمْلَهْ……حَاوِيَةً مَعْنَى الَّذِي سِيقَتْ لَهْ

120- وَإنْ تكُنْ إيَّاهُ مَعْنىً اكْتَفَى……بِهَا كَنُطْقي اللهُ حَسْبِي وَكَفَى

121- والمُفْرَدُ الجَامِدُ فَارِغٌ وَإنْ……يُشْتَقَّ فَهْوَ ذُو ضَمِيرٍ مُسْتكِنْ

122- وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقاً حَيْثُ تَلا……مَا لَيْسَ مَعْنَاهُ لَهُ مُحَصَّلا

123- وَأَخْبَرُوا بِظَرْفٍ أوْ بِحَرْفِ جَرْ……نَاوِينَ مَعْنَى كَائِنٍ أوِ اسْتَقَرْ

124- وَلا يَكُونُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرَا……عَنْ جُثَّةٍ وَإِنْ يُفِدْ فَأخْبِرَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :

زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن مالك :

وَمُفْرَداً وَيَأْتِي جُمْلَهْ……حَاوِيَةً مَعْنَى الَّذِي سِيقَتْ لَهْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــ

 

فإن ابن مالك رحمه الله قد ذكر ما يتعلق بالمبتدأ فلما فرغ من ذكر ما يخص المبتدأ وهو سيعود مرة أخرى إلى ذكر خصائص للمبتدأ

لكن لما ذكر المبتدأ ذكر تعريف الخبر والخبر يكون للمبتدأ

كما لو قلت : زيد مجتهدٌ :

زيد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

مجتهد : خبر لزيد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة

هذا المبتدأ يحتاج إلى خبر ليتمم معنى المبتدأ :

118- وَالْخَبَرُ الْجُزْءُ الْمُتِمُّ الفَائِدَهْ

فأي مبتدأ يحتاج إلى خبر

هذا الخبر يتم به المعنى المفيد

هذا الخبر إما أن يكون مفردا وإما أن يكون حملة

فالمفرد :

سيأتي معنا بإذن الله تعالى في ضمن هذه الأبيات ما يتعلق به

 

لكن نحن الآن في مبتدأ خبره جملة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فإن كان الخبر جملة فينظر هل هذا الخبر هو معنى المبتدأ أم أن هذا الخبر الذي هو جملة ليس معنى للمبتدأ  ؟

فإن كانت الجملة التي هي خبر للمبتدأ ليست في معنى المبتدأ فإنه لابد من رباط يربطها

ولذلك قال :

حَاوِيَةً مَعْنَى الَّذِي سِيقَتْ لَهْ

 

تقول :

زيدٌ قامَ أبوه

زيد : مبتدأ

قام : فعل ماض مبني على الفتح

أبوه : فاعل لقام وهو مضاف  والضمير الهاء مضاف إليه

جملة ” قام أبوه “ جملة فعلية في محل خبر مبتدأ الذي هو ” زيد ”

هنا :

أتي بالضمير الذي لابد أن يعود على زيد في قولك : ” أبوه ”

زيدٌ قام أبوه

 

لم  الإتيان برابط؟

لأن الخبر ليس هو معنى المبتدأ لكن إن كان الخبر الذي هو جملة هو معنى المبتدأ فلا نحتاج إلى ما يربطها

 

فقال في البيت الثاني :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

120- وَإنْ تكُنْ إيَّاهُ مَعْنىً اكْتَفَى……بِهَا كَنُطْقي اللهُ حَسْبِي وَكَفَى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مثل رحمه الله بالخبر الذي هو جملة ولا نحتاج فيه إلى رابط:

مثال : نطقي الله حسبي

هذه جملة :

نطقي : مبتدأ أول

الله : مبتدأ ثانٍ

حسبي : خبر لمبتدأ الثاني الذي هو الله

 

جملة ” الله حسبي “ من المبتدأ والخبر هذه الجملة خبر للمبتدأ الأول الذي هو نطقي

فلا نحتاج إلى ضمير

لم ؟

يعني : أن قولي الله حسبي أو نطقي الله حسبي فلا نحتاج إلى ضمير ولا إلى رابط

لم ؟

لأن معنى قول الله حسبي هو معنى قول : نطقي الله حسبي

لكن لو قلت في المثال السابق :

