شرح الألفية الدرس ( 64 ) ( الابتداء) [ الأبيات 125 ـ 127 ولا يجوز الابتدا ]

شرح الألفية الدرس ( 64 ) ( الابتداء) [ الأبيات 125 ـ 127 ولا يجوز الابتدا ]

مشاهدات: 2464

الابتداء :

قول الناظم :

125– وَلاَ يَجُوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ……  مَا لَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ

126– وَهَلْ فَتَىً فِيكُم فَمَا خِلٌّ لَنَا …  وَرَجُلٌ مِنَ الكِرَامِ عِنْدَنَا

127– وَرَغْبَةٌ فِي الخَيْرِ خَيْرٌ وَعَمَلْ… بِرٍّ يَزِينُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن مالك رحمه الله :

125- وَلاَ يَجُوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ……مَا لَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر ابن مالك في هذه الأبيات أن المبتدأ لابد أن يكون معرفة ، ولا يصلح أن يكون نكرة إلا إذا كانت هذه النكرة أفادت معنىً

فقولك :

زيد قائم

زيد : مبتدأ

وقائم : خبر

لماذا  لا يجوز الابتداء بالنكرة وإنما يكون الابتداء بالمعرفة ؟

لأن المبتدأ محكوم عليه فمر معنا في البلاغة أن علم المعاني يرتكز على أساسين :

مسند :  وهو المحكوم به

ومسند إليه : وهو المحكوم عليه

فهنا :

 زيد قائم حكمنا على زيد بالقيام

لكن لو قلت : رجل قائم

هنا : لا يصح

لم ؟

لأن رجل نكرة وإذا سمع أول ما يسمع رجل لم يلتفت السمع إلى ما بعده

لكن لما يقال : زيد قائم

يسمع زيد ينتظر أمرا

فلابد أن يكون هذا المحكوم عليه معروفا فإن كان غير معروف

كقولك : رجل قائم

فلا يصح

لكن لو قال قائل :

إن الفاعل محكوم عليه يعني هو مسند إليه

فتقول : قام رجل

فيصح

لم يصح ؟

لأنك قدمت الحكم

ما هو الحكم ؟

القيام

فتنتظر هذا الحكم يقع على من ؟

حتى لا يحتج محتج فيقول : الفاعل محكوم عليه ومع  ذلك يأتي نكرة ويصح فلماذا لا يكون كالمبتدأ

 

ولذا قال رحمه الله :

125- وَلاَ يَجُوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ……مَا لَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــ

فلابد أن تكون هذه النكرة مفيدة معنى

وتفيد النكرة معنى في أمور ستة ذكرها هنا رحمه الله :

أولا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ

ـــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــ

نمرة : هو المبتدأ وهو نكرة وصح أن يكون مبتدأ

لم ؟

لأن الخبر تقدمه فأشبه الفاعل

لأنك قدمت الحكم

فالقسم الأول في جواز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى :

أن يتقدم الخبر على المبتدأ الذي هو نكرة

بشرط أن يكون هذا الخبر ظرفا كما هنا :

عند زيد نمره

أو يكون جارا ومجرورا

كقولك :

في الدار رجل

لكن أيصح : قائم رجل ؟

لا ، لأن الخبر تقدم هنا وليس بظرف ولا بجار ومجرور

ما رأيكم في قولك : قائم زيدٌ  ؟

ــــــــــــــــــــــ

يصح ؟

لم ؟

لأن المبتدأ ليس بنكرة بل هو معرفة فيصح

 

126- وَهَلْ فَتَىً فِيكُم فَمَا خِلٌّ لَنَا ……وَرَجُلٌ مِنَ الكِرَامِ عِنْدَنَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

126- وَهَلْ فَتَىً فِيكُم

ـــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــ

 

القسم الثاني في جواز الابتداء بالنكرة :

أن يتقدمها استفهام :

لأن فتى هنا نكرة تقدمها استفهام

فحرف الاستفهام ” هل ” لا محل له من الإعراب

فتى : مبتدأ

فيكم : جار ومجرور خبر

لماذا إذا تقدم النكرة استفهام يجوز الابتداء بالنكرة ؟

لأنه أعطى هذه النكرة فائدة

 

