شرح الألفية الدرس ( 7 ) المعرب والمبني [ البيتان 23 ــ 24]

شرح الألفية الدرس ( 7 ) المعرب والمبني [ البيتان 23 ــ 24]

مشاهدات: 522

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس السابع

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

قال الماتن رحمه الله :

23 ـ والرّفعَ والنّصبَ اجعلنْ إعْرَابا *** لاْسمٍ وَفِعٍل نَحْوُ لــنْ أَهَابَا

   24 ـ والاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بالجَرّ كَمَا *** قَدْ خُصّصَ الفِعْلُ بِأَنْ يَنْجَزِمَا

الشرح :

لما فرغ رحمه الله من ذكر المعرب والمبني من أقسام الكلام ، بيَّن رحمه الله أن أقسام الإعراب أربعة :

أولا : الرفع

ثانيا : النصب .

ثالثا : الجر .

رابعا : الجزم .

فالرفع والنصب ، في قوله :

والرّفعَ والنّصبَ اجعلنْ إعْرَابا

وأما الجر ، ففي قوله :

      والاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بالجَرّ كَمَا

وأما الجزم ، ففي قوله :

قَدْ خُصّصَ الفِعْلُ بِأَنْ يَنْجَزِمَا

ويتضح من هذين البيتين أن الجر لا يدخل إلا على الأسماء ، و( الجر) يعبر عنه الكوفيون بـ ( الخفض ) بينما البصريون يعبرون عنه بـ          ( الجر )

وبين أن الفعل مخصص به الجزم ، أما قسما الرفع والنصب ، فيمكن أن يدخلا على الاسم ويدخلا على الفعل .

والناظر هنا في هذين البيتين ينظر إلى أن الإعراب يكون في الأسماء ويكون في الأفعال ، لقوله : ( لاْسمٍ وَفِْعٍل )

ولم يذكر القسم الثالث من أقسام الكلام الذي هو ( الحرف ) لأن الحروف كلها مبنية :

وَكُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقٌ لــِلْبِنَا 

والناظر في هذين البيتين يعلم بأن الاسم لا يمكن أن يكون مجزوما ، وأن الفعل لا يمكن أن يكون مجرورا ، فلا تأت إلى اسم وتقول هو مجزوم ، ولا تأت إلى فعل وتقول هو مجرور .

لكن يمكن أن يكون الاسم مرفوعا ويمكن أن يكون منصوبا ، والفعل يمكن أن يكون مرفوعا ويمكن أن يكون منصوبا .

والناظر في البيت الأول يرى أن الناظم رحمه الله ذكر مثالا في قوله : ( لــنْ أَهَابَا ) مثال على ماذا ؟ مثال على المنصوب ، لكن ما هو هذا النوع من أنواع الكلام الذي هو منصوب ؟ الفعل ، وأي نوع من أنواع الفعل ؟ المضارع ، فتمثيله هنا بالفعل المضارع لكي يخرج فعل الأمر والفعل الماضي ، لأنهما مبنيان .

فنخلص من هذا : أن الإعراب يدخل على الاسم ويدخل على الفعل المضارع فقط .

ولذلك قال رحمه الله :

والرّفعَ والنّصبَ اجعلنْ إعْرَابا

يعني من الإعراب ( الرفع والنصب )

ثم قال :

      والاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بالجَرّ كَمَا

أن ما يخص ( الجر ) هو الاسم .

قَدْ خُصّصَ الفِعْلُ بِأَنْ يَنْجَزِمَا

دل على أن الجزم مخصوص به الفعل .

لم يقل رحمه الله : والرفع والنصب والجر والجزم – كلا – كلام مرتب على أحسن ما يكون ، كأنه يقول أنت فاهم ، ما دخلت في هذا العلم إلا لأن عندك قوة في الفهم .

قال رحمه الله :

والرّفعَ والنّصبَ اجعلنْ إعْرَابا *** لاْسمٍ وَفِْعٍل نَحْوُ لــنْ أَهَابَا

إذاً لما ذكر ما بعده وهو ( الجر والجزم ) دل على أن تمام أقسام الإعراب يكون بالجر والجزم .