زيد قام أبو

لا يصح

فلابد من رابط لأن المعنى في الخبر ليس هو المعنى في المبتدأ فنحتاج إلى رابط هذا الرابط يعيدنا إلى المبتدأ

زيد قام أبوه

فلا نحتاج أن نقول : الله حسبي هو

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال رحمه الله :

121- والمُفْرَدُ الجَامِدُ فَارِغٌ وَإنْ……يُشْتَقَّ فَهْوَ ذُو ضَمِيرٍ مُسْتكِنْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

شرع رحمه الله في بيان الخبر المفرد

فالخبر إما أن يكون جملة كما مر معنا فإن كان جملة هو في معنى المبتدأ فلا نحتاج إلى رابط

وإن كان في غير نفس المعنى فنحتاج إلى رابط

نحن الآن في ذكر خبر للمبتدأ هذا الخبر مفرد ليس بجملة

 

والخبر المفرد :

إما أن يكون جامدا وإما أن يكون مشتقا

فالجامد :

هو خلاف المشتق

ما هي  المشتقات التي مرت معنا ؟

اسم الفاعل

اسم المفعول

الصفة المشبَّهة باسم الفاعل

إذاً :

ما عدا المشتقات يكون جامدا

هذا الخبر الذي هو مفرد هل يتضمن ضميرا أم لا ؟

نأتي إلى الخبر المفرد الجامد:

تقول : زيدٌ أبوك

زيد : مبتدأ

أبوك : خبر

 

أبوك مفرد جامد فلا نحتاج أن نقول : إن الخبر تضمن ضميرا

فلا نحتاج أن نقول : زيد أبوك هو

لكن إن كان الخبر المفرد مشتقا فإنه يتضمن ضميرا وهذا الضمير لا يلزم إظهاره لكونه يتحمل تقول :

زيدٌ قائم:

زيد : مبتدأ

قائم : خبر

 

لكن هذا الخبر جامد أم مشق؟

مشتق لأنه اسم فاعل

فيكون ” قائم ” تضمن ضميرا

فتقول :

زيد قائم هو

مثال على اسم المفعول

زيد مضروب هو

مثال على الصفة المشبهة باسم الفاعل

زيد حسن الوجه هو

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

121- والمُفْرَدُ الجَامِدُ فَارِغٌ وَإنْ……يُشْتَقَّ فَهْوَ ذُو ضَمِيرٍ مُسْتكِنْ

فارغ من ماذا ؟

من الضمير

وَإنْ……يُشْتَقَّ فَهْوَ ذُو ضَمِيرٍ مُسْتكِنْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــ

يعني : إن كان الخبر مشتقا ليس بجامد فإنه ذُو ضَمِيرٍ مُسْتكِنْ يعني يتحمل ضميرا فيه ولا يظهر

والرابط في الجملة يختلف هل هو ضمير ؟

هذا الرابط قد يكون ضميرا وقد يكون تكرار المبتدأ

قال رحمه الله :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

122- وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقاً حَيْثُ تَلا……مَا لَيْسَ مَعْنَاهُ لَهُ مُحَصَّلا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــ

 

وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقاً حَيْثُ تَلا

الحديث هنا :

عن الخبر المفرد المشتق

قلنا :

إن الخبر المفرد المشتق يتحمل ضميرا ويكون مستكنا

يعني : لا يظهر

فإن ظهر كما لو قلت :

زيد قائم هو ـــــــــ فأنت في إعرابه بين أمرين :

زيد قائم هو

زيد : مبتدأ

قائم :خبر

 

ما إعراب هو ؟

لك في ذلك وجهان :

إما أن تقول :

ــــ  هو ضمير مؤكد للمضير الذي هو مستكن في قائم

يعني يكون تأكيدا للضمير الذي في قائم

 

ويصح أن تقول :