ثم قال :

فَمَا خِلٌّ لَنَا

ـــــــــــــــــــــ

 

القسم الثالث في جواز الابتداء بالنكرة إذا أفادت :

إذا تقدمها نفي

ما : نافية

خل : مبتدأ مع انه نكرة وتقدم لأنه سبقه نفي

لنا : جار ومجرور في محل رفع خبر

 

وَرَجُلٌ مِنَ الكِرَامِ عِنْدَنَا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــ

القسم الرابع في  جواز الابتداء بالنكرة :

أن تكون هذه النكرة موصوفة

 

وَرَجُلٌ مِنَ الكِرَامِ عِنْدَنَا

رجل : مبتدأ

من الكرام : جار ومجرور متعلق بصفة

لمن ؟

لرجل

عندنا : ظرف في محل رفع خبر المبتدأ

 

127- وَرَغْبَةٌ فِي الخَيْرِ خَيْرٌ وَعَمَلْ……بِرٍّ يَزِينُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

127- وَرَغْبَةٌ فِي الخَيْرِ خَيْرٌ

ـــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــ

 

القسم الخامس في جواز الابتداء بالنكرة :

أن تكون هذه النكرة عاملة في غيرها

 

رغبة هنا نكرة مبتدأ مرفوع ولكن أصلها مصدر والمصدر يعمل في غيره

فرغبة : مبتدأ

في الخير : جار ومجرور في محل نصب مفعول للمصدر الذي هو رغبة

وخير : خبر لرغبة

 

وَعَمَلْ……بِرٍّ يَزِينُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

 

القسم السادس والأخير الذي ذكره هنا :

أن النكرة يجوز الابتداء بها إذا كانت مضافة

 

عمل : نكرة وعمل مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة لكن هنا سكن من أجل مراعاة الوزن وهو مضاف

وبر : مضاف إليه

وجملة يزين : في محل رفع خبر لعمل

 

 

وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

 

أراد بذلك رحمه الله أن يبين أن الأصل في جواز الابتداء بالنكرة : أن تفيد فإذا أفادت صح الابتداء بها

وأقسام الابتداء بها إذا أفادت ذكر منها هنا ستة من باب تدريب طالب هذا العلم وتحريك ذهنه لمعرفة أقسام أخرى

ولذا قال :

وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ

 

يعني يقول : أنا لم أقل كل شيء من هذه الأقسام من أقسام النكرة التي تفيد فيقاس على ما ذكر من هذه الأقسام الستة أقساما أخرى فتبحر فيها إذا أفادت معنى وقد أوصلها بعضهم إلى ثلاثين قسما

نذكر شيئا مما ذكروه لأنه قال :

وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ

 

من بين الأقسام :

أن ترتبط النكرة بلام الابتداء :

تقول : لرجل قائم

 

ومن الأقسام :

أن تكون واقعة لجواب استفهام :

تسأل فيقال لك : من عندك ؟

فتقول : رجل

أصلها رجل عندي

فرجل : مبتدأ مع أنه نكرة وجاز الابتداء به لأنه واقع في جواب سؤال

أين خبره ؟

محذوف دل عليه ما قبله تقديره : عندي

 

ومن الأقسام :

أن تكون النكرة دعاء ً:

ـــــــــــــــــ

(( سلام هي حتى مطلع الفجر ))

(( سلام قولا ))

سلام هنا نكرة جاز الابتداء بها

لم ؟

لأنها دعاء

 

ومن الأقسام :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنويع النكرة وعدم تحديدها كأن تقول :

ثوب لبست وثوب تصدقت به

فثوب هنا نكرة وجاز الابتداء به للتقسيم

 

ومن الأقسام :

أن تقع بعد لولا :

كقوله :لولا صبر ما ظفرنا

صبر : مبتدأ مع أنه نكرة لأنه واقع بعد لولا

 

والأقسام كثيرة

 

لكن خلاصة القاعدة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه لا يجوز الابتداء بالنكرة إلا إذا أفادت

متى تفيد ؟

في أقسام كثيرة

أوصلها بعضهم إلى ثلاثين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