زيد : مبتدأ

قائم:  خبر

هو :  فاعل لاسم الفاعل قائم

 

لكن هنا قال :

وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقاً حَيْثُ تَلا

لم يقل وأبرزنَّه

هنا : نون التوكيد

هو فعل مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة

 

وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقاً حَيْثُ تَلا

ما الذي بعدها ؟

مَا لَيْسَ مَعْنَاهُ لَهُ مُحَصَّلا    ــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــــ

الأصل :

زيد قائم :

أن يكون الضمير مستترا

فإن ظهر فلك في إعرابه وجهان :

لكن :

أيظهر هذا الضمير إذا كان المعنى في الجملة يوهِم

مثال :

تقول : زيدٌ هندٌ ضاربُها

هنا :

لو قلت : زيدٌ هندٌ ضاربها :

من الذي ضربها ؟

زيد

إذاً :

ما فيه  لبس  اللبس مأمون

لكن لو قلت :

زيدٌ عمروٌ ضاربُه

من الضارب ؟

ما تدري فاللبس موجود ما تدري هل الضارب زيد أم عمرو

فوجد اللبس

ابن مالك يقول : وجد البس أم لم يوجد يجب أن يظهر

 

ولذلك قال :

122- وَأَبْرِزَنْهُ مُطْلَقاً حَيْثُ تَلا

 

فعلى قاعدة ابن مالك رحمه الله يجب أن تقول :

في مثال :

 زيدٌ هندٌ ضاربها

تقول : زيدٌ هندٌ ضاربُها هو

وتقول : زيدٌ عمروٌ ضاربُه هو

 

بينما بعض النحاة يقول :  لا ، إن أمن اللبس فأنت مخير

 

أين مثال أمن اللبس ؟

زيد هند ضاربها

فيصح عندهم أن تقول :

 زيد هند ضاربها

 

ويصح أن تقول :

 زيد هند ضاربها هو

 

أما ابن مالك ففي كلا الوجهين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال رحمه الله :

123- وَأَخْبَرُوا بِظَرْفٍ أوْ بِحَرْفِ جَرْ……نَاوِينَ مَعْنَى كَائِنٍ أوِ اسْتَقَرْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــ

 

المبتدأ يكون له خبر وهذا الخبر إما أن يكون مفردا ومر معنا

وإما أن يكون جملة وتلك الجملة إن كان الخبر في معنى المبتدأ فلا نحتاج إلى رابط وإن لم يكن الخبر نفس  معنى المبتدأ فلابد من رابط

 

 

بيَّن هنا في هذا البيت :

أن الخبر يكون شبه جملة :

لأن شبه الجملة إما بالظرف وإما بالجار والمجرور

تقول :                     زيد عندك

وتقول :                         زيد في الدار

بعض النحاة يقولون :                      زيد عندك:

 

زيد : مبتدأ

عندك : الظرف هو الخبر

 

يقولون في :

زيد في الدار :

زيد : مبتدأ

في الدار : جار ومجرور خبر

 

ابن مالك هنا :

يقول : ليس الخبر هو الجار والمجرور ولا الظرف وإنما هناك شيء محذوف

هذا المحذوف إما أن يكون مفردا وإما أن يكون جملة فكأنه يشير إلى أن الخبر لا يكون شبه جملة

ولذلك لم يصرح بأنه يكون شبه جملة

قال : وأخبروا

وأخبروا بماذا ؟

123- وَأَخْبَرُوا بِظَرْفٍ أوْ بِحَرْفِ جَرْ……نَاوِينَ مَعْنَى كَائِنٍ أوِ اسْتَقَرْ

 

يعني :

 زيد عندك :

الأصل :

 زيد كائن عندك

أو زيد استقر عندك

زيد في الدار :

زيد كائن في الدار

زيد استقر في الدار

إذاً :

 

هناك من يقول  إن الخبر كما يكون مفردا ويكون جملة يكون شبه جملة ولا نحتاج أن ننوي معنى كائن أو معنى استقر

وأما هنا على كلام ابن مالك أن الخبر لا يكون مفردا أو جملة إذا كان الخبر ظرفا أو جار ومجرور

إذا كان الجار والمجرور والظرف ليسا بخبر

قال : إن هناك شيئا محذوفا يدل على الخبر  وهذا الشيء المحذوف إما أن يكون مفردا وإما أن يكون جملة

 

ولذلك قال :

123- نَاوِينَ مَعْنَى كَائِنٍ أوِ اسْتَقَرْ

كائن : يدل على المفرد

استقر : يدل على الجملة يعني استقر هو

ـــــــــــ

يقولون :

عندك  : هو الظرف متعلق بمحذوف هو الخبر

 

ــــــــــــــــــــ

124- وَلا يَكُونُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرَا……عَنْ جُثَّةٍ وَإِنْ يُفِدْ فَأخْبِرَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــ

الجار والمجرور هم يقولون خبر :

زيد في الدار :

في الدار خبر لكنه متعلق بمعنى خبر مفرد أو خبر جملة

 

هذا البيت :

 124- وَلا يَكُونُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرَا……عَنْ جُثَّةٍ وَإِنْ يُفِدْ فَأخْبِرَا

يخبر بالجار والمجرور بدون قيود :

زيد في الدار

يخبر بالظرف  المكاني دون قيود :

سواء كان المبتدأ جثة أو معنى

الجثة يعني الذات سواء كان من بشر أو من جماد أو من بهائم

زيد جثة لأنه عبارة عن ذات

الغزال جثة

لكن المعنى مثل :

القيام الصوم هذه معنى

إذاً :

 يخبر بالجار والمجرور دون قيد

يخبر بالظرف المكاني دون قيد تقول 

زيد عندك

هذا خبر ظرف مكاني عن جثة

نريد خبرا عن معنى في المكاني :

اللقاء عندك

 

الظرف الزماني :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الظرف الزماني يخبر عن معنى ولا إشكال في ذلك :

تقول : اللقاء يوم الخميس

لكن الخبر عن جثة في الظرف الزماني  لا يصح

لو قلت : زيد يوم الخميس

ما يصح ما فيه فائدة ما فيه معنى

الرطب شهر ذي العقدة

الرطب جثة

إذاً : مفيد يصح

لأن الرطب في شهر ذي القعدة

لكن لما تقول زيد شهر ربيع
أو شهر ذي القعدة أو زيد يوم الخميس ما ينفع

إذاً :

إذا أخبر بالظرف المكاني دون قيود

إذا أخبر بالظرف الزماني فلا يصح في الجثة إلا إذا أفادت

أما الإخبار بالجار والمجرور دون قيود

 

فخلاصة القول :

أن المبتدأ يكون له خبر

هذا الخبر إما أن يكون جملة أو مفردا

فإن كان جملة فإن كان معناها نفس معنى المبتدأ فلا نحتاج إلى رابط

وإن لم يكن نفس معنى المبتدأ فلابد من رابط

وأما إذا كان الخبر مفردا :

 

فينظر :

إن كان جامدا : فإنه لا يتحمل ضميرا

وإن كان مشتقا:  فيتحمل ضميرا لكنه مستتر

وإن أظهر فإعرابه إما هو تأكيد للضمير المستكن وإما أن يكون إعرابه فاعلا للمشتق

 

وإذا خيف اللبس أو لم يخف اللبس في مثل قولك:

زيد هند ضاربها

زيد عمرو ضاربها

 

فعند ابن مالك لابد  من إظهاره :

زيد هند ضاربها هو

زيد عمرو ضاربه هو

وبعضهم يقول إن أمن اللبس فأنت مخير بين إظهاره وعدمه

 

والخبر لا يكون نفس شبه الجملة وإنما يخبر بشبه الجملة لكنه متضمن إما مفردا ككائن أو متضمن جملة بمعنى : استقر

 

والخبر بالظرف الزماني ليس كالخبر بالظرف المكاني دون قيود

فإن كان الظرف الزماني مخبرا عن معنى فيجوز

وإن كان مخبرا عن جثة فيجوز في حالة واحدة إذا أفاد